لم تشهد التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية والقضائية في التفجير الذي استهدف الإدارة العامة لمصرف “لبنان والمهجر” أي تقدم يذكر٬ وهو لا يزال في مرحلة البحث عن أدلة ومعلومات من مصادر متعددة٬ لكن هذا الموضوع كان على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام بالنظر إلى خطورة هذا التفجير وانعكاساته على الاستقرار الاقتصادي والمالي في ظل التجاذب القائم بين المصارف وما يسمى “حزب الله” اللبناني الذي يطالبها بعدم تطبيق العقوبات الأميركية المفروضة عليه.

وإستمر الحزب ملتزما الصمت المطبق حيال هذا الموضوع٬ خصوصا٬ بعد كلام وزير الداخلية والأجهزة الأمنية الذين أكدوا فيه ارتباط هذا التفجير مباشرة بتطبيق المصارف اللبنانية مقتضيات العقوبات المالية الأميركية على الحزب٬ وخلال دخول وزيري الحزب محمد فنيش وحسين الحاج حسن إلى جلسة مجلس الوزراء٬ أمس٬ سئلا عن رأيهما بهذا التفجير٬ اكتفيا بالقول: “نحن صائمان”، في حين استكمل الإعلام التابع للحزب هجومه على القطاع المصرفي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وإعتبرت مصادر مطلعة على ملف المصارف في لبنان أن التفجير الذي استهدف الفرع الرئيسي لبنك “لبنان والمهجر” في العاصمة بيروت يوم الأحد الفائت٬ يؤشر إلى حالة التوتر التي يعيشها ما يسمى “حزب الله” جراء بدء تنفيذ لبنان قانون العقوبات الأميركية المصرفية عليه.

وقالت المصادر نفسها لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن اختيار “لبنان والمهجر” مبرر من وجهة نظر ما يسمى “حزب الله”، ليس لأنه المصرف الذي يستحوذ على الشريحة الأكبر من الودائع المالية المرتبطة بما يسمى “حزب الله”٬ كما أشيع من دون دقة٬ إنما لكون المصرف مطلع على تفاصيل تخص بعض التعاملات الحساسة التي مرت عبره.

وتؤكد المصادر: “ليست كمية الأموال هي المهمة أو لأن المصرف هو المنصة التي تمر من خلالها رواتب نواب ووزراء ماُيسمى “حزب الله” وعدد آخر من موظفي القطاع العام المحسوبين على الحزب٬ إنما لأن المصرف سهل عددا من التحويلات الحساسة في فترات سابقة، وتوفرت لديه معطيات خطيرة عن بعض الأسماء والعناوين والتواريخ التي ستساعد في رسم خريطة أوضح حول أنشطة الحزب.

وأشارت المصادر إلى أن “لبنان المهجر” استخدم من قبل شقيقين من رجال الأعمال مقيمين في نيجيريا٬ من كوادر الحزب٬ لتبييض الأموال تجارة أسلحة وتمويل أنشطة الحزب الخارجية من خلال حساب واحد على الأقل باسم شركة يمتلكانها.

وترجح المصادر أن بين الرسائل المتعددة لعبوة الأحد الفائت في بيروت تذكير من يملك معلومات عما يسمى “حزب الله” أن التمادي في كشف ما يشكل خطرا على الحزب٬ سيتعامل معه “بسياسة قطع اليد” التي اعتمدها في السابق في ملفات مماثلة.

وتجدر الإشارة إلى الحضور الكبير لما يسمى “حزب الله” في نيجيريا؛ حيث تحدثت تقارير عدة عن نشاط لماكينة الحزب من أجل إنشاء خلايا عسكرية ومخيمات تدريب لـ”حزب الله النيجيري”٬ كما تدعم بعض الرموز الدينية الشيعية وتشجعهم وترعى أنشطتهم التعبوية لا سيما الشيخ إبراهيم يعقوب زكزاكي الذي درس في إيران.

وقد خصص أمين عام ما يسمى “حزب الله” حسن نصرالله إحدى خطاباته للدفاع عن الشيخ زكزاكي بعد اقتحام القوات الحكومية منزله على خلفيات أعمال مسلحة نفذها تابعون له ضد القوات الحكومية. وقبل أيام كشف نائب الزكزاك٬ الشيخ إسماعيل شعب٬ أن جهود “حسن نصر الله في أفريقيا” أدت إلى اعتناق أكثر من 20 مليون شخص في نيجيريا للمذهب الشيعي.