جولة انتخابات بلدية تسقط اسطورة عون وتزعزع تفاهمات معراب

 

السفير :

لم يحل ارتفاع درجات الحرارة، أمس، دون المشاركة الحيوية في الانتخابات البلدية في جبل لبنان، والتي بلغ معدلها الإجمالي 56 بالمئة، بل لعل سخونة المعارك الانتخابية في أكثر من منطقة تفوقت على حرارة المناخ، ليشكل الإقبال الشعبي إحدى أبرز العلامات الفارقة ليوم الاحد الطويل.
ويمكن القول إن الشهية المفتوحة على الاقتراع في جبل لبنان هي نتاج التفاعل بين عوامل عدة، أبرزها «المنشطات» العائلية، والحوافز السياسية، وتوق الناس الى الديموقراطية بعد «تقنين» قاس خلال السنوات الماضية.
وهكذا، بلغت نسبة الاقتراع 65 بالمئة في قضاء جبيل، و62.80 في قضاء كسروان و58.24 بالمئة في قضاء المتن، و53.50 بالمئة في قضاء الشوف، و52 بالمئة في قضاء عاليه، و50.20 بالمئة في قضاء بعبدا.
ولعل من أهم الرسائل التي خطتها أقلام الاقتراع، أن حضور الناخب المسيحي يصبح قوياً، حيث يملك حرية تقرير المصير، وحيث يكتسب صوته قدرة على التأثير، فلا يكون مجرد «زينة» أو «تابع» كما شعر البعض في بيروت.
وأتى سياق العملية الانتخابية البارحة، ليثبت أن النجاح الإجمالي للمرحلة الاولى في بيروت والبقاع، على المستويين الإجرائي والأمني، لم يكن مجرد مصادفة أو استثناء، وبالتالي فإن المسار العام لانتخابات جبل لبنان أكد مرة أخرى، وبمزيد من الأدلة الحسية، سقوط كل مبررات التمديد لمجلس النواب، وجهوزية اللبنانيين كما الأجهزة المختصة للاستحقاق النيابي الذي لم يعد ينقصه سوى القرار السياسي.
ويُسجل لوزارة الداخلية نجاحها في الإحاطة بمتطلبات الجولة الثانية من الانتخابات، والسيطرة على الثغرات ومكامن الخلل التي رُصدت خلال النهار الطويل، سواء على صعيد بعض الحوادث الفردية أو على صعيد المخالفات الإدارية، فيما أفادت «الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات» أنه تم ضبط 6 حالات رشى.

«التيار» ـ «القوات»
تفاوتت عناوين المعارك الانتخابية في مرحلتها الثانية، لكن أهمها وأكثرها حساسية سُجل في عاصمة كسروان التي كانت مسرحاً لمواجهة سياسية ـ رئاسية مغلّفة بقشرة بلدية، بعدما أصبحت طريق بعبدا تمر في جونية.
والأرجح، أن العماد ميشال عون وسمير جعجع، وكذلك فريد هيكل الخازن ونعمت افرام ومنصور البون، سهروا الى ما بعد منتصف الليل وهم يتسقّطون أخبار النتائج التي كانت متقاربة في بداية الفرز.
لم يبق مكان للقفازات والأقنعة في هذه المعركة التي استُخدمت فيها كل أنواع الأسلحة السياسية والنفسية والعائلية والإعلامية والمالية، لدرجة أن العماد ميشال عون وجد نفسه مضطراً لأن يبارز خصومه وجهاً لوجه، متعاملاً مع هذه «الموقعة» على قاعدة أنها مفصلية وأن الفوز فيها هو جزء من شروط النصاب السياسي والشعبي المطلوب لانتخابه رئيساً.
وفي المقابل، وجد معارضو الجنرال في اختبار جونية فرصة لإحراجه في عرينه الكسرواني والنيابي، سعياً الى تحجيم نفوذه في لعبة الأوزان المسيحية، وبالتالي تقويض شرعية ترشيحه الرئاسي، وإضعاف حظوظ انتخابه.
أما «القوات اللبنانية»، فارتأت الوقوف على مسافة نسبية من اللائحتين المتنافستين (كرامة جونية - جونية التجدد)، فإذا انتصرت الاولى تكون شريكة في النصر انطلاقاً من التحالف مع «التيار الوطني الحر»، وإذا انتصرت الثانية تكون لها حصة في الفوز من خلال وجود مرشحين قواتيين على لائحة فؤاد البواري.
لم تشأ «القوات» أن تدخل في مواجهة حادة مع «التيار»، وفي الوقت ذاته لم تتمكن من التخلي عن «صداقة قديمة ومتينة» مع آل افرام، فتركت حرية الانتخاب لمقترعيها مع ميل الى لائحة «جونية التجدد».
ولئن نجح «التيار» و «القوات» في تنظيم «فراقهما» في جونية، سعياً الى حصر الخسائر قدر الإمكان، إلا أنهما فشلا في ذلك على مستوى مناطق أخرى، كسن الفيل في قضاء المتن والحدث في قضاء بعبدا، حيث خاض الطرفان مواجهة انتخابية حادة، بدت غير منسجمة مع مقتضيات تفاهم معراب الذي اهتز، من دون أن يسقط، في العديد من الساحات الساخنة في جبل لبنان.
ولعل النائب آلان عون أعطى إشارة واضحة في هذا الاتجاه، عندما اعتبر صراحة أن موقف «القوات» في انتخابات الحدث يشكل نقطة سلبية في خانة التفاهم، لتكشف صناديق الاقتراع ليلا عن هزيمة قوية تلقتها معراب في تلك المنطقة.
المر - الجميّل
وأبعد من ثنائية «التيار» - «القوات»، أثبت النائب ميشال المر أنه لا يزال الرقم الصعب، غير القابل للطرح أو القسمة في المتن، وأنه بخدماته وقدراته الشخصية يعادل حجم أحزاب. وهكذا، بدأ المر نهاره الانتخابي مترسملا بعشرين بلدية فازت، بالتزكية أو شبه التزكية، قبل فتح صناديق الاقتراع، محسّناً ومحصّناً مواقعه في معركة الاتحاد.
وارتسمت في العديد من بلدات المتن معالم تفاهم أبرمه رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل مع المر، ردّاً على «تفاهم معراب»، وما أثاره من خشية من اكتساح «الثنائي الماروني» للبلديات المتنية، فيما سعى «الطاشناق» الى دعم المر حيث اقتضى الأمر، علماً أن بلدية برج حمود فازت بالتزكية.
وكما حصل في الأشرفية، أصيب جسم «التيار الحر» في جلّ الديب بالتفسخ البلدي، حيث دعم النائب نبيل نقولا لائحة ريمون عطية بالتفاهم مع ميشال المر، فيما انضمّ رئيس هيئة قضاء المتن في «التيار» هشام كنج الى لائحة اندره زرد، مدعوماً من ابراهيم كنعان!
أما «الكتائب»، فحاول تغليب العامل الإنمائي على البعد السياسي في الانتخابات، منطلقاً في تحالفاته من هذا المعيار، بالدرجة الأولى. وقد تمكن الحزب بفضل هذه الاستراتيجية من الفوز بالعديد من البلديات والاستحواذ على مقاعد في أخرى.
الضاحية
وفي الضاحية الجنوبية، أعاد تحالف «حزب الله» - «حركة أمل» تأكيد المؤكد، من خلال الفوز على لائحتين غير مكتملتين في بلديتي برج البراجنة والغبيري. وإذا كانت النتيجة متوقعة أصلا، فإن ذلك لا ينفي أنها تحمل غداة اغتيال الشهيد مصطفى بدر الدين دلالة تتجاوز الإطار البلدي المحض، لجهة تثبيت الاحتضان الشعبي للمقاومة، في مواجهة كل الضغوط والاستهدافات التي تتعرض لها، مع الإشارة الى أن مجرد حصول تنافس انتخابي في الضاحية انطوى على قيمة مضافة، بعدما كانت الانتخابات البلدية في السابق تنتهي قبل أن تبدأ، لغياب أي لوائح مضادة.
الإقليم
وفي إقليم الخروب، تمكنت العوامل المحلية من تكبيل يد الأحزاب وتقليص دورها، لتتخذ المعارك الانتخابية الطابع العائلي الذي فرض إيقاعه على «تيار المستقبل» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «الجماعة الإسلامية»، فيما ظهر واضحاً أنّ أزمة النّفايات الأخيرة ساهمت في تخفيض أسهم بعض القوى الأساسية، وتجويف مصداقيتها.

