الفساد في لبنان أدى إلى إعلان اليأس من الاصلاح , والمسؤولية يتحملها الناس قبل المسؤولين , فمات لبنان

 

السفير :

ماتت «بحيرة القرعون» سريرياً. لم تعد صالحة لا لتربية الأسماك ولا لري المزروعات الممتدة على نحو ثلاثين الف هكتار بقاعاً وجنوباً ومعها أرزاق من يعتاشون منها، وصحة من يستهلكونها على مساحة لبنان.
وبينما يصم المسؤولون آذانهم عن أصوات خبراء دقوا أجراس الإنذار من كوارث تلوث الليطاني منذ نحو عشرين عاماً وأكثر، لم تمت بحيرة القرعون فقط، بل «لم تعد صالحة لري الأراضي الزراعية ولا لصيد الأسماك واستهلاكها»، كما أكد الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزه لـ«السفير»، مشيرا الى أن الحياة المائية فيها «انتهت».
وتكمن أهمية كلام حمزة كونه جاء بعد صدور النتائج الرسمية لفحوص العينات التي سحبها المجلس الوطني من بحيرة القرعون، إثر نفوق أكثر من خمسة أطنان من الأسماك فيها، الأسبوع الماضي.
وتحتاج البحيرة إلى «ثلاث سنوات حداً أدنى لتعيد توازنها إذا تم إيقاف كل مصادر التلوث عنها، وتنظيفها تنظيفاً جذرياً» يقول حمزة.
قتلت الطحالب السامة من نوع «السيانوباكتيريا» كل حياة مائية وبيولوجية في البحيرة، بعدما أثبتت التحاليل أن نسبة سمومها «وصلت إلى 15 ميكروغراما في الليتر الواحد، بينما يجب أن تكون أقل من ميكروغرام واحد»، وفق التقرير الذي حصلت «السفير» على نتائجه.
ومع موجة الحر الأخيرة، وصلت حرارة مياه بحيرة القرعون إلى 30 درجة مئوية، فانفلتت السموم من خلايا طحالب «السيانوبكتيريا»، في رد فعل دفاعي تجاه التلوث الكبير والحرارة غير المألوفة، ما تسبب بتسمم الأسماك واختناقها بعدما ارتفع التلوث «إلى معدلات غير مقبولة»، وفق الدكتور المتخصص بالطحالب كمال سليم، الذي أشرف على تقرير المجلس الوطني.
وعدا موت البحيرة وانتهاء الحياة فيها، «تعني تسمية ايباتوتوكسين سم الكبد، وهي ناتجة من ترسبات في المزروعات المروية بمياه ملوثة بسم طحالب السيانوبكتيريا، حيث يأخذ النبات السم في تكوينه بطريقة غير مباشرة ويستهلكه الإنسان»، وفق كمال سليم.
وما ينطبق على النبات ينسحب على الأسماك بنسبة أكبر كونها «تمتص السم امتصاصا مطلقاً»، إذ إنها تعيش في المياه الملوثة وتتغذى منها. ويؤكد سليم أن «الأبحاث في العالم تربط بين سم الكبد والأسباب المسببة لسرطان الكبد، وكذلك بالنسبة للبنكرياس».
وبالنسبة للهواء، تنبعث من البحيرة ومن مجرى الليطاني روائح كريهة جداً تتسبب بحساسية وأمراض صدرية وأوجاع في الرأس وشعور كبير بالانحطاط، إذ إنها تضرب الجهاز العصبي، كما يتسبب استعمال المياه للخدمة بحساسية جلدية. أما إذا سبح أحدهم في البحيرة أو وقع فيها (كون التلوث يمنع السباحة)، وصدف أن ابتلع من مياهها «فإنها تؤدي إلى إصابته بأمراض معوية خطيرة»، يقول سليم.
لماذا ماتت بحيرة القرعون؟
يقول حمزة إن البحيرة التي تعتبر روح البقاع الغربي وحوض الليطاني في الجنوب، «تحولت إلى مجرد بركة تجميع لمجارير المياه الآسنة ونفايات المصانع والدباغات والمعامل والمزارع ومياه الصرف الصحي المسلطة من حوض الليطاني في البقاع إليها. إذ تصب فيها النفايات الصناعية لنحو ستمئة مؤسسة صناعية وزراعية ودباغات، بالإضافة إلى مجارير قرى حوض الليطاني.
هذا الواقع دفع حمزة إلى اعتبار «أزمة القرعون مسؤولية وطنية تتطلب معالجة طارئة وسريعة خارج الروتين الإداري المحلي». وقال إن موت بحيرة القرعون يعني «موت كل الحياة في البقاع الغربي والجنوب.. وتدهورا بيئيا وبيولوجيا وصحيا غير مسبوق». يذكر أن كامل حوض الليطاني في البقاع يروي نحو 22 الف هكتار في البقاع وسبعة آلاف هكتار في الجنوب (الهكتار يساوي عشرة آلاف متر مربع). كما أن حوض الليطاني، هو الأكبر في لبنان، إذ يمتد بطول 170 كيلومتراً، فضلا عن كون بحيرة القرعون، هي المسطح المائي الأوسع في لبنان، وتبلغ سعتها 220 مليون متر مكعب عندما تمتلئ شتاء، أما اليوم فلا تحتوي على أكثر من تسعين مليون متر مكعب، وهو ما يزيد خطر التسمم.
يقول سليم ان فريق عمل المجلس المؤلف منه ومن الدكاترة عمر الصمد، وعلي فاضل، ورنا بيضون، أجرى فحوصات بيولوجية وكيميائية وإشعاعية، وقام أيضاً بتشريح الأسماك النافقة، وأثبتت النتائج عدم وجود تلوث إشعاعي فيما التركيزات الكيميائية، وفق سليم، «غير لافتة لدرجة أن تتسبب بنفوق هذا الكم من الأسماك».
وردا على سؤال، يقول سليم إن البحيرة قبل نحو شهر وعشرة أيام لم تكن ميتة سريرياً، أما اليوم، ومع انخفاض مستواها إلى 90 مليون متر مكعب وارتفاع حرارة المياه إلى 30 درجة (غير حرارة الطقس الخارجي) فقد أدى ذلك كله إلى انفلات سموم طحالب «السيانوباكتيريا» من خلاياها في دفاعها عن النفس. وانفلت السم في البحيرة ليقتل، وفق سليم، «كل الحيوانات المائية المجهرية في البحيرة، ومعها كل أنواع الطحالب الخضراء والمشطورات (نوع من الطحالب التي يعتبر وجودها دليلاً على أن البحيرة غير ميتة) والتي اختفت نهائياً.
وأظهرت الفحوصات تفشي طحالب «السيانوباكتيريا» بكثافة تصل إلى عمق عشرة أمتار في البحيرة، عدا اجتياحها لسطحها المائي. وعليه، لم تعد الرؤية ممكنة في البحيرة لأكثر من عمق 80 سنتمتراً (يجب أن تكون الرؤية ممكنة بعمق مترين). كما أثبت تشريح الأسماك أنها ماتت أيضاً اختناقاً بعدما عششت الطحالب السامة في خياشيمها.
وختاماً، يطالب معين حمزة باسم المجلس الوطني للبحوث العلمية بإعلان «خطة طوارئ لمعالجة وضع البحيرة»، مؤكدا أن وزارات البيئة والصحة والطاقة والزراعة والداخلية (كونها مسؤولة عن البلديات) ومصلحة الليطاني تناقش مبادرات وأفكاراً مختلفة، متمنياً أن تتم الاستفادة من مبلغ الـ55 مليون دولار التي تأمنت من البنك الدولي للبدء بمعالجة التلوث القاتل في بحيرة القرعون ونهر الليطاني.

