عون فقد الأمل , وحزب الله سلّم بري ملف الرئاسة , والحريري يتجول حذرا , وجنبلاط يترقب

 

السفير :

 

سعد الحريري في عين التينة. ليس هذا هو «الخبر». الكل يدرك أن اجتماع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري صار أمرا بديهيا وطبيعيا. في الأصل، لا «فيتوات» تحكم علاقة الطرفين منذ عقد من الزمن.
«الخبر» هو أن يزور العماد ميشال عون مقر الرئاسة الثانية. أن ينتهي زمن من «الدلع السياسي» عمره من عمر «تفاهم مار مخايل». في كل استحقاق أكان صغيرا أم كبيرا، ثمة اعتقاد سائد عند العونيين، قيادة وقواعد، أنه يكفي التفاهم مع «حزب الله»، وهو كفيل بـ «المونة» على بري. أثبتت كل الاستحقاقات عكس ذلك. لم يضع الحزب نفسه ولا مرة في هكذا موقع، وهذه حقيقة يدركها العماد عون شخصيا.
ولو تم التعمق أكثر في الموضوع، فان طبيعة علاقة الرئيس بري بالسيد حسن نصرالله، لا تشبه علاقة أي من القادة السياسيين من أقرانهم. الاحترام المتبادل. الثقة المتبادلة. توزيع الأدوار والمهام. حتى أن «مونة» رئيس المجلس كبيرة على «السيد» الى حد تلزيم معظم الملفات الداخلية، وخصوصا المتصلة بالدولة وإداراتها وتوازناتها لرئيس حركة «أمل». في المقابل، يتحول بري الى جندي في جيش المقاومة، عندما يتصل الأمر بالخيارات الاستراتيجية، سواء على جبهة قتال اسرائيل أو القوى التكفيرية.. والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد.
تلقى «الجنرال» خلال عقد من الزمن مئات النصائح من «حزب الله» بوجوب فتح صفحة جديدة مع نبيه بري. «تطوع» كثيرون من محيط الرابية للعب أدوار على هذه «الجبهة»، سرعان ما احترق معظمهم، وما تبدلت الكيمياء المفقودة بين الرجلين، ولا تغيرت أدوار بعض مَن تحملوا «مسؤولية تاريخية» في تبديد وتعطيل وإجهاض كل تلك المحاولات، فكان أن تعاظمت حالة انعدام الثقة، الى أن وصلنا الى ما وصلنا اليه في يومنا هذا.
حتى في «التيار الوطني الحر»، لطالما تجرأ البعض، ومنهم العميد شامل روكز، على الهمس في أذن «الجنرال» بأنك «ستحتاج نبيه بري يوما ما، وعليك أن تبادر في اتجاهه». في معظم المرات، كان العماد عون متجاوبا، ولكن ثمة من كان ينصب الفخ تلو الآخر، الى أن جاء زمن الاستحقاق.
هل يتقدم شيء عند ميشال عون على استحقاق رئاسة الجمهورية؟
الجواب لا طبعا. برغم أن الرجل أثبت أنه ليس من صنف «المتآمرين»، وهو منذ اللقاء الأول بسعد الحريري في أوروبا في مطلع العام 2014، كان واضحا في إجاباته: ما أضمنه لك أن أقنع قيادة «حزب الله» أن تكون رئيسا للحكومة. أما القضايا الأخرى، من سلاح ومشاركة في سوريا وغيرهما، فأنت تجلس معهم على طاولة الحوار، ولكما أن تتفقا سوية على كل ما تعتقدان أنه لمصلحة البلد.
عندما تبنى سعد الحريري ترشيح سليمان فرنجية قبل سنة، كان لسان حال «الجنرال» أن اتفاقا ثنائيا بين زعيمَين سياسيين لن يكون كافيا لإنتاج تسوية رئاسية في لبنان. هذا البلد لا يحكم بالثنائيات. تركيبته لا تحتمل الا الشراكة الكاملة. ما يسري على فرنجية يسري على عون. لا يكفي اتفاق «الجنرال» مع الحريري لانتاج تسوية ما. الفرصة الرئاسية جدية أكثر من أي وقت مضى ولا بد من إنهاء الفراغ الرئاسي اليوم قبل الغد، وعلى الجميع اغتنام الفرصة المتاحة لأنها لن تكون مفتوحة زمنيا في ظل ما يشهده الاقليم من احتدام قابل للتحول الى بركان كبير.
يعني ذلك أن ميشال عون يجب أن يتحرر من عقدة رسخها حتى في ذهن جمهوره: اذا قرر «حزب الله» أمرا ما، يستطيع أن يفرضه فرضا على نبيه بري. هذه معادلة ساقطة في السياسة. التعقيدات اللبنانية تشي بضرورة التحرر من عقد الماضي والحاضر. لا يمكن اهمال أي مكون، فكيف اذا كان اسمه نبيه بري بما يمثل من موقعية دستورية ووطنية وطائفية وحتى ميثاقية بحسابات ميشال عون نفسه؟
التحرر من العقد لم يعد كافيا. ها هو سعد الحريري يتجرع السم، فيلجأ الى الخيار السياسي ـ الرئاسي الذي يمكن أن يهدد حياته سياسيا، ولكنه في المقابل، يدرك أن وصوله الى رئاسة الحكومة، بما هو فرصة لاستنقاذ وضعه السياسي ـ الشخصي، سيشكل مدخلا لاعادة صياغة علاقته بمرجعيته الاقليمية أولا ومن ثم بجمهوره، واضعا أمام نفسه تحديات تبدأ من السرايا الكبيرة لتتوج في الانتخابات النيابية المقبلة، بمعزل عما اذا كان سيصيب أم لا في خياراته الانقلابية الى حد كبير.
وها هو «حزب الله» أيضا يتجرع السم. يضع ثقته بميشال عون فوق كل اعتبار آخر. اذا كان المعبر الإلزامي لوصوله إلى بعبدا، يتمثل في إعطاء ضمانة مسبقة للحريري في رئاسة الحكومة، فليكن ذلك، برغم تضارب الخيارات الى حد أنهما لا يلتقيان الا عند مصلحتهما المشتركة في حماية الاستقرار الداخلي.
الكل يتحدث مع الكل، الا ميشال عون يرفض فتح الأبواب مع نبيه بري. هل هناك عاقل في السياسة في لبنان يعتقد أنه يمكن أن يصل أي مرشح إلى القصر الجمهوري من دون معبر نبيه بري الإلزامي؟
هل هناك عاقل في لبنان يجهل حقيقة أن قيادة «حزب الله»، وبرغم حرصها على عمقها الاستراتيجي الداخلي الذي تمثله الحالة العونية مسيحيا، لن تخضع لمنطق الابتزاز الذي يحاول تحميل «الثنائي الشيعي» مسؤولية عدم وصول هذا المرشح أو ذاك الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي لن تفرط قيد أنملة بتحالفها مع عمقها الشيعي الاستراتيجي الذي يمثله نبيه بري وحركة «أمل»، وهما معا يدركان قيمة التضحيات التي دفعاها، عندما سال الدم الشيعي وكادت لا تغيب عن كل بيت في قرية أو بلدة صُوَر شهيد سقط في «حرب الأخوة» من زاروب مارون مسك في الشياح الى أعالي جرجوع وعربصاليم في اقليم التفاح، مرورا بالضاحية وبيروت وكل الجنوب؟
لم يعد الملف الرئاسي يحتمل مناورات وتدوير زوايا. ثمة مسالك ودروب واضحة. اذا كان عون يريد أن يشكل بوصوله عنوانا للميثاقية، وإذا كان الحريري يريد أن يفتدي الطائف بقبوله بـ «الجنرال».. وإذا كان «حزب الله» قد وضع ثقته العالية والغالية بعون زعيما ومن ثم رئيسا، وقدّمها على أي اعتبار، صار لا بد من مبادرات شجاعة وخلاقة بهدف تبديد المعوقات إذا انوجدت، خصوصا أن سعد الحريري كان بمقدوره أن يتجاوز رفض «حزب الله» لمرشح، كما صار في حالة سليمان فرنجية، لكنه، وهو في حالة خصومة مفتوحة مع «حزب الله»، لن يتجاوز المكون الشيعي الآخر نبيه بري بأي حال من الأحوال.
يسري الأمر نفسه على وليد جنبلاط. قد يتفق الأخير على الاختلاف مع «حزب الله» لكنه لن يخوض معركة يخرج منها حليفه التاريخي نبيه بري مهزوما. هذه هي بعض حقائق الواقع السياسي اللبناني. هل يستطيع «الجنرال» كسرها عبر القول: «لن أعقد أي تفاهمات مع أي طرف قبل وصولي إلى بعبدا. إذا فتحت هذا «البازار» لن أصل إلى القصر خلال عشرين سنة، بينما مجرد وجودي في مقعد الرئاسة الأولى كفيل بأن يشكل عنصر اطمئنان لجميع المكونات اللبنانية، وعندها أستطيع أن أتفاهم مع الجميع وأن أقنعهم بخياراتي»؟
نعم يستطيع «الجنرال» أن يردد مثل هذه العبارات وأكثر، لكنها لن تكون كفيلة سوى بإبعاده عشرين دهرا عن القصر الجمهوري.
بكل الأحوال، لم تكن أجواء لقاء عين التينة، ليل أمس، بين بري والحريري بحضور المعاونَين السياسيين علي حسن خليل ونادر الحريري، مختلفة عن لقاء بنشعي قبل ايام قليلة، باستثناء الخلوة الثنائية التي جمعت بري والحريري، قبل مأدبة العشاء، وهي شبيهة بتلك التي جمعت فرنجية والحريري في بنشعي على مدى عشر دقائق.
مواكب «بيت الوسط» تتواصل ولا تطفئ محركاتها. عقارب المواعيد ضبطت في الساعات المقبلة باتجاه الشرق. معراب الذي عاد «حكيمها» من رحلة سفر سياحية والرابية التي تنتظر على أحر من الشوق من يأتيها بـ «الخبر الأخير»، خصوصا قبل أن يلملم زعيم «المستقبل» حقائبه مجددا، في رحلة خارجية، بعض محطاتها متصل بمواعيد دولية، وبعضها الآخر، مجرد فاصل انتظاري لاتصال لا بد وأن يأتي من الديوان الملكي، بعدما طال انتظاره شهورا.. طويلة.
عندما يراقب اللبنانيون ما يجري حولهم، وخصوصا في سوريا، لن يكون سهلا عليهم هضم فكرة أن الفرصة الرئاسية جدية للمرة الأولى منذ ثلاثين شهرا. لكن السؤال، هل هناك من يتلقفها قبل أن تلتهب أجواء سوريا في الآتي من الأيام والأسابيع، خصوصا بعد أن طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من مختلف وكالات الامن القومي، بحث الخيارات كافة بشأن سوريا، بمعزل عما اذا كان بمقدوره القيام بشيء ما.. في آخر مئة يوم من ايام ولايته؟

