تأخير التأليف يهدد عملية الانتخابات النيابية 

 

السفير :

انشغل الرئيس سعد الحريري خلال عطلة الأسبوع بالانتخابات الداخلية في «تيار المستقبل»، فتوقفت عجلات التفاوض حول تأليف الحكومة عن الدوران، ليتحول اهتمام الرئيس المكلف من البحث في التركيبة الحكومية، الى مواكبة ولادة التركيبة التنظيمية المتجددة لـ«المستقبل».
وما ساهم أيضا في تبريد خطوط مساعي التأليف هو وجود الوزير جبران باسيل في البرازيل، سعياً الى تزخيم الطاقات الاغترابية، بعدما ضاقت الحقائب الوزارية بـ «الطاقات المحلية»!
ولئن كان الحريري قد فاز برئاسة تياره بالتزكية، فإن الإنجاز الأهم هو أن يفوز سريعاً بتشكيلة حكومية متوازنة ومنتجة، لان استمرار هدر الوقت من دون إنجاز التأليف سينعكس سلبا عليه وعلى العهد الجديد.
وأبلغت مصادر مواكبة للملف الحكومي «السفير» أن العقد لا تزال تراوح مكانها، وأن كل طرف مستمر في التمسك بطروحاته، في انتظار حدوث اختراق ما من خلال تنازلات متبادلة، موضحة أن «القوات اللبنانية» باقية على مطالبتها بحقيبة «الأشغال العامة»، و«تيار المردة» على موقفه الداعي الى منحه «الطاقة» أو «الاتصالات» أو «الأشغال»، كما أن «التيار الوطني الحر» يتمسك بـ«التربية»، علما أن الرئيس نبيه بري كان قد اقترح أن تكون «الأشغال» و«التربية» من حصة فريقه السياسي على أن يتولى هو التفاهم مع النائب سليمان فرنجية حول الحقيبة التي ستؤول الى «المردة».
وتردد أن من بين الخيارات الممكنة لمعالجة العقد، محاولة إقناع «القوات» بنيل «الصحة» بدل «الأشغال»، إضافة الى البحث في إمكان أن يتخلى «المستقبل» عن «الاتصالات»، لتُمنح الى «المردة».
ولئن كان هناك من يتوقع أن تأتي الحكومة المقبلة امتدادا لسابقاتها، على مستوى المحاصصة والنهج، فإن ما يمكن أن يشفع لها ويخفف من وطأة علاتها هو أن تولد بسرعة، ليس حباً فيها، بل كرهاً بقانون «الستين» وأملاً أن تكون أولويتها وضع قانون انتخاب جديد، يمهد لمرحلة مغايرة، على قاعدة إعادة تكوين السلطة.
وبرغم أن المتطلعين الى قانون عصري على أساس النسبية لا يزالون يأملون تحقيق هذا الطموح، قبل دعوة الهيئات الناخبة في النصف الاول من شهر شباط المقبل، مرتكزين على قوة الدفع التي أفرزها انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، إلا أن الواقعية السياسية تدفع في اتجاه الاعتقاد بأن فرص إنجاز مثل هذا القانون آخذة في التضاؤل، يوما بعد يوم، تحت وطأة «الحيل السياسية» من جهة، وعامل الزمن الذي بات ضاغطاً من جهة أخرى، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 21 أيار المقبل.
وقالت مصادر سياسية لـ «السفير» إنها تخشى من أن يستفيد البعض من إجازات شهر الأعياد والوقت الذي يتطلبه تشكيل الحكومة ثم وضع بيان وزاري وبعد ذلك نيل الثقة، من أجل محاولة تمييع أولوية قانون الانتخاب الجديد، معتبرة أن المشكلة تكمن في النيات المضمرة التي تحاول استهلاك الزمن وتقطيعه، للوصول في نهاية الأمر الى فرض إجراء الانتخابات على أساس «الستين».
ولفتت المصادر الانتباه الى أن إقرار قانون جديد يبقى ممكناً في ربع الساعة الأخير، إذا توافرت الإرادة الحقيقية والصادقة، لأن كل المشاريع أشبعت درساً وتمحيصاً، وبالتالي لم يعد ينقص سوى القرار السياسي باعتماد هذا المشروع أو ذاك.
وفيما يشكل الإبقاء على «الستين» انتكاسة للعهد، اعتبر بعض المقربين من الرئيس ميشال عون أنه يجب عدم تحميل الأشهر الستة الأولى من ولايته أثقال كل المطالب دفعة واحدة، من حكومة ثورية الى قانون انتخاب عصري، مرورا بالإصلاحات ومكافحة الفساد.
وأشار هؤلاء الى أن الأشهر الأولى من الولاية الرئاسية هي انتقالية حُكماً، ما يفسر احتمال أن تأتي الحكومة المقبلة مزيجاً بين موروثات الحقبة السابقة وتطلعات الحقبة الجديدة، «وكذلك الأمر بالنسبة الى قانون الانتخاب الذي يجب بذل أقصى الجهود لتعديله وتطويره، ولكن إذا لم يحصل ذلك الآن، فهذه ليست نهاية العالم، إذ هناك متسع من الوقت أمام العهد لإنتاج القانون الأفضل في ما بعد».
وأكد المدافعون عن العهد أن حصول الانتخابات على أساس قانون عادل وعصري هو حتماً أفضل بألف مرة من إجرائها وفق «الستين»، فإذا تعذر ذلك، يصبح حصولها على قاعدة «الستين» أفضل بكثير من عدم إجرائها.
وتقول بعض الأوساط السياسية إن ما يخفف من وطأة «الستين» على المسيحيين هذه المرة هو التحالف بين «التيار الحر» و «القوات اللبنانية» الذي من شأنه أن يُحسن تمثيل هاتين القوتين في المجلس النيابي المقبل، أياً كان قانون الانتخاب.
لكن أوساطاً بارزة في تكتل «التغيير والإصلاح» أكدت في المقابل لـ «السفير» أن «الستين» لا يفيد المسيحيين ولا يعدل في صحة تمثيلهم، إلا على مستوى بعض التفاصيل والجزئيات، برغم زخم تحالف «التيار» - «القوات»، مشددة على أن التحدي المحوري يكمن في تحرير مقاعد قرابة 30 نائباً مسيحياً «خارج السيطرة»، من هيمنة الصوت المسلم، من عكار الى بيروت مروراً بالشوف وزحلة، وغيرها من المناطق.
مخاوف بري
الى ذلك، قال الرئيس بري أمام زواره امس إنه لم يتبلغ بأي جديد خلال اليومين الماضيين في ما خص مساعي تأليف الحكومة.
وحذر بري من أن الوقت يمر، مشددا على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل التفرغ لقانون الانتخاب.
ونبه الى أنه بعد شهر من الآن تقريبا سيصبح من الصعب جدا إنجاز قانون جديد وإجراء الانتخابات على أساسه، لان المهلة الفاصلة عن موعد الانتخابات ودعوة الهيئات الناخبة تضيق شيئا فشيئا.
وأبدى بري تخوفه من وجود أطراف داخلية تضغط في اتجاه فرض قانون «الستين» كأمر واقع على قاعدة أنه يخدم مصالحها، محذرا من أن أي أمر من هذا القبيل سيضع الطبقة السياسية في مواجهة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين التي أكدت رفضها لـ «الستين»، كما أظهر أحد استطلاعات الرأي.
وكرر بري التنبيه الى أن اعتماد «الستين» سيشكل نكسة كبرى للعهد الجديد.
ولفت الانتباه الى أن كتل «التنمية والتحرير» و «الوفاء للمقاومة» و «الإصلاح والتغيير» تلتقي حول قاسم مشترك أساسي وهو ضرورة وضع قانون جديد يحقق عدالة التمثيل، معتبراً أن أي قانون يظل أفضل من «الستين» الذي لا يليق بطموحات اللبنانيين.