النهار :

بعد خمسة أيام من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان مساء أمس حال الطوارئ ثلاثة أشهر في أنحاء البلاد لمواجهة ما وصفه بالتهديدات التي تتعرض لها الديموقراطية التركية لا لتقييد حرية التعبير. ولم يستبعد تورط دول خارجية في المحاولة، محذراً الولايات المتحدة من انها سترتكب خطأ جسيماً اذا رفضت تسليم تركيا الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بأنه وراء هذه المحاولة.
وإثر عودته مساء الثلثاءالى انقرة للمرة الاولى منذ حصول هذه الاحداث، رأس اردوغان اجتماعاً مشتركاً لمجلس الامن القومي والحكومة استمر أربع ساعات و40 دقيقة. وخرج بعد الاجتماع ليصرح خلال مؤتمر صحافي بأن "مجلس الوزراء قرر فرض حال الطوارئ مدة ثلاثة أشهر"، وأوضح أن هذا الأمر كان "ضروريا للقضاء سريعاً على جميع عناصر المنظمة الإرهابية المتورطة في محاولة الانقلاب". وقال ان الانقلاب "ربما لم ينته بعد... قد تكون هناك خطط أخرى"، واعتبر انه "ليس من حق الأوروبيين انتقاد قرارنا" إعلان حال الطوارئ.
وأكد ان القوات المسلحة تحت إمرة الحكومة وتعمل بالاتساق معها.
وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، صرّح إردوغان بأنه يعتقد ان ثمة احتمالاً لضلوع دول أجنبية في محاولة الانقلاب الفاشلة، لكنه لم يذكر أي بلد بالاسم.
ورفض تلميحات الى انه بات حاكماً متسلطاً أو أن الديموقراطية في تركيا تواجه أي تهديد، قائلاً: "سنظل مع النظام البرلماني الديموقراطي ولن نحيد عنه".
وأشار الى إنه لا يريد ربط استخدام الولايات المتحدة قاعدة انجيرليك التركية بطلب أنقرة تسليم غولن. وشدد على "العلاقات بين بلدينا قائمة على المصالح وليس على المشاعر. نحن حليفان استراتيجيان".
وتعهد عدم تقديم "أي تنازل" على حساب الديموقراطية.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك ايرولت الى "ان يهتم بشؤونه"، رداً على انتقاده حملة التطهير الواسعة في تركيا إثر محاولة الانقلاب .
وكان ايرولت طالب اردوغان الاحد باحترام دولة القانون، رافضاً منح الرئيس التركي الذي يقوم بحملة تطهير واسعة اثر محاولة انقلاب فاشلة على نظامه، "شيكاً على بياض".
وقال أردوغان: "عليه أن يهتم بشؤونه... هل يملك السلطة للادلاء بهذه التصريحات عني؟ كلا، لا يملكها. وإذا ما أراد درساً في الديموقراطية يمكننا أن نعطيه إياه بسهولة".
وكان إيرولت أبرز ضرورة "ادانة محاوبة الانقلاب في تركيا، وهو أقل ما يمكن فعله".

 

