يريدها فتاة غربية، ويعاملها كرجل شرقي، يريدها أن تساعده ليستطيعا احتواء المنزل ويعاملها في النهاية كخادمة، هو الرجل الجاهل الذي ما زال يعتقد أنّه قائم على المرأة مهما قدّمت من تضحيات وتنازلات.

ففي مجتمعنا يقول الناس" إيد وحدي ما بتزقف، الله بيعينها بدها تساعد زوجها" وإن قصّرت في واجباتها الجنسية تجاهه "إيه معو حق يتزوّج عليها ويطلّقها شو الرجّال شو بدّو غير مرا تدلعو وتأمنلو كل شي" .

ليس التناقض فقط وليد أفواه النّاس إنّما أيضًا يعيش في فكر الرجل وأفعاله فتراه يغضب إن لم يكن العشاء جاهزًا ويشكو لوالدته سوء معاملة زوجته وغضبها الدائم دون ان يدرك أنّ هذه التصرفات نتيجة تعبها في عملها الصباحي وقيامها باعمالها المنزلية وتحضير الطعام ليلًا .

 وانطلاقا من هنا تروي ريما ابنة الـ25 عامًا لموقع LIBAN8 مأساتها ومعاناتها مع زوجها و"حماتها" التي تلومها دائما على "عصبية " زوجها تقول " انا من الصبح للساعة 7 العصر بشتغل بمحلات 1 دولار، مش بزيادي اني عم اتحمل ضغط العالم كمان بدي إجي عالبيت ما بسمع كلمي حلوي من زوجي وبيعصّب إذا ما تجاوبت معو"

أمّا هبة البالغة من العمر 22 عامًا والأم لطفلين تقول "تزوّجت زغيري عن حب وتركت المدرسة، ظروفنا كانت صعبة اضطريت اشتغل دوام كامل وصرت اترك ولادي عند أهلي ، ما بنكر صار في تقصير بشغل البيت بس كنت بتمنى شي يوم زوجي يقدّر هالشي، آخر شي بيطلع معو إنّو أنا مش إم وإنّي عم التهي عنو وعن ولادي"

وتضيف هبة "من وين بدي لاقيها، حماتي صارت تسمّعني حكي وتحرضو عليي وأنا كل همي استر حالي وولادي" 

هبة وريما ليستا الوحيدتين اللتين تتعرضان لهذه المواقف، إذ ان الفتاة في مجتمعنا ورغم انها "بمية رجل" عليها أن تتحمّل كل ما يقال لها وما تسمعه وإلّا "بينخرب بيتها" فهي عاملة في الصباح وأمّا في المساء وللفراش ليلًا ويا "ويلها إذا بتقصّر" .. "الرّجال بدّو حقوقو"، امّا حقوقها فعليها السلام.

 

Liban8