الدكتور أحمد العلياوي أكايمي وشاعر من العراق يطلُّ من النجف الأشرف وعاصمة الإنسانية كربلاء وفد علينا برائحة عليٍ والحسين , جاء صوتاً وقصيدة وقيثارة لغة ولُذنا إليه بقصيدة العباس فانحنت الرؤوس ولاء للشعر وصاحبه .
الدكتور أحمد العلياوي مدير الإعلام والعلاقات العامة في رئاسة جامعة الكوفة في العراق ورث الشعر عن المتنبي وأبي تمام والبحتري فكان الصوت صوت العراق .
أحمد العلياوي  , شاعر يجد ذاته في الكتابة ويجد كل الناس وكل الوجوه فيما يكتب هو يعيد خلق ذاته ووجوده ومجتمعه .
التقينا مع الشاعر الدكتور احمد العلياوي وكان بيننا اكثر من حوار ..
كاظم عكر
بداية كيف نتعرّف الى الشاعر  أحمد العلياوي ؟
أولا تحياتي للموقع المتميز بطروحاته وافكاره ونتمني لكم ولجميع المتابعين تحقيق علاقة متطورة مع الجمهور لا سيما في مسألة الحوار وما أحوج الانسان والشعوب اليوم إلى الحوار بوصفه آليه حضارية للعيش الآمن الكريم وفي موضوع السؤال أنا شاعر يعيش في بيئة العراق وبالذات في مدنية النجف الأشرف المدنية ذات الاصول الثقافية إلى عصر ما قبل الاسلام على أيام النعمان بن المنذر في مدينة الحيرة التي كان يفد عليها شعراء الجاهلية ثم مدينة الكوفة الحديثة التي أنجبت الشعراء والعلماء من امثال المتنبي وجدت نفسي في بيئة شعرية حية تشترك مع العالم العربي والاسلامي مشتركات الثقافة المنفتحة، ومع هذا كله لم تنقطع صلتى بتاريخ الشعر العربي القديم ومنظومتة الفكرية والثقافية واساليبة التي اعتقد أنها تمثل أساساً لكل شاعر.
كيف ولجشاعرنا عالم الكتابة متى اشتعل القلم بلهيب الروح ؟
كانت البداية من الطفولة قبل سن التاسعة كانت بدايات بسيطة غير مكتملة من الناحية الفنية كنت أعرضها على والدي الذي كان متخصصاً في اللغة العربية وكان يشجعني عليها واستمر المشوار واستمرت الكتابة بعد الاطلاع على تجارب العرب وغير العرب.

وأنا أجد نفسي شاعراً متى ما كنت مع الناس ولا أؤمن بالاعتزال عن الناس والكتابة لنفسي أو لوحدي منفصلاً عن الناس.

هليجد الكاتب ذاته من خلال الكتابة؟ هل يُحقّق تطلّعاته؟
بلا شك أن الشاعر يجد ذاته في الكتابة وبلا شك أنه يجد كل الناس وكل الوجود فيما يكتب وفي كثير من الأحيان يعتقد الشاعر أنه يعيد خلق ذاته وخلق وجوده ومجتمعه بهذه الكتابة الشعرية فهو يحقق أو يوجد أو يصنع عوالم لم يكن لها وجود من قبل ويصنعها بأبسط الامكانات وهي الكلمة. هكذا يستطيع الشاعر أن يحقق هذه التطلعات ويؤمن بها.
هل يتعامل الكاتب مع شكل معين للكتابة الأدبية؟
أنا اعتقد أن الاشكال الشعرية تلبي حاجة للتعبير وهي لا تتقاطع مع بعضها فلكل شكل شعري غاية وهدف في التعبير ولا يمكن التقليل من شأن شكل على حساب شكل آخر ومن المهم القول أن على الشاعر أن يبحث عن الشكل الذي يجد فيه نفسه فربما يجد نفسه في القصيدة العربية أو ما تسمى بعمود الشعر أو يجد نفسه في قصيدة التفعيلة الشعر الحر والأهم في هذا كله تحقيق عنصر التأثير في المتلقي أياً كان الشعر.

