بدر الدين اللغز , يضع حزب الله أمام تحدي كبير , وخرق أمني يضع قيادات الحزب في دائرة الخطر

 

السفير :

كانت الأمنية الأحب إليه، أن يسقط شهيدا. أما الجبهة الأقرب إلى قلبه، فهي أن يسقط في الميدان في مواجهة الإسرائيليين أو التكفيريين. التوقيت ليس مهما عند مصطفى بدر الدين («السيد ذو الفقار»). كان يمكن أن يسقط شهيدا وهو في العقد الثاني من عمره، يوم تطوع لمقارعة الإسرائيليين عند مشارف العاصمة، في صيف العام 1982، أو يوم انبرى مع ثلة من المقاومين لتنفيذ عمليات ضد المحتل في قلب الضاحية الجنوبية.
هو أحد القياديين المقاومين الذين ترصدهم «دول» وأجهزة وشبكات.. ولطالما نجا من محاولات اغتيال، كان آخرها في سوريا نفسها بالقرب من مقام السيدة زينب، حيث نخرت الرصاصات والشظايا موكبه، وأكمل دربه.. حتى الشهادة التي كان يشتهيها وهو القائل «لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر».
شخصية غامضة عند الجمهور العام، لكن لكل مسؤول في «حزب الله» رواية خاصة معه من موقع تفاعله في قلب حياة الحزب الداخلية. لا يحضر لقاءات عامة ولا يظهر عادة في المناسبات الاجتماعية أو الحزبية إلا في ما ندر، وتحديدا عندما قرر خرق التدابير والمشاركة في تقبل التعازي بالشهيد عماد مغنية، ومن ثم نجله الشهيد جهاد، كما احتك مباشرة مع الناس يوم وفاة والده منذ أكثر من سنة.
رجل هادئ وفي الوقت ذاته لا يتهاون مع الخطأ. يتميز بجرأة مجبولة بالخبرة والإقدام والمبادرة والثقة العالية بالنفس. يحلو للبعض في «حزب الله» تسميته بـ«المغامر العاقل». خبرته ميادين المقاومة مع الاحتلال أكثر من عقدين من الزمن، وصار الاسرائيليون، في المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، يحفظون اسمه عن ظهر قلب.
في السنوات الأربع الأخيرة، وتحديدا منذ لحظة انخراط «حزب الله» في المعركة التي تجري على أرض سوريا، كان مصطفى بدر الدين، أعلى قائد عسكري للمقاومة في سوريا. يتواصل مع الايرانيين والروس وأركان النظام السوري. يعرف الأرض ليس من خلال الخرائط بل المعاينة المباشرة التي جعلته على تماس مع الخطر في حلب وحمص والقنيطرة والقلمون والغوطة وتدمر وغيرها من النواحي السورية.
حتى أن الشهيد بدر الدين، كان يمضي معظم وقته في سوريا، ولا يزور الضاحية الجنوبية الا في معرض تفقد أسرته أو أداء واجب اجتماعي سريع.
ولأن هذا بعض سيرته فقط، كان الرجل قيد الرصد والمتابعة من أجهزة كثيرة، لكنه هو نفسه، كان يردد أن البيئات السورية مختلفة عن البيئات اللبنانية سياسيا وديموغرافيا وجغرافيا. لقد استهدف عماد مغنية في عز القبضة الأمنية السورية (2008) وسقط قياديون آخرون اغتيالا مثل سمير القنطار وجهاد مغنية، ومثلهم في مواجهات مباشرة مثل أبو محمد الاقليم وأبو علاء البوسنة وأبو عيسى، وذلك في عز الأزمة السورية المشرعة على اختراقات من كل حدب وصوب. من الجو والبر والبحر. من الاتصالات والشبكات الأمنية على الأرض والرصد الجوي الدائم، فضلا عن الرصد والمتابعة من مجموعات التكفيريين.
بهذا المعنى، تصبح ظروف التمويه والتخفي التي يتقنها «حزب الله» في لبنان كله، من دون استثناء، مختلفة عنها في سوريا الشاسعة جغرافيا والمفتوحة على خروقات أمنية موجودة في العديد من «المفاصل» في ضوء الكثير من الوقائع والتجارب، خصوصا في السنوات العشر الأخيرة.
هذه المعطيات الأمنية، وقبلها سلسلة من الخروق، لم تمنع «حزب الله» من دفع قيادييه المصنفين من «الصف الأول»، للتواجد في «الخط الأول»، وهذا الأمر يتم بقرار واع وليس نتيجة انفعالات. حزب يستشهد أمينه العام (السيد عباس الموسوي) وقائده العسكري (الحاج عماد مغنية) صار بفعل التراكم والخبرات، حزبا ولاّدة للقيادات والكوادر. سقط مصطفى بدر الدين، ليل أمس الأول، ولم تمض ساعات حتى كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوقع قرار تعيين مسؤول يتولى قيادة معركة الحزب على أرض سوريا.
برغم ذلك كله، لا يمكن تجاهل أن ما حصل يشكل ضربة معنوية، سياسيا وأمنيا، خصوصا في ظل الرمزية التي يمثلها قادة مثل مصطفى بدر الدين، في هكذا حالات حزبية باتت «عملة نادرة»، ليس في لبنان، انما في الكثير من الحركات الفدائية والحزبية في المنطقة والعالم.
