رأى موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأميركي أن انتخاب رئيس في لبنان، بعد سنتين ونصف من الشغور، قد يشكِّل مقدّمة لتغيير "أوسع نطاقاً" في المنطقة، متسائلاً عن الحال الذي سيؤول إليه الشرق الأوسط بعد هذا الحدث.


في تقريره، تناول الموقع الدور الذي لعبه "حزب الله" على مرّ السنوات الـ25 الفائتة، مشيراً إلى أنّه عزز وجود أبناء الطائفة الشيعية، في ظل "المحاولات السنية والغربية الهادفة إلى تقويض سيطرة إيران على لبنان" من جهة، ويلجأ إلى قوة السلاح لـ"بث الفوضى وشل النظام" عندما تفشل تحالفاته السياسية الاستراتيجية من جهة ثانية.

توازياً، تحدّث التقرير عن الرئيس سعد الحريري، الذي رشح خصمه السياسي وحليف "حزب الله"، الجنرال ميشال عون، مقابل ترؤسه الحكومة المقبلة، مستطرداً بالقول إنّه، على رغم وزنه السياسي، يفتقد إلى المصداقية في أوساط الطائفة السنية ولم يعد مفضلاً بالنسبة إلى السعودية التي تموّله.

في هذا الإطار، انتقل التقرير إلى إفلاس شركة "سعودي أوجيه"، الذي "زاد سمعة الحريري سوءاً" و"وسّع قاعدة وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي الشعبية"، معتبراً أنّ رئيس الحكومة السابق أقدم على هذه الخطوة الأخيرة، فسمى عون لرئاسة الجمهورية بموجب وساطة فرنسية، ليؤكد أنّه ما زال موجوداً على الساحة.

وفيما كشف التقرير أنّ إيران، حليفة "حزب الله"، "صادقت" على هذا الاتفاق، على رغم بعض التحفظات، لفت إلى أنّ حلف "عون-الحريري" فاجأ السعودية، ذاكراً أنّ الأخيرة قررت التخلي عن دعم حلفائها السنة في لبنان، إذا لم تفضِ جهودهم إلى نتائج ملموسة.

في هذا السياق، أوضح التقرير أنّ السعودية لن تعيق تسوية عون-الحريري، بيد أنّها لم تعد تعتبر الأخير "جديراً بالثقة"، لافتاً إلى أنّ الشكوك العميقة التي ما زالت تساور "حزب الله" بشأن عون ازدادت بعد تحالفه مع الحريري، وإلى أنّ الحزب قادر على إعاقة تشكيل حكومة.

على مستوى العلاقات اللبنانية-السعودية، تطرّق التقرير إلى وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، الذي جال على الأفرقاء اللبنانيين الأسبوع الفائت، و"المتوقع أن يصبح سفيراً للبنان"، مشيراً إلى أنّ إيران ستراقب ما يجري في لبنان عن كثب.

عن المرحلة المقبلة، رأى التقرير أنّ تشكيل الحكومة المقبلة سيتأخر، ملمحاً إلى إمكانية امتداد آثار هذه التسوية المحدودة إلى دول المنطقة، فالتطورات الأخيرة في لبنان توحي ببصيص أمل، ولكن ضئيل.

("لبنان 24" - Stratfor)