يشهد تيار"المستقبل" خلافات داخلية حيال كيفية التعاطي مستقبلا مع "حزب الله"، ومدى جدوى الإستمرار في الحوار معه.

ويقول متابعون إن هذه الخلافات ليست وليدة الأيام الماضية، ولكنها تصاعدت بعد تراكم سلسلة من المعطيات الجديدة التي تضع الإستمرار في الحوار في خانة إضافة المزيد من التوتر إلى علاقة "المستقبل" بجمهوره، خصوصا بعد العناوين التي اتخذتها الإنتخابات البلدية في طرابلس والتي أشارت إلى ميل واضح عند الجمهور لرفض هذا الحوار.

وترى قيادات داخل "التيار" بأنه حان الوقت لوقف الحوار مع الحزب بالنظر إلى حصيلته الهزيلة من حيث النتائج، فالشيء الوحيد الذي تحقق هو الإبقاء على سقف التشنج الطائفي منخفضا نسبيا.

بالمقابل تقول قيادات أخرى، وهي لا تزال الأغلبية، أن الوضع الإقليمي وحتى المحلي لا يتحمل السير في تصعيد مع الحزب وإيقاف الحوار لا يصب في صالح المستقبل أو البلاد.

وأكد النائب في "المستقبل"خالد زهرمان وجود خلافات في الرأي في وسط "التيار" حول الموقف من الحوار، مضيفا، "يجب الاعتراف أننا لا نعلق آمالا عريضة على موضوع الحوار، وأن النتائج التي تمخضت عنه حتى الآن ضعيفة وقد تكون معدومة، ولكن لدينا قناعة أن الحوار يبقى أفضل من اللاحوار".

ولفت زهرمان إلى أن "الفريق الذي يؤيد الإستمرار في الحوار داخل التيار ينطلق من فكرة الإبقاء ولو على الحدود الدنيا من التفاهم، منعا لوصول الأمور إلى حدود المواجهة المباشرة خصوصا مع ما نشهده من احتقان كبير. أما الفريق الرافض فيرى أن الحوار لا يؤدي إلى أي نتيجة ولا يخدم منطق التخفيف من الاحتقان أساسا".

ولا يزال التوجه الميال إلى الاستمرار في الحوار هو التوجه العام عند تيار "المستقبل" وفق زهرمان ، ولكن هذا لا يعني أن مسار الحوار سيكمل وفق الآلية الحالية، بل لا بدّ من اعادة النظر فيها وفي عدد آخر من القضايا خصوصا ما أفرزته انتخابات طرابلس.

وبرّر النائب عاطف مجدلاني من جهته رغبة "المستقبل" في الإستمرار في الحوار، على الرغم من كل الأجواء السلبية التي تحيط به قائلا:"نستمر في الحوار لأن البديل الوحيد عنه هو الشارع، ونحن لا نريد أن ينجر البلد إلى فتنة سنية شيعية. من هنا جاء قرارنا بالاستمرار في الحوار رغم كل شيء".

ولا ينكر مجدلاني أن قرار مواصلة الحوار قد لا يكون شعبيا، ولكنه يعتبر أن "جمهور تيار "المستقبل" يعلم كل التفاصيل، ونحن من واجبنا، كمسؤولين، تفادي الكارثة".

العرب اللندنية