أكد المستشار الأول لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع البريطانية، الفريق توم بكيت، حرص بلاده على تعزيز العلاقات الدفاعية مع مصر، مشددا على أن القاهرة شريك عسكري مهم بالنسبة إلى لندن.

جاء ذلك خلال زيارة أداها إلى القاهرة، التقى خلالها كبار المسؤولين العسكريين في مصر، وفي مقدمتهم مساعد وزير الدفاع محمد الكشكي، ورافقه في الزيارة اللواء الطيار في القوات الجوية المتقاعد نيجل مادوكس والذي يعمل حاليا المستشار العسكري الأول لوزارة التجارة والاستثمار بالمملكة المتحدة.  

ووفق بيان للسفارة البريطانية فقد أكد الفريق توم بكيت خلال لقاءاته مع المسؤولين المصريين أن المملكة المتحدة تعتبر مصر شريكا عسكريا هاما في المنطقة وفي الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا أن بلاده ستظل ملتزمة بتعزيز العلاقة مع مصر.  

وسبقت زيارة المستشار الأول لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع البريطانية، زيارة أداها وفد برلماني بريطاني إلى القاهرة منذ فترة.

  وقرأ محللون هاتين الزيارتين في إطار رغبة بريطانية لإعادة الدفء إلى العلاقة بين البلدين التي شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية توترا تصاعد عقب الموقف البريطاني من حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سيناء في نوفمبر 2015.

  وكانت الحكومة البريطانية السباقة في إعلان أن عبوة ناسفة قد تكون خلف سقوط الطائرة، كما كانت المبادرة بتعليق الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ محذرة رعاياها من السفر إلى مصر.  

وسارت العديد من الدول آنذاك على خطى بريطانيا وعلقت رحلاتها بما في ذلك روسيا.

وأثار الموقف البريطاني غضب السلطة المصرية خاصة وأن التحقيقات في بداياتها.   واعتبر مسؤولون وسياسيون مصريون أن ما صدر عن لندن لم يكن بريئا، خاصة وأن السياحة، العمود الفقري للاقتصاد المصري، تمر بصعوبات كبيرة ومثل هكذا مواقف من شأنها أن تزيد في تعميق جروح هذا القطاع.

  ولم يقف تدهور العلاقات البريطانية المصرية عند ذلك بل استمر خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد أن شنت الحكومة ونواب بريطانيون انتقادات لمصر على خلفية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.  

وأصدرت الحكومة البريطانية بيانا طالبت فيه القاهرة بالتعامل بشفافية مع هذا الموضوع، لترد الأخيرة الشهر الماضي مطالبة لندن بالإسراع في الكشف عن الجناة المتورطين في قتل شاب مصري في إحدى ضواحي عاصمة “الضباب” حرقا.

  ويرى متابعون أن زيارات مسؤولين بريطانيين إلى القاهرة وتشديدهم على ضرورة تعزيز العلاقات، يعكسان إدراكا بأن الإبقاء على جو التوتر القائم ليس ممكنا، في ظل الظرفية الإقليمية الملتهبة التي تعزز الحاجة إلى توافق مع مصر إحدى الدول المحورية في المنطقة.

صحيفة العرب