مواصلة حملة التطهير
وبعد خمسة ايام من محاولة الانقلاب، تم تعليق مهمات 55 الف شخص أو طردوا من وظائفهم، استناداً الى حصيلة لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" بناء على ارقام رسمية أو الى وسائل اعلام تركية.
كما أوقف أكثر من تسعة آلاف مشتبه فيهم بينهم جنرالات ذوو رتب عالية اتهموا بالمشاركة في محاولة الانقلاب، بحسب ارقام السلطات. ولا يعرف ما اذا كان احتسبوا هؤلاء مع الـ 55 الفاً.
وأمس، أعلن مجلس التعليم العالي التركي تعليق كل البعثات الخارجية للجامعيين حتى اشعار آخر، وطلب درس اوضاع الجامعيين الموجودين في الخارج واستدعاءهم الى تركيا في أقرب وقت ما لم تكن هناك "ضرورة قصوى" لبقائهم.
وقصف سلاح الجو التركي مجدداً مواقع لـ"حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق، ما اعتبر اشارة من اردوغان لمن لا يزال لديه شك الى الامساك بزمام الامور وخصوصاً السيطرة على سلاح الجو.
وأقلعت مطاردات تركية بحثاً عن سفينتين لحرس الحدود أبلغ عن وجودهما قرب المياه الاقليمية اليونانية، ثم غادرت الطائرات المنطقة من غير أن تعثرا عليهما.
ونقلت وكالة "أنباء الاناضول" التركية شبه الرسمية عن وزارة الداخلية انه لم تخطف اية سفينة لحرس الحدود على أيدي انقلابيين. وأكد مسؤول لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" انه "باستثناء جنود فارين، ليست هناك مروحية ولا طائرة ولا سفينة ناقصة" في الاسطول.
وكانت انقرة طلبت من اثينا تسليمها ثمانية انقلابيين مفترضين حطوا بمروحية في اليونان ليل الجمعة - السبت وأوقفتهم السلطات اليونانية.
وفي ترجمة للقلق المتزايد، خفضت وكالة "ستاندارد اند بورز" تصنيف تركيا السيادي درجة الى "بي بي" بعدما كان "بي بي+" بسبب "فترة الغموض المتزايد" التي تمر بها البلاد.

 

"ويكليكس"
على صعيد آخر، حجبت السلطات التركية موقع "ويكيليكس" بعدما أورد أكثر من 300 رسالة الكترونية لمسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
واوضح الموقع ان الوثائق مصدرها موقع الحزب وهي تشمل خصوصا قضايا دولية "وليس مسائل الامن الداخلي الاكثر حساسية".
واضاف ان الرسائل تعود الى فترة بين عام 2010 والسادس من تموز 2016، أي أنه تم الحصول عليها قبل محاولة الانقلاب.
واكد مسؤول تركي حجب الموقع "لانتهاكه الحياة الخاصة ولنشره معلومات تم الحصول عليها على نحو غير قانوني".

كيري
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تصريحات صحافية خلال مؤتمر مانحين للعراق ان واشنطن تندد بمحاولة "الانقلاب" الفاشلة في تركيا وتدعم نظام الرئيس رجب طيب اردوغان في تحركه لاعادة الامساك بالسلطة التي تترجم بعملية تطهير واسعة.
وسئل عن عشرات الآلاف من الاشخاص الموقوفين والمطرودين والذين علقت مهماتهم في تركيا، فأجاب: "نحن ندعم الحكومة الديموقراطية ... وندين الانقلاب". ورفض "التعليق" على عمليات التطهير التي تنفذها سلطات انقرة والتي شملت قطاعات واسعة من المجتمع في الجيش والاعلام والجامعيين.
لكن كيري الذي كان شدد الاحد على احترام "الديموقراطية" و"دولة القانون" في تركيا، قال أيضاً: "نريد ان نكون على يقين من ان الرد على الانقلاب يحترم تماماً الديموقراطية".
وتطلب تركيا من الولايات المتحدة تسليمها الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بأنه وراء المحاولة الانقلابية، لكن كيري اكد مجددا ان ادراته تحتاج الى "ادلة" على احتمال تورط هذا المعارض التركي البالغ من العمر 75 سنة. ولفت الى ان للولايات المتحدة "جملة متطلبات مشددة جدا في مجال تسليم" الاشخاص.

برلين
واتخذت برلين موقفاً أكثر تشدداً من الاجراءات المضادة التي تتخذها الحكومة التركية، إذ صرح شتيفن زايبرت الناطق باسم المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل بأن الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها السلطات التركية عقب محاولة الانقلاب "تتعارض" مع دولة القانون.
وقال: "تتخذ على نحو شبه يومي اجراءات تتغاضى تماماً عن حكم القانون وتتجاهل مبدأ تكافؤ" القوة المستخدمة. وأضاف: "لا شك في ان هذه الاجراءات تثير القلق الى حد كبير".

بوتين واردوغان مطلع آب
وفي موسكو، أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واردوغان سيلتقيان مطلع آب المقبل في روسيا، مؤكدا بذلك معلومات أوردتها وسائل الاعلام التركية.
وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن "بوتين واردوغان اتفقا على اللقاء في الايام العشرة الاولى من آب. سيعقد اللقاء في روسيا". وأضاف: "يجري تحديد مكان اللقاء وزمانه".
وقد تحدث الرئيس الروسي الاحد هاتفياً مع الرئيس التركي، معربا عن أمله في العودة السريعة للاستقرار بعد محاولة انقلاب عسكري في تركيا، وطلب منه أيضاً تأمين سلامة السياح الروس.

 

 

المستقبل :

لم يكن ينقص اللبنانيين الغارقين في أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية سوى مواجهة ملفات اجتماعية أيضاً أخطرها أزمة الكهرباء المستفحلة فساداً فأعطالاً وتقنيناً، خصوصاً مع تفاقم التقنين في العاصمة إلى 6 ساعات وفي العديد من المناطق إلى 10 على الأقل، وسط انقطاعات متكررة تذكيها ضغوط حرارة الصيف واستهلاك الوافدين واللاجئين.

وفيما وصف عضو الكتلة النائب عمار حوري ما يجري في الكهرباء بـ»المهزلة»، مؤكداً نيته تقديم اقتراح قانون لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية تفتح الملف على مصراعيه، من المقرر أن يستكمل النائبان محمد الحجار وجمال الجراح تفنيد المشكلة خلال مؤتمر صحافي يعقدانه في ساحة النجمة اليوم.

مصادر مؤسسة الكهرباء أوضحت لـ»المستقبل» أن حاجة لبنان الفعلية اليوم من الطاقة الكهربائية تبلغ 3200 ميغاوات بينما لا يتعدى مجمل القدرة الانتاجية الحالية 1576 ميغاوات، فضلاً عن أن الأعطال والضغط خلال الصيف تقوّض الإنتاج إلى حوالى الثلث تقريباً، لتزداد المعاناة بسبب أعمال الصيانة في معملي الزهراني ودير عمار.

