أولا: البلديات ومهامها الإنمائية.. كل ما تناهى إلى علمنا حتى الآن، أنّ بلديات لبنان لا تمتلك صلاحيات أمنية ،كمنع التجول، وإلقاء القبض على المخالفين، أو استدعاء المواطنين والمقيمين واللاجئين من بيوتهم، وتقييد حركتهم ورفع أيديهم فوق رؤوسهم، كل ما نعلمه،(والله أعلم) أنّ البلديات مكلفة بالمهام الإنمائية، وتنظيم حركة السير وقمع المخالفين بالغرامة، وصيانة الطرق، ورعاية النشاطات التربوية والصحية والرياضية، وحماية البيئة، ورفع النفايات، وعلى حد علمنا (مع رجاء أن نكون مخطئين) أنّ معظم بلديات لبنان ينخرها الفساد والمحسوبيات والإهمال، ولعلّ أزمة النفايات الأخيرة كانت خير دليل على عجز هذه الإدارات البلدية عن القيام بالمهام المطلوبة منها.

ثانيا: تتعالى منذ مدة أصوات تنضح بالعنصرية والاستعلاء والاحتقار اتجاه اللاجئين السوريين (مضافاً إليهم الفلسطينين طبعا)، ويتصدّر هذه الحملات وزير الخارجية، حامي حمى المسيحيين، ورائد تيار العنصرية في البلاد، فلا يُكلّف رئيس الحكومة أو أي وزير عنده نفحة باقية من الشرف والمسؤولية، أو من الحسّ العربي للرّد عليه، وتفنيد تخرّصاته، والطلب منه الكفّ عن بث سموم العنصرية والتفرقة والتحريض، حت بثّت إحدى الإذاعات أنّ بلدية جنوبية طلبت من اللاجئين السوريين عدم التجول أيام عيد الفطر السعيد، أمّا بلدية جونية فتنشر صور مخزية ،تُظهر اللاجئين السوريين مرفوعي الأيدي فوق رؤوسهم وهم بحالة مزرية، وقد قامت بتغطية فضيحتها بإشراك مخابرات الجيش في هذا العمل الشائن.

 تُرى، أين كانت النيابة العامة التمييزية وسائر الأجهزة القضائية عندما تمّ تجميع اللاجئين وإهانتهم بالصوت والصورة، أمّا وزير الداخلية فهو الغائب الأكبر، أو لعلّه لم تصله بعد مخازي البلديات، أو لعلّه فقد السيطرة على بسط سلطته على البلديات الخاضعة لوصاية وزارته، وإلى الرئيس سعد الحريري الذي لم يحتمل من يومين خاطرة عابرة كتبها مواطن غافل عمّا يجري في هذه الأيام، فاتُّهم بالإساءة  للمسلمين .

دولة الرئيس، هؤلاء الذين يتعرضون للسوريين هم الذين يُسيؤن للإسلام والمسلمين، أم أنّ الإفطارات الرمضانية التي تجمع ما هبّ ودبّ هي التي تعود بالأجر والعافية على المحسنين، أيقظ وزير داخليتك يا دولة الرئيس ليهتم بملاحقة ومحاسبة البلديات العنصرية والطائفية، وكل من تجاوز صلاحياته ونشر بذور التفرقة والاستغلال الرخيص، وبالمناسبة توجيه رسالة دعم وتأييد لرئيس بلدية القاع، الذي تعالى على الجراح، ودعا إلى عدم معاقبة الأبرياء من اللاجئين والإساءة إليهم، فجرائم الإرهابيين لا يتم الردّ عليها بالإجراءات البهلوانية التي تنضح عنصرية، فضلاً عن الغباء والدونية.