النهار :

في موقف جديد يدل على تدهور العلاقات الاميركية - الروسية في الملف السوري، أعلن مسؤولون اميركيون ان واشنطن على وشك تعليق الاتصالات مع روسيا في ما يتعلق بسوريا وان الرئيس باراك اوباما كلف وكالات الامن القومي اعتماد خيارات جديدة حيال الازمة. أما روسيا، فأعلنت أن لا نية لديها لتعليق غاراتها الجوية الداعمة لقوات النظام السوري.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ردا على اسئلة خلال مؤتمر لمراكز الابحاث في واشنطن: "نحن على وشك تعليق المحادثات لانه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري (لحلب الشرقية)، ان نجلس ونحاول ان نأخذ الامور بجدية".
وأضاف مهاجما روسيا المتحالفة مع النظام السوري من غير ان يسميها: "مع كل ما يحصل حاليا، لا اشارة الى مسعى جدي... وصلنا الى مرحلة بات علينا في اطارها ان نبحث... عن بدائل، ما لم يعلن اطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة اكثر فاعلية". ولم يوضح ما يمكن ان تكون هذه "البدائل".
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن كيري تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عبر الهاتف عن "هشاشة" اتفاق لوقف النار في سوريا.
وعن تهديد كيري بتعليق الاتصالات مع موسكو، قال كيربي إنه ليس "تهديداً أجوف... الوزير تحدث فعلاً مع وزير الخارجية لافروف هذا الصباح ... في شأن الوضع في حلب وفي شأن هشاشة الترتيب الذي توصلنا إليه في وقت سابق من هذا الشهر في جنيف... نحن مستعدون لتفعيل هذا النوع من التعليق".

