تمهيد: السّلّةُ في اللغة..
السّلّة: السرقة، وقيل السّرقة  الخفية. وقد أسلّ يُسلُّ إسلالاً أي سرق، ويقال في بني فلان سلّةٌ ، ويقال للسارق سلّال . وسلّ الرجلُ وأسلّ إذا سرق، وعن رسول الله (ص) في الكتاب الذي كتبه بالحديبية حين وادع أهل مكّة: وأن لا إغلال ولا إسلال، وقال أبو عمرو: الاسلال السرقة الخفية، وسلّ البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل ،وهي السّلة.
وإذ يذكر عبدالله العلايلي في كتابه أين الخطأ : وهذه الفوارق هي التي تعنيني لأنّ الدلالة بها تتعيّن، فما يعنينا هنا أن السلة التي أطلقها العرب على السبذة، أي القدر المطبقة، إذ قال أبو منصور: رأيت أعرابياً من أهل فيد يقول لسبذة الطين  السلّة، قال وسلّةُ الخبز معروفة، وإذا عدنا للفوارق التي تعني شيخ اللغة المبجّل، تكون السلة هي التي يحملها صاحبها قبل انبلاج الضوء سارحاً نحو الكروم، ليستلّ ما وصلت إليه يده من ثمارها، لأنّه ذُكر في موضع آخر أنّ الإسلال هو الغارة الظاهرة، لذا لا بأس في أن يحمل السّلال سلته ظاهرة للعيان، وقد يبادر إلى دعوة كل من يلاقيه أن يأكل ضيفاً مما تحويه السلة.
أولاً : السلال اللبنانية..
 عندما حضر الرئيس الحريري حاملا مبادرة سياسية جديدة قد تُفضي إلى انتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية، حمل الرئيس بري سلة فارغة طالباً حصته من الغنيمة، طبعاً بعد أن يكون الحريري قد وضع رئاسة الحكومة في سلته الخاصة، وهذا ما استدعى استنكاراً مشروعاً من غبطة البطريرك، ذلك أنّ "الإسلال" الخفي والظاهر لا يُبقي رئاسة ولا من يترأسون.
ثانياً: سلال سوريا الأجنبية..
قد تكون سلال اللبنانيين أرحم بكثير من سلال المحتلّين الأجانب في سوريا، فسلال اللبنانيين وطنية، في حين أنّ الروس والإيرانيين والأتراك يمعنون في خراب سوريا عمرانياً وبشرياً بهدف التهرب من أي مشاركة أو إصلاح سياسيّن يُنهيان حكم الطاغية بشار والنظام الديكتاتوري المطبق على رقاب السوريين منذ حوالي نصف قرن،، وكأنّ الأهم في دمشق وطهران أن يبقى نظام الأسد لا أن تبقى سوريا كما يستنتج عبد الوهاب بدرخان في صحيفة الحياة، وإذ بات واضحا أنّ بقاء النظام لم يعد مُيسّراً إلا بالتقسيم، الذي أصبح قاب قوسين ، والتقسيم هو الذي يطيل عمر الاحتلالات الروسية والإيرانية والتركية، والتي أسبغ النظام عليها حُلّة الاحتلال الشرعي، وفي كروم سوريا غلال وفيرة لملأ السلال المشرعة فوق دماء السوريين وخراب بلادهم، ، وقديماً قيل: من رأى مصيبة غيره، هانت مصيبته، فليبادر اللبنانيّون لملء السلال الوطنية، قبل أن تحلّ علينا السلال الأجنبية، فتأخذ ما تبقى من استقلال وسيادة وميثاقية، وتفاح لا نعرف كيف نُسوّقه.