تتعرّض المرأة لمشكلات صحّية مختلفة خلال مراحل حياتها تستدعي إجراء فحوص خاصّة بها وتوفير العلاجات اللازمة. أيّ نوع من الإختبارات قد تحتاج إليها ومتى؟الفحوص الطبّية ليست مهمّة فقط لرصد المشكلات الصحّية الجدّية باكراً، إنما أيضاً أساسية للوصول إلى المعلومات المطلوبة والحفاظ على الصحّة في كلّ مراحل الحياة.

في ما يلي أهمّ الإختبارات التي يجب على كلّ إمرأة عدم إهمالها:

الكولسترول وضغط الدم

يؤدي إرتفاع ضغط الدم والكولسترول إلى زيادة خطر إصابة المرأة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. وبما أنهما لا يُظهران أعراضاً خارجية، من المهمّ فحصهما بإنتظام. بدءاً من 20 عاماً، يجب على المرأة مراقبة معدل ضغطها كلّ عامين على الأقل، والكولسترول كلّ 4 إلى 6 أعوام.

أمّا صاحبات الخطر الأكبر بسبب العمر، والوزن، ونمط الحياة، وتاريخ العائلة، قد يحتجن إلى الخصوع لهذه الفحوص بشكل منتظم أكثر. يُشار إلى أنّ الرياضة، والغذاء الصحّي، والدواء إذا لزم الأمر، كلّها مكوّنات أساسية لخفض الكولسترول والضغط.

سرطان عنق الرحم

يُتيح إختبار عنق الرحم (Pap Test) رصد الخلايا السرطانية أو تلك التي قد تكون على إستعداد لأن تصبح مسرطنة في عنق الرحم. إستناداً إلى جمعية السرطان الأميركية، يجب على النساء ما بين 21 إلى 29 عاماً إجراء هذا الفحص كلّ 3 أعوام، وبدءاً من 30 عاماً يجب أن يترافق الـ«Pap Test» مع إختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) كلّ 5 أعوام. أما في حال وجود عوامل خطر، كالنساء اللواتي خضعن مسبقاً لعلاج سرطان عنق الرحم، فعليهنّ إجراء فحوص أكثر تواتراً.

الأمراض المنقولة جنسيّاً

في حال ممارسة الجنس من دون حماية مع شريك جديد أو أكثر من شريك، يرتفع خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً وبالتالي يجب إستشارة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة.

وفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يجب على النساء النشيطات جنسياً إجراء فحوص سنوية لبكتيريا الـ"Chlamydia" ومرض السيلان، وقد يُطلب منهنّ أيضاً الخضوع لإختبارات أخرى متعلّقة بالأمراض المنقولة جنسياً. يتمّ إجراء هذه الفحوص من خلال إختبار الدم، أو عيّنة من البول، أو مسحة من الفم أو الأعضاء التناسلية أو أيّ منطقة أخرى متضرّرة، إعتماداً على الأمراض التي يجرى فحصها.

سرطان الثدي

يظهر التصوير الشعاعي للثدي التغيّرات التي تحدث في ثديَي المرأة، والتي قد تشير إلى السرطان. يجب إجراؤه بإنتظام، إن سنوياً أو كلّ سنتين، بدءاً من 40 إلى 50 عاماً. هذا الفحص فعّال في رصد مراحل سرطان الثدي الأولى قبل مواجهة أيّ أعراض.

توصّلت الأبحاث إلى أنّ التصوير الشعاعي للثدي لدى النساء بين 40 إلى 74 عاماً يخفّض خطر الموت بسبب السرطان بنسبة 15 إلى 20 في المئة. كلما تمّ كشف السرطان باكراً، زاد إحتمال نجاح العلاج.

الكآبة

تنصح منظّمات صحّية عديدة بإجراء إختبار للكآبة، إلّا أنها لا تزال من أكثر إضطرابات المزاج غير المشخّصة وغير المعالجة، علماً أنّها تهدّد المرأة تقريباً مرّتين أكثر من الرجل. من المهمّ معرفة إشارات الكآبة، وعند مواجهتها إستشارة الطبيب المتخصّص في هذا المجال.

قد يتضمّن الإختبار سلسلة من الأسئلة، وفحصاً سريرياً، وفحوص دم لإستبعاد أمراض أخرى. ويعتبر الخبراء أنّ إختبارات الكآبة للحوامل والأمهات الحديثات هي طبيعية، وتُجرى عادةً مرّة أو مرّتين خلال الحمل، وحتماً قبل أن تغادر الأمّ المستشفى.

السكري

تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها النساء بدءاً من 45 عاماً وما فوق بإجراء فحوص للسكري الذي يُشخّص من خلال إختبارات دم مختلفة. كذلك توصي النساء الأصغر سنّاً اللواتي لديهنّ عوامل خطر، كزيادة الوزن أو تاريخ عائلي للمرض، بمراقبة معدل السكر في الدم.

يجب إستشارة الطبيب فور مواجهة إشارات السكري، كالتعب، والرؤية الضبابية، والعطش الشديد. كذلك يمكن لفحص الدم أن يكشف حالة ما قبل السكري، حيث يكون معدل السكر في الدم مرتفعاً ولكن ليس بما فيه الكفاية لجزم الإصابة بالسكري.

خسارة العظام

يُعرف إختبار كثافة العظام بالـ"DXA" أو "DEXA"، ويُستخدم عادةً لقياس خسارة العظام في الوركين والعمود الفقري وتشخيص ترقق العظام. عندما تنخفض كثافة العظام، يرتفع خطر الإصابة بالكسور.

يجب على النساء الخضوع لهذا الإختبار بدءاً من 65 عاماً وما فوق، وأحياناً في وقت مبكر في حال التدخين، أو إحتساء 3 كؤوس من الكحول أو أكثر في اليوم، أو إنخفاض مستوى الفيتامين D، أو تعرّض أحد الأهل لكسر في الورك في أيّ عمر.

رصد ضعف العظام أو خسارتها يقدّم المعلومات الضرورية لإجراء تعديلات على نمط الحياة للمساعدة على دعم صحّة العظام، مثل رفع إستهلاك الكالسيوم، وممارسة الرياضة يومياً، والإقلاع عن التدخين.

(سينتيا عواد - الجمهورية)