 

خيارات جديدة
الى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث في خيارات في شأن سوريا بعضها خيارات جديدة في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات ونصف سنة.
وأدلى بلينكن بتصريحه رداً على سؤال عن "الخطة البديلة" للولايات المتحدة بعد إخفاق الديبلوماسية كما يبدو. وقال: "الرئيس (الأميركي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط بالغ... عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام المقبلة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها تفصيلاً".
وتجري المناقشات الجديدة على "مستوى مسؤولي الإدارة" ولم تقدم حتى الآن أي توصيات الى أوباما الذي رفض من قبل إصدار أمر بعمل عسكري ضد الرئيس السوري الأسد.
وأفاد بلينكن أن أطرافا خارجيين ضالعين في الصراع في سوريا قد يبدأون بضخ مزيد من الموارد في الصراع مما قد يضر في نهاية المطاف بالرئيس السوري إضافة إلى روسيا.
في غضون ذلك، يدرس مسؤولون أميركيون اتخاذ ردود أقوى على هجوم الحكومة السورية التي تدعمها روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية، بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرة مثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أميركية لمرافقة قوافل المساعدات.
وقال أوباما في اجتماع عقده الأربعاء في قاعدة عسكرية أميركية إنه في حاجة للاستماع الى أفكار عن إنهاء الحرب الأهلية السورية لا تتضمن اشتراك أعداد ضخمة من القوات الأميركية فيها.
وأكد أن الوضع "يفطر القلب" وأنه يعيد النظر في سياسته في سوريا كل أسبوع تقريباً. وأضاف: "سنستعين بخبراء مستقلين.. سأستعين بمنتقدين لسياستي: حسنا... أنتم لا ترون أن هذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتباعه... قولوا لي ما ترون أنه سيتيح لنا منع الحرب الأهلية الدائرة ... في سوريا... ما من سيناريو -دون نشر أعداد كبيرة من قواتنا- يمكننا فيه أن نوقف حرباً أهلية كل طرف منغمس فيها بقوة".
وأكد أن من المهم أن يكون "متعقلاً" في إرسال قوات نظراً "الى التضحيات الهائلة" التي ينطوي عليها ذلك وأيضا لأن الجيش الأميركي لا يزال يؤدي مهمات في أفغانستان والعراق.

 

الموقف الروسي
وفي المقابل، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم القوات الحكومية السورية وأن ما وصفه "بالحرب على الإرهاب" ستستمر.
ودعا واشنطن إلى تنفيذ وعدها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة و"الإرهابيين". ووصف البيان الأميركي الأخير عن سوريا بأنه "طائش وغير مفيد".
وكان يشير إلى بيان أصدره الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الأربعاء وجاء فيه أن روسيا لها مصلحة في وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين يمكن أن يستغلوا الفراغ هناك ويشنوا هجمات "على المصالح الروسية وربما المدن الروسية".
وعلى رغم تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، قال بيسكوف إن موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن لمحاولة حل الأزمة السورية.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو غاضبة من لهجة التهديد في بيان الولايات المتحدة الأخير في شأن سوريا وتعتبره بمثابة دعم للإرهاب. وقال إن خطة لوقف النار لمدة سبعة أيام التي طرحتها الولايات المتحدة غير مقبولة وأن موسكو تقترح "هدنة إنسانية" مدتها 48 ساعة في حلب عوض ذلك.

كارثة انسانية
ووصف مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين امام جلسة لمجلس الامن الوضع في حلب بأنه "اخطر كارثة انسانية تشهدها سوريا حتى الآن". وقال إن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة "على وشك الانهيار بشكل كامل".
وقبل بدء جلسة المجلس، انتقدت المندوبة الاميركية الدائمة السفيرة الاميركية سامنتا باور "وحشية" الجيش السوري والقوات الروسية في قصفها لحلب.
وقال المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر إن فرنسا "بدأت تبحث في مشروع القرار الخاص بحلب الرامي الى فرض وقف لاطلاق النار". لكنه أشار الى أن "من المبكر التكهن" بما اذا كانت روسيا مستعدة لقبول هذا النص.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اثر اتصال هاتفي بينهما، أن لدى روسيا "مسؤولية خاصة" لخفض مستوى العنف في سوريا.
ووصفت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني الغارات الجوية على حلب بأنها "مذبحة".

الميدان
وتحدث مسؤول في المعارضة السورية و"المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن سيطرة قوات موالية للحكومة على معسكر حندرات شمال حلب. وهذه المرة الثانية تسيطر القوات الحكومية على المعسكر منذ بدأت عملية عسكرية في حلب الأسبوع الماضي.
أما مقاتلو المعارضة، فأحرزوا تقدماً في الريف قرب مدينة حماه في وسط البلاد.
ووصف القيادي في "جيش الفتح" أبو البراء الحموي الموقف بأنه ممتاز. وقال إنه "شكل ضغطاً كبيراً على النظام مما اضطره لسحب قوات نخبة من حلب والساحل باتجاه جبهات حماه".
وقال معارض والمرصد السوري إن المعارضة سيطرت على قريتي خفسين وكراح.
واشار الحموي الى إن القريتين يقطنهما منتمون الى الطائفة العلوية.
وتقترب المعارضة من بلدة طيبة الاسم التي ستسمح السيطرة عليها باقفال طريق يؤدي إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.

