كشف الانقلاب العسكري التركي الفاشل عُقم الكفاءة الفكرية والثقافية التي يتحلّى بها العاملون في الشأن الإعلامي والصحفي وتحليل الأخبار ، كما ظهرت عند قادة الرأي "الحر" والمأجور ركاكة فكرية وهشاشة منطقية في متابعة أحداث تركيا والمنطقة.
وأرغب في الإضاءة على ما يجب أن يتحلّى به المثقف الملتزم هموم وطنه، وقضايا أمّته.
١ - الإلتزام بأسبقية حقوق الفكر في قول الحقيقة مهما تكن خطورة الظروف، ومهما تعاظمت إغراءات الأحزاب والمقامات الدينية و"حُرّاس" الفكر المأجور.
٢- الإلتزام بحماية الكرامة الإنسانية.
٣- حق اللجوء إلى جميع وسائل الانفعال والتأثر بالرموز الأخلاقية والدينية في سبيل إعلاء الحاضر ،والوقوف في وجه الذين يُشيعون الظلم ،ومصادرة الحريات، وتنظيم الصراعات الأهلية.
٤ - التحلي بالمروءة لمتابعة صراعات غير متكافئة بين جموع مُعبّأة بالغيبيات والخرافات والاباطيل من جهة، وأحزاب وسلطات تمتلك المال والإعلام وسطوة "الانتصارات المزيّفة" من جهة أخرى.
هذه المهام تتطلّب جرأة وصبرا وإيمانا بحقّ الشعوب في بناء مؤسسات سليمة في أوطان حرة وديمقراطية، مؤسسات دستورية تقيمُ وزنا لاحترام القانون، وإناسة القضاء، وإناسة الحداثة، ولسنا السّباقين في هذا المضمار، فانظمة الغرب الأوروبي والشمال الأميركي ماثلة للعيان.