النهار :

مما لا شك فيه ان الحكومة التي نجحت حتى الساعة في تخطي تحدي انجاز الانتخابات البلدية والاختيارية بعدما تبارزت ومجلس النواب منذ ثلاث سنوات في إبراز أخطار تنظيم استحقاق مماثل ما دفع الى التمديد لمجلس النواب مرتين متتاليتين، ستواجه عقبة جديدة أكثر خطورة من النفايات التي أغرقتها مدة من الزمن، ألا وهي المواجهة المالية المصرفية مع "حزب الله"، الأمر الذي دفع الرئيس تمام سلام الى القول، كما نقل عنه زواره، إنه "يجب إبعاد الأمر عن المزايدات والتداول الاعلامي لان الموضوع حساس ودقيق وله ظروف معينة، وهناك سعي لمعالجته بما يحقق الأفضل وهو يعالج ولا يزال تحت السيطرة. هناك حالة تعالج مع حاكم المصرف المركزي ووزير المال ولا تأخر فيه".
وفيما تشير مصادر قريبة من "حزب الله" الى ان اجراءات مصرف لبنان والمصارف الخاصة هي أكثر بكثير مما هو مطلوب في المراسيم التطبيقية للقانون الاميركي 2297 الصادر عن الكونغرس في 15 كانون الأوّل 2015 حول "منع التمويل الدوليّ لحزب الله"، والتي بدأ العمل بها في 15 نيسان الفائت، وتضيف "ان حاكم مصرف لبنان عندما تشاور بشأن تطبيق اجراءات القانون الاميركي لم يقل بما يطبّقه اليوم، بل بالتحقيق والتدقيق في أي حساب مشكوك به، واذا تبين أي تورّط فلا غطاء على أحد"، وبعدما أثار وزيرا الحزب وبعدهما كتلة "الوفاء للمقاومة" الامر الاسبوع الماضي، اجتمعت جمعية المصارف السبت استثنائياً وبدا توجهها واضحاً بالنسبة الى القانون كقضية حياة أو موت. فالمصارف عاجزة عن التخلف عن التطبيق والا فإن الأمر يخرجها من النظام المالي الدولي. وهي أكدت بوضوح في بيان أصدرته أن "التزام المصارف القوانين اللبنانية والمتطلبات الدولية، بما فيها تطبيق العقوبات هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه وعلى مصلحة كل المواطنين والمتعاملين مع المصارف...".
وفيما كشفت معلومات عن توجه حاكم مصرف لبنان الى باريس نهاية الاسبوع ومنها إلى واشنطن لمتابعة هذا الموضوع، أكدت مصادر ان لا تعديل في التعاميم الصادرة عن المركزي إلا إذا ترافقت مع تعديلات أميركية.