 

 

المستقبل :

بين بيت الوسط وعين التينة تمحورت أمس الحركة السياسية المتفاعلة في البلد منذ عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، لتبدأ نهاراً بجولة موفد المختارة الوزير وائل أبو فاعور على كل من المقرّين قبل أن تتوّج مساءً بزيارة الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري والتداول معه في مستجدات المشهد المتأزم تحت وطأة الشغور والتعطيل. وفي الأثناء برزت محطة تحصين المؤسسة العسكرية وتجنيبها كأس الفراغ المرّ المتنقل بين السلطات والمؤسسات الدستورية، إذ وعلى قاعدة الضرورات التي تبيح المحظورات خلصت المفاضلة الوطنية بين تمديد ولاية القيادات العسكرية وبين تمدّد ولاية الشغور لتشمل رأس المؤسسة العسكرية بعد رأس الجمهورية، إلى منح الأفضلية للخيار الأول بموافقة كل المكونات السياسية وتوافقها جميعاً على كلمة سواء تقضي بمنع الفراغ في الجيش.. باستثناء «التيار الوطني الحر» الذي سارع إلى إدانة قرار وزير الدفاع سمير مقبل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي واعتباره «غير قانوني وغير شرعي».

وكان مقبل قد عقد مؤتمراً صحافياً ظهراً أكد فيه أنّ قراراته المتعلقة بالمؤسسة العسكرية نابعة من مسؤولياته وتندرج ضمن إطار «ما يمليه الدستور وتحكمه القوانين»، داعياً من يتهمه باتخاذ قرار غير قانوني إلى أن «يقرأ قانون الدفاع والمادة 55 منه ليعرف أن القرار (قانوني)وصلاحيات الوزير واضحة». ورداً على سؤال أجاب: «بما أن مجلس الوزراء لم يجتمع لغاية الآن، فمن غير الممكن والمعقول أن يبقى الجيش من دون قائد»، مشيراً إلى أنه بصدد توقيع وإصدار قرار تأجيل تسريح العماد قهوجي فضلاً عن اتخاذ التدبير القانوني الملائم لاستدعاء رئيس الأركان اللواء وليد سلمان من الاحتياط فور انتهاء ولايته اليوم.

بالعودة إلى عين التينة، أوضح بيان صادر عن مقر الرئاسة الثانية أنّ بري استقبل الحريري بحضور وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، لافتاً إلى أنّ الجانبين بحثا خلال اللقاء، الذي تخللته مأدبة عشاء، في المستجدات الراهنة والاستحقاق الرئاسي.

وكان الحريري قد استكمل لقاءاته نهاراً في بيت الوسط، حيث برزت إشادة مصرية بدوره المحوري الوطني على لسان سفير مصر في لبنان نزيه النجاري الذي قال بعد اللقاء: «الرئيس الحريري يبذل جهداً كبيراً جداً لملء الفراغ الرئاسي وهي مسألة مهمة للجميع في لبنان»، منوهاً في هذا المجال «بدوره الكبير وحضوره الفاعل في الحياة السياسية في لبنان»، وأردف: «من الواضح أن المسألة مفتوحة وكذلك الخيارات، والرئيس الحريري يدرس الأمور وهو سيتواصل مع كافة القوى السياسية، ونحن سنتابع هذا الأمر معه ونأمل أن يكون للبنان رئيس في أسرع وقت ممكن لأنّ الفراغ الرئاسي لمدة عامين ونصف العام مسألة غير مقبولة يجب ألاّ تستمر أكثر من ذلك».

 

الديار :

ما إن دق الرئىس سعد الحريري جرس الانذار الرئاسي، عبر قبوله خيار العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى ارتفع منسوب الحساسية الموجود اصلا بين الرئىس نبيه بري وميشال عون على الصلاحيات والنفوذ والدستور. وهذا ما يؤشر الى ان الوصول الى خواتيم سعيدة دونه صعوبات جدية تستدعي ازالة الكثير من الالغام بين الرجلين المحكومة علاقتهما بجدار من عدم الثقة. وهذا ما يستدعي قيام سعاة الخير باتصالات لحلحلة الامور وترتيب مواعيد لزيارات يبدو ان العماد ميشال عون لن يقوم بها قريباً، وتحديداً للرئيس نبيه بري، رغم ان فتح «دفرسوار» ايجابي في العلاقة بين بري وعون يستدعي موقفاً من الاخير بالعودة الى طاولة الحوار.
لكن العماد عون يرفض ان يصل الى بعبدا مكبلاً بشروط بري، التي تبدأ بالاتفاق على «سلة كاملة متكاملة» وعلى الاساسيات والتفاصيل، وتبدأ بأسماء الوزراء وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان ومدعي عام التمييز والتمسك بوزارة المالية. وهذا ما يعتبره العماد عون تقييداً للصلاحيات والنفوذ والدستور ليس لرئيس الجمهورية فقط بل لرئيس الحكومة المكلف. وهذا ما يرفضه عون بالمطلق رغم تأكيده أن النقاش في هواجس الرئيس نبيه بري ليس مطلوباً منه بل من الآخرين، وربما يغمز من قناة حزب الله.
لكن حزب الله، وحسب المعلومات، كلف الرئيس نبيه بري أن يكون المفتاح السياسي للنقاش مع عون والحريري حول الثوابت السياسية والبيان الوزاري وسلاح المقاومة والمحكمة الدولية وغيرها. واذا شعر الرئيس بري ان في اتفاق عون ـ الحريري اي شائبة او اي امر لا ينطبق مع الثوابت الوطنية سيتدخل لوقفها على الفور.
حزب الله حذر ايضاً، ومن حقه رغم تأييده المطلق للعماد عون والثقة به، لكن هذه الثقة لا تنطبق على الرئيس سعد الحريري. وبالتالي فان الرئيس بري وحزب الله يريدان كشف ما اتفق عليه جبران باسيل ونادر الحريري وما اذا كان هناك «ستر مخبى» عبر صفقة ما. وعلى اساس كشف كل هذه الامور عبر معادلة 1+1=2، وفي ضوء كل هذه التفاصيل يتحدد الموقف النهائي. وبالتالي نحن ذاهبون الى معادلة بان يصبح الرئيس نبيه بري المفتاح السياسي لحل ازمة رئاسة الجمهورية. وهذا الامر يفرض على العماد عون الحلحلة ودق ابواب عين التينة. واذا كان حزب الله دعا سابقاً كل القوى السياسية الى الاخذ بهواجس عون وعدم القفز فوق مطالبه، في المقابل، المطلوب من العماد عون حالياً الاخذ بهواجس بري وفتح حوار يعيد الثقة، والا دخلنا في مرحلة الحساسية والشكوك و«الفحوصات» ونبش الماضي. وهذا لا يفتح الطريق لحل قضية رئاسة الجمهورية التي يبدو ان العماد ميشال عون هو المرشح الوحيد حالياً. ومن هنا جاء تأكيد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «الحل يحتاج الى تنازلات متبادلة». وحسب المعلومات فان الامور لا تستقيم باجتماع بين الرئيس بري وجبران باسيل في حضور علي حسن خليل، بل باجتماع مباشر بين بري وعون لمعالجة كل التفاصيل. والامور تحتاج الى تفاهم مع بري، وكذلك بين عون وجنبلاط وبين عون والجميل وجعجع وفرنجية وكل القيادات الفاعلة في البلد القائم اصلاً على التسويات. وبالتالي التفاوض لا يكون مع جبران باسيل والمحيطين بعون بل بين عون وبري الذي يمثل الواجهة السياسية للطائفة الشيعية التي لا تختصر حقوقها بلقاءات بين الحريري وعون او بين جبران باسيل ونادر الحريري، وربما ذلك يشكل المفتاح للحل والنقاش في كل الامور من الحقائب الوزارية الى البيان الوزاري. وهذا ما يعتبره عون ضرباً للدستور ووضع شروط على الرئيس المنتخب وتحويل البلاد الى «حكم مجلسي» يتحكم برئيس الجمهورية وبالرئيس المكلف. والعماد عون في مجالسه يؤكد انه بادر وزار الرئيس بري في عين التينة، وآخرها تقديم التهاني بعيد الفطر بينما بري لم يبادر يوماً الى زيارته في الرابية، واذا كان الرئيس بري ينذره بالهواجس الامنية فللعماد عون ايضاً مخاوفه الامنية.

