اضطر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إلى تعليق جولة الحوار الوطني، على خلفية الضجة التي أحدثها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حول مسألة الميثاقية.

وقال الوزير السابق غازي العريضي بعيد انتهاء الجلسة الأولى “للأسف تقرر تعليق جلسات الحوار لفترة زمنية معينة”، مضيفا “كان من المتفق عليه أن نشكل فريق ورشة عمل للبحث بما تم الاتفاق عليه من مجلس الشيوخ”.

وكان التيار الوطني الحر قد طرح مع انطلاقة جلسة الاثنين مسألة الميثاقية، في خطوة قرأها العديد على أنها محاولة جديدة للتصويب على الحكومة وعلى خصومه السياسيين.

يذكر أن التيار كان قد علق مشاركته في اجتماع مجلس الوزراء الماضي، ردا على توجه القوى السياسية للتجديد لقائد الجيش جان قهوجي، في ظل انعدام إمكانية التوافق على شخصية جديدة.

وأراد التيار البرتقالي بخطوته هذه القول بأن لا شرعية للحكومة دون حضور ممثلي المكون المسيحي (مع العلم أن الجلسة حضرها وزراء مسيحيون مستقلون).

والاثنين أراد رئيس التيار أن تكون هذه المسألة في صلب الجلسة الأمر الذي أثار الكثير من التشنج خاصة مع النائب سليمان فرنجية.

وقد انتشرت مع انطلاق جلسة الحوار الأولى أخبار تفيد بأن مشادة حادة حصلت بين باسيل وبين النائب والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية على خلفية طرح رئيس التيار موضوع الميثاقية وموضوع التمثيل المسيحي، حيث رد عليه فرنجية قائلا له “من أنت وماذا تمثل وأنت راسب في الانتخابات”.

واعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في تصريحات لـ”العرب” أن طرح موضوع الميثاقية الآن ” يأتي في إطار محاولات إعطاء تفسيرات خاصة للميثاقية، ما من شأنه أن يمهد الطريق للإطاحة باتفاق الطائف”.

وقال سعيد إن “الخطأ الأساسي في طرح موضوع الميثاقية الآن يكمن في أن الميثاقية لا يمكن أن تطرح في إطار موازين قوى بل يمكن أن تطرح في إطار توازنات وتفاهمات”.

وأكد أن الأمور ذاهبة ” في اتجاه التصعيد”، ولا يستبعد أن يؤدي انسداد الأفق السياسي إلى “تصعيد أمني كبير”.

من جانبه رأى النائب عن كتلة المستقبل خالد زهرمان أن الميثاقية ” تعني وجود تمثيل إسلامي وتمثيل مسيحي في الحكومة وهو أمر متوفر حاليا، ولكن التيار الوطني الحر ينطلق في اعتراضه من فهم خاطئ لمفهوم الميثاقية، إذ يربطها بوجوده في الحكومة. وهذا المنطق يضرب مفهوم الدولة ويحولها إلى تجمعات الهدف منها المحافظة على خصوصيات الأحزاب والتيارات السياسية”.

وأشار زهرمان إلى أن الهدف من إثارة موضوع الميثاقية الآن هو” إيصال الجنرال ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى”.

ويتبنى كثيرون الرأي القائل بأن تصعيد التيار الحر يهدف أساسا إلى الضغط على القوى السياسية الرافضة لتولي ميشال عون رئاسة الجمهورية.

شادي علاء الدين: العرب