الانتخابات البلدية
وفي ختام اليوم الانتخابي الطويل في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، بأقضيتها الستة، وبعد جولة قام بها على جونية وبعبدا وبيت الدين وكترمايا والغبيري، أنهى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق نهاره الطويل بمؤتمر صحافي لخّص فيه مشاهداته وأجرى عملية تقويم شامل من النواحي الأمنية والإدارية واللوجيستية والسياسية، واعتبر أنّ "جوّ الانتخابات كان جيّداً جدّاً مع اقتراع 56% من الناخبين، 65 في المئة في جبيل، وفي قضاء المتن 58,24 في المئة، وفي قضاء الشوف 53,50 في المئة، وفي قضاء كسروان 62,80 في المئة، وفي قضاء عاليه 52 في المئة، وفي قضاء بعبدا 50,20 في المئة".
أما جونية أم المعارك، فبدت ليل السبت عشية الانتخابات كأنها المعبر الى قصر بعبدا وسط "أخبار" وشائعات اختلط بعضها بالبعض الآخر. ففيما زار العماد ميشال عون مقر لائحة "كرامة جونية" داعماً اللائحة البلدية التي يرأسها الرئيس سابقاً للبلدية جوان حبيش، بث موقع الكتروني يعمل فريقه لمصلحة اللائحة، ان النائب سليمان فرنجية الذي يدعم اللائحة المناوئة حضر أيضاً الى جونية ومكث في زورقه في البحر، في ما بدا مواجهة بين المرشحين الرئاسيين، خصوصاً ان فرنجيه يدعم اللائحة الثانية وهو الذي أطل كسروانياً من منزل النائب السابق الداعم للائحة فريد هيكل الخازن. والقى عون كلمة هاجم فيها السيد جيلبير شاغوري من غير ان يسميه، متحدثاً عن متمول افريقي يدفع الاموال من غير ان يسجل أي عمل خيري في لبنان، غامزاً من قناة دعم الاخير للنائب فرنجية أيضاً.
وفي نتائج الانتخابات غير الرسمية: لائحة نبيل كحالة في سن الفيل المدعومة من الكتائب والنائب ميشال المر فازت بفارق كبير. لائحة العونيين في الحدت فازت برئاسة جورج عون. لائحة جان اسمر فازت في الحازمية. في عمشيت تقدم للائحة مدعومة من "التيار" و"القوات". فازت لائحة نيكول أمين الجميل في بكفيا. فازت لائحة عادل بوحبيب في رومية. الى فوز محسوم لميرنا المر ابو شرف في بتغرين. لوائح ميشال المر فازت كاملة في وضبية وانطلياس وبيت مري وبرمانا وبعبدات وفي جل الديب كانت هناك مؤشرات لخرق بعضوين فقط بالاضافة الى لوائح التزكية المحسوبة على المر. رئاسة اتحاد بلديات المتن ستعود الى المر عبر ميرنا المر أبو شرف. فوز اللائحة المدعومة من الوزير السابق فريد هيكل الخازن والكتائب اللبنانية في غوسطا. فوز لائحة "التيار" و"القوات" في جعيتا. فوز اللائحة التي يرأسها شارل غفري في الدامور والمدعومة من حزب الكتائب. فوز اللائحة برئاسة أسطا أبو رجيلي في بحمدون. فوز لائحة قرار بعقلين المدعومة من جنبلاط-حمادة-ارسلان بـ14 مقعداً من 15 ولوائح المخاتير. فوز لائحة جورج سلامة في الفنار. فوز لائحة كارل زوين في يحشوش.
وبدا لافتاً تحقيق الكتائب كما النائب ميشال المر نتائج بارزة في عدد كبير من البلديات والمخاتير. وواقعياً خرجت كل القوى المسيحية الكبيرة بحصاد وافر من النتائج مما يعكس تسييساً مفرطاً للانتخابات التي بدت أقرب الى انتخابات نيابية بغلاف بلدي. والمحطتان الفاصلتان تبقيان في جونية ودير القمر اللتين اتخذت كل منهما طابعا متوهجاً. وحتى منتصف الليل كانت نتائج الفرز في جونية تشير الى تقارب بين اللائحتين، علماً ان ماكينتي الكتائب والعونيين تحدثتا عن تقدم لائحة حبيش فيما كانت نتائج فرز نحو نصف الصناديق تشير الى تقدم لائحة البواري ببضع مئات من الأصوات. اما في دير القمر فأشارت المعطيات ليلاً الى تقدم لائحة "القوات" و"التيار" على لائحة شمعون.

 

المستقبل :

شكّلت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، أمس، اختباراً حامياً للقوى المسيحية مجتمعة، في أول امتحان شعبي لـ»تحالف معراب» بين «التيّار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» الذي عجز عن تشكيل كاسحة في العمق المسيحي، حيث مُني بهزات بلدية كان أشدّها وقعاً في سن الفيل على يد حزب «الكتائب اللبنانية» والنائب ميشال المرّ.
وإذ عجز هذا «التحالف» عن تجاوز خصوصيات مدينة جونيه فتوزّع ركناه على اللائحتين المتنافستين، فإن نتائج صناديق «عاصمة الموارنة» كما وصفها بعض العونيين، ظلّت حتى فجر اليوم بين مدّ وجزر بسبب الفارق الضئيل في الأصوات الذي أبقى رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «على أعصابه»، بعدما قاد شخصياً هذه المعركة لتنجلي غبار صناديق هذه المدينة عن فوز أمرّ من الهزيمة للائحة المدعومة من عون بفارق بضع عشرات من الأصوات، على حدّ قول النائب السابق فريد هيكل الخازن لـ»المستقبل» فجراً. 
وإذا كان مشهد جونيه ناقصاً باعتبار أن «تحالف معراب» كان موزّعاً بين لائحتين، فإن نتائج صناديق سن الفيل جاءت مخيّبة تماماً لهذا «التحالف» الذي هزمه تحالف حزب «الكتائب اللبنانية» والنائب ميشال المرّ إثر معركة حامية كانت الأقسى في المحافظة بعد معركة جونيه. فيما سجّل النائب السابق فريد الخازن بالتحالف مع «الكتائب» فوزاً كاسحاً في غوسطا (قضاء كسروان) في وجه اللائحة المدعومة من ثنائي «التيّار» «القوات».
وإذ سجّلت ماكينات انتخابية متعدّدة تقدماً لحزب الكتائب والعائلات على حساب «تحالف معراب» في معظم أقضية محافظة جبل لبنان، مقابل تراجع عدد المجالس البلدية المحسوبة على «التيار الوطني الحر»، أكد رئيس الحزب النائب سامي الجميّل لـ»المستقبل» أن الحزب فاز «بأكثر من ثلاثين بلدية في المحافظة رؤساؤها منتمون للكتائب، مثل الدامور وفرن الشباك والناعمة وحمّانا والحازمية وكفرتيه وبياقوت وبيت شباب وروميه وجل الديب»، مضيفاً أن الحزب «فاز في عشرات البلدات بالتحالف مع آخرين مثل سن الفيل مع النائب المرّ وغوسطا مع الخازن وبيت الدين ووادي شحرور.
وفيما فازت «القوات اللبنانية» في قضاء المتن الشمالي في بلدية واحدة (قلاّبة برمانا) من أصل 53، مدعومة من الكتائب والنائب المرّ، وفاز «التيّار الوطني الحرّ» ببلديتين اثنتين في الفنار وضهر الصوان، حصد النائب المرّ 41 مجلساً بلدياً و64 مختاراً، كما قال لـ»المستقبل»، بينها 23 بلدية بالتزكية و19 بالمعارك»، فيما فاز الكتائب بالمجالس الأخرى.
وكانت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان انتهت الى مشاركة كثيفة، ونسبة اقتراع عالية برزت مؤشراتها في طبيعة المعارك الانتخابية، ومدى تداخل المحلي والعائلي بالحسابات السياسية. وتجلت حماوة المعركة خصوصاً في جونية وسن الفيل ودير القمر والدامور والحدث وبرجا وشحيم. كما سُجّلت في حارة حريك وبرج البراجنة والغبيري لوائح منافسة للثنائي الشيعي، «حزب الله و»أمل».
وكالعادة، لم تخلُ هذه الانتخابات من إشكالات «تقليدية» لم تخرج عن المألوف، وتولّت القوى الأمنية، من جيش وقوى أمن داخلي، معالجتها بشكل سريع وحاسم، ما ترك ارتياحاً لدى جميع الأفرقاء، علماً أن «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» أكدت أنها اضطرت الى سحب مراقبيها من بلدة أفقا جبيل، بعد تلقيهم تهديداً من مندوب «لائحة الوفاء للمقاومة».
وإذ نوّهت المواقف بإدارة العملية الانتخابية التي جرت في أجواء آمنة وديموقراطية، شدّدت على ضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية والنيابية.
وأجواء الانتخابات البلدية والاختيارية التي وُصفت بالجيّدة جداً في جبل لبنان مع ما ساد النهار الطويل من حدة في التنافس انعكست إيجاباً على إقبال لافت من الناخبين بحيث سجّل جبل لبنان النسبة الأعلى مع اقتراع 56% من الناخبين. وكانت النسبة الأعلى في منطقة جبيل مع 65% وكسروان 62% وقضاء المتن 58,24% والشوف 53,50% وقضاء عاليه 52% وقضاء بعبدا 50,20%. وفق ما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في ختام اليوم الانتخابي.
ومع نسبة الإقبال العالية، كانت لافتة المشاركة المسيحية الكثيفة سواء في البلدات التي شهدت معارك كسر عظم سياسي، أو في البلدات التي تجاوزت فيها المعركة الترسيمات السياسية.
هذه المشاركة المسيحية مضافة الى عدم انسحاب اتفاق معراب على كل المدن والبلدات في جبل لبنان، وانكفاء الأحزاب أمام الحدة المحلية والعائلية في بلدات كثيرة على مستوى المحافظة ونتائج الانتخابات، لا بد أن ترخي بظلالها على الأحزاب التي بدأت تعيد حساباتها وتقيّم دورها وقدراتها.

