إتخذت الحرب الإرهابية على بلدة القاع طابعًا فائق الخطورة عندما تجاوزت ليل أمس الموجة الأولى التفجيرية التي إستهدفت البلدة فجرًا لتتجدد في موجة ثانية من الهجمات الإجرامية الدامية بعد أن هزت البلدة سلسلة تفجيرات ناجمة عن تفجير سبعة إنتحاريين أنفسهم.
ولم تنجح في منعها كل الإجراءات العسكرية والأمنية والإستنفارات الأهلية ولم يبق معها أي مجال للشك في أن القاع كانت هدفاً لمجازر تسلسلية دموية شرسة.
هي القاع المتنازع عليها جغرافيًا وعقاريًا منذ القدم، الأمر الذي إستتبع تنامي مخيمات اللاجئين والنازحين السوريين في هذه المنطقة إلى حدود بالغة الخطورة لم يغال أبناء البلدة أمس في وصفها بأنها باتت أقرب إلى مخيم نهر بارد آخر بكل ما تختزنه من عوامل الخطورة في التلطي وراء اللاجئين لتدبير عمليات إرهابية.
فهذه البلدة لم تستفق بعد من هول الصدمة الدموية 8 إنتحاريين صنعوا زلزالًا أمنيًا في المنطقة والبلد وخفوا كمًا هائلًا من الأسئلة حول إرسال هذا العدد من الإنتحاريين لهذه البلدة.
وعليه.. فقد أعلن أهالي البلدة النفير العام وسارعوا إلى حمل السلاح تحسّبًا لأي هجوم جديد، مؤكدين أن هذه الخطوة ليست انتقاصًا من قدرات الجيش والقوى الأمنية، إنما لمؤازرتها، حيث لم يقتصر الظهور المسلح على الرجال فقط بل تعدّاه ليشمل أيضًا النساء اللواتي حملن الرشاشات، وفي قلوبهن حزن على من إستشهد، وعزم على حماية من بقي.
وأخيرًا.. إن دور المرأة النموذجي، يتغير من ربة منزل إلى مقاتلة إلى عاملة وفق حاجات الرجل، فكثيرات أجبرتهن ظروف الحرب والنزوح على الإضطلاع بأدوار مصنفة وغير تقليدية كالعمل وإعالة الأسر، وهذا ما ولد شعورًا بالحرية لدى بعضهن.