انسحبت أجواء المشاورات السياسية في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، هدوءاً في خطابات قادة "التيار الوطني الحر"، الذين أحيوا مع مناصريهم ذكرى معركة 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1990 بين الجيشين اللبناني والسوري على أعتاب القصر الرئاسي في منطقة بعبدا شمالي بيروت.

هناك، حضر، اليوم الأحد، الآلاف من مناصري التيار الذين وصلوا بمواكبهم السيّارة من مختلف المناطق، رافعين شعارات حزبية والأعلام اللبنانية.

وبعكس التوقعات لم يُلق مؤسس التيار وقائد الجيش الأسبق، النائب الحالي ميشال عون، كلمة مباشرة من أمام القصر الرئاسي الذي سماه المنظمون "بيت الشعب"، واكتفى بتوجيه كلمة متلفزة من مقر إقامته في منطقة الرابية، مبرراً ذلك بـ"ظروف البلد".

وركّز عون، وهو المرشح لرئاسة الجمهورية، في كلمته على "بناء الوطن"، معتبراً أنّ اللبنانيين محكومون بـ"احترام الدستور والميثاق والقوانين وتأكيد المشاركة المضمونة لكل الطوائف في الحكم دون كيدية".
"
ركّز عون على "بناء الوطن"، معتبراً أنّ اللبنانيين محكومون بـ"احترام الدستور ومشاركة الطوائف في الحكم بدون كيدية"

"
وبعكس خطاباته التي عادة ما تكون عصبية وحادة، استخدم عون لهجة هادئة في مخاطبة "كل اللبنانيين"، متعهداً أنّ "التضحيات التي قدمها شهداء الجيش اللبناني في معركة تشرين لن تضيع سدى، وسنبني وطناً لجميع اللبنانيين".

كما شدّد عون في الخطاب الذي وصفه مناصروه بأنّه "ما قبل خطاب القسم" على "أهمية الاستثمار في قطاعي النفط والغاز لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة مشاكل الشباب اللبناني".

كما ألقى الرئيس المُعين لـ"لتيار الوطني الحر"، وصهر النائب عون، وزير الخارجية جبران باسيل، كلمة أكد فيها أنّ "نضال التيار مستمر من أجل الميثاق بعد أن ناضلنا من أجل تحرير لبنان من الوصاية والاحتلال، وبعد أن عدنا إلى الدولة بقيت الرئاسة لنصل إليها".

وقال باسيل إنّ "الحلم اليوم هو أن يقف ميشال عون على شرفة القصر الجمهوري في بعبدا ويهتف "يا شعب لبنان العظيم"، وأن يقف معه، ويداً بيد، كل قادة لبنان".

وعكست الكلمتان آمال العونيين في إنجاز اتفاق سياسي يسمح بتبني رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، ترشيح زعيمهم لرئاسة الجمهورية، وكسر الشغور الرئاسي المستمر منذ عامين ونصف العام.
 

المصدر : العربي الجديد