اذا كان حضور الرئيس سعد الحريري الى مائدة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز للمرة الثانية في أقلّ من أسبوع، عزّز الانطباع بأن ديناميةً جديدة دخلت على خط علاقة زعيم تيار "المستقبل" بالقيادة السعودية ، أنهت ما أشيع عن ان "شيئاً ما" ليس على ما يرام في هذه العلاقة، وصولاً الى تشكيك البعض بمكانة الحريري لدى المملكة وبمرتكزات زعامته السنية.

فإن إستقبال الملك السعودي سلمان لرئيس الحكومة تمام سلام اكتسب أهمية خاصة، لأنه أوّل لقاء للرجليْن منذ انفجار الأزمة بين الرياض وبيروت قبل نحو 5 أشهر، على خلفية موقف وزارة الخارجية اللبنانية من الهجوم على سفارة المملكة في ايران، وهو ما ردّت عليه السعودية معتبرةً ان "حزب الله" يصادر إرادة الدولة اللبنانية، ومعلنةً مراجعة شاملة للعلاقات مع لبنان كان اول الغيث فيها تعليق هبة الأربعة مليارات دولار لتسليح الجيش من فرنسا وتجهيز القوى الأمنية.

وتترقّب أوساط سياسية، نتائج لقاء "كسر الجليد" بين الملك سلمان وسلام ، الذي كان سعى بعيد الأزمة الى زيارة الرياض من دون ان يُحدَّد له موعد، وما قد يستتبع هذا التطور من خطوات في إطار إنفراج الأزمة بين لبنان والسعودية ومجمل دول الخليج، بعدما كانت بلغت مستويات غير مسبوقة من التوتّر في ظلّ دعوة غالبية دول مجلس التعاون رعاياها لعدم المجيء الى بيروت، ومغادرة الموجودين فيها، وبدء إجراءاتٍ في عدد من البلدان الخليجية لترحيل لبنانيين بتهمة الانتماء او تأييد"حزب الله" الذي اعتُبر خليجياً "منظمة إرهابية".
الراي