الديار :

اي اصبع دلت على مصطفى بدر الدين، داخلية أم اقليمية أم دولية؟
حتماً ليست الصدفة، وان تحدثت بعض مواقع الجماعات المتطرفة عن «الصدفة الالهية» وراحت تردد الأناشيد، الحديث كان دوماً عن مشاركة قوات ومرتزقة من كل انحاء الارض في الحرب السورية. ماذا عن اجهزة الاستخبارات التي بلغ نشاطها الذروة في الآونة الاخيرة؟
اقمار صناعية، وشبكات ومحطات اتصال، وطائرات استطلاع تعمل على مدار الساعة، ودون ان يبقى سراً نشاط الاستخبارات الاسرائيلية، بالتعاون مع الاستخبارات الاردنية، والحديث يتواصل عن التنسيق العملاني مع أجهزة استخبارات أخرى لتحديد الاهداف الذهبية...
أبعد من أن يكون ما حصل انتقاماً لقائد «جيش الاسلام» زهران علوش، وكانت «الديار» قد اشارت الى اتصالات تجري حالياً من اجل اعادة اشعال النيران حول دمشق.
بدر الدين لم يكن بالقائد العادي في أرض المعركة، يفكر كالصاعقة، ويعمل كالصاعقة، خسارته كبيرة جداً ولا تعوض. الذين يعرفونه يقولون انه «شخصية متعددة الابعاد». السؤال دوماً كيف عرفوا مكانه، ومن اين اتت تلك الدقة في التصويب ليسقط منذ القذيفة الاولى.
ويقال انه لو كانت الاستخبارات الاسرائيلية هي التي دلت الى مكان وجوده لما ترددت لحظة في ان تغتاله بصاروخ مثلما اغتالت سمير القنطار، ودون ان تكون هناك مشكلة لديها، وان كان الاتفاق مع موسكو يقضي بألا تقترب طائراتها من خطوط معينة، بما في ذلك الغوطة الشرقية...
في الوسط الدمشقي يتردد انه التعاون الوثيق بين الاستخبارات الاردنية والتركية وما بينهما الاستخبارات السعودية، وان كان المرجح ان الاستخبارات الاسرائيلية التي هي شريك اساسي في ذلك التعاون وعلى الارض السورية لم تكن في هذه العملية. في كل الأحوال، تل ابيب التي وضعت كل محطات الرصد لديها بتصرف البلدان العربية والاقليمية المناهضة لدمشق، هي الرابح الأكبر في تلك الليلة التي غاب فيها بدر... الدين.
ليلة ظلماء ويُفتقد فيها. «حزب الله» قال في بيانه الذي فاجأ الكثيرين، وصدم الكثيرين، ان «التحقيقات الجارية لدينا اثبتت ان الانفجار الذي استهدف احد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي والذي ادى الى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة».
البيان أكد «انها معركة واحدة ضد المشروع الأميركي - الصهيوني الذي بات الارهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربة وجبهته الأمامية في العدوان على الأمة ومقاومتها ومجاهديها ومقدساتها وشعوبها الحرة الشريفة».
وفي الوسط الدمشقي انه مهما جرى الحديث عن الصدفة، لا سيما وان الأيام الأخيرة شهدت معارك في الغوطة الشرقية انكفأ خلالها مسلحو المعارضة المتشددة، فان اغتيال بدر الدين بالقذائف المدفعية، وهذا ما يحدث للمرة الاولى، يكشف ان النشاط الاستخباراتي لم يعد يقتصر على الكشف عن المواقع، وتحديد نوعية الاسلحة، وأعداد المقاتلين، بل هو بلغ درجة تحدد «الرجال الخطرين» والتعاطي معهم بتلك الطريقة.
هل حقاً ان اغتيال بدر الدين جعل «حزب الله» امام لغز يفوق بتعقيداته لغز اغتيال القائد عماد مغنية في شباط 2008، بعبوة ناسفة في دمشق، وفي منطقة يفترض أن تكون آمنة الى حد كبير؟

ـ الرد في الحرب المفتوحة ـ

آنذاك، كان واضحاً ان الموساد هو مَن نفّذ عملية الاغتيال، ودون التوقف كثيراً عند كيفية اختراق عملاء الاستخبارات الاسرائيلية للمنطقة وزرعهم العبوة دون ان تدق الكاميرات النفير، كان التوقف عند معرفة «وجه» مغنية، وهو الذي كان وجهه «عدة وجوه».
الآن، وبعد ثماني سنوات، الاجراءات الخاصة باخفاء الشخصية، وقد برع فيها بدر الدين، منذ أن كان اسمه الياس فؤاد صعب أو منذ أن كان اسمه سامي عيسى، اصبحت اكثر دقة واكثر تعقيداً».
حتى الذين يشككون كلياً باحتمال الصدفة، يعتبرون ان بدر الدين كان يتقمص شخصية او شخصيات أخرى بالصورة التي يستحيل معها الغوص الى شخصيته «الاصلية».
بطبيعة الحال، الرد يندرج في اطار الحرب المفتوحة بين «حزب الله» وتنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، وكل الجماعات الأخرى المشتقة منها، عقائدياً وسياسياً او المرتبطة بها مالياً وما شاكل.

