تستمر الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة اللبنانية لليوم الثاني، والسؤال الذي يطرح هل يستطيع رئيس الجمهورية المنتخب ميشال عون الوفاء بتعهداته في تشكيل الحكومة تجاه تيار المستقبل، علمًا أن لديه تعهدات أخرى تجاه حزب الله؟

يعتبر النائب السابق مصطفى هاشم أن تعهدات عون أعلنها في خطاب القسم، وهي تعهدات سوف يقوم بها، لأنها ليست خارج الواقع، وتبقى منطقية ومقبولة، وإذا أراد عون أن يسيّر الأمور كما يجب في لبنان، فعليه الإلتزام بتعهداته، من خلال التعهد بتطبيق اتفاق الطائف، ولا أحد سيعرقل هذا الأمر.

ولدى سؤاله كيف تنظر لخطاب قسم رئيس الجمهورية المنتخب ميشال عون، وهل يمكنه أن يفي به بحذافيره كما ذكرت؟ يؤكد هاشم أن الخطاب كان واقعيًا ومنطقيًا، ومقبولاً من الجميع، من خلال ملامسته مختلف القضايا ومن دون أي تعهد غير قابل للتطبيق.

عن التزامات عون السابقة مع حزب الله وأخرى جديدة مع تيار المستقبل، هل يستطيع التوفيق بين التزاماته القديمة والجديدة بغض النظر عن إمكانية تضارب تلك الإلتزامات في أحيان كثيرة؟ يؤكد هاشم أن تلك الإلتزامات أشار إليها عون في خطاب القسم من خلال إعلانه تطبيق الطائف، والجميع يريد تطبيق الطائف، واعتماد الدستور اللبناني، وسوف يعمل عون لتطبيقه بالكامل، علمًا أن اتفاق الطائف لم يكن يُعمل به كما يجب في السابق، ويمكن تعديل بعض شوائبه بتوافق كل اللبنانيين.

وردًا على سؤال كيف تتوقع أن يكون تشكيل الحكومة في لبنان، هل يطول الأمر، هل نشهد ولادة حكومة سريعة؟ يؤكد هاشم أن الحريري أكد مرارًا أن المطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإذا كان بالإمكان القيام بذلك فليكن، وإما ستكون هناك حكومة موالاة ومعارضة.

عن الطرح الذي يتم تباحثه بتأجيل الإنتخابات النيابية المتوقعة بيونيو 2017 لمدة 6 أشهر في حال لم يتم التوافق حتى هذا الوقت على حكومة في لبنان، يلفت هاشم إلى أن المفروض أن تجري الانتخابات النيابية بوقتها، مع التوافق على قانون انتخابي عصري يرضي طموح اللبنانيين، ولا أحد يريد التمديد أكثر للنواب في لبنان، مهما كانت الظروف، ومع نوايا صادقة بإجراء الانتخابات النيابية في لبنان، فإنها سوف تجري حتمًا في موعدها من دون الحاجة إلى التأجيل مجددًا.

هل تمتد أزمة النظام بشقها الحكومي هذه المرة، بمعنى أن أزمة النظام كانت تتمثل برئاسة الجمهورية وبعد حلها سنشهد أزمة على مستوى تشكيل الحكومة اللبنانية؟ يؤكد هاشم أننا أمام بداية عهد جديد، والكل سيحاول تسهيل الأمور، فإذا كانت هناك عراقيل، فلا أحد لديه مصلحة فيها، ونأمل تأليف الحكومة اللبنانية بأسرع وقت ممكن.

عن السيناريوهات المتوقعة لتشكيل الحكومة مع الحديث أن القوات اللبنانية لن تحظى على وزارات سيادية، يرى هاشم أن القوات اللبنانية ستبذل جهدها لتذليل كل الصعاب أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، ولن تعرقل.

هل سنشهد ولادة حكومة وحدة وطنية جامعة لكل الأطراف، أم ستكون حكومة معارضة وموالاة؟ يلفت هاشم إلى أن المنتظر أن تكون حكومة وطنية جامعة لكل الأطراف من خلال المضي بورشة عمل على مختلف الجهات، لأن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل المزيد من التجاذبات.

 

 

ريما زهار | ايلاف