تسير خطة إعداد منتخب لبنان على خطى «السلحفاة»، ما يشكل أمراً «ذا حدين»، ففي الحالة الأولى فإن التأني في علمية الإعداد، قد يعود بالفائدة على الجهاز الفني بقيادة المونتينيغري ميلودراغ رادولوفيتش الذي سيحاول أن يشاهد كل اللاعبين في الأندية من خلال كأس النخبة ومن ثم التحدّي، خصوصاً أن الفترة قبل دخول تصفيات «كأس آسيا 2019» ما تزال بعيدة ما يعني أنه خلال ذلك سيكون على الجهاز الفني المراقبة والمشاهدة التي يمكن أن يجد فيهما الأخير نوعاً من الاستفادة علّه يحظى بلاعبين مؤهلين أكثر من الموجودين، وهو أمر فيه المزيد من الاطلاع والنظرية.
أما في الحد الآخر فإن التأخر والتباطؤ في عملية الإعداد يمكن أن ينعكس سلباً على خطط المدير الفني على اعتبار أن التدريبات بمعدل يوم واحد في الأسبوع لن تساهم بتاتاً في رفع معدل اللياقة ومعرفة احتياجات المنتخب بالتأكيد، ما يعني أنه يجب التسريع في تحريك عجلة المنتخب بشكل متقن ومدروس، تتحمل فيه الأندية مسؤولياتها اتجاه التخلي عن لاعبيها على أن يتم التنسيق بهذا الأمر بين الجميع، لإفساح المجال أمام عدد كبير من اللاعبين لدخول مرحلة التجربة، من أجل التوصل الى مجموعة أكثر تجانساً واندماجاً، خصوصاً أن التحضيرات لكأس آسيا ستكون الفرصة الأخيرة للمنتخب كي يعود ويؤكد جدارته على أنه قادر على تجاوز كل القطوعات.
لن يعود منتخب لبنان الى التدريبات إلا بعد كأسَي النخبة والتحدي. وهذا الأمر قد ينعكس سلباً وبطريقة غير صحية على الجميع، إذ كيف يمكن أن يتجمّع لفترتين فقط ثم يعود ليغيب من دون داعٍ، ما قد يُلغي ما بدأ لأجله.
صحيح أن هذا الأمر هو في يد أصحابه والجهاز الفني أدرى من غيره بهذا الأمر، لكن الأصح أن يستمرّ المنتخب بحصص ولو على حساب كأس النخبة والتحدّي ليبقى ضمن الأجواء التي تؤهله دائماً لدخول المعسكرات في المستقبل.
ويكفي أن التجارب السابقة أثبتت تراجع المنتخب في كثير من الأحيان بعد التوقف عن التدريبات، كما ينبغي استدعاء المحترفين في كل مرة ليشاركوا في المباريات الودية علّ ذلك يخلق المزيد من الانسجام.
بعيداً عن هذا الأمر فإن الجهاز الفني سيتابع مباريات كأس النخبة وسينتظر الانتهاء منها ليجمع المنتخب في معسكر تدريبي قصير قبل مباراته الودية مع نظيره الأردني الأربعاء في 31 الحالي على ملعب المدينة الرياضية، وخوضه مباراة ثانية أمام أفغانستان في ملعب الرئيس الشهيد رشيد كرامي في طرابلس يوم الإثنين 5 أيلول المقبل.
وفي ضوء مجريات «النخبة» و «التحدّي»، سيوجّه الجهاز الفني الدعوة مجدداً لمن يراه مناسباً فضلاً عن اللاعبين المنضمّين إلى فرق خارجية، للالتحاق بالمعسكر التمهيدي القصير، استعداداً لودّيّتي الأردن وأفغانستان.
وكان رادولوفيتش أوضح للاعبين في الحصة التدريبية الأولى على ملعب مجمّع بئر حسن المهني، أن المرحلة الجديدة تتضمّن متسعاً من الوقت لاختبار عدد وافٍ من المرشّحين قبل قرعة الدور المقبل من تصفيات كأس آسيا «الإمارات 2019»، مشدّداً على ضرورة الاجتهاد وإثبات الوجود، خصوصاً أن اللعب يختلف أحياناً بالنسبة للبعض في النادي عنه في المنتخب. وحضّ الجميع على الاستفسار عن أي شيء يلتبس عليهم، سعياً لأن يكونوا مرتاحين ويقدّموا المطلوب منهم.