المالكي، رئيس وزراء فاسد..
بما أنّ غالبية الشعب العراقي باتت مقتنعة بفساد رئيس وزرائها السابق نوري المالكي، الذي حكم العراق في الآونة الأخيرة، فبدّد ثرواته، وعاث فيه فساداً مع طغمة الفاسدين الذين تكاثروا وتناسلوا في عهده، قبل أن يسلّمه إلى أعتى منظمة إرهابية تتمسّح بالإسلام لتقيم على أرض الرافدين خلافة غاشمة بخلاف الخلافة الراشدة، وبما أنّ المالكي أرسى دعائم المذهبية بأبشع صوَرِها في العراق، رأى هذا الشعب العظيم ألّا تخدعه دموع الرياء والنفاق التي جاء المالكي ليذرفها في ذكرى أربعين سيد الشهداء الحسين بن علي، فخرج صارخاً في وجهه: اخرج أيها الفاسد المنافق من أرض كربلاء الطاهرة، اخرج مذموماً مدحورا؛ ورماه بما وصلت إليه الأيادي من الزجاجات والعبوات الفارغة حتى خرج مضرّجاً بدمه وسط حُرّاسه ومعاونيه.

ثانياً: لبنان، مرتع الفساد...
بات الشعب اللبناني  مقتنعاً بما قسم الله له من حُكّامٍ فاسدين، يُفسدون في الأرض. جاء في القرآن الكريم{فإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا، إنّما نحن مصلحون، ألا إنّهم همُ المفسدون ولكن لا يشعرون} (سورة البقرة). ربّما يشعرون، ذلك أنّهم يتداعون عند كل ضائقة تنزل بهم، ليعقدوا تحالفات ثنائية وثلاثية ورباعية ما أنزل الله بها من سلطان، فتجتمع كلمتهم على دوام الفساد بجميع أنواعه وصُوره، فلا يتورّعون عن مالٍ عام أو خاص إذا وجدوا إليه سبيلا. وما زالت صيحة ميشال شيحا التي أطلقها صبيحة الاستقلال عام ١٩٤٣ للتجار اللبنانيين: enrichissez-vous (أثروا) ملء أسماعهم، فانتزعوها من التجار واحتكروها لأنفسهم بعد أن جمعوا السياسة للاقتصاد، وأدركوا ما بين الثراء والرخاء من أواصر لا تنفصم، فأنزلوا أبناءهم وأقاربهم وأصهرتهم وفي بعض الحالات نسائهم إلى عالم ٍ كتب عنه ذات يوم يوسف السودا: عالم النقد والمال ، الأسعار، البنايات ، مصبّات البترول، المصارف، الصناعة والتجارة، الفنادق، علب الليل..( ولم يكن هناك أيام السودا غاز ولا نفط، ليُضيفهما) .. ويُعقّب قائلاً في عيد الاستقلال: مادّة، مادّة، كلها مادة تبهر العين، تملؤ الجيب ،تُشبع الجسد، أمّا الروح؟! أين الروح في كل هذه المظاهر؟ الاستقلال، سيدي، كلمة جوفاء إذا لم تُنر حروفها أشعّةٌ من الروح.
وبما أنّ الملل كاد يتسلّل إلى الروح يوم الاحتفال العظيم، فلا بأس من إنعاشها ب"علكة" من النوع الفاخر يوزعها الرئيس المُكلّف، رغم ما قد من تحمل من استهزاء بمشاعر اللبنانيين الذين ينتظرون حكومة الفرج ، حكومة تستأصل الفساد من جذوره، وتقود مسيرة "إصلاحٍ وتغيير" حقيقية، قبل أن ينزل الشعب بنفسه ليحتفل باستقلاله الحقيقي، حاملاً معه ما تيسّر من زجاجات وعبواتٍ فارغة، وهي متوفرة على قارعة الطرق إذا استمرّ النهب والفساد والمحاصصات.