هي مسألة معقّدة ومفاجئة في آن، عندما يظهر أحد الأبوين اهتماماً كبيراً بأولاد أقاربهم على حساب أولادهم. والأصعب من هذه المعادلة هو اللجوء الى الاعتراف الصريح بعاطفة كبيرة وتحيّز واضح ومحبّة كبيرة لصالح أحد أولاد الأقارب على حساب الأبناء. هذا الواقع قد يطرا على حياة بعض العائلات عند بلوغ أطفالهم مرحلة المراهقة او سن الرشد او بعد زواجهم وانفصالهم عن كنف العائلة. كما أنه قد يظهر منذ سنوات الطفولة الأولى. أما الأسباب التي تؤدي الى هذه المعادلة، فهي تتمثّل بدايةً في عدم الإستقرار العائلي واتسام العلاقة بين افراد المنزل الواحد بالتشنّج وعدم الانسجام. خصوصاً في حال كان الأب او الأم يقضيان أوقاتاً أكبر مع أبناء أقاربهم من قضائها مع أبنائهم، أو في حال لجوئهم الى هجرةٍ قسريّة تفكّ الارتباط المجتمعي معهم وبالتالي تضعف زخم العلاقة الشخصيّة. وفي هذا الإطار، اليكم أبرز العوامل التي تعزّز تفضيل #الأهل لأبناء أقاربهم على حساب أقاربهم.

• علاقة غير مستقرّة بين الأم والأب
عادةً ما تنعكس العلاقات الشخصية بين أرباب المنزل على علاقة اولادهم بهم، خصوصاً في حال ظهرت مؤشرات طلاقٍ او انفصال. هذا يعني إمكان اتخاذ #الأولاد موقف معيّن حيال هذه التطورات خصوصاً في حال كانت الأسباب التي استدعت الانفصال سلبيّة. وفي هذه الحالة سيشعر الطرف الذي حمّله الأولاد مسؤولية زعزعت كيان #العائلة بالغبن والنفور تجاههم ويتّجه نحو التطرف في مشاعره الذي يدفعه الى البحث عن التقدير والمحبّة في عيون أولاد أقاربه. ورغم ان هذه المسألة نفسيّة للبحث عن ارضاء الذات، لكنها قد لا تكون حقيقيّة وتقتصر على اقناع النفس بضرورة البحث عن بديل.

• ظروف شخصيّة استثنائيّة تحكم حياة أبناء الأقارب
قد ترتبط العلاقة التي تجمع الأب بأبناء أقاربه بظروف شخصيّة نالت استعطافه خصوصاً في حال مروا بتجارب مريرة على الصعيد المعيشي او العائلي وفي حال جمعته بهم ذكريات وأحداث ولحظات لا تنسى تعود الى زمنٍ جميل، في حين ارتباط علاقته بأولاده بظروفٍ صعبة او مريرة. هذا من شأنه أن ينعكس على تحبيذ الفرد قضاء أوقات أكبر مع أبناء أقاربه في غياب العفويّة والصراحة التي تجمعه بأبنائه. تكثر هذه الأوضاع في حال نشأ الأولاد بعيداً من والدهم أو اضطروا الى السفر لسنوات طويلة. المسافات أحياناً من شأنها أن تبعد نبض القلوب.

• خصال شخصيّة مرتبطة بطبيعة الأب
قد يكون تفضيل أبناء الآخرين على أبنائه تعبيراً عن خصال شخصيّة تحكم طبيعة الإنسان. ولا شك في انها تنذر بشخصيّة صعبة ومتقلّبة وأنانية ويمكن ان تترجم غيرة شخصيّة من الأبناء. هذه الصفات كلّها تجتمع في شخص الأب الأناني والمستبدّ الذي لا يحب سوى نفسه، وقد يغار من اولاده في حال لم يستطع تذويب شخصيّتهم في كنفه. ويأتي التعبير عن علاقة وطيدة بأبناء الأقارب كردة فعل سلبية على علاقته بأولاده.