قال محلل الشؤون الشرق الأوسط زافي باريل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنّ القيادة الإيرانية تُحاول إحتواء غضب بعض الإيرانيين بسبب رفضهم إيفاد عناصر وضباط ومستشارين إلى سوريا والعراق، لا سيما بعد مقتل280 إيرانياً في سوريا منذ أيلول الماضي "الرقم الذي كان سببًا باندلاع خلافات في البرلمان الإيراني حول الإنخراط بالحرب السورية".

 

وأوضح باريل أنّه في الوقت الذي يدعم قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني التدخل في سوريا بقوة، وجد نفسه بمواجهة مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي لم يكُن متحمسًا لذلك. أمّا الرئيس حسن روحاني فيتجنّب أي تصريح علني عن هذه المسألة.

 

ولفت إلى أنّ لدى سليماني قاعدة وهي "عدم تجنيد أكثر من شاب من العائلة نفسها"، في عبرة إستقاها من الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980، عندما تمّ القضاء على سلالات بأسرها.

 

ونقلت "هآرتس" عن معلّقين إيرانيين أنّ الحدّة الأخيرة كانت بعد إندلاع معارك خان طومان حيث قتل 50 إيرانيًا بينهم ضابط برتبة عقيد. ورأت أنّ ما قيل في شباط عن إنسحاب إيراني من سوريا غير صحيح أو على الأقل فتلك المعلومات لم تكن دقيقة.

 

وقال المعلّق: "إنّ إيران أوفدت 2500 مقاتل إلى سوريا، بعضهم عاد إلى بلاده فيما تسمّيه طهران "تبديل قوات"، وتسعى إلى تغيير التكتيك للتخفيف من الخسائر"، وأضاف: "أمّا إعلان روسيا عن إنسحابها من سوريا فيستوجب فحصًا دقيقًا"، لافتًا إلى ذلك الإنسحاب نجم عن زيارة سليماني إلى موسكو في 14 نيسان الماضي والتنسيق الأمني مع المسؤولين هناك".

وبحسب محسن رضائي، أمين عام مجمَّع تشخيص مصلحة النظام وقائد سابق في الحرس الثوري، فإنّ "خان طومان أصبحت مركز الصراع على السلطة بين الجيش السوري وحلفائه وبين المقاتلين السوريين الذين يسيطرون على البلدة، والتي تعدّ الطريق الأساسي الذي يصل إلى حلب".

 

ونقل باريل عن بعض الناشطين المعارضين على وسائل التواصل الإجتماعي قولهم إنّ بدر الدين قتل في خان طومان، في 6 أيار، معتبرين أنّ استهدافه من قبل الجماعات المسلّحة خلال تواجده بالقرب من مطار دمشق "رواية لا أساس لها من الصحة".

 

وبالنظر إلى المشتبه بهم، قال باريل: "لا بدّ من الإشارة إلى أنّ بدر الدين كان على خلاف مع قادة حزب الله حول التكتيكات ضد إسرائيل، كذلك إيفاد قوات إلى سوريا"، وذكر أنّ "محمد عطايا القيادي في حزب الله، الذي شغل منصب رئيس وحدة 113 التابعة للحزب والمسؤولة عن العمليات في الضفة الغربية، كان على خلاف مع بدر الدين".

وأشار إلى أنّه من المتوقّع أن يكون خليفة بدر الدين القائد العسكري في الحزب طلال حميّة "الذي يُقال إنّه يرأس وحدة العمليات الخارجية المسؤولة عن تنفيذ العمليات في خارج لبنان" -علمًا أنّ حميّة يرأس المجلس الجهادي في الحزب- وتابع: "حزب الله يعلم جيدًا من قتل بدر الدين ويخشى أن يكون خرقًا إستخبارتيًا، خصوصًا وأنّ بدر الدين كان متمسكّا بالسرية".

 

لكن برأيه فإنّ "مقتل بدر الدين لن يؤثّر على دور حزب الله في سوريا، الذي خسر حوالى 1200 مقاتل. وسيبقى الحزب مع الأسد طالما لم يتمّ التوصّل إلى حلٍّ سياسي أو ديبلوماسي".

(هآرتس - لبنان 24)