وفي معلومات «المستقبل« أن القدرة الإنتاجية الحالية تبلغ في الزوق 304 ميغاوات، الجيه 136 ميغاوات، الزهراني 204 ميغاوات، دير عمار 386 ميغاوات، بعلبك 60 ميغاوات، صور 60 ميغاوات، انتاج مائي 25 ميغاوات والبواخر التركية 371 ميغاوات

النائب الحجار حمّل في اتصال مع «المستقبل» وزير الخارجية حالياً والطاقة سابقاً، جبران باسيل، مسؤولية تدهور هذه الخدمة الحيوية، لرفضه التعاون مع المؤسسات والصناديق الدولية المانحة، بعد إقرار تمويل بمليار و200 مليون دولار مخصصة لتنفيذ جزء من ورقة سياسة القطاع سنة 2010، بما كان من شأنه أن يرفع مستوى الإنتاج بمقدار 700 ميغاوات.

وأوضح الحجار أن باسيل بهروبه نحو المصارف بتكاليف عالية، شكل حاجزاً أمام إنجاز دفاتر شروط ناجحة، لأن المؤسسات والصناديق المانحة كان بمقدورها أن تمنع إعداد دفاتر تتضمن بنوداً ملغومة، مشيراً إلى أن الجزء الأكبر من عرقلة مشروعي معمل دير عمار-2 والمحركات العكسية في معملي الزوق والجية كان سببه هذه الدفاتر التي شكل تفسيرها مادة لأزمات لا تنتهي بين مؤسسة الكهرباء والشركات المتعهدة.

وفيما ذكرت المصادر أنه يتم حالياً العمل على إصلاح هذا العطل، كشفت مصادر تابعة لشركة «ساوث برايم« المتعهدة لصيانة وتأهيل معملي دير عمار والزهراني، أنها استدعت فريقاً من شركة «ألستوم« في ألمانيا لإنجاز المطلوب، و»من المقرر أن ينجز هذا الفريق أعمال الصيانة المطلوبة في نهاية الأسبوع الجاري«. 

ومع ذلك، تقول المصادر إن الطاقة القصوى التي من الممكن وضعها على الشبكة لا تتعدى 1800 ميغاوات في أحسن الأحوال، كما أن مجموعات الإنتاج قديمة ومعرضة دائماً للإصابة بأعطال مفاجئة، ما يجعل الحاجة ماسة لتشغيل المعامل المنجزة، كالمحركات العكسية وإنشاء المعامل الموقعة عقودها، إضافة الى إنشاء معامل جديدة لسد هذا النقص الكبير في الإنتاج.

الديار :

اللعب في الوقت الضائع، حتى الربيع المقبل الاجترار الدستوري، والسياسي، والاقتصادي. وبحسب مصادر السراي الحكومي فقد حاول الرئيس تمام سلام، لدى استقباله السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد، وهي الآتية للتو من واشنطن، ان ينترع منها اي كلمة تتعلق بموقف بلادها من الاستحقاق الرئاسي في لبنان...
وتبعاً لهذه المصادر فان رد ريتشارد ان المسألة «في يدكم لا في يدنا» وهي التي تعلم مدى الاصطفاف اللبناني على الجبهات الاقليمية. واذ لا يستطيع لبنان الانفكاك عن هذه الجبهات، بالرغم من ذلك الشعار الفلولكوري (النأي بالنفس)، فما ارادت السفيرة الاميركية قوله ان الملف الرئاسي بات رهن الاشتباك الاقليمي.
ديبلوماسيون في بيروت يصفون السجال السياسي الدائر بـ«الكوميديا اللبنانية» فالافرقاء يعلمون اين هو الملف الرئاسي الذي ليس عالقاً في مكان واحد وعند جهة واحدة، ومع ذلك فكل فريق يتهم الآخر بانه مسؤول عن التعطيل، وبالطبع بعد اختراع الحيثيات التي تعزز وجهة نظره...
وحين كان السفير الفرنسي السابق باتريس باولي، وهو الآن مسؤول دائرة الشرق الاوسط في الكي دورسيه، سيلتقي بعض الشخصيات اللبنانية خلال زيارته الاخيرة لبيروت، كان ينصح بالحد من السياسة والاكثار من الاقتصاد.
لم يقل ان الساسة يخدعون اللبنانيين ويقفزون فوق المشاكل الضاغطة على اعصاب وعلى جيوب الناس، لكنه اعتبر ان اللبنانيين يستحقون الاهتمام، وبالتالي تخليصهم من الازمات اليومية التي يتخبطون بها، ليسأل امام مرجع روحي ما اذا كانت ازمة الكهرباء مرتبطة بازمة الشرق الاوسط ام بمصالح  المافيات.
الديبلوماسيون اياهم يسألون ما اذا كان اركان الطبقة السياسية يريدون، فعلاً، رئيساً للجمهورية، ام عراباً للمافيات التي تتحكم بكل مفاصل البلاد. مثلما يقول اللبنانيون يقول الديبلوماسيون. نجوم السياسة يريدون «رئيساً من الكاوتشوك» في قصر بعبدا وقابلاً للبيع والشراء...
لا جديد لدى الذين يقولون ان المنطقة في الثلاجة، ولو كانت ثلاجة النار، الى ان ينتخب رئيس جديد في الولايات المتحدة ويدخل الى البيت الابيض ويضع اولوياته في الشرق الاوسط.
الديبلوماسيون يعتبرون ان كل الاحداث التي تجري تعمل لمصلحة المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي تم تكريسه مرشحاً رسمياً للحزب. يعتبرون ان المنطقة ستكون امام وضع غرائبي لان ترامب، في حال وصوله، سيسعى من الخطوة الاولى الى احداث تعديل دراماتيكي في قواعد اللعبة في المنطقة.
وهم يقولون ان الاحداث في تركيا اثرت الى حد بعيد في مسار التطورات على امتداد الشرق الاوسط، فالذي ظهر للعيان ان تركيا امام مفترق خطير. الاعتقالات والاقصاءات فاقت التصور، وهناك اجهزة استخبارات غربية تتحدث عن ملايين الاشخاص على لائحة الاستخبارات التركية.
حتى انه في الجلسة الحوارية الاخيرة بين تيار المستقبل و«حزب الله» بدا واضحاً من سياق المناقشات ان الانعكاسات الاقليمية للازمة التركية التي لم تنته ولن تنتهي فصولاً في حال من الاحوال، ستجعل الامل ضئيلاً جداً حيال انجاز الاستحقاق الرئاسي...
والسبب ان التطورات التركية احدثت تغييراً في طبيعة الصراعات او النزاعات...
بيان الحوار الثنائي اشار الى ان المجتمعين توقفوا امام ازدياد الحاجة الى تفعيل المؤسسات الدستورية، لا سيما المجلس النيابي نظراً للاستحاقات التي تفرض نفسها على اكثر من صعيد، وبخاصة التشريعات المالية الضرورية.
كلام عام وضبابي، ولا يتضمن اي اشارة الى ثلاثية طاولة الحوار في 2 و3 و4 آب المقبل، وليس هذا السبب الوحيد الذي يجعل التفاؤل يتراجع حيال نتائج الحوار، مع دعوة النائب وليد جنبلاط الى وضع الاستحقاق الرئاسي في عهدة السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، لعل الادارة الجديدة تكتشف ان الدعم الامني للبنان لا يكفي، ولا بد من المؤازرة السياسية.

