رجحت دراسة جديدة تعرض الأرض قبل نحو 56 مليون عام لاصطدام من مذنب أو جسم فضائي، الأمر الذي سمح، وفق العلماء، بظهور الجنس البشري.

وذكرت الدراسة، التي نشرتها دورية ساينس، أن عملية الارتطام هذه جاءت بعد عشرة ملايين عام تقريبا من "ارتطام الكويكب"، الذي أهلك الديناصورات.

وقال علماء شاركوا بالدراسة إن الاصطدام ربما دشن فترة دافئة خالية من الجليد على الأرض، ظهرت خلالها لأول مرة مجموعات مهمة من الثدييات بما في ذلك الجنس البشري.

واللافت أن العلماء بنوا نتيجة هذه الدارسة على كرات صغيرة من الزجاج عثر عليها في ولاية نيوجيرسي الأميركية، وفي قاع المحيط الأطلسي.

ويمثل الكشف، وفق الدراسة، "أحدث دليل" على التأثير العميق في الحياة على الارض لارتطامات قديمة لأجسام فضائية.

وقال الباحثون إن الكرات الزجاجية الصغيرة المعتمة اللون تمثل دليلا قويا على حدوث تصادم مع مذنب أو كويكب.

وأوضحوا أنها تتشكل عندما تضرب صخرة فضائية سطح الأرض، وتقوم بتبخير البقعة التي تستقر بها مطلقة في الجو قطعا صغيرة من الصخور المنصهرة التي تتجمد في هيئة زجاج.

واستخرجت القطع من طبقة جيولوجية تحدد بداية عصر الإيوسين قبل زهاء 56 مليون عام، في ثلاثة مواقع في جنوب ولاية نيوجيرسي، ومن موقع تحت البحر شرقي ولاية فلوريدا.

وتزامن ذلك مع حقبة شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة تعرف باسم بالوسين-إيوسين ثيرمال ماكسيمم، صاحبها تراكم لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

واستمرت تلك الحقبة أكثر من 100 ألف عام، وأدت إلى ارتفاع درجات الحرارة في العالم بما يتراوح من خمس إلى ثماني درجات مئوية.

واصطدام كويكب عرضه حوالي عشرة كيلومترات بالأرض قبالة شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية قبل ذلك بعشرة ملايين عام، مما أسفر عن مقتل كائنات بحرية وبرية كثيرة منها الديناصورات وتمكين الثدييات في اكتساب الهيمنة.

المصدر، سكاي نيوز عربية