تعتبر الصورة التي يقدمها السياسي في المجال العام عنصراً أساسياً يسهم في تحسين موقعه في الحياة السياسية. يحاول السياسيون قدر الإمكان إشراك زوجاتهن في تحسين تلك الصورة، إذ ينجح البعض في المهمة ويفشل البعض الآخر.
 
نقدم هنا ثلاث نساء استطعن دعم مواقع أزواجهن، من خلال قوة حضورهن والأدوار الاجتماعية التي لعبنها خارج نطاق العمل السياسي التقليدي.

 
ستريدا جعجع
تالقت ستريدا جعجع منذ أيام في جلسة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية بتايور بروكارد أبيض، بدت فيه نجمة تطأ السجادة الحمراء في حدث هوليودي. دائماً تتفوق جعجع بأنقاتها الجريئة، فرغم تقيدها بمعايير الاحتشام التي يفرضها العمل السياسي، إلا أنها لا تخفي جرأة من حيث انتقاء الألوان، ولم يعرف مجلس النواب غيرها سيدة تدخل مرتدية ثوباً أحمر كما الثوب الذي ارتدته في جلسة التصويت لسمير جعجع منذ سنتين.

تظهر جعجع أحياناً مرتدية قبعة كلاسيكية، وغالباً لا تزيد ألوان ثيابها عن لون واحد أو لونين كحد أقصى. تجسد البساطة الراقية مع الحرص دائماً على تنوع الاطلالات، من حيث الشعر والمكياج.

ورغم غموض ملامح شخصيتها، وما يعرف عن عملها الحزبي والإنمائي في منطقة بشري ودعمها قانون حماية المرأة من العنف الأسري، إلا أن صورتها السياسية بقيت كظل لزوجها، وممثلة له ولمواقفه في مجلس النواب. على سبيل المثال، من النادر ظهورها في برامج حوارية سجالية، فصوت القوات يأتي دائماً ممثلاً بقواتيين آخرين، كالحكيم والنائب جورج عدوان وتبقى ستريدا تلك الصورة الجميلة ذات الاطلالات المميزة. فهل أناقة جعجع الجريئة هي تعويض عن فعالية سياسية غائبة؟



منى الهراوي
رغم تقدمها في السن، تبقى منى الهراوي أكثر زوجات رؤساء الجمهورية السابقين أناقة وطلاقة ومتابعة للموضة. توحي إطلالاتها المميزة بشخصية جميلة ومنفتحة، كما أنها جريئة لا تتردد في التنويع والمخاطرة في انتقاء الألوان.

تلبس الهراوي تارة الديكولتيه وتارة أخرى ملابس كلاسيكية عصرية مع قصة شعر بارزة. يعرف عن الهراوي أنها سيدة اجتماعية كثيرة النشاط، تشارك في عدد كبير من المناسبات التي تسجل فيها حضوراً لامعاً. وهي تترأس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، ولها إنجازات عديدة في مجال التعليم والثقافة والمساعدات الطبية، وتعتبر أكثر نماذج السيدة الأولى نجاحاً.


رندة بري
يمكن اعتبار حجاب رندة بري متمرداً على الحجاب النسائي التقليدي، من خلال إبرازه تلك الغرة الشهيرة التي تُرى أحياناً ملائمة لما تمثله حركة أمل في الطائفة الشيعية، مقارنة مع حجاب نساء حزب الله الأكثر تحفظاً.

عندما يرد اسم بري، تلقائياً ما يظهر في المخيلة ذلك الحجاب الذي يعتبر علامتها الفارقة والمقترن في الوقت نفسه بشخصيتها. لم يمنع الحجاب بري من ارتداء ألوان متناسقة ومتنوعة، حيث تحرص على أن يكون قماش الحجاب هو نفسه لون قماش القميص أو الجاكيت.

في العام 2008 استبدلت بري الإشارب الذي يلف عنقها بآخر أكثر عصرية صممه لها خصيصاً المصمم العالمي إيلي صعب، وتحول لاحقاً إلى موضة. برز في التصميم الجديد عنقها، وجزء من أذنيها كي تبرز الأقراط التي تضعها.