فقد فتى في سنّ المراهقة عائلته في حادث درامي ولم يتبق منها سوى حصان أطلق عليه اسم "Ma" أو "ما" لأنها الكلمة الأخيرة التي نطق بها ولم يعد يفقه غيرها. صدمة دفعت الفتى إلى خيار العزلة والانسحاب من المجتمع إلى منطقة متاخمة للشاطئ فكان الحصان شريكه في الحياة.
سعى الحصان الى إنقاذ الفتى محاولاً إخراجه من عزلته خوفاً من أن يحصل له مكروه له. لعبة "الغميضة" كانت الحل بالنسبة الى الحصان لتمكين الفتى من التعرف على عناصر الطبيعة واكتشاف نفسه لعله يعود إلى رشده ويقرر الرجوع عن عزلته والمصارحة مع ذاته بعد الفاجعة المؤلمة.
هي قصة قرر الكاتب والمخرج يان دولاج استحضارها في فيلم قصير بعنوان "Ma"، مدته ثماني دقائق انتهى أخيراً من انجازه بعد يومين من التصوير في أماكن منوعة في شمال لبنان وجنوبه، وهو تقصّد التصوير في لبنان وليس خارجه للتأكيد أنّ لبنان يملك كنوزاً طبيعية وجمالية غير مرئية.
يقول دولاج لـ"النهار": " إن الهدف من الفيلم التأكيد انّه مهما اعترى الانسان من خضات مؤلمة في الحياة يجب ان يكون خياره عدم نسيان تلك الآلام بل محاولة التعايش معها وتقبلها احتراماً للحياة". وهو انجز عملية المونتاج ويستعد لتقديم الفيلم للمشاركة في المهرجانات اللبنانية والدولية.