ـ بري استقبل الحريري ـ

وفي اطار الجهود الذي يقوم بها الرئىس الحريري في الملف الرئاسي، زار الرئيس نبيه بري مساء امس في عين التينة وعقد لقاء في حضور مدير مكتبه نادر الحريري والوزير علي حسن خليل، ودار الحديث خلال اللقاء الذي تخللته مائدة عشاء حول المستجدات الراهنة والاستحقاق الرئاسي.
وقال الوزير علي حسن خليل لـ«الديار»: ما زالت مرحلة مشاورات حتى موعد الجلسة في 31 تشرين الاول.
واشارت المعلومات الى ان الرئيس بري متمسك بالتفاهمات المعلنة بالحوار والامور تحتاج الى بعض الوقت. علماً أن الرئيس الحريري كشف لبري انه سيقوم بزيارات الاسبوع المقبل الى كل من الرياض وانقرة وروسيا لبحث الملف الرئاسي.
الانظار ايضاً تبقى متجهة الى الرئيس الحريري واعلانه الواضح بتبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية كي يبدأ التحرك الجدي لحلحلة العقد، لان الوقت في بلد كلبنان لا يبقى مفتوحاً.

ـ جنبلاط والسفيرة الاميركية ـ

واشارت معلومات مؤكدة الى أن الموضوع الرئاسي كان مدار بحث بين النائب وليد جنبلاط والسفيرة الاميركية. وحذر جنبلاط من خيار السير بالعماد عون لرئاسة الجمهورية وانه غير قادر على نسج علاقات متوازنة مع كل الاطراف السياسية للوصول الى توافق ينقذ البلد، وغمز من اطار مواقفه السياسية.

 

الجمهورية :

يسود دولياً ترقّبٌ لنتائج الكباش بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا حول سوريا، والذي تظهّرَ في طلب الرئيس باراك اوباما من وكالات الأمن القومي درسَ كلّ الخيارات في شأنها، بعدما أكّدت موسكو استمرار عملياتها العسكرية فيها، فهدّدتها واشنطن بوقفِ التعاون وتعليق مناقشاتها معها. أمّا لبنانياً فلا تبدو مهمّة رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري سهلةً في مواجهة الرغبات السلبية لبعض المكوّنات السياسية، ومنها رغباتٌ داخل التيار نفسِه، غير متحمّسة لانتخاب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في ظلّ وضعٍ دولي وإقليمي غير مريح. مع ذلك يواصل الحريري، الذي يستعدّ لزيارة موسكو، مشاوراته، وكان أبرز محطاتها لقاؤه مساء أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى خط موازٍ أرجَأ وزير الدفاع سمير مقبل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي لسَنة، تجنّباً للفراغ في القيادة العسكرية، على أن يستدعي رئيس الأركان اللواء وليد سلمان اليوم بعدما أحيلَ إلى التقاعد، لتسيير أعمال رئاسة الأركان لستّة أشهر، على أن يعيَّن بديلٌ منه في أوّل جلسة لمجلس الوزراء، وذلك في خطوةٍ قابَلها «التيار الوطني الحر» بالرفض، مؤكّداً أنّه لن يسكت عن هذا التمديد، وسيقوم «بكلّ ما يلزم لوقفِ الإمعان في تدمير الدولة».

في إطار مشاوراته بشأن فكرة ترشيحه عون، زار الحريري مساء أمس، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، عين التينة والتقى بري في حضور الوزير علي حسن خليل، ودارَ خلال اللقاء الذي تخلّله عشاء حديثٌ حول المستجدّات الراهنة والاستحقاق الرئاسي.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» إنّ الحريري سيزور لاحقاً عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ثمّ يجول على رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، وفي مقدّمهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.

وعلمت «الجمهورية» أنّ كلاً من برّي والحريري عرض لموقفه ووجهة نظره على قاعدة أنّ اللقاء لا يمكن اعتباره لقاءً مفصلياً وأنه سيُستتبع بلقاءات ومشاورات مفتوحة بينهما وكلّ من جهته.

وفي المعلومات أيضاً أنّ الحريري أبلغ إلى برّي أنّ خطوته بالإقدام على ترشيح عون هي ضمن خياراته للخروج بحلّ لأزمة رئاسة الجمهورية ولا تزال خياراً قائماً.