ـ ارتباك الرياض وطهران ـ

الغرب والشرق منشغلان بالاحداث التركية التي تجمع الدول الكبرى على القول ان ارتداداتها ستكون ذات ابعاد استراتيجية. الكل في حالة ارتباك، في الرياض كما في طهران، السعوديون والايرانيون الذين يرخون بظلالهم على الساحة اللبنانية معنيون بالتطورات التركية لانها تحدد مسار الازمات في المنطقة...
وهنا ينقل رجل اعمال بارز عن مسؤول اميركي قوله «ان ازمتكم من الدرجة الثالثة». الازمة السياسية تحديداً، وما يعني واشنطن حالياً الا يخترق «داعش» الداخل اللبناني ويتمدد نحو شاطئ المتوسط.
المسؤول استخدم تعبير «آخر عربة في القطار»، المقصود قطار التسويات بطبيعة الحال، فيما ينقل عن النائب وليد جنبلاط تساؤله ما اذا كان دونالد ترامب قد سمع بدولة تدعى لبنان.
وبحسب ما ينقله مصدر مقرب منه، فان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يعرف كيف يقرأ التطورات، ويعرف كيف يوجه الانظار الى زاوية او زوايا اخرى شديد القلق حيال انتخاب المرشح الجمهوري الذي يعتبر هنري كيسنجر بمثابة مرشده الاستراتيجي، وهو الذي كان يرى في لبنان فائضاً جغرافياً يمكن استخدامه لتسوية ازمات المنطقة بما فيها الازمة الفلسطينية - الاسرائيلية.
ترامب قد «يخربط» كل قواعد اللعبة في المنطقة التي قد تدخل في متاهة اخرى، وعلى هذا الاساس يفترض باللبنانيين، وكما يقول جنبلاط، ان ينتبهوا الى ما يمكن ان يحصل اذا ما دخلت المنطقة في مرحلة اكثر تعقيداً من الاضطراب الاستراتيجي، مع التشديد على استعجال التسوية.
وتشير المعلومات الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري على توافق تام مع جنبلاط في وضع المتحاورين في عين التينة امام الاحتمالات، مع التأكيد على ضرورة عدم الاخذ ببعض النظريات او بعض الدعوات الى انتظار الادارة الاميركية الجديدة.

ـ طهران تبيع الرئاسة ـ

في 14 اذار يقولون  ان طهران تفضل ان «تبيع» الرئاسة اللبنانية الى الطاقم الجديد في واشنطن، وفي8 آذار يقولون ان الرياض التي تحدث وزير خارجيتها عادل الجبير عن خلاف في وجهات النظر بينها وبين واشنطن، ترى ان هيلاري كلينتون هي الرئيسة المقبلة «حتماً»، وان سياسة هذه الاخيرة لن تكون على شاكلة سياسة ادارة باراك اوباما، بل هي قد تقود حملة عسكرية لاسقاط النظام في سوريا بالتعاون الميداني مع الحلفاء.
وهنا تطرح الاسئلة حول الهدف الحقيقي من توجه الرجل القوي في المملكة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى واشنطن وهو الذي عاد منها منذ اسابيع قليلة بعد جولة سياسية واقتصادية وتكنولوجية واستراتيجية طويلة و«مثمرة». بطبيعة الحال سيكون هناك بحث في الوضع التركي، وفي امكانية حدوث تبدل كبير في المعادلات التي حكمت المسرح السوري على امتداد السنوات  الخمس المنصرمة، مع عودة السعودية الى طرح الخيار العسكري، وبعدما اقتنعت ان دخولها منفردة الى الساحة السورية المعقدة سيكون بمثابة «فيتنام سعودية» عملية صعبة (وهذا كان رأي الامارات العربية المتحدة).
وبمعنى آخر، فان الرياض ستحث الادارة الاميركية على عدم ترك جبهات سورية محورية تتداعى امام انشغال رجب طيب اردوغان الطويل، والطويل جداً، بمعالجة التفاعلات الخطيرة في بلاده.