 

النهار :

بعيداً من ملف التأليف الحكومي العالق بين مطالب ظاهرها حقائب وزارية وباطنها صراع على مضمون "السلة" الذي كان بالجملة فصار بالمفرق، وخصوصاً من باب قانون الانتخاب العتيد والاستحقاق المقبل بتأجيل تقني للانتخابات النيابية قد لا يتجاوز الاشهر الثلاثة، يبرز أمام لبنان الاستحقاق النفطي المتأخر على وقع المماحكات والصراعات والتي تكاد تضيع على لبنان فرصته التاريخية بالتحول بلدا نفطياً.
تحاول اسرائيل ازالة العراقيل التي تعيق وصول غازها الى تركيا ومنها الى أوروبا باستخدام مسارين محتملين: خط أنابيب من اسرائيل إلى تركيا وصولاً الى أوروبا عبر المياه الاقليمية اللبنانية والسورية وهذا أمر مستحيل، وبناء انبوب غاز يخرج مباشرة من اسرائيل الى قبرص ومنها الى تركيا وصولاً الى أوروبا. ومع مد الانبوب الاسرائيلي الى تركيا سيصير مستحيلاً على لبنان المشاركة فيه لايصال غازه الى أوروبا لأن الأمر سيُعتبر "تطبيعاً" مع تل ابيب، ولا يمكن قبول عبور الغاز اللبناني في الانبوب ذاته الذي يمر فيه الغاز الاسرائيلي، وقت تؤكد الدراسات والخرائط ان انبوباً واحداً فقط يمكن ان يمر من شرق المتوسط الى تركيا وأوروبا، اذ لا تحتمل هذه البقعة الجغرافية انشاء اكثر من انبوب، مما يعني إخراج لبنان من لعبة الغاز.

 

الحكومة
على مسار التأليف الحكومي، هدأت جبهة عين التينة - بعبدا، ليحول الرئيس نبيه بري سهامه في اتجاه "بيت الوسط" متحدياً الرئيس سعد الحريري "ان يمضي في التأليف" إذا استطاعوا تأليفها من دوننا فليقدموا على هذا الامر، ونتجه عندها الى المعارضة التي يراودني مناخها". وهو يتهم الحريري بنقل كلام غير صحيح قائلاً: "ارفض من لا يتعامل معي بصدق". وينفي بري معلومات يقدمها الحريري مفادها أن وزارة الاشغال من حصة "القوات"، وانه جرى الاتفاق على هذا الامر مع بري الذي قبل بالصحة بعد تنازل سمير جعجع عن الحقيبة السيادية، ويوضح لـ"النهار" إن "هذا الكلام لا اساس له من الصحة. قلت للحريري ان الحركة تطالب بحقيبتي المال والاشغال، ولا أمانع في القبول بالحقيبة الثالثة، أي وزير دولة من باب التسهيل. حقيقة، ندمت على موقفي الاخير. وأكرر أن لا خلاف ولا مشكلة بيني وبين سمير جعجع أو اي فريق، ولتحصل القوات على الحقيبة من الجهة التي قدمت لها هذا الوعد".

 

مؤتمر "المستقبل"
على صعيد آخر، اختتم "تيار المستقبل" مؤتمره العام الثاني، الذي عقده يومي السبت والأحد في مجمع "البيال"، بانتخاب الرئيس سعد الحريري رئيساً للتيار بالتزكية، وأحمد الحريري أميناً عاماً للتيار. وانتخب المؤتمر الذي شارك فيه 2400 ناخب، و400 عضو مراقب، 20 عضواً للمكتب السياسي بعد رفع عددهم بناء على توصية الرئيس الحريري، وعين الاخير وفقاً للنظام الداخلي للتيار، 12 عضواً. واللافت في الانتخابات كما في التعيينات انها حملت وجوها سياسية جديدة غالبها من الشباب، وادخلت العنصر النسائي بشكل واضح، كما وعد الرئيس الحريري سابقاً بان يبلغ الاعضاء من الشباب والنساء نحو 40 في المئة.
وقال الحريري في جلسة الافتتاح: "ينعقد المؤتمر في مرحلة من أدق المراحل في تاريخ لبنان والمنطقة العربية وأصعبها. وقد شئنا أن يواكب المبادرة السياسية، التي أطلقناها وأنهت الفراغ في رئاسة الجمهورية، بانتخاب فخامة الرئيس ميشال عون، ونقلت لبنان من المراوحة في دوائر الخطر واليأس والتعطيل، الى دائرة إنقاذ الشرعية من الانهيار. ولقد نجحنا بحمد الله في تجنيب لبنان الانزلاق نحو المخاطر المحيطة، وقرّرنا أن نقوم بتسوية سياسية، لم يكن لها من هدف سوى العبور بلبنان من حقول الألغام الإقليمية والمحلية الى منطقة آمنة تحت مظلّة الوفاق الوطني. هذا النجاح هو اليوم في الرصيد الوطني لتيار المستقبل. إنّه في رصيد المؤتمر الثاني للتيار، الذي يشكل علامةً فارقة في مسيرتنا التنظيمية والسياسية والديموقراطية...".