يقولون وراء كل شاعر مجموعة من الشعراء أي الشعراء يستوطن شاعرنا الأستاذ أحمد ؟من أي شاعر بدأ؟
أنا أجد في شعراء العرب القدماء والمحدثين أصواتاً تعيش في داخلي وهي تجارب شعرية خالده ولكن يبقى لبعض الأسماء أثرها أمثال المتنبي وابي تمام والبحتري والجواهري وبدر شاكر السياب والأهم هو أن لا يقلد الشاعر هؤلاء وإنما يستمع إليهم داخلياً ويعيد صياغة تجربته بنفسه.

هل ينتهي الشعر في الشاعر وهل تنتهي الكتابة يوما ما ؟ وهل يمثل الشعر حالة إدمان هل يمكن الشفاء منه؟
الشعر ليس مرضاً بل هو حاجة مزمنة للتعبير لا يستطيع الشاعر الفكاك منها ولهذا لا يمكن التفكير ولو للحظة واحدة أنه سينفض يديه من الشعر ذات يوم ,الشعر تواصل لهذا كل من يجد نفسه أنه اكتفى عليه أن يراجع نفسه وهذه احدى إشكاليات الشعر الحديث وهي أن الشعر أخذ أو استعمل جسراً للعبور إلى الشهرة ومتى ما حقق الشاعر شهرته إنكفأ.

شاعرنا الدكتور أحمد يجيد أيضا فن الرسم أين يجد شاعرنا روحه أكثر في الشعر أم في الرسم ؟
أجد نفسي في الشعر اكثر من الرسم لأن ادواتي الشعرية اكثر إتقاناً من ادواتي الفنية في الرسم وإن كان الشعر رسماً بالكلمات في الكثير من الاحيان على مستوى الرسم ولكن يبقى الرسم جزءاً من التعبير الوجداني للانسان قد يحتاجة في أي وقت.

هل نشهد صراعا بين الشعر القديم والشعر الحديث ؟ إلى من ينتصر شاعرنا الدكتور أحمد؟
الصراع هو الصراع في ثقافة الشاعر التي أصبحت ثقافة متغيرة ومتحولة بعد تغير العالم بكل منظوماته الفكرية والفلسفية لا سيما في مطلع القرن العشرين فبدأنا نشهد صراعاً ما بين ثقافتين شعريتين الثقافة القديمة والثقافة الحديثة ولكن هذا لا يعني القطيعة عن القديم ولا الاغراق في الحديث , وأنا انتصر للشاعر القادر على التعبير أو البيان بأي طريقة كانت ولكن بشرط الإبداع.

أحمد العلياوي الناقد كيف يرى قصائده هل أنت راض عنك ؟
أنا راض عن بعضها وقد لا أكون راضياً عن بعضها الآخر لأن الرغبة في التعبير والحاجة إلى القول تجعلنا في حالة عدم رضا وتحثنا على الكتابة المستمرة لا سيما مع التحولات التي يشهدها العالم الآن ومتى ما وجد الشاعر نفسه راضياً عن أدائه ربما سيتعثر وسيفقد تميزه عن الآخرين.

أحمد العلياوي يقرأه  الكثيرون أفرد قصائده في عالم الشعر والأدب كيف يجد القاريء العربي ؟ هل لا يزال الشهر فتيا في عالمنا العربي ؟الشعر العربي فقد أثره القديم بسبب التغيير الذي يشهده العالم على المستوى التقني والمعلوماتي ومستوى التعقيد الذي يعيش فيه العالم فالاشكاليه هي اشكاليه الدور أي ما الدور الذي يؤديه الشعر في عالمنا المعاصر ؟ومن المفارقة هو توافر أدوات التواصل بسرعة هائلة وتراجع اثر الشعر في المجتمع العربي واعتقد أن الخلل فيما ينتجه الشعراء من نصوص تنفصل عن الواقع انفصالاً مخزياً وحينئذ لا يعود الشعر معبراً عن الانسان الآخر ومن حق الانسان الآخر أن لا يستمع لما ليس له فيه شيء.

ماهو السؤال الذي تسأله لنفسك وتجيب أنت عليه  ؟
أنا أسال نفسي دائماً هل اكتفيت من الشعر؟ فأقول لا وهل أنت مع هذا القدر أن تكون شاعراً فأقول نعم وبكل قوة لأن من الممكن أن اكون حداداً أو مهندساً أو طبيباً أو تاجراً ولكن ليس من الممكن أن أكون شاعراً إلا بقدر سماوي .

موقع لبنان الجديد يشكر الشاعر الدكتور أحمد العلياوي ..

                                                                                                                                                                                                                      حاوره كاظم عكر