الجمهورية :

كل الملفات الداخلية معلّقة على خط التوتر العالي، فالسياسة متأرجحة بين الانقسامات، والنفط البحري يتقلّب على نار المزاجيات، والموازنة تتقاذفها هبّة ايجابية باردة بإمكان إعدادها قريباً وللمرة الاولى منذ العام 2005، وهبّة سلبيّة ساخنة بتعطيلها وقطع الطريق عليها نهائياً، وامّا المفتاح الرئاسي فيبدو انه ما يزال ضائعاً في قعر التعقيدات المحلية والخارجية. واذا كانت مواجهة الإرهاب التكفيري الداعشي الذي يتهدّد لبنان قد استوجبت جهوزية عالية ويقظة من الجيش والاجهزة الامنية لرد هذا الخطر الخارجي، ومنع تمدده الى الداخل اللبناني، فإنّ الأولوية التي باتت ضرورية، واكثر من ملحّة، هي ردّ الخطر الداخلي عن اللبنانيين، المتمثّل في محاولة «تسميم البلد»، المتأتية عن فلتان بعض التجار وجشعهم وإغراق السوق المحلي بالسموم الكامنة في مواد استهلاكية فاسدة غير صالحة للاستهلاك البشري، والتي كان من نتيجتها الفورية عشرات حالات التسمّم الغذائي في عدد من المناطق اللبنانية. ولعلّ أوجب واجبات الدولة امام هذا الخطر، هي المبادرة الى إعلان حالة «طوارئ غذائية» والشروع فوراً بإجراءات عقابية رادعة وقاسية بحق كل الضالعين في هذه الجريمة.

سافر رئيس مجلس النواب نبيه بري في رحلة خارجية خاصة، آخذاً فترة استراحة طوعية من «الاشتباك النفطي»، ولكن من دون ان تغادره خيبة الأمل ممّا يعتبره التعطيل المستغرب وغير المبرر لهذا الملف.

كما انه ماض في رهانه على إمكان ان تحيط القوى السياسية الجلسات الحوارية الثلاث التي دعا اليها مطلع آب المقبل، بإرادات صادقة وحاسمة لصَوغ حلول ومخارج للازمة السياسية، وخصوصاً على المستوى الرئاسي.

وامّا رئيس الحكومة تمام سلام، فهو يستعدّ للسفر الى موريتانيا للمشاركة في القمة العربية نهاية الاسبوع، حاملاً الى القادة العرب طلب لبنان مساعدته على مواجهة اكثر الملفات ثقلاً عليه، والمتمثّل بموضوع النازحين السوريين، مع ما ينطوي عليه من عبء ضاغط على الواقع اللبناني برمّته سياسياً واقتصادياً، آملاً ـ كما تقول اوساطه ـ في ان يلقى آذاناً صاغية في القمة واستجابة تمنح لبنان القدرة المعنوية والمادية على التصدي لهذا الضغط وتجاوز الاعباء الكبرى على كاهله والتي تتفاقم يوماً بعد يوم.

درباس

وعشيّة سفر سلام الى نواكشوط، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«الجمهورية»: «انّ لبنان سيؤكد مجدداً مواقفه الثابتة من مسألة اللجوء السوري، فالسوريون اخواننا وأهلاً وسهلاً بهم، ونحن نتعاطى معهم بكل أخوّة، لكنّ فكرة توطينهم واعارة الاراضي او استئجارها او بيعها او بيع جوازات السفر غير واردة عندنا».

واضاف: «سنتقدم باقتراحات عدة منها ان تتبنّى القمة العربية مسألة المطالبة بمناطق آمنة للسوريين داخل سوريا. وربما سنقترح إنشاء صندوق عربي لرعاية حال اللجوء العربية ودعم لبنان الذي يستضيف نصف عدد سكانه من الشعوب العربية».

الرئاسة... جمود

رئاسياً، وفي موازاة الكلام الذي تردد مؤخراً عن محاولات حثيثة لإنضاج الملف الرئاسي في الاشهر القليلة المقبلة، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» عن حركة اتصالات كثيفة تجري عبر القنوات المحلية والخارجية حول الرئاسة في لبنان، وبوتيرة اسرع ممّا سبق، الّا انها ما زالت في الاطار الاستطلاعي لا أكثر، من دون بلوغ تقدّم جوهري يعتدّ به.

ولفتت المصادر الانتباه الى انّ القاسم المشترك في حركة الوفود الغربية التي تكثفت في الآونة الأخيرة، انها لا تنطوي على اية مبادرات جدية، بل هي كناية عن تمنيات تَحضّ اللبنانيين على التوافق في ما بينهم وإنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن، مع مباركة اي جهد داخلي يخدم الإسراع في انجاز الاستحقاق.

وتمّ التركيز في هذا السياق على مبادرة بري وجلسات الحوار التي حددها في آب، وكذلك على الطرح الذي يسوقه رئيس «اللقاء الديموقراطي»النائب وليد جنبلاط للوصول الى تسوية رئاسية.

الرابية... تفاؤل

على انّ اللافت للانتباه هو أجواء التفاؤل التي تسود الرابية، بالتزامن مع كلام يتردد في اوساط قريبة من انّ حظوظ رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون قد ارتفعت رئاسياً.

ويلاحظ زوّار الرابية شعوراً بالتفاؤل الجدي، والقريبون من عون يغمرهم شعور بإمكانية بلوغ إيجابية ملموسة على هذا الصعيد، في وقت ليس ببعيد.

وأبلغ بعض الزوّار «الجمهورية» قولهم: «رياح التفاؤل تضرب الرابية، وتبدو مرتاحة جداً الى الاجواء المحيطة بالملف الرئاسي، وهي على يقين بأنّ الامور مهما لَفّت ودارت ستعود الى الجنرال عون».

ويلفت الزوار الانتباه الى انّ الرابية تعوّل على تبديلٍ ما في موقف الرئيس سعد الحريري، بعدما ابدى جنبلاط استعداده للسير بترشيح عون. وهي تتوقع دخول الحريري في حوار مع المسؤولين السعوديين لحسم الموقف خصوصاً انّ المملكة لا تضع اي فيتو على ترشيح عون».

وإذ يشير هؤلاء الى انّ الاتصالات مع «بيت الوسط» مستمرة ولم تنقطع يوماً، فإنهم لا يبدون ايّ خوف ممّا سمّوه «تقلبات جنبلاطية»، خصوصاً انهم يعتبرون انّ جنبلاط يقرأ المرحلة جيداً وهو رأى انّ مصلحة لبنان اليوم هي السير بترشيح عون».