ـ لارسن يسلّم لفيلتمان ـ

المحور الثاني الذي شغل الاوساط السياسية قرار ناظر قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 النرويجي تيري رود - لارسن (وهو احد مهندسي اتفاق اوسلو) التخلي عن مهمته آخر هذا الشهر، مقترحا على الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون بان يعهد بالملف الى مكتب وكيل الامين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
وفيلتمان هو سفير اميركي سابق في لبنان، واضطلع بدور فائق الحساسية (والخطورة) في ادارة جزء من العملية السياسية الداخلية في لبنان في العقد المنصرم.
وهنا ترى الاوساط السياسية ان رود - لارسن الذي كان يدار من قبل واشــنطن على مدى الـ 12 عاماً، لم يكن لينصح بتسليم الملف الى مكتب فيلتمان، الا بـ «امر» من هذا الاخير.
واذ ظهر النائب وليد جنــبلاط، وعبر حسابه على تويتر، في باريس مع «جيــف» كما ورد على الصفحة، فهذا اثار الكثير من الاسئلة حول الهدف من عودة فيلـتمان الى الساحة اللبنانية، وهو الذي عرف بـ«مواقفه المتشددة والمنحازة»...

ـ ... والاخضر الابراهيمي ـ

جنبلاط التقى ايضاً بالديبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الابراهيمي الذي سبق واضطلع باكثر من دور في لبنان، خصوصاً مع تردد معلومات تشير الى ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يرى ان يعهد الى الابراهيمي بمهمة في لبنان، وذلك في سياق مساع فرنسية مع اكثر من جهة اقليمية ودولية للخروج من المأزق الرئاسي، ولو برئيس مؤقت ولسنتين.
جهات في 8 آذار وتسأل «في اي اتجاه سيدفع فيلتمان بالاستحقاق الرئاسي، فضلاً عن الملفات الاخرى»، ومع اعتبار السؤال الآخر حول ما اذا كان الديبلوماسي الاميركي يزمع اعادة رص الصفوف لدى قوى 14 آذار بعدما بعثرتها الانتخابات الرئاسية كما الانتخابات البلدية، وبدا التوفيق فيما بينها شبه مستحيل.

ـ المستقبل والحلفاء ـ

ازمة 14 آذار عكسها تصريح لعضو كتلة المستقبل النائب احمدفتفت الذي طالما جهد لتغطية الخلافات والاختلافات.
قال «ما حصل في انتخابات بيروت لجهة عدم التزام الحلفاء بالاتفاق يحتاج الى حوار جدي ومراجعة عامة»، مضيفا «ان هناك خلافات تتجدد في موضوع توزيع السلطة بين افرقاء 14 آذار، وهذا مؤسف لان القضايا الكبرى التي تحيط بنا اكبر واهم من توزيع السلطات».
واذ تتقاطع وتتضارب الاشارات حول رئاسة الجمهورية من قائل ان الستاتيكو باق الى ان ينجلي الوضع الاقليمي الى قائل باتصالات مكوكية مركزها باريس، ودائماً باتجاه الرياض وطهران، اعلن فتفت رفض «المستقبل» لـ «مبادرته» او لطرح الرئيس نبيه بري.
اعتبر «ان خطر اجراء انتخابات نيابية في ظل غياب رئيس الجمهورية كبير جداً لانه لن يكون بالامكان تأليف حكومة جديدة»، وعندها نصبح امام حكومة مستقيلة وفراغ كبير.
ولفت الى انه «مهما كانت التعهدات السياسية يجب عدم الاقدام على ذلك لاننا تعودنا على عدم التزام الافرقاء بتعهداتهم وعلى رأسهم حزب الله».
وهنا يقول مصدر سيــاسي رفيع المستوى لـ «الديار» «ان الرئيس بري هو الاكثر معرفة بالمناخ الاقليمي وانعكاساته على لبنان، ولو كان هناك بصيص ضوء في ملف الاستحقاق الرئاسي لما دفع بالاستحقاق النيابي الى الواجهة».
اضاف «ان الرئيس سعد الحريري يبدو متوجساًمن اي انتخابات نيابية قد تحدث تعديلاً في خارطة القوى، وفي حين ينتــقد هو، وينتقد نوابه، طرح السيد حسن نصرالله حول الســلة المتــكاملة، فهو، ضمناً، اشد المتحمسين لها لانها تضمن عودته الى السراي الحكومي لان «طريق الجـلجلة» طال اكــثر من اللزوم والقاعدة الشعبية تنكمش».
ويشير المصدر الى «ان السيد حسن طرح فكرة فصل الازمة الرئاسية عن ازمات المنطقة وصناعة رئيس لبناني بأيد لبنانية، والمشكلة ان الحريري ليس هو من يقرر، لذا كان اللعب بالموافقة في الوقت الضائع».

 

