أولاً: الاستدراج الخفي في الإشارات الأخيرة أنّ الرئيس الحريري على أهبة تأييد الجنرال عون في السباق الرئاسي مع الوزير فرنجية، وتتم هذه الخطوة المتوقعة وسط رفضٍ قاطع للرئيس بري بوصول الجنرال إلى سدّة الرئاسة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار الانقسام الحاد داخل كتلة الحريري النيابية حول تأييد عون، ممّا يعني تسرُّباً غير محسوب يمكن أن يحصل خلال جلسة الانتخاب لصالح فرنجية، مضافاً إلى ذلك تردد الوزير جنبلاط في تأييد عون ورغبته الدائمة بتوثيق حلفه مع بري، ورغبته المستجدة بالوقوف على رأي المملكة العربية السعودية في مسألة الرئاسة اللبنانية، فإنّ سقوطاً محتملاً ومُرجّحاً للجنرال عون أمام الوزير فرنجية يمكن التنبؤ به في حال حضوره جلسة ٣١ت١ ، وقد نُسب إليه ميلاً للحضور والمنافسة مع خصمه الطارئ سليمان فرنجية في حال أعلن الحريري تأييده العلني لانتخابه رئيساً للبلاد. ثانياً : الفخُّ المنصوب إذا حضر الجنرال عون الجلسة الانتخابية في ٣١ت١ ، مع رجحان كفّة الوزير فرنجية، يكون قد وقع في الفخّ المنصوب لاستدراجه إلى كسر حلقة "الغياب الدستوري" عن حضور جلسات انتخاب الرئيس، ويكون الدكتور سمير جعجع أول من بدأه، والحريري آخر من وضع لمساته، وفي حال رسوبه "المُرجّح" يكون حاله كحال ذلك النصراني الذي كان يختلف إلى الضحاك بن مُزاحم، فقال له يوماً (أي الضحاك) : لو أسلمت! فقال: يمنعني من ذلك حُبّي للخمر. فقال الضحاك: فأسلم واشربها. فأسلم، فقال له الضحاك: إنّك قد أسلمت، فإن شربت الخمر حددناك (أي حد ُّالجلد) ، وإن رجعت عن الإسلام قتلناك، فحسُن إسلامه. وهذه حال العماد إن حضر، لا خمر الرئاسة مضمونة، ولا حقُّ الغياب بات مشروعاً، فلربّما يحسُن سلوكه الدستوري والوطني.