مع أن معظم المؤشرات تَشي بقرب انطلاقة الحركة العقارية بعد فترة مراوحة، ومع أن الإستثمار سيستعيد وتيرته وسيلتقط أنفاسه بعد الخسائر الكبرى التي مني بها، ومع أن الأنظار تتركز عادة على المناطق الجذابة التي تشهد ارتفاع الأسعار ما إن تبدأ المعطيات التي تسير بالإستثمار صعوداً؛ مع كل ذلك كله فإنه الوقت المؤاتي لشراء شقة في ساحل كسروان خصوصاً في المواقع المطلة على بيروت وخليج جونيه وكازينو لبنان.


وفي هذا الإطار، قد يجوز استحضار عنوان المسرحية الفكاهية "إضحكوا قبل أن يغلى الضحك".. أي اشتروا في هذه المناطق قبل أن ترتفع أسعار الأراضي والشقق.

ففي ساحل كسروان لا تزال هناك شقق بالآلاف وهي غير مباعة تتراوح مساحاتها بين 100 و250 م، وسعر متر بنائها بين 1500 و2500 دولار وهي تنتظر من يشتريها حيث كان عدد من أصحابها على استعداد لتخفيض ثمنها حتى 30% إذا اقتضت الامور وإذا فرضت عليهم ظروفهم ذلك.

وفي هذا السياق يرى أمين الصندوق في نقابة خبراء التخمين العقاري نقولا محفوض أن الواقعين العقاري والإستثماري في ساحل كسروان خصوصاً في المناطق ذات البناء الفخم في ساحل علما وأدما ومحيطها وكفرحباب قد تنفسا الصعداء إذا جاز التعبير بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

محفوض يقول لـ "لبنان 24" إن تجار البناء بعضهم كان لا يزال صامداً وبعضهم الآخر كان يعاني من الصعوبات حتى أتى تعميم مصرف لبنان الذي طلب من المصارف أن تمدد آجال قروض التجار الأمر الذي أراحهم وأزاح كؤوساً مرة عن صدور الكثيرين منهم.

هذا وفي ساحل كسروان حوالى 100 تاجر بناء ويشير محفوض إلى أنه وبعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بدأ بعضهم بالتفكير مجدداً بإطلاق مشاريع سكنية ولدى بعضهم الآخر تصورات سيباشرون بإعداد خرائطها وهناك مشاريع جاهزة على الورق.

محفوض واثق من أن عدداً ليس بالقليل من هؤلاء التجار سيقدمون على إطلاق مشاريع سكنية جديدة بدءاً من منتصف الشتاء وستكر السبحة وسيستعيد الواقع الإستثماري وتيرته يوماً بعد آخر.

وبرأيه أن الإسراع في تشكيل الحكومة والذهاب إلى إقرار قانون للإنتخاب وإقلاعة عجلة المؤسسات وصولاً إلى إجراء الإنتخابات... كل هذا سيرفع من وتيرة الإقبال على إطلاق مشاريع سكنية جديدة من ناحية وعلى شراء المزيد من الأراضي والشقق من ناحية ثانية.

إلا أن محفوض يؤكد أن الأسعار ستبقى مستقرة حتى تنتهي الإنتخابات وتتشكل حكومة جديدة وبعد أن يكون الصيف المقبل قد شهد حركة سياحية لافتة الأمر الذي سيعني للجميع بدءاً من المغتربين أن لبنان استعاد حيزاً مهماً من استقراره بالتالي فإن الثقة به ستعود.

وعند هذا الحد يتابع محفوض فإن الأسعار ستعود إلى الإرتفاع داعياً أصحاب الشأن والمحتاجين إلى شقق للإقبال على شرائها في ساحل كسروان في هذه الفترة قبل أن تعود الأسعار إلى الإرتفاع لأن اللبناني يؤجل عادة عمل اليوم إلى الغد بشكل مستمر.

وبتقديره أن حوالى 25% من الشقق المشيدة وغير المباعة ستباع حتى مطلع الصيف وأن عدد الشقق التي سيباشر ببنائها سيكون قريباً من هذه النسبة.


لبنان 24