الجمهوريةتحوّلت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية التي شملت محافظة جبل لبنان أمس عرساً ديموقراطياً مارسَ خلاله المواطنون على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومشاربهم السياسية حقّهم في انتخاب مجالسهم البلدية بحرّية، في ظلّ الإجراءات المشدّدة التي اتّخذتها القوى العسكرية والأمنية لضمان سلامة العملية الانتخابية. وفي هذا السياق جدّد المتن ولاءَه ووفاءَه لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر، بفوز الغالبية الساحقة للّوائح التي دعَمها المر في مختلف مدن المتن الشمالي وبلداتِه وقراه في مواجهة لوائح الأحزاب. حتى ساعة متقدّمة من فجر اليوم كانت عمليات فرز الأصوات مستمرّة في كثير من مدن وبلدات محافظة جبل لبنان، ويُنتظر أن تعلن وزارة الداخلية النتائج الرسمية في الساعات المقبلة. غير أنّ نتائج الماكينات الانتخابية أكّدت الفوز الساحق للّوائح التي يدعمها المر في المتن ساحلاً وجبلاً ووسطاً.
ورأت مصادر سياسية في هذه النتائج رسائلَ قوية في أكثر من اتّجاه ولأكثر من جهة ستكون لها تداعياتها على الاستحقاقات المقبلة، ولا سيما منها الانتخابات النيابية.
واعتبرت انّ النتائج كشفَت هشاشة التحالفات الحزبية من جهة، والتباعد الكبير بين خيارات العائلات وخيارات الأحزاب.
وقد شهدت انطلياس - النقاش أمّ المعارك الانتخابية، حيث تكتّلَ «التيار الوطني الحر» وحزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب» في مواجهة لائحة إيلي فرحات أبو جوده المدعوم من المرّ الذي سجّلَ انتصاراً موصوفاً على الأحزاب الثلاثة.
وسألت مصادر كتائبية: مَن ورَّط رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل في معركة أنطلياس وخسارتها.
وفي الوقت ذاته، سألت مصادر في «التيار الوطني الحر»: مَن ورَّط رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في هذه المعارك والحسابات الخاطئة، مشدّدةً على أهمّية أن يفتح العماد عون تحقيقاً لتحميل المسؤوليات وتحديد من ورّط «التيّار» في هذه الخيارات لأسباب شخصيّة ومِن خلال تصريحات عنترية؟ كذلك سألت: مَن ورّط صهرَ عون الأستاذ روي الهاشم المشهود له بمناقبيته في معركة خاسرة في عين سعادة أساءَت إلى عون؟
وكشفَت هذه المصادر أنّ رئيس اللائحة الخاسرة في أنطلياس هو محامٍ في مكتب النائب ابراهيم كنعان. وقالت: «أليسَ مِن المؤسف أن تسقطَ الأحزاب المسيحية الثلاثة في أنطلياس؟ ولماذا؟ ومَن يتحمّل المسؤولية؟
نتائج أوّلية
وأظهرت النتائج الأوّلية فوزَ اللوائح الآتية في المتن:
ـ بلدية بتغرين برئاسة ميرنا ميشال المر
ـ بلدية الزلقا ـ عمارة شلهوب برئاسة ميشال عساف المر
ـ بلدية قرنة شهوان ـ بيت الككو ـ عين عار برئاسة جان بيار جبارة
ـ بلدية بياقوت برئاسة عصام زيتون
ـ بلدية قنّابة برمانا برئاسة مخايل بشارة
ـ بلدية مار موسى ـ الدوّار برئاسة حبيب شيبان
ـ بلدية العيرون برئاسة بشارة الخوري
ـ بلدية بيت الشعّار برئاسة أديب سلمون
ـ بلدية بيت شباب ـ الشاوية والقنيطرة برئاسة الياس الأشقر
ـ بلدية بيت مري برئاسة روي بو شديد
ـ بلدية العيون برئاسة الياس ابو ديوان
ـ بلدية ساقية المسك ـ بحرصاف برئاسة ميشال الياس نصر
ـ بلدية أنطلياس ـ النقاش برئاسة ايلي فرحات ابو جوده
ـ بلدية بصاليم ـ مزهر ومجذوب برئاسة جورج سمعان
ـ بلدية بعبدات برئاسة الدكتور هشام لبكي
ـ بلدية جل الديب ـ بقنايا برئاسة ريمون عطية ابو جودة
ـ بلدية رومية برئاسة عادل ابو حبيب
ـ بلدية سن الفيل برئاسة نبيل كحّالة
ـ بلدية الضبية ـ عوكر ـ ذوق الخراب برئاسة قبلان الأشقر
ـ بلدية بكفيا ـ المحيدثة برئاسة نيكول أمين الجميّل
ـ بلدية الفنار برئاسة جورج سلامة
ـ بلدية مزرعة يشوع برئاسة صليبي الملّاح
ـ بلدية نابَيه برئاسة مروان عطالله
ـ بلدية الجديدة البوشرية ـ السد برئاسة أنطوان جبارة
ـ بلدية الرابية برئاسة عصام الشماس
ـ بلدية الغابة برئاسة ريمون شكرالله ابو جودة
ـ بلدية المنصورية ـ المكلّس ـ الديشونية برئاسة وليم خوري
ـ بلدية ضهر الصوان برئاسة سركيس بو فرح
ـ بلدية مار شعيا والمزكه برئاسة الأب إيلي النجار
ـ بلدية العطشانة برئاسة جورج جبور
ـ بلدية كفرتيه برئاسة جان معلوف
ـ بلدية الشوير ـ عين السنديانة برئاسة إيلي صوايا
ـ بلدية حملايا برئاسة بطرس الراعي
ـ بلدية عين الصفصاف - مار مخايل بنابيل برئاسة ايلي كفوري
ـ بلدية عين سعاده برئاسة طوني بو عون
ـ بلدية عينطورة برئاسة جان عازار
ـ بلدية غابة بولونيا وطى المروج برئاسة جورج كفوري
ـ بلدية قرنة الحمرا برئاسة جبران طعمة
ـ بلدية كفرعقاب برئاسة غطاس معلوف
ـ بلدية مرجبا برئاسة وسيم داغر
ـ بلدية زرعون برئاسة رمزي ضو
ـ بلدية زكريت برئاسة أديب مرقص
ـ بلدية ديك المحدي برئاسة امين الاشقر
ـ بلدية مجدل ترشيش برئاسة علي مقبل.
أمّا في كسروان فقد شهدَت جونية معركةً حامية بين لائحة «جونية التجدّد - مسيرة عطاء» المدعومة من رئيس المؤسّسة المارونية للانتشار نعمة افرام والنائبَين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون و«القوات اللبنانية»، ولائحة «كرامة جونية» المدعومة من «التيار الوطني الحر» والكتائب. بحيث انعكسَت الحماوة الانتخابية في صناديق الاقتراع التي أظهرَت حتى ساعات متقدّمة من الليل تقارباً كبيراً في الأصوات قبل أن تحسَم النتيجة لمصلحة لائحة «كرامة جونية».
إحتفالات
وعلى اثر شيوع فوز اللوائح المدعومة من المر شهدت مداخل العمارة ومحيطها زحمةً من التظاهرات السيّارة والوفود المهنّئة، فيما غصّت مكاتب النائب المر بالشخصيات والوفود الشعبية، وأطلِقت المفرقعات النارية مساءً في سماء المنطقة، فيما جالت المواكب السيارة شوارع المتن ابتهاجاً بالفوز.

 اللواء :

 

