تُعتبر ظاهرة إقامة مجالس للحزن ومراسم للعزاء على رحيل الأقارب والأحبّة ظاهرةً طبيعيّة، منتشرة، ومتعارفة، كونها تنبع من العاطفة والمحبّة المغروستين في قلب كلّ إنسان.
ومع أنّ هذه الظاهرة منتشرة ومعمول بها منذ بداية خلق الإنسان وحتّى عصرنا الحاضر، إلّا أنّنا نقصر حديثنا هنا في هذه الوجيزة حول رؤية الإسلام لها وكيفيّة تعاطيه معها.
وعليه فقد عمّم حزب الله على قراء العزاء الذين يحيون ليالي عاشوراء في المجمعات المركزية التي أقامها الحزب لهذه الغاية، عدم التطرّق إلى أية مواضيع جداليّة مذهبيّة أو اي أمور ذات طابع سياسي خلال موعظة السيرة الحسينية والإكتفاء بالشأن الديني والإشارة إلى صلة الوصل بين فكر تنظيم داعش وإرتباطه عضوياً بالفكر الأموي الذي قتل الأمام الحسين بن علي عام 63هـ.
ولكن الأهم تعميم حزب الله بضرورة تحاشي مهاجمة المملكة العربية السعودية وآل سعود عبر المنابر الحسينية خاصة عند أداء الدعاء في آخره، كي لا يفسر بطرقٍ أخرى تستغل من البعض ويصورها على أنها إستفزاز موجه نحو طائفة محددة ما يعكر صفو الوحدة الإسلامية – الإسلامية.