 

 

المستقبل :

وكأنها ولادة جديدة أو هي بالأحرى كذلك.. من رحم تجارب الماضي وعزائم الحاضر، استنهض «المستقبل» ذاته ليؤكد بهمّة أبنائه المخلصين أنه تيار متجدّد مصمّم على استكمال مسيرة الرئيس الشهيد المؤسس رفيق الحريري ورسالته الديموقراطية المدنية الحضارية. فبعد مخاض ديموقراطي حضاري على مدى يومين متتاليين، انتهى المؤتمر العام الثاني لـ«المستقبل» أمس إلى تجديد «الروح والدم» في عروق التيار مكرّساً نفسه تياراً متنوعاً طائفياً ومناطقياً على امتداد الخارطة الوطنية، في مشهد تحوّل «عرساً ديموقراطياً» تميّز بصعود بارز لنجم «الشباب والصبايا» على سلّم القيادة، ما أضفى على المشهد الانتخابي حيوية حزبية متجددة عازمة على المضي قدماً باتجاه تحقيق الآمال والتطلعات في خدمة «المستقبل» والوطن، على وقع تأكيد الرئيس سعد الحريري أنّ «التيار ينظر إلى الأمام ولديه مشروع للبلد».

وفي ختام النهار الانتخابي الطويل في مجمع البيال والذي تخللته جلسات متتالية ناقشت التوجهات والتقارير والوثائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للتيار بمشاركة 

أكثر من 2400 عضو ناخب و400 عضو مراقب، جرى الإعلان مساءً عن نتائج الفائزين في عضوية المكتب السياسي الجديد للتيار (20 منتخبين و12 معينين) وسط مشاركة فاعلة للعنصرين النسائي والشبابي وحصة وازنة لهما في الحصيلة الانتخابية (ص 2). في حين أعلن فوز الحريري بالتزكية رئيساً لـ»المستقبل» وكذلك محمد المراد أميناً لسر هيئة الإشراف والرقابة في التيار نتيجة عدم وجود مرشحين منافسين. 

وعلى الأثر صعد الحريري وأعضاء المكتب السياسي ونواب الرئيس إلى المنصة حيث التقطت لهم صورة تذكارية لينعقد بعدها المكتب الجديد ويقرّ التجديد للأمين العام لــــــــ «المستقبل» أحمد الحريري، الذي سيعقد عند الواحدة من بعد ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في مقر التيار في القنطاري للإعلان عن التوصيات النهائية للمؤتمر العام.

وكان الحريري قد أبدى خلال العملية الانتخابية رضاه عن مجريات المؤتمر العام الثاني التي تظهر مدى حيوية «تيار المستقبل»، مؤكداً بعد إدلائه بصوته في انتخابات أعضاء المكتب السياسي أنه داعم «للشباب والصبايا» وأنّ الانتخابات تتم «بكل شفافية والجميع ينتخب من يريد ولا أحد يفرض نفسه على الآخر»، مع إشارته إلى وجوب الاستعداد لبدء «العمل الفعلي» بعد انتهاء المؤتمر. 

وخلال لقائه وفداً من منسقي قطاع الاغتراب في التيار على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر العام، شدّد الحريري على كون هذا المؤتمر «يشكل انطلاقة جديدة في «تيار المستقبل» الذي ينظر إلى الأمام ولديه مشروع للبلد»، لافتاً في ما يتعلق بالأوضاع الوطنية العامة إلى أنّ هذه الأوضاع «بدأت بالتحسن والناس تشعر أن الأجواء تميل إلى الإيجابية على مختلف الصعد» بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتكليفه تشكيل الحكومة العتيدة.

 

الديار :

