عادَت مضايا وبقين والزبداني المحاصرة بريف دمشق إلى الواجهة أخيراً، بمأساتها الإنسانية وجوعها، وذلك عبر محاولة "حزب الله" السيطرة على نبع بقين للمياه العذبة، مصدر مياه الشرب الوحيد للمنطقة، ضمن سياسة التضييق على المحاصرين.

 

في هذا السياق، كشف الناشط الإعلامي من الزبداني، أبو شوكت، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مقاتلي حزب الله قصفوا أطراف بلدة بقين بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، في محاولة منها للسيطرة على نبع بقين، الذي يروي المحاصرين في بلدتي بقين ومضايا". ويلفت إلى أن "مقاتلي فصائل المعارضة صدّوا الهجوم، ما أدى لمقتل أحد عناصر الحزب وإصابة آخرين".

كما تفيد معلومات من مصادر مقرّبة من "حزب الله"، أن "الأخير يسعى للسيطرة على النبع كورقة ضغط جديدة في المفاوضات الإيرانية مع جيش الفتح، حول مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، المحاصرة من قبل جيش الفتح، من شحّ شديد في المياه".

في المقابل، يرى أبو شوكت أن "المسألة ليس لها علاقة بأزمة مياه في كفريا والفوعة اللتان تعتمدان على الآبار المحلية، في حين تصلهم المساعدات عبر الطيران، لإضافة إلى ما يدخل لهم مقابل إدخال المساعدات الانسانية إلى الزبداني ومضايا وبقين".

وترى مصادر معارضة في دمشق أنّ "محاولة الحزب الأخيرة للسيطرة على نبع بقين، تصبّ في تعطيل الاتفاق الأخير الذي تم التوصّل إليه تحت ضغوط روسية بين الإيرانيين وجيش الفتح، والقاضي برفع يد الحزب عن مضايا وتدخلها قوات النظام في سياق تسوية عامة، يتم فيها استثناء 50 مقاتلاً مع عائلاتهم في مضايا، وترحيلهم إلى إدلب، فضلاً عن ترحيل 120 شخصاً وهم آخر من تبقّى في الزبداني، التي ستكون تحت يد الحزب. وهذا الاتفاق لا يصبّ في مصلحة الحزب الذي يسعى لوضع يده على كامل منطقة القلمون، ويُرحّل جميع سكانها".

في مضايا، تنوّه مصادر من داخلها، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "الحزب ومقاتليه يستنزفون المحاصرين بشكل بشع، فهم يفرضون حصاراً مطبقاً على المناطق الثلاث، علماً أن بقين ومضايا متلاصقتان عبر آلاف الألغام الأرضية والحواجز والقنّاصة. كما يدير مقاتلو الحزب تجارة حرب متعلقة بقوت عشرات آلاف المدنيين، عبر الاتفاق مع عدد من التجار، فيدخلون كميات محدودة جداً من المواد الغذائية مقابل مبالغ مالية كبيرة، وقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الرز أو البرغل 300 دولار". وتضيف المصادر أن "الحزب يتاجر أيضاً بالأشخاص، لناحية نقل الشباب من مضايا المحاصرة إلى لبنان أو أي منطقة داخل سوريا مقابل 3 آلاف دولار أميركي".

وتقول المصادر إن "مسألة فك ارتباط كفريا والفوعة عن مضايا والزبداني وبقين، تنعكس إيجاباً على مصالح المدنيين المحاصرين، تحديداً في عملية إدخال المساعدات، واليوم أي منظمة تريد إدخال مساعدات الى بقين، بحاجة إلى موافقة إيرانية وإدخال شيء مماثل لكفريا والفوعة".

(العربي الجديد)