لم يغب مشهد الاستنفار العام والعسكري وارتفاع منسوبه على مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت عن الساحة البتة حتى يعود فحسب، بل بات اليوم يطغى أكثر فأكثر على طول شوارعها واحيائها نظراً للتهديدات القائمة والمعلومات المستقاة من مصادر علنية والمعلومات السرية على السواء والتي تشي بامكانية تمرير إرهابيين أو عناصر مخلة بالأمن باتجاه الضاحية.

حالات القلق والحذر تعاظمت إلى حد إنتشار مسلح غير مسبوق لجناح الأمن الخاص لـ"حزب الله" والذي يمكن ان يلاحظه أي زائر ليلاً ونهاراً، الا ان حالات امتعاض عدة سجلت في الآونة الاخيرة ازاء الحوادث الحاصلة والتي يتم التعدي فيها من قبل بعض العناصر على حرمتهم وكرامتهم . 

وآخرها، كان ما حصل عندما اعترض عدد من الشبان بلباس مدني قُرابة الساعة العاشرة من مساء الأحد فاناً للركاب على مقربة من تقاطع كنيسة مار مخايل في الضاحية الجنوبية، آمرين الركاب الذين اعتقدوا للوهلة الاولى انهم عناصر من مخابرات الجيش او فرع المعلومات بالترجل من الفان على الفور بحجة التثبت من هويتهم.

وعلم "ليبانون ديبايت" ان العناصر التابعين لجناح الأمن الخاص للحزب قد أوقفوا شابين، الأول لبناني يدعى "ج.ب" تبين بعد السؤال عن هويته وتفتيش الاسم انه احد ابناء عرسال فيما الآخر سوري الجنسية أخلي سبيله بعد دقائق من توقيفه. 

وبحسب المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت"، توجه احد العناصر نحو اللبناني وبادره بالسؤال :"من وين الشب؟" فرد الاخير "عرسال"، ليتفاجئ بعنصر آخر من الجهة الثانية يعمد على انزاله من الفان برفقة السوري، وتعلو نبرة صوته قائلاً:"هيت هويتك!"، فنفذ الاخير الاوامر واعطاهم هويته.

وبعد التفتيش بهوية "العرسالي"، ناد العنصر على الجهاز باسمه مراراً، ليخلى سبيل السوري لاحقاً ويبقى هو محتجز بحجة الاجراءات الأمنية والتأكد من ان اسمه ليس على لائحة المطلوبين لحزب الله.

الا ان اللافت، كان لحظة اقتراب احد عناصر الجيش اللبناني لسؤال العناصر:"شو رح تتركوهم للشباب؟" فأتاه الجواب سريعاً: "انت عراسنا بس اجراءات امنية". وبعد مرور بعض الوقت امر احد العناصر بـ"سيسرة امورو للعرسالي".

"ليبانون ديبايت"، حاول التواصل مع "ج.ب"، الا ان الاخير اكتفى بتأكيد صحة المعلومات المذكورة اعلاه وعدم الدخول باي تفاصيل اخرى خوفاً من مكروه قد يلحقه. واكتفى بالتعليق على ما حصل معه قائلاً:" تركوا السوري وانا ضليت لاخذ اذن من حزب الله لروح على بيتي لاني ابن عرسال!، مؤكداً في ختام حديثه بانه" آخر مرة بحياتي بمرق من الضاحية".


ليبانون ديبايت