"انت كاهن إلى الابد".

عندما يرسم الأكليركي كاهنًا على مذبح الرب يصبح كاهناً إلى الأبد، إلآ إذا قرر الكاهن ألاً يقوم برسالته الكهنوتية، فيصار إلى تقديم طلب إلى الفاتيكان لتفسيحه وحلّه من الوسم الكهنوتي. أما إذا ترك الكهنوت من تلقاء نفسه فيصار إلى حرمانه من ممارسة الشعائر الدينية، وهذا ما يعرف بالحرم الكنسي، الذي يصدر عن البابا شخصياً.

فهل هذا هو حال الأب طوني (ربيع) الخولي؟


فعلى رغم أن أوساطاً في الرهبانية اللبنانية المارونية رفضت الدخول في مناقشة هذه القضية على صفحات الإعلام، باعتبارها شأناً داخلياً وتتمّ معالجتها في أطرها القانونية، ووفق قوانين الرهبانية، علم "لبنان24" أن الخولي بعد الضجة التي أثيرت حول ما اشيع عن "تواصله مع فتاة قاصر عبر "الفايسبوك"، وبعد سفره إلى كندا، بقرار رهباني، اشترط عليه عدم مغادرة دير مار انطونيوس في منطقة "اوترومون" في ضواحي مونتريال، تقدّم بطلب يسمح له بترك الرهبنة.

وفي المعلومات أن السلطة الجديدة في الرهبانية، برئاسة الأباتي نعمة الله الهاشم، لا تزال تدرس الموضوع بعدما راسلت الفاتيكان بهذا الخصوص، مع أرجحية الموافقة على طلبه، باعتبار أن الدعوة الرهبانية لا تفرض فرضاً، مع استمرار الإتصالات معه لثنيه عن قراره.

وفي معلومات "لبنان24" أن البابا فرنسيس أصدر تعميماً وصل إلى البطريرك الماروني بشاره الراعي، وقد عمّمه على الأبرشيات في لبنان والخارج وعلى رؤساء الرهبانيات، يحمّل فيه مسؤولية مباشرة للمطارنة والرؤساء العامين إذا تبين أن أحداً منهم يحاول التستر عن أي مخالفة مسلكية أو أخلاقية تصدر عن اي أكليركي.

ومعروف أنه في الثمانينات من القرن الماضي، عرف ربيع الخولي شهرة واسعة بأغانيه الجميلة. طرح عشرات الأعمال ولقي جماهيرية كبيرة، لكن في العام 2000 إتخذ قراراً مفاجئاً وقرّر على أثره ترك الفنّ والتوجّه نحو الرهبنة.

هذه النقلة في حياة الخولي عرّضته للكثير من الشائعات والأخبار، بخاصة أنه إعتزل الأضواء فترة طويلة من دون أي تصريحات. لكن قبل عام تقريباً، أطلّ صاحب "بعترفلك" على قناة mtv وتحدّث بهدوء عن حياته في الدير. إطلالة الخولي كانت مفرحة لمحبيه، بخاصة أنه صاحب كاريزما.

لكن على رغم مرور نحو 16 عاماً على دخوله حياة الرهبنة، لا يزال المغني المعتزل محطّ إهتمام الصحافة.

الذين كانوا يزورون دير كفيفان، حيث يخضع طالبو الحياة الرهبانية لفترة اختبار دعوتهم لمدة سنتين تعرف بـ"الإبتداء" كانوا يرون شاباً لا تفارق مسبحة الوردية يديه، وهو يقضي ساعات في مغارة الأخ اسطفان في الصلاة والتأمل، وكان محط أنظار الزوار، لأنه وجه معروف. فلم يكن يتلفت أو يعيرهم أي أهتمام ويستمر غارقاً في صلاته. وكانت سيرته في "الإبتداء"، وفق ما يقول عنه رهبان كفيفان، توحي بعمق دعوته الرهبانية، وهو الذي تخلى عن بهرجة العالم وعن "المجد الباطلي"، وعن الشهرة والجاه، فاختار حياة "الفقر والعفّة والطاعة".

فما الذي حصل معه بعد 16 عاماً تنقل فيها بين دير كفيفان ودير سيدة طاميش، وبعده المدرسة "المركزية"؟

 

لبنان 24