لم يكن قد مضى على وصول موكب «ذو الفقار» إلا وقت قليل إلى مقر أو منزل حزبي يقع في الغوطة، وتحديدا في منطقة قريبة من مطار دمشق، تضم مخازن أسلحة وذخيرة تابعة للجيش السوري. بين التاسعة والنصف والعاشرة مساء، يسمع دوي انفجار كبير ومفاجئ، ليتبين أن مصطفى بدر الدين قد سقط شهيدا وجرح اثنان أو ثلاثة من حراس المقر وحراسته الشخصية (إصاباتهم طفيفة).
عمليا، تفصل بين هذا المقر وبين بعض نقاط المجموعات الإرهابية التكفيرية بضعة كيلومترات قليلة. المنطقة مكشوفة أيضا أمام حركة الطيران. ووفق إفادات شهود عيان، لطالما تعرضت هذه النقطة في أوقات سابقة لقصف مدفعي مصدره مواقع المجموعات التكفيرية.
تم نقل جثمان الشهيد مصطفى بدر الدين الى احد مستشفيات العاصمة السورية، وبعد معاينته، تبين أنه قد اصيب بشظايا غير قاتلة في بعض أنحاء جسمه الذي لم يشوه أبدا، وأظهر تقرير طبي أن الوفاة ربما تكون ناجمة عن عصف الانفجار القوي. ومن دمشق، نقل الجثمان الى مستشفى الرسول الأعظم في بيروت قبيل ساعات الفجر الأولى، حيث كان في انتظاره أفراد عائلته وبعض القيادات الحزبية. في الوقت نفسه، توجه عدد من ضباط المقاومة، وهم جميعهم من خبراء المتفجرات، الى سوريا، وباشروا تحقيقا ميدانيا أنجز مساء أمس، ورفعوا في ضوئه تقريرهم الى قيادة «حزب الله»، «وعندها سنبني على الأمر مقتضاه»، كما أعلن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خلال مراسم تشييع الشهيد بدر الدين من الغبيري مسقط رأسه الى روضة الشهيدين حيث ووري في الثرى في ضريح ملاصق لضريح الشهيد عماد مغنية. وقال قاسم: «تلمسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة وإلى الأسلوب لكننا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقن مئة بالمئة وإن شاء الله تعالى سنعلن هذا الأمر على الملأ».
من هنا، سيحاول التحقيق الذي ستعلن نتائجه صباح اليوم، على الأرجح، الاجابة على أسئلة كثيرة بينها الآتي:
• ما هي طبيعة الانفجار (صاروخ أرض أرض موجه أو صاروخ جو أرض أو قذيفة عادية الخ...)؟
• هل رصدت الأجهزة السورية أو الايرانية أو الحزبية حركة طيران بالتزامن مع وقوع الانفجار؟
• هل ترافق الانفجار مع اتصالات حصلت من داخل المقر الحزبي أو محيطه (اجراء اتصال سواء من بدر الدين أو أحد حراسه أو بعض من يقيمون أو يتمركزون بالقرب منه)؟
• ما هو المسار الذي سلكه أو سلكته الصواريخ وهنا المقصود تحديد النقطة التي انطلقت منها؟
• ما هي نوعية التفجير (الصاروخ والقذيفة)، وذلك بهدف التعرف على نوعية الأسلحة وبالتالي تحديد من يمكن أن يمتلكها؟
• ما هو الشعاع ونوعية المتفجرات التي عثر عليها في أرض المكان (البارود والشظايا الخ..)؟
• هل تم الاشتباه بتعقب ورصد للموكب قبل وصوله الى النقطة التي وصل اليها؟
• هل حصل أي اهمال من نوع الحضور الى المكان نفسه بالمواكب نفسها وفي مواعيد متقاربة؟
يفترض بالتحقيق أن يقدم صورة أولية عن الجهة المسؤولة عن التفجير، خصوصا أن بيان «حزب الله» الثاني، صباح أمس، كان دقيقا جدا باعلانه أن المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي، «تفيد أن انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى استشهاد (السيد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجراح».
واللافت للانتباه في هذا السياق أمران اثنان، أولهما مبادرة الأميركيين الى تبرئة أنفسهم من العملية، باعلان متحدث رسمي باسم البيت الأبيض للصحافيين أنه «لم تكن هناك طائرات أميركية أو تابعة للتحالف في المنطقة التي قيل إنه (بدر الدين) قتل فيها»، وهذه من المرات النادرة التي يبادر فيها الأميركيون الى التنصل سريعا من دماء رجل موجود اسمه في اللوائح الأميركية السوداء، خصوصا وأنه من المتهمين باستهداف مقر «المارينز» في بيروت في العام 1983.
أما الأمر الثاني، فيتمثل بتصرف الاسرائيليين، سياسيا وعسكريا وأمنيا، بنوع من الاسترخاء، بدليل عدم تبديل قواعد عمل دورياتهم ومواقعهم على طول الحدود الشمالية مع لبنان، وهذا الأمر تقاطع مع تحليلات لعدد من المحللين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين، يشتم منها أن هذا الاسترخاء ناجم عن قناعة اسرائيلية بأن «حزب الله» يدرك ضمنا أن اسرائيل ليست هي من نفذ العملية، والا لكان تصرفها سيكون مختلفا، من دون أن تخفي «سعادتها» بشطب بدر الدين من لائحة من تضعهم على قوائم الاستهداف منذ ربع قرن من الزمن.

