بعد مرور ساعات على واقعة وفاة وسام بليق، الرقيب أوّل في فوج إطفاء بيروت و"النجماوي الاول" المسؤول أيضًا عن الصفحات الاعلامية في "نادي النجمة"، الذي أرداه رصاص "الطيش" (كما قيل) المتفلت في شوارع لبنان وطرقاته السائبة التي تحوي في عتمتها وكراً من المجرمين لا يعرفون عرفاً او ديناً ولا تحكمهم شريعة إلا شريعة الغاب، بدأت خيوط الجريمة تنكشف شيئاً فشيئاً مع ظهور روايات أخرى، تتحدث عن سلسلة تهديدات تلقاها المغدور قبل ساعات من وقوع الفاجعة، وعن أعداء يريدون تصفيته، اما بالنسبة لمرتكب الجريمة الحقيقي فقد اخفقت الأجهزة الأمنية المتابعة للملف لحد الساعة في تحديد هويته.

  وبالرغم من الغموض الذي شاب وقائع الجريمة في الساعات الاولى على وقوعها، الا ان احد المقربين من الرقيب اول بليق اكد ان فرضية الرصاص الطائش ابتهاجًا بعودة هذا أو إعادة انتخاب ذاك مستبعدة جداً، كاشفاً عن معلومات ترددت على السنة بعض المقربين من المغدور تفيد بوجود أعداء للأخير خططوا للجريمة ونفذوها بأعصاب باردة.

  وفي سياق حديثه، أكد ان "هناك قاتلاً ومجرماً أودى بحياة شاب خلوق يبكي لدى خسارة النجمة فيما فرحته تصل للسماء بعيد تحقيق الفوز"، رافضاً "ما تداولته بعض وسائل الاعلام عن رصاصة طائشة ابتهاجية قتلت بليق لان الرصاص لا يقتل الا حين يضغط احدهم على الزناد وبالتالي هناك مجرم ويجب ان يحاسب بعد التوسع بالتحقيقات واماطة اللثام عن الجريمة المأساوية.  

وفي ظل تكاثر الاقاويل والاشاعات، متابعون للقضية رووا لموقع "ليبانون ديبايت" أكثر من رواية:   الأولى، تفيد أن بليق أصيب يوم السّبت الماضي عند منتصف الليل برصاصةٍ طائشة مجهولة المصدر في رأسه خرجت من عينه عندما كان يقود سيارته برفقة زوجته هاجر مسالخي، نجله ووالدة زوجته في منطقة برج أبو حيدر، حيث كان يسلك جسر سليم سلام باتجاه منطقته الزيدانية.

وبحسب الرواية ان الرصاصة اخترقت سيارة "النجماوي" دون معرفة مصدرها أو الجهة التي اطلقتها في حين لم تدرك زوجة المغدور هاجر ما حصل الا بعد ان لاحظت ان بليق فقد السيطرة على السيارة لتنظر اليه وتجده مضرجاً بدمائه.  

الثانية، ان مسلحين مجهولين كانا يستقلان دارجة نارية، ويتعقبان بليق عقب سرقة محل الصيرفة الذي يعمل به (صرّافاً) وتلقيه هاتفياً بعض التهديدات من مجهولين، وفور مشاهدتهما لبليق يمر في سيارته أقدما على اطلاق النار عمداً وعن سابق تصور وتصميم بهدف قتله واسكاته قبل أن يفرّا الى جهة مجهولة. الا ان الرواية الأصلية تبقى اسيرة التحليلات التي سترتكز على تقرير الاجهزة الامنية والكاميرات ان وجدت في موقع الجريمة.

  ساعات قليلة، قد ينسدل الستار عن حقيقة ما حصل، وما وراء هذه الجريمة البشعة التي وقعت أمام ناظر عائلة المغدور دون أي رقيب أو حسيب.

ونبقى على أمل ان تتوضح الصورة أكثر وتنكشف خيوط ووقائع ما حصل ليظهر للرأي العام السيناريو الحقيقي لجريمة أودت بحياة مواطن بريء في عز شبابه.

ليبانون ديبايت