بعد أسابيع غابت فيها البراميل المتفجرة عن سماء مدينة داريا في الغوطة الغربية، حيث دأب النظام مؤخراً على قصف المدينة بصواريخ أرض ـ أرض وقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة منذ أن خرق الهدنة، عاود أول من أمس قصف المدينة بالبراميل في إشارة واضحة إلى حصول الأسد على الضوء الأخضر من أميركا وروسيا تحديداً التي تدعي وجود هدنة على الأرض.

30 برميلاً متفجراً

ومع حلول موعد أذان المغرب أول من أمس وحتى الساعة 3 بعد منتصف الليل، تناوبت أربع مروحيات تابعة للنظام على قصف مدينة داريا بـ30 برميلاً متفجراً استهدفت فيها منازل المدنيين والاحياء السكنية، الأمر الذي أسفر عن نشوب حرائق في جامع المصطفى وسط داريا وإصابة عدد من المصلين وهدم منازل المدنيين.

وخرقت قوات الأسد بشكل متعمد هدنة لمدة 72 ساعة، كانت روسيا قد دعت لها الثلاثاء الماضي، ليكون بذلك هذا الخرق الثالث بعد أن خرق خلال الأيام الماضية هدنتين دعت لهما روسيا أيضاً.

أما حصيلة الأسبوع الأخير من انتهاكات النظام لمدينة داريا فكانت أكثر من 100 صاروخ ومئات القذائف المدفعية، بالإضافة إلى محاولات اقتحام يومية رغم اعلان الروس اكثر من مرة وقف إطلاق النار 

كما استخدم النظام خلال عملياته الدبابات المتطورة الروسية والقصف الصاروخي الثقيل والمدفعي بكثافة عالية.

وفعلياً خرق النظام الهدنة في مدينة داريا منذ شهر تقريباً من الآن عندما استهدف تجمعات المدنيين المنتظرين قافلة مساعدات من الأمم المتحدة، حيث واصل النظام قصفه وعملياته العسكرية.

منع المساعدات 

ويواصل النظام بالتعاون مع الميليشيات الشيعية فرض حصارهم المطبق على آلاف المدنيين في مدينة داريا دون الاكتراث لأي رادع إنساني أو دولي، حيث أعلنت الأمم المتحدة قبل يومين أنها ما زالت بانتظار موافقة نظام الأسد على دخول قافلة مساعدات إلى بلدة داريا المحاصرة في ريف دمشق الغربي بعدما حصلت على موافقة جزئية اعتبرتها «غير كافية»، كما أنها لا تزال تنتظر موافقته على نقل المساعدات جوا للمحاصرين في عدة مناطق.

وكانت آخر قافلة مساعدات «إنسانية» دخلت إلى داريا المحاصرة قبل أيام، لم تتضمن مواد غذائية حيث اتحدت 6 منظمات تابعة للأمم المتحدة لتنجز مهمتها التي عجزت خلال الفترة الماضية عن تطبيقها بسبب تعنت نظام الأسد، عبر إدخال مساعدات طبية غلب عليها «شامبو مضاد للقمل ومرهم للجرب وناموسيات»، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية هدنة لمدة 48 ساعة اعتباراً من اليوم الأربعاء في داريا، «لضمان وصول المساعدات الانسانية إلى السكان بأمان«.

حرق المحاصيل 

ولم يكتف النظام بمنع إدخال المساعدات وقصف واستهداف المدنيين بل سارع بقصف الأراضي الزراعية مركزاً قصفه على المحاصيل في هذا الوقت تحديداً الذي يعتبر موسم الحصاد من كل سنة.

وتركز قصف طائرات الأسد على الأراضي في أحياء عدة أدى لاحتراق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بمحاصيل متنوعة، حيث أحرق النظام خلال العشرين يوما الماضية مايزيد عن 100 طن من القمح والشعير في حين حاول الدفاع المدني إطفاء الحرائق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن الحرائق كانت كبيرة جداً وأدت لخسارة كميات كبيرة من المحاصيل.

(أورينت نت)