أولاً: فشل محادثات الكويت حول اليمن..
باءت محادثات الكويت حول اليمن بالفشل الذريع، بعد رفض وفد الحوثيين-صالح الموافقة على بنود الحل الدولي الذي طرحه الموفد الدولي السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقد أبلغ الموفد نتيجة جهوده لمجلس الأمن الدولي، وفاجأ المندوب الروسي الجميع باتخاذه موقفاً يمنع القيام بأي إجراء مناوئ للانقلابيين اليمنيين، على غرار ما فعله طويلا في مجريات الأزمة السورية، وهكذا تدخل اليمن، بالإضافة للمعارك العسكرية الضارية، مرحلة جديدة من القلق والخوف على مصير "اليمن السعيد" في لعبة الأمم الإقليمية والدولية، إلاّ أنّ أخطر ما يُنذر به وضع اليمن، هو الدخول في حقبة شبيهة بالحقبة "اللبنانية"، حيث تنشأ دُويلة ضمن الدولة، فتطرح مشاريعها الخاصة، ورؤيتها السياسية والعقيدية، وكيانها المغاير لكيان الدولة الموحدة، وتطالب  "الدولة" بمراعاة خاطرها، والاستجابة لطموحاتها وطموحات "رُعاتها" الإقليميين والدوليين..
ثانياً: تجربة إيرانية ثانية في المنطقة العربية..
كانت التجربة الإيرانية الأولى هي تجربة "حزب الله " في لبنان، وكانت تجربة ناجحة بكل المعايير والاختبارات، ففي لبنان، بلد "العصبيات" وبلد "الأجهزة" على ما قاله مرة أحمد جنّتي وكرّره السيد الراحل محمد حسين فضل الله، تمكّنت الدعوة الخمينية من إرساء "دويلة" المقاومة الإسلامية في لبنان، وهي كما تمخّضت عنها الأيام، الإجازة المباشرة لرجال الدين "الشيعة" بإخراج جماعات موالية لهم من سلطان "الدولة الوطنية"، والبدء الحثيث بتأسيس النواة الممكنة لقيام الدولة الإسلامية التابعة للولي الفقيه في إيران، وذلك بالإضافة إلى التسلّح والكردسة، استحضار المخزون الشيعي الروحي، من صُور وعلامات وكلمات وإشارات وشعائر (أبرزها ذكرى عاشوراء)، وهذا ما يبدو أنّ اليمن في طريقه إليه، إذا استمرّ أنصار الله الحوثيين في تعنُّتهم باقتطاع سلطات لا يمكن للدولة التنازل عنها، والسماح لمنظمة حزبية- فقهية- مسلّحة بالتعايش والتساكن مع الدولة الموحدة، صاحبة السيادة والاستقلال المفترضين، كما هو حاصل في لبنان ، حيث الأزمة الدستورية راسخة، وقرارات الدولة السيادية في عهدة الجماعة المسلحة، من إعلان الحرب، وحتى تعيين أصغر ظابط أمني.
ثالثاً : الاستنفار المطلوب..
يبدو أنّ السلطة الشرعية في اليمن، على درايةٍ تامة بما ينتظر اليمن فيما تساهل أو هادن في رعاية دولة ضمن الدولة، وظهر ذلك واضحا في مقابلة تلفزيونية للسيد خالد النمري، مندوب الحكومة الشرعية في مجلس الأمن، عندما كرّر أقواله: لن نسمح بتجربة حزب الله اللبناني في اليمن، ولن نتقاسم السيادة مع أي طرف إقليمي أو دولي، ولن يكون اليمن إلاّ لجميع أبنائه، بما فيهم أنصار الله، كجماعة وحزب سياسي، له طموحاته السياسية المشروعة، لا أكثر من ذلك، أمّا إذا سار أنصار الله على خطى حزب الله، فلن يكون اليمن سعيداً بأيّ حالٍ من الأحوال.