ووصفت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» أجواء اللقاء بأنها كانت جيدة لجهة الاتفاق على إبقاء النقاش مفتوحاً، بحيث أنه لم يتّخذ أيّ قرار حاسم بعد. وأشارت إلى أنّ برّي متمسّك بموضوع السلة والتفاهمات الوطنية التي يجب أن تسبق إنتخاب رئيس للجمهورية الذي يتّفق عليه من ضمنها، وهو ليس في وارد المقايضة على هذه السلة والتفاهمات.

أبو فاعور

وسبق زيارة الحريري لبري تحرّك الوزير وائل ابو فاعور على خطّي «بيت الوسط» وعين التينة موفَداً من النائب وليد جنبلاط، حيث اجتمعَ بالحريري في حضور النائب السابق غطاس خوري، ومع بري في حضور خليل، وعرض مع كلّ منهما للأوضاع الراهنة، وخصوصاً موضوع الاستحقاق الرئاسي. ولوحظ أنّ تحرّكَ ابو فاعور جاء غداة لقاء الحريري وجنبلاط في «بيت الوسط»، علماً أنّ جنبلاط كان أوفد ابو فاعور الى الرياض.

في هذا الوقت، كشفَ وزير السياحة ميشال فرعون من «بيت الوسط» أنّ جزءاً كبيراً من التشاور الحاصل حاليّاً يدور حول ترشيح عون وانعكاساته والضمانات المطلوبة، وأضاف: «مع الأسف فقد وضَع البعض على طاولة الحوار طلبَ الضمانات مع انتخاب الرئيس، وكذلك طلبَ البعضُ الآخر ضمانات حول السلاح ووقف النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية وغيرها من المواضيع المشمولة بالمشاورات الحاصلة حاليّاً، من هنا الحديث عن سلة أو نصف سلة».

تحرّك لجعجع

وفي حين تتواصل الاتّصالات الرئاسية، علمت «الجمهورية» أنّ جعجع العائد من الخارج سيبدأ اتصالاته وتحرّكه على مختلف المستويات لمواكبة الحراك الجاري.

وتعليقاً على التحليلات التي أكّدت رفضَ البعض إسناد حقائب وزارية مهمّة لـ»القوّات» ومِن ضمنها وزارتا الدفاع والداخلية، أكّد مصدر «قواتي» لـ«الجمهورية» أنّ «القوات» لن تقبلَ بهذا الإقصاء، لأنّها مكوّن أساسي ولديه امتداداته، ولها الحقّ كسائر الأفرقاء بتولّي أيّ من الوزارات بلا أيّ «فيتو». وتساءَل المصدر: «لماذا لديهم مشكلة مع «القوات» تحديداً، ويخافون من تولّيها وزارتي الداخلية والدفاع؟

هل لدى «القوات» تنظيمات مسلّحة؟ أو لأنها لن تقبل بأن يكون هناك أيّ تنظيمات؟» وقال «إنّ هذا المنطق مرفوض جملةً وتفصيلاً، و»القوات» تؤمِن بالمؤسسات، وتحديداً بوزارتي الدفاع والداخلية، لأنّها تعتبرهما ركيزةَ الدولة وبناء المؤسسات».

«التيار الوطني الحر»

إلى ذلك، علمت الـ«الجمهورية» أنّ «التيار الوطني الحر» سيُحيي ذكرى 13 تشرين الأحد في 16 تشرين على طريق قصر بعبدا. وقالت مصادره لـ»الجمهورية»: «لا جديد عندنا، ولا نفاوض أحداً، بل ننتظر جواباً.

فالمأزق ليس عندنا، بل نحن نطالب بحقّنا، وعليهم هم أن يتصرّفوا. إذا جاء الجواب إيجاباً «منِمشي» أمّا إذا جاء سلباً، فعلى أحد أن يتحمّل المسؤولية». وأكّدت «أنّ التيار على أهبة الاستعداد على مستوى التحرّك السلمي لمواجهة أيّ طارئ». وقالت: «نحن مثلُ الشعب السويسري عندما يناديه الواجب يستنفر في 24 ساعة».

«الحزب»: تنازلات متبادلة

من جهته، أكّد «حزب الله» بلسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنّ «الوفاق والتفاهم مفتاح الحلول في لبنان، ويُحصّنه أمران: كفّ أيدي اللاعبين الإقليميين والدوليين عن التدخّل في شؤوننا، وعدم انتظار نتائج وتطوّرات أزمات المنطقة التي يمكن أن لا تنتهي». وقال: «إذا قمنا بذلك واعتمدنا على أنفسنا وتعاوَنّا بعضنا مع بعض، وتحاوَرنا وتناقشنا وقدّمنا تنازلات متبادلة، يمكن أن نصل إلى نتيجة».

 

اللواء :

