كرّر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، تحذيره من أخطار «تغلغل العدو» في البلاد، من خلال «إضعاف مراكز القوى» و «إفراغ النظام من عناصر قوته»، فيما تعهد رئيس مجلس خبراء القيادة أحمد جنتي، بـ «مواصلة النهج الثوري».

وشدد خامنئي على أن «بقاء النظام وتطوره وتحقيق أهداف الثورة، يكمن في الاقتدار الحقيقي للبلاد والجهاد الكبير، أي عدم التبعية للعدو». واعتبر خلال لقائه جنتي وأعضاء مجلس الخبراء، أن «لدى جبهة الاستكبار نزعة ذاتية للهيمنة على الشعوب»، منبّهاً إلى أن «التغلغل» يشكّل «المرحلة الثالثة من هجوم الأعداء» على طهران، وهو «خطر جداً واستمرارٌ للحرب الناعمة» عليها.

ورأى أن «الاستكبار يتابع في استراتيجية التغلغل، أهدافاً أساسية، هي التأثير في مراكز صنع القرار وتغيير معتقدات الشعب ومواقف المسؤولين، وإفراغ النظام من عناصر قوته». وحض المسؤولين على «توخّي الحذر»، منبّهاً إلى أن «الإضرار بالنظام من الداخل سيكون سهلاً، من خلال إضعاف مراكز القوى في إيران». وتابع: «السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الثورة هو الوحدة الوطنية وعدم الانصياع للعدو. يجب أن نكون أقوياء وأن نملك زمام السلطة».

واعتبر خامنئي أن «من أساليب الأعداء، مهاجمة المبادئ والمؤسسات الثورية، بينها الحرس الثوري ومجلس صيانة الدستور والشبّان المؤمنون الملتزمون وعلماء الدين الثوريون»، داعياً مجلس الخبراء إلى «تضميد الجروح التي سبّبها العدو، مثل إثارة النعرات الطائفية والنزاعات الفئوية وإيجاد قطبين مصطنعين» في إيران، في إشارة إلى الأصوليين والإصلاحيين. وأضاف أن طهران «انتزعت مكاسب من العدو بعدما حققت اقتداراً في المجال النووي، أي تخصيبها اليورانيوم بنسبة 20 في المئة».

وأشاد جنتي بالخطاب «الملهم» الذي ألقاه خامنئي، مؤكداً أن مجلس الخبراء «سيواصل النهج الثوري في كل جوانبه». وكان شدد على أن أعضاء المجلس «سيلتزمون السياسات العامة» التي حدّدها المرشد.

وتدرس الحكومة الإيرانية مشروع قانون يضع أطراً خاصة للشخصيات التي تتولى مراكز حساسة في البلاد، مثل عدم حملها جنسية مزدوجة، وعدم زواجها من أجنبية، وتجنّبها التورط بأعمال معارضة للنظام. وفي السياق ذاته، كشف مجيد أنصاري، مساعد الرئيس حسن روحاني، عن أن السلطات أعدمت شخصية إيرانية العام الماضي، بعدما «تغلغلت في مركز لصنع القرار».

وتأتي تصريحات خامنئي عشية افتتاح مجلس الشورى (البرلمان) دورة جديدة غداً، وسط أجواء ضبابية تحيط بمصير رئاسة المجلس، اذ يصرّ على شغل المنصب الرئيس المنتهية ولايته علي لاريجاني، ومحمد رضا عارف، زعيم قائمة «الأمل» الائتلافية بين الإصلاحيين والمعتدلين من أنصار روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.

وأشار عبد الله ناصري، وهو عضو في «لجنة رسم السياسات» في التيار الإصلاحي، إلى مشاورات بين عارف وروحاني، وبين لاريجاني وعارف، لترتيب الأوراق قبل جلسة المجلس، من أجل تقاسم الأدوار من دون حدوث صدام. وأضاف أن روحاني والرئيس السابق محمد خاتمي يقتربان من موقف رفسنجاني بترشّح عارف، لكن لاريجاني دعا التيار الإصلاحي إلى مساندته.