جاءت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للهند، الخميس، لتعزز سياسة الانفتاح التي انتهجها منذ توليه منصبه في العام 2014، خاصة بعد الفتور الذي شاب العلاقة مع واشنطن والغرب إجمالا.
 
وسجل اهتمام متزايد من طرف السيسي بتطوير علاقات بلده مع دول الشرق، خاصة روسيا التي زارها أربع مرات، والصين التي زارها مرتين في أقل من عام، في مقابل زيارات أقل لدول الاتحاد الأوروبي، فيما لم يتوجه منذ تولية الرئاسة إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية.
 
وشهدت العلاقات الدولية المصرية تحولات كبيرة خلال العاميين المنقضيين، بعد أن كان العالم بالنسبة إلى مصر، وطوال عدة عقود، يكاد ينحصر في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وهو ما أثر بالضرورة على حركة مصر سواء في المجال الدولي أو الإقليمي.
 
ولعل الجديد الذي بدأت تشهده السياسة الخارجية المصرية هو تعددية المحاور بهدف الوصول إلى المزيد من المرونة والاستقلالية. وقال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ”العرب”، “إن تحرك السيسي باتجاه الشرق أرغم الغرب على تحسين علاقاته وتغيير مواقفه السياسية من السلطة المصرية، كما أنه أوجد مساحة للتحرك المصري في الفضاء الخارجي”.
 
وفي مثل هذا التوقيت من العام الماضي قام السيسي بجولة آسيوية شملت الصين وإندونسيا، بالإضافة إلى سنغافورا. وخلال هذه الأيام يقوم السيسي بجولة آسيوية أخرى يغلب عليها الطابع الاقتصادي وتشمل الهند والصين، وهي زيارة هدفها الأساسي حضور قمة مجموعة العشرين لأول مرة، وهو ما يعتبره كثيرون مناسبة جيدة لترويج مصر برنامجها الاقتصادي.
 
وقال سونج أي قوه، سفير الصين بالقاهرة، “إن الصين، التي يحق لها كدولة رئيسة لمجموعة العشرين هذا العام، تسمية دولتين لتكونا ضيفتي شرف، اختارت مصر كضيفة شرف، وهذا يعكس خصوصية العلاقات الثنائية التي تعلق الصين أهمية كبيرة عليها. وبالنظر إلى زيارة الهند فإنها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقة بين البلدين تطورا كبيرا في العلاقات السياسية تمثلت في الزيارات المتكررة بين مسؤوليهما”.
 
وقال السفير كمال عبدالمتعال مساعد وزير الخارجية السابق لـ”العرب”، “إن الاستفادة الحقيقية من الهند تكمن في تطبيق تجربتها الديمقراطية، بعدما نجحت في احتواء الطوائف والأديان والقوميات المتعددة داخلها في وقت كانت قابلة للتقسيم”.
 

العرب :أحمد جمال