ضمن أجواء معركة الفلوجة المحتدمة حاليا، تحدث القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني العميد إيرج مسجدي والذي يشغل منصب المستشار الأعلى لقائد فيلق قدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني عن المعركة ودخول إيران فيها بكل قوة.

وقال مسجدي إن "دخول الحرس الثوري الإيراني بضباطه في معركة الفلوجة كان من أجل أن تبقى إيران مركزا للتشيّع في العالم، كما ونعتبر مشاركة قوات الحرس الثوري  في حرب الفلوجة هو دفاع عن إيران وحدودها"، على حد تعبيره.

وجاء حديث مستشار سليماني خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى الحرس الثوري الإيراني في مدينة رودهن الإيرانية، بحسب موقع "بسيج نيوز" التابع للحرس الثوري، وشرح العميد مسجدي الأسباب التي دفعت قوات فيلق قدس الإيراني بالمشاركة في معركة الفلوجة".

وقال مسجدي في بداية حديثه إن "التيارات التكفيرية تسعى إلى احتلال العراق وسوريا من أجل الوصول إلى إيران مركز التشيع في العالم والتي أصبحت تشكل المركزية للشيعة في عموم العالم".

 وأضاف مستشار سليماني: "الجماعات التكفيرية بكافة مشاربها الفكرية ورغم اختلافهم تتفق في عدائها للشيعة والحرمين الشريفين للشيعة في العراق (المراقد الشيعية) وأنهم لا يتورعون حتى في قتل أطفال الشيعة، لأن في اعتقادهم هؤلاء الأطفال في حال كبروا سوف يحاربونهم ويقاومونهم".
 
ونفى القائد البارز في الحرس الثوري، أن المراد من معركة الفلوجة لإنقاذ أهلها كما أعلن ذلك على وسائل الإعلام العراقية، قائلا : "الدفاع عن الحرمين الشريفين في العراق (مرقدا الحسين وعلي بن أبي طالب في كربلاء والنجف) من أساسيات عقائد الشيعة، وعندما نرسل قواتنا من الحرس الثوري إلى العراق وسوريا من أجل الدفاع عن الحدود الإيرانية"، على حد قوله.

وحول الحروب التي تخوضها إيران في الدول العربية قال مستشار سليماني: "من أكبر الأخطاء الإستراتيجية هي محاربة عدوك داخل حدودك الجغرافية ويجب أن ننقل معاركنا مع الدول العربية من إيران إلى داخل حدود أراض العدو وتدمير قوته كاملا حتى لا تصل التهديدات إلى داخل إيران وحدودها".

 وتوعد مسجدي مدينة الموصل بعد الانتهاء من الفلوجة وقال: "قواتنا تحقق تقدما كبيرا من أجل استعادة مدينة الفلوجة رغم دعم الدول الخليجية والأوروبية للجماعات التكفيرية هناك وبعد الإنتهاء منها تبقى فقط مدينة الموصل تحت سيطرة تنظيم داعش والذي يحاول استقطاب شباب السنة من مدينة الموصل إلى صفوفه".

 وهاجم مستشار سليماني الولايات المتحدة الأميركية وأتهمها بأنها تدعم "الإرهابيين" ضد الشيعة، وأن أمريكا تقف وراء فتنة الحرب بين الشيعة والسنة لأنها تعادي المسلمين جميعهم، على حد وصفه.

ويرى مراقبون للشأن الإيراني بأن تدخل إيران عسكريا في العراق يهدف إلى تكريس هيمنة طهران ليست فقط على المناطق الجنوبية والفرات الأوسط للعراق فحسب، بل تسعى قيادة الحرس الثوري جاهدة لإخضاع سنة العراق  ومناطقهم حتى لا يكون للسنة العرب دورا سياسيا مؤثرا في العراق وسياسته في المستقبل.

وبحسب المراقبين، فإن تصريحات مسجدي هذه تؤكد البعد الطائفي في مشاركة طهران بمعركة الفلوجة ومن غير المستبعد أن تحدث مجازر جماعية بحق سكان المدينة الذي يصفها الإعلام الإيراني بؤرة الإرهاب وحاضنة التكفيريين من أجل تبرير الجرائم الطائفية التي قد ترتكب بحق أهل الفلوجة تحت ذريعة محاربة "داعش" والإرهابيين هناك.

  عربي21:محمد مجيد الأحوازي