بكركي وطرح جنبلاط

الى ذلك، اكدت مصادر كنسية بأنّ البطريركية المارونية تواكب عن كثب حركة الإتصالات الرئاسيّة الداخلية مع القوى الفاعلة محلياً، والخارجية مع فرنسا وبقية الدول الفاعلة. وقالت لـ»الجمهوريّة»: «إنّ الرئاسة تحتاج الى معجزة، فكلّ المبادرات لم توصِل الى الحلّ المطلوب».

ولفتت المصادر الى انّ النائب جنبلاط وخلال لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لم يطرح حلاً كاملاً، بل قدّم أفكاراً بإمكانها المساهمة في التسوية، والبطريرك الراعي يؤيّد كل ما يمكن ان يساهم بانتخاب رئيس سريعاً، لكن يبدو انّ الأفق ما زال مسدوداً، خصوصاً انّ التجارب السابقة لم توصِل للنتيجة المرجوّة، فصدمة ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية لم تفتح أبواب بعبدا، والتحوّل التاريخي على الساحة المسيحيّة، والذي تمثّل بترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون لم يعطِ ثماره الرئاسيّة المُبتغاة.

وبالتالي، فإنّ اية مبادرة حالياً ومن ضمنها أفكار جنبلاط يجب أن تتمتّع برضى داخلي أولاً، وبقبول إقليمي ودولي ثانياً، خصوصاً انّ الازمة الإقليمية والنزاع السني- الشيعي هما ما يؤخّر انتخاب رئيس جمهورية لبنان».

 

اللواء :

عشية جلسة مجلس الوزراء، بدا التقنين القاسي الذي تلجأ إليه مؤسسة كهرباء لبنان، مع احتمال عودة أزمة النفايات إلى الشوارع، إضافة إلى زيادة الفاتورة الصحية إذا ما لجأت الدولة إلى تنفيذ خطة الرعاية الصحية للمسنين بدءاً من أيلول، ضاغطة على الجلسة، ولو من خارج جدول الأعمال، حيث يتوقع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ان تكون حامية، نظراً للبند الأوّل على جدول الأعمال والذي يتصل بتمديد عقدي الخليوي، مشيراً إلى ان الوزراء سيستمعون الى ما سيعرض حول مواصفات الشركات التي تتولى المناقصات.
ولفت الوزير درباس إلى ان هناك وجهات نظر متباينة حيال هذا الملف، ظاهرها تقني، لكن لا أحد يعرف ماذا يُخفي وراءه؟
ولم يخف درباس في حديثه لـ«اللواء» ان تكون هناك رغبة ملموسة لمناقشة مشروع قانون الموازنة، وأن بعض الوزراء لديهم اتجاه لتعليق حضورهم هذه الجلسات إذا لم يتم التعامل جدياً مع هذا الملف الحيوي.
والتقت مع هذه الوجهة وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني التي توقعت ان تكون الجلسة محتدمة على خلفية موضوع الخليوي.
ولم يستبعد مصدر وزاري ان يطرح موضوع تلوث نهر الليطاني وتوفير القرض اللازم لتنظيف المصب أو تشكيل لجنة وطنية لانقاذه من منبعه إلى مصبه، حرصاً على توفير فرص العمل لعشرات اللبنانيين المهددين سياحياً، بسبب التلوث وابتعاد السيّاح عن المنتجعات الموجودة على ضفافه.
وفي ما خص الموازنة، تخوفت مصادر سياسية من ان لا يتحقق التوافق السياسي لإنجاز الموازنة، وبالتالي تبقى تمنيات رئيس الحكومة تمام سلام باقرارها مجرّد تمنيات، خصوصاً بعد بروز دعوات لاصدارها بقانون عبر مجلس النواب.
وتوقع زوّار الرئيس سلام ان تبقى الأمنيات من دون أي تحقق، في ظل المراوحة الواضحة والمستمرة من قبل الأفرقاء، داعية إلى انتظار ما ستؤول إليه جلسات الحوار، سواء في ما خص كسر حلقة الجمود السياسي أو توفير النية السياسية لإنجاز ملف الموازنة.
وفي ما خص موضوع النفط والغاز، أشار الزوار إلى ان الرئيس سلام يعالج الموضوع بهدوء وروية قبل دعوة اللجنة الوزارية المعنية بهذا الملف للاجتماع، والذي يتوقع ان لا يتم قبل جلسات الحوار في آب.
معلوم ان الرئيس سلام سيشارك الاثنين المقبل في أعمال القمة العربية التي تستضيفها العاصمة الموريتانية نواكشوط، وستكون له كلمة في القمة يتحدث فيها عن آخر المستجدات، لا سيما الصعوبات والمشاكل التي تمر بها المنطقة.
وسيركز سلام في كلمته على مسألتين:
الأولى: دعم لبنان في مواجهة أزمة النزوح السوري، كما الدعم العسكري لمواجهة الإرهاب في إطار التصدّي لتداعيات الأزمة السورية.
والثانية: التشديد على ضرورة احترام المؤسسات وتفعيل عملها وانتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت.
ومن المقرّر ان يتوجه سلام الأحد إلى الدار البيضاء في المغرب التي سيمكث فيها ليلة الاثنين قبل انتقاله إلى نواكشوط على ان يعود إليها بعد اختتام أعمال القمة للعودة منها إلى بيروت يوم الثلاثاء المقبل.
ويرافق سلام وفدوزاري يضم الوزراء: علي حسن خليل، جبران باسيل، وائل أبو فاعور ورشيد درباس.
حوار عين التينة
من ناحية ثانية لفت مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» إلى أنه ما زال مبكراً الحديث عن توقعات بالنسبة لجلسات الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه برّي في 2 و3 و4 آب، لافتاً إلى أن ترحيب «المستقبل» بتطمينات الرئيس برّي، جاء فقط بالنسبة لجزئية التمسّك بالطائف ورفض المؤتمر التأسيسي، في حين أن هناك تفاصيل أخرى تتصل بالسلة الكاملة، لا نعرف عنها شيئاً، ولم يسبق لأي طرف أن أبلغنا عنها شيئاً، وكل ما يُقال حول رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب، هي مجرّد توقعات وليست مبنيّة على معلومات أكيدة، مشدداً على أنه لا يجوز ربط الأمور كلها برئاسة الجمهورية.
وفي موضوع الكهرباء، أوضح المصدر النيابي أن تحرك نواب «المستقبل» على هذا الصعيد، سيكون على محورين:
الأول المؤتمر الصحفي الذي سيعقده اليوم النائبان جمال الجرّاح ومحمّد الحجّار، وهو سيركز على الجانب التقني من موضوع التقنين القاسي الذي تمارسه مؤسسة الكهرباء وسيكون المؤتمر بمثابة عرض علمي ومنهجي للمشاكل والحلول.
والثاني من خلال لجنة الأشغال النيابية والتي ستخصص اجتماعها يوم الثلاثاء المقبل على موضوع الكهرباء، وسيشارك في هذا الاجتماع النائب عمار حوري الذي سبق أن لوّح بتشكيل لجنة تحقيق نيابية في إطار تأكيده على متابعة هذا الموضوع حتى النهاية، موضحاً أن تحرك «المستقبل» لا علاقة له فقط بالتقنين الكهربائي في بيروت فقط، بل لأن المشكلة تعمّ كل لبنان وكل المناطق.
العقوبات الأميركية
وفي خطوة أثارت اهتمام المراقبين في توقيتها، أعاد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التأكيد على أهمية التزام المصارف المحلية بالقانون الأميركي القاضي بفرض عقوبات وإلغاء حسابات لمسؤولين في «حزب الله»، متكتماً عن ذكر عدد الحسابات التي أُغلقت، أو الملفات قيد التحقيق.
ووصف سلامة القطاع المصرفي في لبنان بأنه حجز الزاوية في الاستقرار، مشيراً إلى أن التمويل يتم عبر هذا القطاع.
ولم يُخفِ سلامة الانعكاسات السلبية والتوتر الذي تسبّب فيه القانون الأميركي، مؤكداً «أننا بشكل عام احتفظنا بأهدافنا»، مشيراً الى أن الثقة الدولية بمصرف لبنان ما تزال مرتفعة، متوقعاً نمواً في الودائع بنحو 5 في المائة هذا العام.
ولفت سلامة إلى أن القانون الأميركي لم يكن هدفه الأضرار بالإقتصاد اللبناني، أو منع الشيعة من حق استخدام الخدمات المصرفية.
مجلس الوزراء
تجدر الإشارة إلى أن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم يتضمّن 46 موضوعاً، بينه 18 موضوعاً مؤجلاً من الجلسة الماضية، أبرزها طلب وزارة الاتصالات تمديد عقدي إدارة شبكتي الهاتف الخليوي، والمؤجّل من جلسة 14 تموز الماضي.

