من خلف «المتاريس السياسية» التي ما زالت تحول دون ولادة الحكومة الأولى في عهد الرئيس العماد ميشال عون، قفز ملف المواجهة مع الإرهاب الى الواجهة مجدداً امس مع العملية النوعية الاستباقية التي نفّذها الجيش اللبناني في جرود عرسال ونجح معها في توقيف أمير تنظيم «داعش» في عرسال أحمد يوسف أمون و10 إرهابيين من مجموعته.

واستخلصت أوساط سياسية مطلعة من التطور البارز الذي مثّله توقيف «الصيد الثمين» في جرود عرسال والذي يُنتظر ان يتكشّف معه جانب مهمّ من «الصندوق الأسود» لسلسلة عمليات واستهدافات لـ «داعش» حصلت او كانت في طور التحضير، رسالتيْن:

* الأولى برسْم الداخل كما الخارج حيال المستوى الذي بلغه الجيش اللبناني في قدرته على التصدي للإرهاب ومجموعاته، وهو ما يفترض ان يحضّ أكثر الدول التي استبشرت خيراً بإنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب العماد عون او تلك التي انتابتها «الريبة» حيال هذا الانتخاب (نظراً الى تحالف عون مع «حزب الله»)، على المضيّ في سياسة دعم الجيش اللبناني عسكرياً بالسلاح والعتاد، وسط انشداد الأنظار فلي هذا السياق الى المناخ الذي يتحدّث عن اتجاه لدى السعودية الى معاودة العمل بهبة الثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش من فرنسا مع امكان ان يتم إبلاغ ذلك الى الرئيس عون حين يزور الرياض فور تشكيل الحكومة.

* والثانية «تذكير» القوى السياسية اللبنانية بأن حال «الاستنهاض» المعنوي التي عاشتها البلاد منذ انتخاب العماد عون وانتعاش الآمال بعودة انتظام عجلة المؤسسات، يمكن ان تتعرّض لانتكاسة بحال «سبَقَ» الإرهاب الأطراف المتصارعين على الأحجام وسدّد اي ضربة قبل تشكيل الحكومة، بمعنى ان اللاعبين الداخليين لا يملكون «ترف» الاسترسال في مسار التأليف لوقتٍ طويل، لأن من شأن ذلك استنزاف الزخم الذي أحدثه إنهاء الفراغ الرئاسي وإضعاف «المناعة» الداخلية حيال الأخطار الداهمة في ظل المسارات اللاهبة للملفات الساخنة في المنطقة ولا سيما الحرب السورية.


الراي