النهار :

أثقل مقتل القائد العسكري البارز في "حزب الله " مصطفى بدر الدين المشهد الداخلي بتداعيات جديدة اضافية تختلط فيها العوامل الميدانية في سوريا والتفاعلات الداخلية المرتقبة لدى الحزب، خصوصاً ان الحدث لم يكن معزولاً عن سلسلة متعاقبة من استهدافات طاولت كوادره العسكرية والميدانية الاساسية على أرض سوريا تحديداً. واذا كان مقتل بدر الدين أثار موجة تقديرات داخلية متضاربة في شأن ملابسات الحادث الغامض الذي أودى به من منطلق ان اسم بدر الدين يتصل بكونه احد المتهمين الاربعة لدى المحكمة الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري واحد رموز المقاومة لاسرائيل، فان تريث الحزب في يوم تشييع قائد ذراعه العسكرية في سوريا في اتهام اسرائيل في انتظار استكمال التحقيق الذي يجريه أضاف عاملا آخر من عوامل شبكة الألغاز التي تتحكم بهذا الحدث. كما ان معلومات توافرت لـ"النهار" عن مقتل نحو سبعة آخرين من الحزب بالاضافة الى أحد الكوادر العسكرية الايراني كانوا مع بدر الدين لدى تفجير حصل قرب موقع للحزب في مطار دمشق.
ولم تقف دورة الغموض الواسع حول الجهة التي تقف وراء التفجير والاستهداف عند هذه الحدود، اذ برز مساء بيان أصدره الناطق باسم البيت الابيض الاميركي جوش ايرنست جاء فيه ان المنطقة التي قتل فيها بدر الدين في دمشق لم تكن فيها أي طائرات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال: "لم تكن هناك طائرات اميركية أو تابعة للتحالف في المنطقة التي قيل انه قتل فيها". وأضاف انه لا يمكنه تأكيد مقتل مصطفى بدر الدين الذي قال "حزب الله" إنه قتل قرب قاعدة مجاورة لمطار دمشق. لكن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم اعلن خلال التشييع الحاشد لبدر الدين في الضاحية الجنوبية عصر أمس ان تحديد سبب الانفجار الذي أودى ببدر الدين والجهة المسؤولة عنه سيعلن في موعد اقصاه صباح اليوم "وسوف يبنى على الشيء مقتضاه".
اما في الجانب الاسرائيلي، فقال يعقوب عميدور مستشار الامن القومي السابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لصحيفة "هآرتس" إنه على رغم ان قتل بدر الدين "خبر سار" فان "اسرائيل ليست دائما مسؤولة عن ذلك".