الاخبار :

عندما وقّعت قيادة الاتحاد العمالي العام "اتفاقا رضائيا" مع هيئات اصحاب العمل والرساميل في عام 2012، وقبلت تحديد الحد الادنى للاجور بمستوى اقل كثيرا مما كان يعدّ له وزير العمل في حينه، شربل نحاس، وقبلت ايضا ابقاء بدل النقل خارج الاجر كي يبقى المجال متاحا للتهرّب من تسديده فلا يستفيد منه اكثر من نصف العاملين بأجر... يومها، جرى الترويج لهذا "الاتفاق" على انه فاتحة لتصحيح دوري للاجور، مرّة كل سنة على الاقل.

مني العاملون بأجر بخسائر فادحة نتيجة خيانة الاتحاد العمالي العام لمصالحهم. السلطة الطبقية الفعلية لم تعلن انتصارها فحسب، بل بعد اربع سنوات من تلك "الموقعة" ذهبت الى تخفيض الاجر بدلا من زيادته، في ظل صمت مطبق وانعدام اي حركة اعتراضية... هذه الخطوة- السابقة، حظيت بمباركة جميع ممثلي القوى السياسية المشاركة في الحكومة، فقد صدر المرسوم الرقم 3791 بتاريخ 30 حزيران الماضي، ونُشر في العدد 35 من الجريدة الرسمية، بتاريخ 7 تموز 2016، وجاء في مادته الاولى: "يعدّل الحد الادنى الرسمي للاجر اليومي المنصوص عليه في المادة الثانية من المرسوم رقم 7426 تاريخ 25/1/2012 بحيث يصبح 26 الف ليرة لبنانية بدلا من 30 الف ليرة لبنانية، على ان يعمل بهذا التعديل اعتبارا من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية". وقّع هذا المرسوم كل من: تمام سلام، سمير مقبل، اكرم شهيب، بطرس حرب، ارثيور نظريان، غازي زعيتر، علي حسن خليل، ميشال فرعون، وائل ابو فاعور، محمد فنيش، حسين الحاج حسن، جبران باسيل، نبيل دي فريج، رشيد درباس، رمزي جريج، اليس شبطيني، محمد المشنوق، سجعان قزي، عبد المطلب الحناوي، الياس بو صعب، ريمون عريجي.
تذرعت الحكومة في المرسوم الرقم 3791 بان المرسوم الرقم 7426 تاريخ 25/1/2012 (أي مرسوم تعيين الحد الأدنى الرسمي للأجور الذي صدر في عهد الوزير شربل نحاس) تضمّن خطأ ماديا باحتساب الحد الادنى للاجر اليومي بقيمة 30 الف ليرة بدلا من 26 الف ليرة، واستندت الى "الكتب الواردة من وزارة الطاقة والمياه ورأي هيئة التشريع والإستشارات" للاقدام على سابقة تخفيض الحد الادنى لهذا الاجر بقيمة 4 الاف لير