حلق الرئيس السوري بشار الأسد في طائرة سوخوي 27 فوق حلب بعدما اتصل بالرئيس الروسي  بوتين وطلب منه وضع طيار روسي وسوخوي حربية كي يحلق فوق حلب ويرى توزيع القوى في العاصمة الثانية حلب.
وقد وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقام الرئيس الأسد بالتحليق نصف ساعة فوق مدينة حلب بالسوخوي 27 مع طيار روسي علما أن الأسد سيقوم يوميا بهذه الرحلة لمتابعة معركة حلب حتى انتهائها وإذا لم يكن لديه وقت، فإن اللواء ماهر الأسد سيحلق فوق حلب في سوخوي 27 مع طيار روسي لتحديد أماكن «جبهة النصرة» و«جيش الفتح» والجيش السوري لأن النظام في سوريا مصمم على إسقاط حلب خلال شهرين كحد أقصى مع العلم أن تركيا تمنع ذلك أي سقوط حلب وترسل مقاتلين وأسلحة إلى هناك من قطر والسعودية وتركية. 
تشتعل معركة حلب مثل النار ويتم استعمال فيها كل انواع الأسلحة من صواريخ ودبابات ومدفعية ومقاتلين ينتشرون على طول الجبهات.
الرئيس بشار الأسد يتابع المعركة عن قرب وقام بإنشاء غرفة عمليات كي يتكلم مع الضباط كل لحظة ويعتبر الأسد أنه يجب كسر «جبهة النصرة» و«جيش الفتح» شرق وغرب حلب فيما يقاتل عناصر «جبهة النصرة» بشكل انتحاري و«جيش الفتح» لا يرتد عن الهجوم على مراكز حزب الله والجيش السوري وإيران.
الغريب في الأمر أن الطيران الروسي لم يوقف غاراته فقد استمرت طائرات سوخوي 24 و 27 في قصف مراكز التكفيريين في حلب، لكن الطيران الروسي خفف قصفه كثيرا رغم حاجة الجيش السوري للغارات الجوية على مراكز المقاتلين. ويبدو أن واشنطن طلبت من موسكو عدم حسم معركة حلب، لكن اللواء ماهر الأسد مع الرئيس بشار الأسد ومع حزب الله يريدون إنهاء معركة حلب، والخبر الذي صدر في قطر هو أن قطر أرسلت أسلحة لا 100 مليون دولار إلى تركيا ودفعت لتركيا مئة مليون دولار كي يمر السلاح القطري إلى المقاتلين في حلب.
وقال وزير خارجية قطر مهما حصل فلن نتخلى عن مقاتلي حلب وقامت تركية بتسليم السلاح الى المقاتلين التكفيريين في حلب وهذه الأسلحة هي حديثة جداً وتضم صواريخ بالليزر تصيب الدبابات والشاحنات والآليات من طراز سيغما 2 الفرنسية. كذلك حوالى 2000 صاروخ من طراز سيغما 3 الحديث جداً في فرنسا ولم يخرج بعد من فرنسا إلا إلى قطر وهذا الصاروخ هو لتدمير مراكز محصنة بالباطون أو محفورة تحت الأرض، كما انه قادر على تدمير مبنى يتمركز فيه الجيش السوري أو مقاتلو النظام من خلال ضرب 3 صواريخ منه على المبنى وهو موجه بالليزر، وإصابته مئة بالمئة أكيدة. كما أرسلت قطر 10000 بندقية مع مناظير تصيب بدقة وأرسلت 5 ملايين طلقة مع البنادق صاحبة المناظير. وأرسلت قطر جهازاً لسلاح الإشارة مع شيفرة سرية لا يستطيع الجيش السوري إلتقاطها ومعرفة أوامر «جبهة النصرة» و«جيش الفتح».
وقال ناطق باسم وزارة الدفاع القطرية: بشار الأسد لن يدخل إلى حلب!
أما اللواء ماهر الأسد فبعد احتدام المعارك، جاء من دمشق إلى حلب وهبط في مراكز الجيش السوري الذي يطوق حلب. ويساهم ضباط من تركيا في توزيع الأسلحة مع ضباط قطريين والشرح عن الصواريخ والبنادق القناصة والمدافع التي عبرت من تركيا إلى حلب. ولذلك شن «جيش الفتح» و«جبهة النصرة» هجوما على شوارع حلب هنانو التي يسيطر عليها الجيش السوري واستطاعوا السيطرة عليها لمدة 10 ساعات إلا أن الجيش السوري وحزب الله والإيرانيين عادوا واسترجعوا شارع هنانو في حلب واحتلوه وطردوا منه التكفيريين. 
وهناك غرفة عمليات عسكرية في تركيا موصولة إلى غرفة عمليات في قطر تعطي كل المعلومات عن معارك حلب. ويقال في الإشاعات أن قطر قدمت استثماراً بنصف مليار دولار لروسيا شرط تخفيف موسكو قصفها الجوي كيلا ينتصر الجيش السوري وحزب الله في حلب. 
اللواء ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة تقريبا قاد معركة إسترجاع شارع هنانو في حلب واستطاع استرجاعها وسحب معه 400 مدني سوري يريدون الهرب من التكفيريين ويكونون عند الجيش السوري النظامي. ويبدو من المرصد السوري في لندن التابع للمعترضة التكفيرية أن اللواء ماهر الأسد كاد أن يصاب إصابة قاتلة لكنه نجا من الموت واستطاع فتح خط لهرب المدنيين السوريين من شوارع هنانو التي كانت بيد جيش جبهة النصرة كي ينسحب المدنيون من مناطق جبهة النصرة إلى مناطق الجيش السوري واعترفت المعارضة السورية بخسارتها في هنانو حلب، وهي يسكنها نصف مليون مواطن وإذا نجح اللواء ماهر الأسد بفتح خط دائم فإن الجيش السوري سيحتل كل غرب حلب وعندئذ يقترب انتصار الجيش السوري وحزب الله على «جبهة النصرة» وعلى جيش الفتح الإسلامي المتطرف.
هذا وهرب آلاف المدنيين من حلب من تحت سيطرة «جبهة النصرة» من شوارع هنانو وغرب حلب الى مراكز النظام السوري، وبدأ طريق الانسحابات ينفتح امام المدنيين للخروج من حلب، فيما يبقى عناصر «جبهة النصرة» و«جيش الفتح» وحدهم في المراكز القتالية.
وفي العملية العسكرية الكبرى التي قام بها الجيش السوري مع حزب الله وحلفائه استطاعوا خرق غرب حلب وفتح الطريق لفك الحصار وخروج المدنيين من المدينة.
وهكذا تكون حلب على شفير السقوط ولكن ليس بسرعة كما يعتقد البعض بل يتطلب ذلك اشهراً، لان تركيا وضعت ثقلها لمنع سقوط حلب وقطر أرسلت أسلحة والسعودية أرسلت مالاً، ويجري الضغط على الإدارة الأميركية كي لا تقوم الطائرات الروسية بغارات جوية على حلب، وهو ما ظهر فعلا اذ خففت الطائرات الروسية هجومها على حلب.

 المركز الروسي للمصالحة 

وفي التفاصيل، انه تمكن نحو 400 شخص من الوصول إلى مناطق سيطرة الجيش السوري في حي مساكن هنانو، قادمين من أحياء الحيدرية والشعار وجبل بدرو بالقسم الشمالي من أحياء شرق حلب، حيث جرى نقل قسم منهم إلى أحياء غرب حلب التي يسيطر عليها الجيش السوري في حين دخلت  أكثر من عشرين عائلة إلى حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي ويقطنه غالبية من المواطنين الكرد، بينما لا تزال عائلات أخرى تحاول الوصول إلى الحي قادمة جميعها من أحياء شرق حلب.
واستطاع عدد من العائلات الخروج من الأحياء الشرقية، مستفيدين من تقدم وحدات الجيش والقوات الرديفة في منطقة هنانو وحي جبل بدرو حيث يعمل عناصر الجيش السوري على استقبالهم وتأمينهم ونقلهم إلى أماكن آمنة.
واشارَ الاعلامُ الحربي الى ان ثلاثَ حافلاتٍ تُقلُ مدنيينَ خرجت من الاحياءِ الشرقية عبرَ الممراتِ التي خُصِصَت مسبقاً لخروجِ الاهالي. واشارت وكالة سانا الى ان الجيش السوري أمّن خروج 1500 شخص من أحياء شرق حلب في الفترة الاخيرة.
الى ذلك أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن أكثر من 900 مدني بينهم 119 طفلا، غادروا خلال اليوم الأخير منطقة جبل بدرو.
كما أشار المركز في بيانه إلى أن سلطات محلية تتشكل الآن في المناطق التي تم تحريرها من المقاتلين في حلب، وأن الحياة السلمية بدأت تستعاد فيها.
وجاء في البيان: «المركز الروسي للأطراف المتنازعة في سوريا، نظم إرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحررة من الإرهابيين، وتستعاد الحياة السلمية في الأحياء ويجري تشكيل هيئات سلطة محلية، ويتم توفير الأمن والنظام».
هذا وأفاد المركز الروسي أن الاشتباكات تتزايد في حلب، بين الجماعات المسلحة في الأحياء الشرقية حلب، بسبب رغبة جزء من المقاتلين، مغادرة المدينة.

