ربما الصدفة جمعت بين شهادتين أو الارادة لعبت دوراً في المصادفة بين اتجاهين استشهدا دفاعاً عن الوطن رغم الاختلاف في المسارات والأولويات بين تيار المقاومة والرئيس الشهيد رفيق الحريري فأن يكون شهر شباط جامعاً لرمزين مختلفين في مراحل ومتفقين في نهاية مرحلة يعني أن للقدر اللبناني دوراً في التلاقي تراباً داخل قبر الوطن . مالذي يجمع اسبوع المقاومة الاسلامية والذكرى الثامنة لشهادة الرئيس رفيق الحريري ؟نعرف جداً حجم الخلافات القائمة بين تيار المقاومة وتيار الحريري بدءًا من لبنان واليمن وايران وفلسطين مروراً بالعراق والصومال ومالي وصولاً الى سوريا مساحة عين الرؤية في الاختلاف الى حدَ العتمة المفتوحة  على نار ينتظرها اللبنانيون عند شتاء سياسي قارص .أظنَ أن للاختلاف ضرورات تبيح المحظورات وهي تعتملَ أحياناً بطريقة معاكسة لموجات التيَار أي أنها تلبي ظروفاً طارئة واستثنائية تفرضها طبيعة المرحلة والتصدَعات القائمة بشكل تتقاطع فيها المصالح بسرعة هائلة بحيث يتحول العدو الى صديق بل الى حليف ثابت وغير متحرك كما حصل بين حزب الله والتيَار الوطني الحرَ فمن العدائية الى حلف متين وهذا ماحصل أيضاً بين حزب الله وتيار المستقبل وحلفائه في مرحلة متصدَعة من كلَ الجوانب وولد ماعُرف آنذاك بالاتفاق الرباعي وتمَ انتخاب الرئيس نبيه بريَ رمز المقاومة رئيساً للمجلس النيابي من قبل تيَار الرئيس الحريري الأكثري وكذلك الأمر كان الاتفاق بين الطرفين في قطر بعيد حرب بيروت والاتفاق على مشروع انتخابي يلبي مصالح التيارين الكبيرين في لبنان وجاءت النتائج لصالحهما وتقاسما السلطة والمعارضة .اذاً نحن أمام تجربة تعاون واضح وملفت بين خصمين حادَين لكنهما متعاونين في الظروف القاهرة .ناهيك عن دورهما المتفاوت في الحفاظ على سلامة الغلاف البيئي لطائفتيَهما وعدم اختراقها لابقائهما متفردين في السطوة والسلطة وعدم السماح للتنوع الفعلي من دخول ساحتيَهما .اذاً كلَ شيء ممكن في لبنان خاصة وأن ثمَة زحف سلفي أصولي أو أي اسم من أسماء الله الحسنى يستدعي التيارين الى التعاون للتخلص من عدو مشترك قادر على أن يشكل المعادل الفعلي للمقاومة من باب الخصومة الواسع واستحضار كلَ عبوات التاريخ لتفجيرها في أي مكان ممكن وغير ممكن وأن يكون التيًار البديل عن التيار الذي لم يستطع حماية الطائفة من طائفة مستقوية وتملك غلبة في الموازين كافة .وبالتالي فان رغبة الربيع العربي تتسع الى وصول الاسلاميين الى السلطة وثمة عدوة اسلامية وافدة الى لبنان للاستجمام داخل السلطة . من هنا ألمح امكانية ما في استحضار مايشبه الرباعي بطريقة تلبي مصالح تيار المقاومة وتيار الحريري وأومن بأن كثيراً من الخطابات المتطرفة تبعث على تعاون بين المتخاصمين وخاصة عندما تتحرك ملاحة الأحداث بطريقة مشابهة لما يجري في لبنان وسوريا ودول أخرى حاضرة بقوة في المشهد السياسي اللبناني .بعض الوفاء للشهداء يمتحن بالمواقف الوطنية .   ( علي سبيتي )