أرضت النتائج الأوّلية والنهائية، لعدد من البلديات الكبرى في جبل لبنان، القوى السياسة المعنية بها مباشرة، سواء في الشوف، حيث كرّس الحزب التقدمي الاشتراكي حضوره، وتمكن شارل غفري (الكتائب) من الحفاظ على رئاسة بلدية الدامور، فيما اللائحة المدعومة من النائب دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار واجهت صعوبات في دير القمر، في مواجهة اللائحة التي يدعمها تحالف التيار العوني و«القوات اللبنانية» مع حزبي الكتائب والتقدمي الاشتراكي بعنوان : «دير القمر بلدتي».
وفي الضاحية الجنوبية (قضاء بعبدا) حيث سجلت النسبة الأقل من المقترعين (بين 32 و36 في المائة) فوزاً غير مفاجئ للوائح حزب الله وحركة «أمل» و«التيار العوني»، في حين احتفظ الكتائبي المحسوب على النائب نديم الجميّل جان أسمر برئاسة البلدية في مواجهة خصومه من التحالف العوني - القواتي، كما احتفظ رئيس بلدية الحدث الحالي جورج أدوار عون بالرئاسة وخسارة خصمه أنطوان كرم المدعوم من «القوات اللبنانية» والكتائب والأحرار.
وفي الشويفات، سجل الفريق الأرسلاني تقدماً على صعيد المخاتير، من دون أن تكون قد توضحت ليلاً قدرته على حسم التنافس البلدي لمصلحته.
وإذا كانت عاليه المدينة فازت بالتزكية، فإن وزير الزراعة أكرم شهيّب اعترف بأن الحزب الاشتراكي أخفق في كسب عدد من البلديات على خلفية طغيان الاعتبارات العائلية على الاعتبارات الحزبية.
وكشف النائب مروان حمادة عن فوز اللائحة المدعومة منه في بعقلين بـ14 عضواً من أصل 15.
والأهم أن النائب ميشال المرّ ثبّت قوته الانتخابية والسياسية في ساحل المتن الشمالي من الدكوانة إلى سن الفيل، وصولاً إلى أنطلياس وضبية وجل الديب والزلقا، صعوداً إلى بتغرين وبسكنتا وبكفيا التي فازت برئاسة بلديتها إبنة الرئيس إمين الجميّل السيدة نيكول.
أما بالنسبة لجونية التي وصفت بأنها «أم المعارك»، والتي امتحنت قوة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون على الاحتفاظ برئاسة بلديتها لمرشحه جوان حبيش، في مواجهة خصمه فؤاد البواري الذي ترأس لائحة «التجدّد» مدعوماً من رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام والنائبين السابقين فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون مع «القوات اللبنانية» التي واجهت أزمة يتوقع محللون أن لا تمر بخير مع التيار العوني إذا ما أسفرت نتائج الفرز والنتائج الرسمية عن سقوط لائحة حبيش التي تعتبر هزيمة للتيار العوني في عقر داره، ومن شأن ذلك أن تترتب عليه نتائج سياسية تتصل بالانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية وسقوط نظرية المرشح القوي.
وأشارت ماكينات اللائحتين والأحزاب إلى «حبس أنفاس» وترقب وانتظارات مع إعلان نتائج فرز الصنادق، سواء للائحة حبيش أو بواري.
قراءة أولية
وبانتظار إعلان النتائج الرسمية والنهائية، فرضت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في أقضية جبل لبنان الستة، عمليات تقييم لا سيما لدى الأحزاب التي واجهت العائلات والزعامات التقليدية على امتداد مراكز الأقضية والبلدات الكبرى في منطقة مترامية قدّر عدد الناخبين فيها بأكثر من 400 ألف ناخب، وبنسبة اقتراع تخطت انتخابات العام 2010 التي تجاوزت الـ55 في المائة, من أصل 834،768 ناخباً:
1 - تمكن حزب الكتائب بالتحالف مع النائب ميشال المرّ من مواجهة تفاهم معراب في المتن، ساحلاً وجبلاً، واثبت النائب المرّ قدرته على الإمساك بقاعدة انتخابية على مدى العقود الأربعة بالتحالف مع حزب «الطاشناق» الذي آثر العمل ضمن اللوائح المدعومة من المرّ وفريقه.
2 - أثبت رؤساء البلديات من جبيل إلى سن الفيل والدكوانة والحدث والدامور وبلدات أخرى في جبيل وكسروان انهم يتمتعون بقدرات شعبية وانتخابية لا تحتاج إلى دعم الأحزاب بل تتفوق عليها.
3 - تختلف التفسيرات لحجم المشاركة الكثيفة في الانتخابات، حيث تجاوزت في جونية وكسروان الـ 62 في المائة، في حين تراوحت بين الضاحية الجنوبية والحدث والشوف بين 32 و55 في المائة.
ولعل من أبرز الأسباب حجم المنافسة والتدخل الحزبي والسياسي الناشط باعتبار ان رؤساء والأحزاب المسيحية كلهم اما مرشحون أو داعمون للبلديات، لا سيما في مراكز الأقضية مثل: دير القمر وبيت الدين والشويفات وجونية وجبيل الذي وصف رئيس بلديتها الحالي زياد حواط الانتخابات التي فرضتها مرشحة منفردة من حركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، بأنها كانت استفتاء رفع نسبة مؤيديه إلى ما لا يتجاوز الـ90 في المائة.
والعامل الثاني في هذه المعركة كان عامل المال، حيث تمّ العثور على حالات محددة وأحيل المتورطون بها إلى القضاء المختص.
4 - على أن الحدث الانتخابي الكبير كان في بلدية جونيه التي زارها النائب عون السبت داعماً لائحة مرشحه حبيش، وعازفاً على وتر إنفاق مال من شخصية جاءت من افريقيا (وهو يقصد الداعم للنائب سليمان فرنجية في معركة الرئاسة جيلبير شاغوري)، في محاولة منه لإثارة مشاعر الناخب وتحريضه على لائحة التجدد.
وبكل المعايير، وقبل إعلان النتيجة الرسمية، سواء فاز حبيش أم خصمه البواري، فان التقارب في الأصوات وتوزع أصوات الناخب الكسرواني في ما يمكن وصفه بالمناصفة، من شأنه في رأي مراقبين سقوط خرافة المرشح المسيحي القوي للرئاسة الأولى.
وكان من أهم النتائج أن لا نواب ولا زعماء مسيحيين أقوياء، كما دلت نتائج انتخابات البلديات في جبل لبنان المسيحي، من الشوف إلى جبيل وصولاً إلى كسروان والمتن وجرده.
5 - ليس حدثاً أن تتقدّم أو تفوز لوائح «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، لكن الحدث حجم الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها معارضو المحادل البلدية في قرى وبلدات المتن الجنوبي من الضاحية إلى بعبدا.
6 - أما في الإقليم فسجلت الانتخابات حضور العائلات، في وقت كان الدعم الحزبي يتراجع، لا سيما في شحيم وبرجا التي واجهت لائحة «الجماعة الاسلامية» اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي.
7 - يسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق والعاملين في الوزارة من أجهزة أمنية إدارة متقدمة للعملية الانتخابية، حيث انتقل الوزير من الاقليم والضاحية فبعبدا وجونيه للاشراف ميدانياً على سير العمليات الانتخابية، وإعطاء ما يلزم من توجهات للمحافظ والقائمقامين لمعالجة الشكاوى، وملاحقة الذين تسببوا ببعض الإشكالات، سواء الأمنية أو الإدارية أو المالية، مع التأكيد على فوز 474 بلدية بالتزكية و310 مخاتير، في محافظة جبل لبنان.
وليلاً، احتفلت البلديات الفائزة بنجاحها، وكان من اللافت مشاركة رئيس الكتائب النائب سامي الجميل باحتفال لائحة نبيل كحالة الفائزة ببلدية سن الفيل.
سياسياً، تابع الرئيس تمام سلام سير العملية الديمقراطية، على حدّ تعبيره، مشيداً بجهود الوزير المشنوق. وقال سلام لـ«اللواء» أن أهم ما يمكن النظر إليه رغم بعض الشكاوى والانتقادات حصول هذه الانتخابات وبنسبة نجاح مرتفعة جداً، آملاً ان تنسحب هذه الانتخابات على اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، وأن تتبع بالدعوة لاجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن.