 غرفة العمليات المشتركة 

وصرح مصدر أمني في غرفة العمليات المشتركة في حلب بالآتي :
1- كما وعدنا اهلنا في حلب، ما هو سوى وقت قصير وسيعودون جميعاً الى احضان الوطن حيث العزة والكرامة بعيداً عن ارهاب التكفيريين الذين يتخذون منكم رهائن لتنفيذ اجندات خارجية صهيونية.
2- لقد تم التأكيد على تحرير ما تبقى من حلب ، وفي الآونة الأخيرة الكل يشهد على انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه، ومجدداً يتم التأكيد انه ما زالت الفرصة سانحة للوصول الى تسوية تضمن سلامة من يريد الخروج من حلب وبذلك تحفظ الدماء ويتجنب أهالي حلب المزيد من العذاب.
3- إن جنود الجيش العربي السوري والحلفاء لا يمكن الرهان على تعبهم وهم يؤكدون انهم لن يتعبوا او يكلوا او يتوقفوا عن القيام بمهمتهم تجاه اهلهم في حلب وعلى كامل الأرض السورية.
4- لقد تعاظم العزم بقتال الاٍرهاب مهما بلغت التضحيات ولن تذهب هدراً دماء شهداء هذا الجيش والشعب وستكون الجائزة الكبرى لكل سوري هو النصر الحاسم.
5- واهمٌ ومخطئ من يفكر ولو للحظة أن الجيش والحلفاء سيتراجعون عن هدفهم بتحرير كامل مدينة حلب، او يتركوا اكثر من مئتي ألف مواطن سوري رهائن بيد حفنة من المسلحين الإرهابيين و هذا قرار نهائي ولا عودة عنه.

 بدء تنفيذ بنود مصالحة خان الشيح 

هذا وبدأ عند التاسعة من صباح امس تنفيذ بنود المصالحة في مدينة خان الشيح في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وذلك بفتح الطرقات وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، على أن يتم يوم غد ترحيل المسلحين الى ادلب. وقد وافق الجيش على استسلام من يريد تسوية اوضاعه من المسلحين وفق مرسوم رئيس الجمهورية، ومن يريد الرحيل الى ادلب سيتم ترحيله، على أن يتم تسليم كامل العتاد والسلاح والذخائر وتسليم المصانع العسكرية وخرائط الألغام والأنفاق. وتأتي هذه المصالحة بعدما اطبق الجيش السوري خلال شهرين ونصف على المدينة، حيث تمّت السيطرة بشكل كامل على مداخل ومنافذ المسلحين إلى خان الشيح، وبعد السيطرة على احياء داخل المدينة وتضييق الخناق على المسلحين لمدة 20 يوماً في حي النَوَر وحي النهر والدير خبية والكتيبة الصاروخية بين زاكية وخان الشيح، فضلاً عن عزل خان الشيح عن محيطها وقطع طرق إمداد المسلحين مما لم يترك خياراً امامهم سوى خيار الاستسلام. 

 «داعش» يستخدم الكمييائي ضد المعارضة 

من جهة ثانية، اتهم الجيش التركي أمس الأحد تنظيم «داعش» باستخدام أسلحة كيميائية شمال سوريا ضد قوات المعارضة المدعومة من تركيا (درع الفرات).
وقالت هيئة الأركان التركية في بيان لها: «لاحظنا وجود أعراض الإصابة بغاز كيميائي على 22 من مقاتلي المعارضة السورية نتيجة إطلاق تنظيم داعش صاروخا في منطقة الخليلية شمال سوريا».
كما أفاد بيان الهيئة بمقتل عنصر من «الجيش السوري الحر» وإصابة 14 آخرين في اشتباكات وقعت مع «داعش» في شمال سوريا.
وأشار البيان إلى أن مقاتلات تابعة لقيادة القوات الجوية التركية دمرت 4 أهداف لتنظيم داعش شمال سوريا.

 البنتاغون ينفي مقتل جنود أميركيين في انفجار الحسكة 

نفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون مقتل جنود لها في الانفجار الذي وقع بمعسكر تابع للوحدات الكردية ببلدة تل تمر بريف الحسكة، حسب مواقع إعلامية. 
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مسؤول في البنتاغون، في تصريح لها «نحن على علم بالأنباء الواردة عن وقوع الانفجار في سوريا، ويمكنني أن أؤكد عدم مقتل أي جندي أميركي هناك».
وكانت مصادر إعلامية قد أشارت إلى مقتل 5 جنود أميركيين وقياديين اثنين من الوحدات الكردية، في الانفجار. 
يذكر أن سلسلة انفجارات دوت مساء أول من امس السبت داخل مستودع أسلحة وذخيرة في معسكر مشترك تابع للمقاتلين الأكراد وقوات التحالف الدولي، شمال شرق سوريا.
ولم تحدد المصادر المحلية السبب المباشر لهذه التفجيرات، التي دوت بشكل متلاحق على مدى نصف ساعة، قبل أن تهرع سيارات الإسعاف والإطفاء إلى الموقع.
وتنشر واشنطن أفرادا من وحداتها الخاصة في شمال سوريا لتقديم المشورة لـ «قوات سوريا الديموقراطية»، التي تضم فصائل كردية وأخرى عربية تقاتل المسلحين على عدة جبهات.

