لم تكن ماري كيباوانا كاماجو التي أتت من كينيا إلى لبنان بحثاً عن فرصة عمل، تدرك أنّها ستلقى حتفها على يد مستخدميها. تتهم ماري العائلة اللبنانية التي استخدمتها في منزلها كعاملة تنظيف، بالعنصرية وبالإعتداء اللفظي والجسدي عليها.

وتقول: "كانت مستخدمتي وابنتها تضرباني باستمرار لأتفه الأسباب، وكانتا تطعماني طعاماً فاسداً. ففي هذا المنزل، ليس من حقّي أن آخذ فترة استراحة من العمل، بل كان العمل يبدأ من الساعة السادسة صباحاً ويستمر حتى وقت متأخر من الليل. لقد أخذتا مني جواز سفري فور وصولي ومنعاني من رؤية أيّ رزنامة كي لا أعرف الوقت والتواريخ والأيام".

لكنّ شهر نيسان من العام الجاري، فاق توقعات ماري، وهي أم لـ4 أطفال، وقالت إنّها لن تنسى أبداً يوم الـ17 من هذا الشهر. ففي هذا اليوم، وفقاً لماري، وبينما كانت تقوم بأعمالها المنزلية المعتادة، أقدم مستخدموها على رميها بالنار، ما أدّى إلى احتراق ملابسها والجزء السفلي من جسدها، قبل أن يمتد الحريق إلى صدرها، فما كان منها إلّا أن هرعت إلى الحمام حيث فقدت وعيها. وتضيف إنّها عندما استعادت وعيها، بدأ مستخدموها بشتمها وركلها.

ماري الثلاثينية عانت من حروق الدرجة الثالثة، والتي أتت على 47 % من جسدها، ولم يسعفها حينها سوى أحد الجيران الذي سمع صراخها، فاتصل بالقوى الأمنية ونقلها إلى إلى المستشفى، حيث بقيت فيها لـ6 أسابيع. وتقول ماري: "طوال هذه الفترة، لم يسمح لي هذه العائلة بالتواصل مع عائلتي في كينيا لإخبار أهلي بحالتي الصحية، ومنعتني من استخدام الهاتف".

وتفيد ماري بأنّها كانت تتوسل الأطباء والممرضات كلّ يوم باكية، كي يعيدوها إلى وطنها، لكن أحداً لم يستمع إليها، بل تجاهلوها وتجاهلوا مطالبتها بالتواصل مع سفارة بلادها كذلك.

وبعد معاناة كبيرة، عادت ماري إلى بلادها بمساعدة محام من كينيا، لكنّها في هذه الفترة تدهورت حالتها الصحية وباتت على شفير الموت. وفور وصولها إلى كينيا، نقلت ماري إلى المستشفى، حيث فارقت الحياة يوم الجمعة في الـ19 من تموز.

(face2faceafrica)