إذا كان مؤكداً أن الجلسة الـ45 لانتخاب رئيس للجمهورية المقرّرة غداً لن تشهد أي مفاجأة، حيث سيبقى الفراغ سيّد الموقف، مع بداية أسبوع حافل بالمطالب المعيشية والحياتية، فإن ما يعوّل عليه "التيّار الوطني الحرّ" من تغيير محتمل في موقف رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري لناحية تأييد النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية لا يلقى صداه حتى الآن لدى قيادة تيار "المستقبل"، طالما أن النائب سليمان فرنجية يحظى بدعم الحريري وفريقه السياسي للرئاسة الأولى ولم يحصل أي تغيير في هذا الموقف، في الوقت الذي يعتزم عون السير في اتجاه تصعيدي رداً على تجاهل المطالبة بانتخابه رئيساً ودفاعاً عن "الميثاقيّة" التي يقول تيّاره السياسي إن الحكومة لم تحترمها. 

وفيما بدأ الحريري سلسلة مشاورات مع قيادة "المستقبل" والحلفاء تتركز على سبل الخروج من الأزمة، رسمت مصادر بارزة في قوى "14 آذار" صورة سوداوية للوضع السياسي، بعدما ظهر جليّاً أن الأبواب موصدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكدة، أن هناك معارضة عربية – إقليمية لوصول عون الى رئاسة الجمهورية، وهو المعروف بتحالفه الوثيق مع "حزب الله" الذي ينفّذ السياسة الإيرانية في لبنان، وبالتالي فإن الحريري لا يمكن أن يعلن تأييده لمرشح يواجه "فيتو" عربياً ليكون رئيساً للبنان، باعتبار أن عون الذي يتغنّى بتحالفه مع "حزب الله" وصداقته لإيران لا يمكن أن يحظى بالغطاء الإقليمي العربي المطلوب لينتخب رئيساً، في ظل وجود مقاطعة عربية وتحديداً خليجية للبنان، بسبب ممارسات "حزب الله" ضد دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي لن تكون مرتاحة لوصول حليف "حزب الله" وإيران الى رئاسة لبنان.

وشددت المصادر على أن الحريري الذي لا يزال مؤيداً لانتخاب فرنجية، قد يجد نفسه مضطراً لتبنّي مرشّح توافقي، إذا ما أيقن أن المنافذ قد سدّت كليّاً أمام مبادرته، وإذا ما وجد أن هناك أجواء مؤاتية قد تسمح بتأمين الدعم الوطني المطلوب حول هذا المرشح الذي قد ينتخب قبل نهاية السنة اذا ما حصل على موافقة "حزب الله".


السياسة الكويتية