هل قضي الأمر، وفقد النائب ميشال عون فرصة لاحت لايام، بعد تحضيرات لاشهر، من أن الانتقال من الرابية إلى بعبدا بات مسألة وقت؟
أهمية هذا السؤال انه يأتي وفي ثناياه أجوبة، قبل توجه الرئيس سعد الحريري إلى الرابية، في غضون الـ48 ساعة المقبلة، حيث ان لقاءه مع النائب عون، من المتوقع ان يسبقه لقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع العائد لتوه من رحلة خاصة إلى الخارج، رافقته فيها زوجته النائب ستريدا جعجع.
اما مبررات هذا التساؤل فهي تكمن في المعطيات التالية:
1- ما نقل عن الرئيس نبيه برّي وعن عدد من نواب كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها ان عين التينة ترفع لا كبيرة وفي وجه وصول عون إلى الرئاسة الأوّلى، ولا حاجة بالتالي لا للكلام على السلة أو استئناف الحوار، أو التمديد للمجلس وشرعيته وقانونيته.
وهذا الموقف، سمعه النائب وليد جنبلاط، وربما يكون سمعه أيضاً الرئيس الحريري الذي زار مساءً مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وبعد التقاط الصورة في الاجتماع الذي شارك فيه وزير المال علي حسن خليل بوصفه المعاون السياسي للرئيس برّي ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، بصفته المؤتمن على أسرار «بيت الوسط».
2- استعانة النائب جنبلاط بأغنية الزمن الجميل الفيروزية للهروب من عبء إعلان موقف صريح وواضح من ترشيح عون، فإذا به يغرد قبل ان يسافر إلى الخارج مستعيناً بفيلم فيروز «سفر برلك» وجاء في حرفية التغريدة: «صار بدها سفر على قول فيروز في سفر برلك».
ومغزى التغريدة واضح في حدّ ذاته، بعد يوم مكوكي طويل لوزير الصحة وائل أبو فاعور بين عين التينة و«بيت الوسط» والسراي، كانت خاتمته بين الرئيسين برّي والحريري لقاءً وعشاءً.
وكان الوزير أبو فاعور قال لـ«اللواء» في السراي رداً على سؤال حول ما إذا كان ما يزال محتاراً أو انه أصبح محتاراً «المهم ان المختارة ليست محتارة».
ونقل عن جنبلاط قوله للرئيس الحريري عندما التقاه مساء أمس الأوّل في «بيت الوسط» نصيحة مؤداها: «لا تجعل أحداً يأخذك لا باتجاه التطرف ولا باتجاه الانهزام»، وهي عبارة توحي ان الأمور ما زالت معقدة وصعبة، وهي بحاجة إلى مزيد من الاتصالات والمشاورات لتظهير النتائج.
وفي هذا السياق، استبعد مصدر وزاري لـ«اللواء» الوصول إلى توافق حول الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب، معتبراً ان حركة الرئيس الحريري في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي جدية، لكن طريقها ما تزال غير سالكة نظراً لوعورتها.
ولفت هذا المصدر إلى ان لا معطيات محلية أو إقليمية أو دولية توحي بإمكانية انتخاب رئيس في هذه المرحلة، مشيراً إلى ان ما يحصل اليوم ما زال مجرّد سعي لمعالجة هذا الملف، غير ان السؤال الذي يطرح هو: هل عاد لبنان ليكون أولوية على أجندة بعض الدول المعنية بالملف اللبناني؟
«حزب الله»
3- المواقف حمالة الأوجه التي أطلقها نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في ما خص جولة المشاورات الجارية ومسارها، فالشيخ قاسم تحدث عن «جماعة الكذب السياسي» وعن ان بعض الشخصيات والقوى السياسية في لبنان «حاولت إثارة الفتن والبلبلة»، مشيراً إلى ان « الفتن لا تنتج حلولاً»، مؤكداً ان «حزب الله» «يدعم الحوار كطريقة لمعالجة مشاكل الازمة»، وأن «قواعد عمل الحزب في هذه المرحلة هي للاستقرار الامني وتعطيل الفتن»، مؤكداً «اننا سنواجه ونستمر في سوريا ولو طال الزمن»، مطالباً بكف ما اسماه «ايدي اللاعبين الدوليين والاقليميين عن التدخل بشؤون لبنان وتقديم تنازلات متبادلة للوصول إلى نتيجة ايجابية».
وفي موقف، يظهر تضامناً مع التيار العوني، عزا النائب رعد الكثير من الأزمات إلى ما وصفه «بالاحساس بانتقاص الشراكة الوطنية»، مطالباً «بإيجاد حل داخلي «ودعم انتظار الخارج» فالتسوية في لبنان آخر التسويات التي يمكن ان تحصل في المنطقة»، متسائلاً: «لماذا يتم تعطيل هيئة الحوار الوطني، ولحساب من ولماذا تعطل الحكومة وأين مصالح النّاس والمجلس النيابي؟»، مؤكداً رفضه المثالثة وتمسك الحزب بالمناصفة والشراكة الوطنية.
وتبدي أوساط «حزب الله» تفاؤلاً حذراً من المشاورات الجارية، رغم ان الأجواء ما تزال ضبابية، وأن انتخاب النائب عون ما تزال دونه عقبات، وأن ثمة انتظاراً للموقفين الإقليمي والدولي.
وتكشف هذه الأوساط عن حركة اتصال ناشطة بين وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري تؤكد المضي بترشيح عون والسعي لمعالجة المطبات.
«بيت الوسط»
4- في بيت الوسط، وعلى صعيد كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها الأخير، ما زال الترقب سيّد الموقف، ولا تنفك المصادر النيابية المقربة من الرئيس الحريري من التأكيد ان حركة رئيس تيّار «المستقبل» احدثت صدمة إيجابية في الوسطين السياسي والاقتصادي، وأوقفت موجة التهديدات في الشارع، سواء النقابية أو الاقتصادية أو حتى السياسية وحركت المياه الراكدة على صعيد الاستحقاق الرئاسي.
واستدركت هذه المصادر، إلا أن هذا لا يعني أن موضوع التوافق على مرشّح ما قد حُسم، لكن حركة الاتصالات مستمرة، ودعت إلى أخذ مواقف كل من الرئيس برّي والنائبين جنبلاط وفرنجية فضلاً عن موقف حزب الكتائب بعين الاعتبار، متسائلاً عن أي خيار بديل يمكن أن يُعيد محركات البحث الرئاسي إلى الواجهة.
واعتبرت هذه المصادر أن وضع خيار عون على الطاولة يدل على حُسن نيّة وتوجّه جدي لإنقاذ البلد.
وفي هذا الإطار، قال مصدر سياسي أن تغريدة النائب فرنجية الموجهة للرئيس الحريري لم تكن في محلّها، فالرئيس الحريري قال لا مانع من وصول عون إلى الرئاسة الأولى ولم يطلب من أحد تبنّي خياراته.
«المردة»
5- في بنشعي، تمضي ماكينة «المردة» في تظهير موقف تيارها من اللقاء مع الرئيس الحريري والخيارات المستجدة، في ضوء طرح تبنّي عون للرئاسة.
وزير الثقافة روني عريجي، جدّد التأكيد في مقابلة مع محطة L.B.C ليل أمس أن النائب فرنجية لم يلمس نيّة لدى الرئيس الحريري لوقف دعمه للرئاسة الأولى، مضيفاً: «الإنطباع لدينا أن الرجل (في إشارة إلى الحريري) لم يخرج منا، وأن فرنجية مستمر بترشيحه، وهو لن ينسحب إلا في حالة واحدة حدوث إجماع وطني حول شخصية أخرى»، معرباً عن اعتقاده بأن خيار «المردة» هو المعارضة في حال وصول عون إلى بعبدا.
وروى ثقاة أن الرئيس الحريري بادر فرنجية في بنشعي قائلاً بأن ترشيح عون بات وارداً بعد أشهر من ترشيحك الذي لم يُكتب له النجاح.
وحول ما قصده فرنجية من إعادة عون 28 عاماً إلى الوراء، قالت مصادر في «المردة» أن تغريدته أُسيء فهمها، وأن من فسّرها عن طريق الخطأ أغفل ما حصل في عام 1988، عندما دخلت القوات اللبنانية الى مناطق نفوذ الرئيس أمين الجميّل في المتن واضطراره إلى مغادرة لبنان من دون أن يدافع عنه العماد عون الذي كان رئيساً للحكومة العسكرية وقائداً للجيش اللبناني.
الرابية
6- تضرب أوساط الرابية الأسبوع المقبل محطة لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، مشيرة إلى أن العقبات لا تقف عند السلة أو عند الضمانات أو عند «فوبيا» وصول عون إلى الرئاسة الأولى، فهي تبدو متأرجحة بين خيارين: إمّا أن يُنتخب عون أو التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، مع غمز من قناة «حزب الله» الذي لم يحرّك ساكناً بعد لنزع فتيل ممانعة برّي لانتخاب عون.
وتجاهر المصادر النيابية في «التيار الوطني الحر» بقناعته بأن الرئيس الحريري صادق التوجّه ولديه رغبة أكيدة بإنهاء الشغور الرئاسي، بما يتناسب مع وصول شخصية تمثّل المسيحيين على حدّ تعبير المصادر، التي قالت أن لدى الرئيس الحريري مشروعاً وطنياً، وأن خياره الآن يمثّل خشبة خلاص البلد.
وانتقدت المصادر موقف رئيس المجلس حيال موضوع ترشيح عون، واعتبرت أن الرئيس برّي يريد أن يبقى وحده حاكم البلد وهو يرفض سياسة تغيير الواقع اللبناني إلى الأفضل بل يريد بقاء الوضع على ما هو عليه ويريد المساومات على ملفات أساسية وهامّة كملف النفط.
ورأت أن السلة التي يتحدث عنها الرئيس برّي ليست إلا لعرقلة الحلول ولوضع العصي في الدواليب رغم أهمية الأمور التي تتضمنها هذه السلة.
ومع ذلك، عاد التيار العوني إلى تفعيل لجان التحرّك على الأرض، ولكن ليس على قاعدة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث اكتفى التيار ببيان وصف فيه قرار وزير الدفاع سمير مقبل بتأجيل تسريح قهوجي بأنه مخالفة فاضحة لكل القوانين، وأن قرار مقبل غير شرعي وغير قانوني ولا يخدم المؤسسة العسكرية، وأن التيار لن يسكت عن التمادي في تجاوز القوانين ولو بقي وحيداً، بل على خلفية عدم وصول عون إلى بعبدا والذي يستعد لإطلاق خطاب ناري في 15 تشرين أول، في ذروة التصعيد السياسي، وعلى «اللهم إني بلّغت». 

