أثار حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن مسألة تجنيس النازحين السوريين ، ومنحهم الجنسية التركية لمن يرغب بذلك، مخاوف المسؤولين اللبنانيين بكافة ميولهم السياسية.

وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن يخفي هذا الكلام في طياته، بوادر مؤامرة لتجنيس جميع السوريين الذين نزحوا من سوريا ، بسبب الحرب الدائرة في هذا البلد منذ نحو خمس سنوات.

وعبرت مصادر نيابية بارزة، عن قلقها من كلام أردوغان ، سيما وأنه يأتي بعد حديث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن هذا الموضوع منذ مدة ليست ببعيدة، وهو الذي استوجب منه توضيحاً بما يتعلق بموضوع النازحين السوريين الموجودين في لبنان، مع أنه تناول هذا الموضوع بشكل عام ولم يكن يقصد تجنيسهم في لبنان، لأنه يعرف تمام المعرفة التداعيات السلبية التي قد تنتج عن هكذا قرار في بلد ما زال يعاني من تداعيات قضية اللاجئين الفلسطينيين منذ سبعة عقود تقريباً.

وتساءلت المصادر عن الأسباب التي دفعت بالرئيس التركي لقول هذا الكلام وما إذا كان هناك مخطط دولي لتوطين النازحين السوريين في أماكن تواجدهم، أم إنها محاولة منه لامتصاص إعلان الأكراد السوريين عن الفدرالية الكردية في سوريا وعاصمتها القامشلي؟ وهذا ما يخيف تركيا وإيران وروسيا.

ومن هنا يمكن أن يفهم التقارب بين الدول الثلاث، بعد وصول الأمور بينهم إلى حدود القطيعة وإعلان الحرب، لأنّ هذه الدول تعتبر وجود دولة كردية على حدودها خطراً عليها.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ لبنان يعتبر مسألة تجنيس النازحين السوريين مؤامرة خطيرة عليهم وعليه، حيث طالبت المصادر الحكومة اللبنانية التصدي بكل الوسائل المتاحة، لتدارك مخاطر هذه المؤامرة قبل فوات الأوان.
السياسة الكويتية