لارسن والملف اللبناني
في غضون ذلك، أفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى أن الموفد الخاص للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود - لارسن أبلغ أمس أعضاء مجلس الأمن أنه سيتخلى عن هذه المهمة في نهاية أيار الجاري بعدما تولى ملف لبنان طوال السنوات الـ12 الاخيرة . وعلمت "النهار" أن رود - لارسن نصح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون بتسليم الملف الى مكتب وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، وترك مسألة تعيين مبعوث جديد للأمين العام المقبل للمنظمة الدولية.
وكان رود - لارسن الذي اضطلع بدور حيوي في تنفيذ بعض البنود الرئيسية في القرار 1559، أبلغ قراره الإستقالة الى بعض المسؤولين الكبار في الأمانة العامة للمنظمة الدولية قبل أسابيع.
وبعد إحاطته الثالثة والعشرين أمام أعضاء مجلس الأمن، صرّح رود - لارسن لـ"النهار": "أقوم بهذا العمل منذ 12 سنة، وسيكون هناك أمين عام جديد في نهاية السنة... أعتقد أن هذا هو الأمر الصحيح والمشرف الذي ينبغي القيام به الآن. المعينون في المناصب السياسية العليا لدى الأمم المتحدة سيكونون من شأن الأمين العام المقبل أو الأمينة العامة المقبلة".
وهو قال لأعضاء مجلس الأمن في الجلسة المغلقة إنه "منذ إصدار القرار في أيلول 2004، تحقق الكثير. في نيسان 2005، سحبت سوريا جنودها وأصولها العسكرية من لبنان على أساس اجراءات أمنية توسطت فيها الأمم المتحدة في اطار القرار 1559. وتلا ذلك إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة بين البلدين عام 2009. وأجريت انتخابات رئاسية ونيابية حرة ونزيهة عامي 2008 و2009 على التوالي"، مضيفاً أن "هذه الأحداث التاريخية تثبت الأثر المهم والايجابي للقرار 1559 على الإستقلال السياسي للبنان وسيادته". غير أنه أشار في الوقت ذاته الى أحكام أخرى لم تنجز فحسب ، بل أن الفشل في تنفيذها يمكن أن يقوض أيضاً التقدم الذي أحرز حتى الآن"، ومنها "الفراغ الرئاسي وتأثيره السلبي على قدرة لبنان على اتخاذ قرارات مهمة". ولاحظ أن أبرز البنود العالقة في القرار 1559 "نزع السلاح وتسريح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية" التي وسعت نشاطاتها، مؤكداً أنها "تمثل التهديد الأكبر والأخطر لسيادة لبنان واستقراره واستقلاله السياسي".
وأمام الصحافيين، أشاد رود - لارسن برئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"عمله البديع في جمع الأطراف اللبنانيين المختلفين معاً"، وبرئيس الوزراء تمام سلام لـ"قيامه بجهود بطولية من أجل حل الشلل في المؤسسات الحكومية". وقال إن "الأهم الآن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتعيين قائد جديد للجيش". وشدد على أن "هذا شأن داخلي لبناني".

 

المستقبل :