 

الجمهورية :

يستمر التعثّر في ولادة الحكومة نتيجة تمسّك هذا الفريق أو ذاك بشروطه أو مطالبه، ويرفض البعض أو الجميع تقديم تنازلات تؤدي الى ساحة تفاهم مشترك يُخرج الحكومة الى النور، فيما بدأت علامات استفهام كبيرة ترتسم في الافق حول خلفيات هذه المواقف التي غالبها غير مقنع بأنها وحدها ما يعوق التأليف، وكذلك حول مصير قانون الانتخاب العتيد ومصير الاستحقاق الانتخابي النيابي المقرّر في أيار المقبل برمّته.

على رغم دخول البلاد أسبوعاً جديداً من التكليف، لم تحمل الساعات الماضية ايّ تطور إيجابي على جبهة التأليف الحكومي يَشي بولادة حكومية قريبة، خلافاً لكلّ الرهانات السابقة. وينتظر ان تنطلق محركات التأليف مجدداً بعدما أنهى الرئيس المكلف سعد الحريري ترتيب بيته الداخلي وفاز برئاسة تيار «المستقبل» بعد انتخاب مكتبه السياسي إثر انتهاء المؤتمر العام الثاني لـ«التيار»، وكذلك بعد عودة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل من البرازيل الجمعة المقبل وعودة نادر الحريري مدير مكتب الرئيس المكلّف من الخارج، بغية تفكيك ما تبقّى من عقد، وخصوصاً عقدة وزارة الأشغال، العالقة بين إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الإحتفاظ بها، وطلب «القوات اللبنانية» الحصول عليها. وما بين هذين المطلبين، ظلّت عقدة تيار «المردة» الذي ما زال يطالب بالحصول على حقيبة من الحقائب الثلاث: الإتصالات، الطاقة، الأشغال، قائمة على رغم إصرار الحريري على انّ حصة «المردة» هي في الإحتفاظ بحقيبة «الثقافة».

تزامناً، أكدت مراجع معنية بملف التأليف لـ«الجمهورية» انّ مبادرة بري الذي يطالب بالإحتفاظ بحقائب وزارات المال والأشغال والتربية، متعهداً بتسوية عقدة «المردة»، ما زالت قائمة كما هي.

وفيما ترددت معلومات عن احتمال تَخلّي الحريري عن حقيبة «الإتصالات» في اللحظات الأخيرة لتَجييرها لفرنجية، رفضت مصادر تيار «المستقبل» تأكيد هذه الرواية أو نفيها.

بري

وفي هذه الاجواء اكّد بري أمام زوّاره امس انه لم يتبلّغ خلال اليومين الماضيين أيّ جديد حول المساعي الجارية لتذليل العقبات التي تعوق ولادة الحكومة. وحذّر من انقضاء الوقت، مشدّداً على ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة بغية التفرّغ لقانون الانتخاب، مُنبّهاً الى انه «بعد شهر من الآن سيصبح من الصعب جداً وضع قانون جديد للإنتخاب وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه».

وتخوّف بري من «وجود أطراف داخلية تضغط في اتجاه فرض قانون الستين أمراً واقعاً»، محذّراً من «انّ أيّ أمر من هذا القبيل سيضع الطبقة السياسية في مواجهة الاكثرية الساحقة من اللبنانيين والتي أكدت رفضها قانون الستين، حسب ما أظهر أحد استطلاعات الرأي».

وقال: «انّ كتل «التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة» و»الاصلاح والتغيير» تلتقي حول قاسم مشترك أساسي وهو ضرورة وضع قانون جديد يحقّق عدالة التمثيل»، معتبراً «انّ أيّ قانون يظل أفضل من قانون الستين الذي لا يليق بطموحات اللبنانيين بالتمثيل الشامل والعادل في المجلس النيابي».

«حزب الله»

الى ذلك أعلن «حزب الله» انّ عقبات التأليف «ليست جوهرية». وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم: «عندما يُقرّ العالم من أوّله إلى آخره بدور «حزب الله» في إنجاز الاستحقاق الرئاسي بشكل فاعل كالشمس في رائعة النهار، فلا قيمة عندها لادّعاءات البطولة والفضل من بعضهم، فهي خربشات وأوهام الفوز خارج الحلبة».

واعتبر انّ «الذين يحاولون إبراز عضلاتهم خارج حلبة المصارعة، وادّعوا أنهم قاموا بعمل وأنجزوا وكانوا الأوائل، هم التحقوا في الركب الذي سار فيه «حزب الله» واستطاع مع الخيّرين إنجاز الاستحقاق الرئاسي».

ولفت قاسم الى «انّ الأصعب مَرّ وتمّ التكليف، أمّا عقبات التأليف فليست جوهرية»، مؤكداً انها «تتطلب بعض المرونة ونتيجتها إيجابية للجميع». ورأى ان «لا داعي لأن تتأخر الحكومة في تشكيلها، وفي الإمكان أن نتعاون لنصل في أسرع وقت إلى إنجازها لمصلحة الناس».

واعلن انّ الحزب لن يوفّر جهداً «لقيام الدولة وبنائها لأبنائها»، وقال: «لسنا ممّن يَسعون لاستحقاقات تعويضاً عن خسائر مالية أو سياسية، نحن نسعى لإنجاز الاستحقاقات لخدمة الناس وحماية الوطن».

«الإشتراكي»

في هذا الوقت، أمل «الحزب التقدمي الاشتراكي» في أن يوفّق الرئيس المكلّف في تأليف الحكومة في أقرب وقت ممكن، مؤكداً أنّ «الثقة كبيرة به وبحرصه على التوازنات والتمثيل الحقيقي». وقال الوزير وائل ابو فاعور: «إقتناعنا كامل بأنه سيوفّق في تأليف الحكومة، ومهما حصل من خلافات او نزاعات فهذا جزء من المخاض التقليدي الكلاسيكي لتأليف الحكومات في لبنان، وستتألف لأنها وسيلة لخدمة المواطنين وتثبيت الوحدة الوطنية، والاستقرار الأمني، وانتعاش الاقتصاد ومعالجة القضايا الاجتماعية».