 

الاخبار :

إن هذا النص هو من بنات أفكار كاتبه، وليس لما هو وارد فيه أي علاقة بحزب الله أو التيار الوطني الحر أو سوريا أو إيران. وأي تشابه في الوقائع، أو تقاطع في الأفكار، هو مجرد صدفة. لذلك وجب التوضيح»

لنحسم أولاً أمراً، فنخرجه من النقاش. أنت تفضّل جان عبيد رئيساً للجمهورية. فهو الأقرب الى عقلك.والرجل له تاريخه وحاضره السياسي بما يؤهّله لهذا المنصب. وهو لديه الخبرة السياسية الكبيرة بأحوال البلاد والمنطقة؛ عاصر وعاش مع الكبار الذين رحلوا أو لا يزالون على قيد الحياة، في لبنان والمنطقة أيضاً. كذلك هو على مسافة مقبولة من غالبية القوى المتنازعة في البلاد، ولا يمكن أحداً التشكيك في وطنيته. وهو يحلم، أيضاً، ببناء دولة تعتني بجميع مواطنيها. وهو، أيضاً وأيضاً، عروبي غير طائفي، يعرف مكانة لبنان في الصراع مع العدو، ويعرف مشكلة الدولة مع القوى الطائفية التي تنهشها.

لكن جان عبيد قال لصديقه ميشال عون، مرات ومرات، إنه لن يعلن ترشيحاً رسمياً ما دام الجنرال يخوض السباق. هذا لا يعني أن عبيد يرفض انتخابه لو أصرّ عون على ترشيحه. وعبيد، الذي يقبل ببعض قواعد اللعبة، قرر عن سابق قصد ألا يكون مرشحاً مستفزاً لأحد في لحظة الغموض الرئاسية. وأنا، كما كثيرون، سنسرّ كثيراً لو أن زميلنا جان صار رئيساً للجمهورية.
حسناً، لننتقل الآن الى جدول الأعمال الساخن. على الطاولة، اسم ميشال عون كمرشح هو الأقوى. صحيح أنه ليس «على مسافة واحدة من الجميع»، لكنه يمثل مركز القوة في وقائع لبنان وإقليمه. هو الشخصية الأكثر تمثيلاً عند المسيحيين. وبسبب موقفه السياسي، لديه تمثيل أقلية معتبرة عند السنّة والدروز، ويحظى بشعبية كبيرة جداً عند الشيعة. وهو رئيس واحدة من أكبر الكتل النيابية. وهو أحد خمسة لاعبين كبار يحملون بطاقة الفيتو. وفوق ذلك، لديه حليف استثنائي في قوته ونفوذه، هو حزب الله الذي يمثل اليوم القوة الشعبية والحزبية الأبرز في المنطقة ول<