أولاً :محنة مدينة حلب..
تتعرض مدينة حلب هذه الأيام لاخطر مؤامرة منذ اندلاع الحرب السورية في أحيائها وضواحيها وأريافها، فالمدينة المنكوبة تعاني اليوم حصارا مفروضاً على أكثر من ربع مليون نسمة، وأُرفق الحصار بخطة جهنمية للتطهير العرقي، تقضي بإخراج المدنيين عبر ممرات "آمنة"، تكفلها قوات النظام، وحلفاؤها، مع الجهد الروسي في الجو، وجهود كيري-لافروف في أروقة الدبلوماسية، تمهيداً لأنهاء المعارضة وسوقها إلى جنيف منهكة وجاهزة للاستسلام.
ثانياً: إحباط مخططات التهجير والتطهير..
أفشلت الحملة العسكرية للمعارضة على مواقع النظام في حلب، خطط التهجير القسرية، كما أنّ المجتمع الدولي سرعان ما تنبّه لخطورة طرح "الممرات الآمنة" ، فشكّك الناطق بلسان الخارجية الأميركية بجدوى هذه الخطوة ونواياها، كما فعل لاحقاً المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، أمّا المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، فقد كان واضحا وجريئاً، عندما تساءل عن سلامة عشرات الآلاف وهم يعبرون ممراتٍ يكتنفها القصف البري والجوي، وأكد أنّ إجلاء المدنيين لا يمكن أن يتمّ إلاّ بإشراف الأمم المتحدة وهيئات دولية حيادية، تضمن سلامة الخروج، وعدم التهجير القسري، أي التطهير العرقي.
ثالثاً: الحسم المؤجّل، والنزف المستمر..
هكذا، كُتب على حلب، أن تكون بؤرة الصراع على سوريا، ففي أحيائها ، وبسواعد أبنائها، يُكتبُ النصر للمعارضة، وأهداف الثورة السورية، ولن يكون للنظام وحلفائه سوى الخزيُ والعار.