جاويش أوغلو الى بيروت

على صعيد آخر، وبعد زيارته لطهران حيث التقى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، يزور وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو بيروت الإثنين المقبل حاملاً رسالة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تهنئه بانتخابه رئيساً للجمهورية، بالإضافة الى البحث في آخر التطورات التي تعني البلدين في ضوء زيارته لطهران وحركة الإتصالات المفتوحة بين الرئيس التركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والتي تناولت بالتفصيل ما يجري في سوريا وترددات أزمة النازحين على دول الجوار السوري، في اعتبارها ملفاً مشتركاً بين أنقرة وبيروت وسبق ان تعاونا والأردن في بعض المؤتمرات الدولية والإقليمية التي خصّصت للبحث في كلفة هذه القضية والتخفيف من انعكاساتها السلبية.

ومن المقرر أن يلتقي الوزير التركي رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام.

 

 

اللواء :

من المؤكد أن الاتصالات لحلحلة العقد التي تؤخّر تأليف الحكومة ستستأنف اليوم، وسيشهد «بيت الوسط» استقبالات تصب في هذا الإطار، بعد «ويك اند» رابع على تكليف الرئيس سعد الحريري، لم يشهد أي تطوّر يذكر، في وقت كان انشغل فيه الرئيس الحريري في المؤتمر الثاني لتيار «المستقبل»، الذي استمر يومين (السبت والأحد)، وبدأ بكلمة سياسية مهمة لرئيس التيار وانتهى بانتخاب أعضاء المكتب السياسي في عملية ديمقراطية تميزت بالسلاسة والحرية، وجرت على خلفية نقاشات المؤتمر، ووقوف قيادة «التيار» على مسافة واحدة من كل المرشحين.
وعلمت «اللواء» من أوساط المشاركين أن المؤتمر الثاني «للمستقبل» شكّل نقلة نوعية سواء ما يتعلق بالتيار نفسه أو بالتجربة السياسية اللبنانية، حيث تميزت المداخلات بالجرأة والموضوعية والنقاش الحر، والابتعاد عن «الرأي الواحد»، انطلاقاً من هوية التيار العابرة للطوائف والعابرة للمناطق، وبصفته «تيار الحريات في مواجهة كل مستبد، وتيار السيادة في مواجهة كل وصاية واحتلال، وهو تيّار العدالة في مقاربة الارهاب والتطرّف والفوضى والخراب والفتنة باسم الاسلام والمسلمين» على حد تعبير الرئيس الحريري الذي أعيد انتخابه رئيساً للتيار بالتزكية.
وانطلاقاً من ثوابت التيار في العيش المشترك وصيغة المناصفة التي لا رجوع عنها بين المسلمين والمسيحيين وشرعية المؤسسات، تستأنف اليوم، وهذا الأسبوع، اتصالات تأليف الحكومة لحلحلة العقبات التي أخرت التأليف لغاية اليوم.
ووفق مصدر مقرّب من الرئيس المكلف، فان العقبات ليست سهلة، لكن الحكومة ستتألف عاجلاً أم آجلاً.
وقائع التعثر
وبصرف النظر عن مسألة المواعيد التي تذهب من يوم ليوم ومن أسبوع لأسبوع، بانتظار عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية، كمحطة قصوى للولادة هذا العام، سواء كانت طبيعية أم قيصرية، فان مسألة التأليف تواجه ليس عقدة من هنا أو من هناك، بل تعثر حقيقي كاد لبعض المصادر أن تقول انه عاد الى المربع الأول.
فماذا في الوقائع المتعثرة؟
1 - لم يجب تيّار «المردة» على العرض الذي قدمه الرئيس الحريري لوفد «المردة» في لقائهما الأخير، والذي يتعلق بتخيير التيار بين واحدة من ثلاث حقائب: التربية، الثقافة، أو الاقتصاد.
2 - لم تجب «القوات اللبنانية» بصورة نهائية على ان تكون وزارة الاشغال من حصة الرئيس نبيه برّي، وهي تشترط لتقديم الإجابة أن تتبلغ عرضاً جديداً من الرئيس الحريري لوزاراتها.
3 - لم يعرف ما إذا كان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان سيقبل بحقيبة البيئة إلى جانب وزارة العدل للطرف الدرزي، مع الإشارة إلى أن النائب وليد جنبلاط لا يرى مانعاً من تولي النائب مروان حمادة وزارة العدل.
4 - من الثابت أن الرئيس برّي على تمسكه بوزارة الاشغال، وليس من الوارد لديه أن يقبل بوزارة الصحة التي كانت من حصته في يوم من الأيام.
5 - يعترض «اللقاء الارثوذكسي» على تغييبه عن تسمية الشخصيات التي تمثل الارثوذكس في الحكومة العتيدة، ولا يُخفي نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي استياءه من أن تسمي «القوات اللبنانية» نائب رئيس الحكومة لهذا المنصب، متسائلاً: ما هو دور مرجعيات الارثوذكس اذا كان لا حق لهم بتسمية وزرائهم؟ فضلاً عن تسمية «التيار الوطني الحر» وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال لوزارة الدفاع، بدل الوزير سمير مقبل الذي يبدو مغيباً بالكامل عن المشهد الى جانب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والمرجعية الروحية للأرثوذكس.
6- وفي المشهد على جبهة «حزب الله» وبمعزل عن الكلام الذي قاله أمس نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم من أن «الأمر الأصعب قد تمّ وهو التكليف، أما عقبات التأليف فليست جوهرية، وبكل صراحة تتطلب بعض المرونة، ولا داعي لتتأخر الحكومة في تشكيلها، وبالإمكان التعاون لنصل في أسرع وقت لإنجازها»، فإن معطيات الحزب تُشير إلى أن تعثّر الحكومة مرده:
أ- فقدان وحدة المعايير في عملية التأليف، وهذا أصل الأزمة، وتتساءل مصادر الحزب: كيف يمكن للبعض أن يحتفظ بالحقائب نفسها التي كانت بحوزته في حكومة تصريف الأعمال ويطالب بالمداورة في ما يتعلق بالحقائب الأخرى، وكأن مبدأ المداورة يطبق على بعض الكتل ولا يطبق على سوها؟