الاخبار :

بعد يومين من الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة في كانون الثاني 2015، زار قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، العميد قاسم سليماني، روضة الشهيدين في الغبيري. انتشرت صورة له وهو يتلو آيات من القرآن فوق ضريحي الشهيد عماد مغنية وابنه جهاد.
قبل الوصول إلى هناك، كان قد توجه إلى منزل عائلة الشهيد جهاد، وعزى أهله وإخوته، وخاله السيد مصطفى بدر الدين.
ليلة السبت الماضي، تكرّر المشهد. حضر سليماني مجدداً إلى الغبيري، لكن هذه المرة ليعزّي عائلة بدر الدين به.
ليست المرة الأولى التي يدخل فيها «بيت الأحزان»، حيث أضيفت صورة جديدة إلى صور الشهداء. يجلس صديق العائلة بين جميع أفرادها، يتلو الآية القرآنية (ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزَقون)، ليبدأ الحديث حاملاً سبحة ترابية في يده اليمنى، فيما يزيّن خاتم عقيق يده اليسرى. توجه بالكلام إلى أم الشهيد، السيدة أم عدنان: «لقد فقدنا قائداً وأخاً عزيزاً. هذا المصاب هو مصاب للأمة الإسلامية، إذ إن شخصية كشخصية السيد ذو الفقار لا يمكن اختصار خسارتها في بلد أو منطقة أو ضاحية».

وأضاف: «عائلة مجاهدين قدّمت الحاج رضوان وشاباً مثل جهاد، ليس جديداً عليها أن تقدّم المزيد من الشهداء».
كان ذو الفقار يستحضر طيف عماد وجهاد. لا ينسى أن يذكرهما دائماً، لكن في الفترة الأخيرة ارتفعت، حسب مقربين منه، نسبة الكلام عنهما. لقد قرب الموعد، وما استحضار طيفهما إلا دليل على ذلك.
منذ عهد بعيد، ٤٠ سنة من الجهاد والعطاء، كان السيد ذو الفقار يتحدث عن طلبه للشهادة، مؤكداً أنها هدفه الأسمى. قد تحققت أمنيته، وهو ما كان ينتظره منذ انطلاقة المقاومة: «كنَّا على يقين بأن قائداً مثل ذو الفقار يطلب الشهادة منذ ريعان شبابه، ومنذ بدايات انطلاقته مع المقاومة. لذلك، ليس مفاجئاً أن تنتهي حياته بها، لا موتاً على الفراش»، يؤكد سليماني. ثم يهمس لعلي، ابن الشهيد الذي خيَّم عليه حزن الهجران: «ستكون أنت على مسار أبيك، قدوة ــ مثله ــ لجيلك، ولكل الشباب».
جلس نحو ثلث ساعة، وبعدها توجه إلى روضة الشهيدين. البداية من ضريحَي الشهيد عماد، والسيّد ذو الفقار. جثا وتمتم بآيات قرآنية. ثم مرَّ على أضرحة الشهداء مسلِّماً؛ يقرأ الأسماء، ويسأل عن بعضهم. أثناء عبوره بهدوء تام بينهم، استحضر ذكرى القائد علي فياض «علاء البوسنة» الذي قضى شهيداً على طريق خناصر ــ حلب في شباط الماضي. سأل عن ضريحه، ليأتيه الجواب بأنه في بلدته أنصار. سلَّم على عوائل الشهداء الموجودة هناك، والتقى، صدفةً، بجريح من جرحى المقاومة يزور رفاقه، لترتسم ابتسامة وديعة على شفتيه.

كان سليماني يستغرب كيف يغيب السيد ذو الفقار، منذ بدء الأحداث في سوريا، عن عائلته لشهرين أو ثلاثة، ليعود بعدها أياماً قليلة، يعوّض فيها عن كل ما فاته تجاههم.
يؤكد من عاشروه أن بدر الدين كان يحرص على ألّا تفوته مناسبة تخصّ أحد أفراد عائلته دون تقديم هديته. واجباته العائلية متقدّمة على كل شيء، حتى على الأمور الأمنية. عام 2012، وفي عرس ابنته، أصرَّ بعد انتهاء الزفاف على الحضور إلى القاعة، والتقاط الصور التذكارية مع العائلة والعروس. كذلك تأتي «صلة الرحم» في مقام «المقدّس» لديه. واظب على زيارة أخيه المريض، دون مراعاة للأمور الأمنية، أسبوعياً في المستشفى بعدما أُصيب عام 2007 بالسرطان إلى حين وفاته بعدها بسنتين.
يهمه أن تجتمع العائلة على مائدة إفطار شهر رمضان، ويتابع تفاصيل أخبار كل الذين حوله، من صغيرهم إلى كبيرهم. ينصح المقبلين منهم على الجامعات، بالاختصاصات التي يجب أن يدرسوها. ويوجههم لسبب محدّد: «إذا لم تتمكن من خدمة المقاومة على الصعيد العسكري، فاخدم مجتمع المقاومة باختصاص يفيدهم».
على الصعيد الفني، يحب الأناشيد القديمة. لا يقترب من الجديدة على تنوّعها. يتابع أفلام «هوليوود»، التي يلتفت فيها إلى التصوير وحبكة السيناريو. في لبنان قدَّم إلى المشرفين على مسلسل «الغالبون»، فرقة من القوة الخاصة لحزب الله، حتى يمثلوا المشاهد العسكرية المطلوبة فيه، إذ إنها تحتاج إلى من يتقنها حسب تعبيره.
كانت العائلة تنتظر حضوره من جديد لرؤية وجهه، والأمل يغذي انتظارها، لكن لمرة أخيرة، كان خيراً له إخفاء وجهه عن المشتاقين إليه.
لا سُبات هنا في هذا المنزل، بل يقظات تلحقها يقظات. لقد اعتاد أهله الشهادة، والسؤال نفسه يتردّد إلى ما لا نهاية: «أرضيتَ يا ربّ؟»، يلحقه الجواب نفسه أيضاً: «خذ حتى ترضى».