ب- وترفض هذه المصادر أن يكون فريق 8 آذار هو الذي يعرقل، متهمة «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع بالعرقلة.
وفي هذا المجال تتساءل المصادر: كيف يمكن أن تتمثل «القوات اللبنانية» التي لديها كتلة من سبعة أو ثمانية نواب بمقاعد وزارية تفوق الحجم المناسب، في حين يعترض على حصة بعض الأفرقاء المسيحيين من «المردة» إلى «الكتائب»، معتبرة أن حصة الكتائب التي تضم خمسة نواب من غير العدل أن تتمثل بوزير واحد.
ولادة طبيعية أم قيصرية؟
وسط هذه المعمعة، لم يسقط خيار ولادة الحكومة نهاية الأسبوع الطالع، والملاحظ أن بعبدا التي لم تشهد علناً أي حراك يتعلق بتذليل العقد، في ضوء البرودة التي تحكم علاقة الرئيس ميشال عون بكل من الرئيس برّي والنائب سليمان فرنجية، تعتبر أن مهلة التأليف الطبيعية لم تتجاوز السقف الزمني لما وصفته «بالولادة الطبيعية» غير «القيصرية»، الأمر الذي فهم منه أن خيار الحكومة القيصرية يراود المعنيين بملف التأليف، بما في ذلك العودة إما إلى خيار حكومة الثلاثين أو حكومة تكنوقراط، على طريقة «آخر الدواء الكي»، مع إدراكها أن لمثل هذا الخيار محاذير ليس من السهل احتواؤها.
ولفتت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» إلى أن الرئيس الحريري لم يترك اقتراحاً إلا واقترحه من أجل ولادة طبيعية للحكومة والمحافظة على التوازن السياسي من خلال إرضاء الجميع، وهو كان يطمح أن تكون حكومته مؤلفة من 24 وزيراً ولكن وبسبب شهية المستوزرين عاد واقترح أن تكون حكومته ثلاثينية ولذلك لم يتم حسم حجمها بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات والمشاورات.
ولا تخفي المصادر نفسها أن يكون موضوع العقد المتعلقة بالتمسك بحقائب معينة أبعد من هذه الحقائب للوصول إلى مرحلة السعي لإفشال جهود الرئيس المكلف وإضعافه لأسباب سياسية، وبالتالي «كربجة» انطلاقة العهد وإظهار رئيس الجمهورية بموقع الضعيف وعاجزاً عن الوفاء بالوعود التي أطلقها قبيل وصوله إلى سدة الرئاسة.
وفي هذا السياق، كان لافتاً للانتباه انتقاد الرئيس نجيب ميقاتي لطريقة تشكيل الحكومة، بعد زيارته لرئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام في المصيطبة، غامزاً من قناة الرئيس عون عندما أشار إلى أن «الطريقة التي يجري فيها تشكيل الحكومة لا تحمل شعار الإصلاح والتغيير ولا التغيير الحقيقي» (في إشارة إلى الرئيس عون)، مضيفاً «وكأن المسألة توزيع مغانم أو تركات أو حصر إرث».
ولاحظ ميقاتي الذي أشاد بأداء الرئيس سلام خلال توليه الحكومة، «أن الجدال الحاصل بشأن توزيع الحقائب الوزارية يوحي وكأن الانتخابات النيابية المقبلة في الربيع لن تحصل».
مؤتمر «المستقبل»
وكان المؤتمر العام الثاني لتيار «المستقبل» قد اختتم أعماله مساء أمس بانتخاب الرئيس الحريري رئيساً للتيار بالتزكية لعدم وجود منافس، وكذلك أحمد الحريري أميناً عاماً.
وانتخب المؤتمر الذي شارك فيه 2400 عضو و400 عضو مراقب 20 عضواً للمكتب السياسي، بعد رفع عددهم إلى 20 بدلاً من 18 بناء لتوصية الرئيس الحريري الذي عيّن وفقاً للنظام الداخلي للتيار 12 عضواً، من بينهم خمس نساء إضافة إلى العضوتين اللتين تمّ انتخابهما بالاقتراع (أمل شعبان ونوال مدللي) لتحقيق حصة وازنة للنساء في المكتب السياسي، وفقاً لما كان شدّد عليه أمام المؤتمرين، وبذلك أصبح عدد أعضاء المكتب السياسي المنتخبين والمعيّنين: 32 عضواً.
كما عيّن الرئيس الحريري كلاً من الوزيرين السابقين: باسم السبع وريّا الحسن وسمير ضوميط نواباً للرئيس والنائب جمال الجرّاح ممثلاً للتيار في كتلة «المستقبل» النيابية.
وفاز المحامي محمّد المراد بمنصب أمين سر هيئة الإشراف والرقابة بالتزكية.
وبعد اكتمال أعضاء المكتب، عقد اجتماعاً تمّ فيه انتخاب أحمد الحريري أميناً عاماً للتيار، وسيعقد أحمد الحريري مؤتمراً صحفياً عند الواحدة من ظهر اليوم الاثنين.
وأكد المكتب الإعلامي للتيار في بيان، أن «عملية الانتخاب، تمت في أجواء ديموقراطية وهادئة، بعد جلسات مغلقة استمرت على مدى يومي السبت والأحد، ناقش خلالها أعضاء المؤتمر التقرير السياسي والوثيقة الاقتصادية الاجتماعية للتيار، إضافة إلى التقرير التنظيمي والنظام الداخلي، قبل أن يختتم المؤتمر أعماله بإصدار التوصيات السياسية والاقتصادية والتنظيمية، كحصيلة للتقارير المذكورة بعدما تم تعديل بعض بنودها بناء على ملاحظات المؤتمرين واقتراحاتهم» (التفاصيل ص 3).
ملف العسكريين
وفي ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش» والذي أعيد إحياؤه بعد العملية النوعية والاستباقية التي نفذتها وحدة من الجيش في «وادي الأرانب» وكانت محصلتها توقيف أمير «داعش» في عرسال أحمد أمون و10 من عناصره في هذه العملية، كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى ملف التفاوض، عن وسيط آخر في ملف العسكريين، نأمل أن يكون جدّياً.
وشدّد إبراهيم على أنه يتابع هذا الملف لحظة بلحظة، لكن المشكلة أنه لم يكن هناك من مفاوض جدّي، مشيراً إلى أن الوسيط الجديد يبدو أكثر جدّية ممن سبقه، موضحاً بأن الوضع الصحي لأمون، والذي أوقفته مخابرات الجيش في عملية عرسال لا يسمح له حتى الآن بالإدلاء بأي معلومات بالنسبة لمصير العسكريين المخطوفين. 

 

الاخبار :

م<