انطلق في عاصمة الجنوب صيدا أمس فعلياً قطار الاستحقاق البلدي الى محطته التالية بعد بيروت والبقاع والجبل، حيث دخلت التحضيرات مرحلة متقدمة بالإعلان عن «لائحة إنماء صيدا.. صيدا الى الأمام» برئاسة المهندس محمد السعودي رئيس البلدية الحالي، والتي تضم إليه 20 مرشحاً، بينهم سيدتان، أربعة منهم جدد، والباقون أعضاء حاليون في البلدية، وكان لافتاً إعلان أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري عدم الاستمرار بالترشح معتبراً أنه «لم يكن يوماً فكر الشهيد رفيق الحريري من أجل مصلحة شخصية، بل نهج وطني دفع حياته ثمناً له.. وأنه لذلك وعلى النهج نفسه يترك المجال لـ«الزملاء في بلدية صيدا الحبيبة لاختيار المرشّح المناسب لذلك التكليف».
وستواجه لائحة «إنماء صيدا» المدعومة من تيار «المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» والدكتور عبد الرحمن البزري «لائحة صوت الناس» برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري» و«اللقاء الوطني الديمقراطي» ولائحة ثانية غير مكتملة برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار.
وفي مؤتمر صحافي أعلن خلاله أسماء أعضاء لائحة «إنماء صيدا صيدا الى الأمام»، أكد السعودي أن أولى أولويات برنامجه الانتخابي العمل على تعزيز اللحمة داخل مدينة صيدا مدخلاً للإنماء وبمشاركة الجميع وتكريس دور صيدا الريادي والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية والعلاقات مع الجوار شرقاً وجنوباً، مستعرضاً أبرز بنود البرنامج وعددها 36 بنداً. واعتبر السعودي أنه لا ينظر الى أعضاء اللائحتين المنافستين على أنهم خصوم بل يعتبرهم من أبناء صيدا الذين يحاولون «أن يخدموا المدينة»، مبدياً الاستعداد للتعاون معهم سواء نجح أم لم ينجح. وأكد العمل من أجل تفعيل اتحاد بلديات صيدا الزهراني، معلناً أن باب البلدية سيبقى «مفتوحاً للجميع وأن السياسة ستبقى خارجاً عند بوابتها«.
وفي مهرجان دعماً للائحة إنماء صيدا أقامه تيار «المستقبل» و»الجماعة الإسلامية» في حي البستان الكبير شاركت فيه حشود كبيرة من أبناء المدينة، أكد السعودي أن بلدية صيدا حققت 100 بالمئة من المشاريع التي كانت وعدت بها وأن لائحة إنماء صيدا تعد بالإيفاء بوعدها بتحقيق الـ36 مشروعاً حيوياً الجديدة للنهوض بالمدينة.
وفي المهرجان نفسه، دعا الرئيس فؤاد السنيورة لأن تكون مدينة صيدا في 22 الجاري نموذجاً في المشاركة بالاقتراع والتصويت للائحة إنماء صيدا «متل ما هيي»، وقال: كونوا مطمئنين أن مَن أدخلتموهم قبل ست سنوات الى بلدية صيدا سيكونوا الى جانبكم وسيعملون من أجل ازدهار صيدا كي تصبح عروساً من عرائس المتوسط في شرقه..
ومن جهتها أكدت النائب الحريري في كلمة في المهرجان أنّ صيدا «لا تنتظر الاستحقاقات لتحاسب وتسائل لأنها تحاسب وتسأل كل يوم ولا تتهاون في حقوقها وطموحاتها ولا تنتظر طويلاً لتحقق إنجازاتها«، مشيرة الى «أن المجلس البلدي سيكمل مسيرته نحو الأمام من أجل إنماء صيدا»..
فيما دعا المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود لأن يكون يوم الأحد في 22 أيار يوماً للتنافس على حبّ صيدا والمشاركة بكثافة والنزول الى صناديق الاقتراع «للتعبير عن حقنا في اختيار مَن نراه الأفضل ولنؤكد للجميع أن خيارنا هو لائحة إنماء صيدا».
شمعون: يريدون أن يتقاسمونا
أما في جبل لبنان فاستمرت الاستعدادات ليوم غد الانتخابي، وسط أجواء توافق في بعض البلدات مقابل معارك متوقعة في بلدات ومدن أخرى أهمها جونيه في قضاء كسروان وسن الفيل في المتن الشمالي، بالإضافة الى دير القمر في الشوف حيث أعلنت أمس لائحة «القرار لدير القمر» المدعومة من تحالف حزب الوطنيين الأحرار والوزير السابق ناجي البستاني في مواجهة اللائحة المدعومة من نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان و»التيار الوطني الحر».
وقال رئيس حزب «الأحرار» النائب دوري شمعون إن المطلوب «كفاءات وخبرات للعمل البلدي متوافرة في لائحتنا، أما اللائحة الأخرى فليس فيها خبراء في إدارة العمل البلدي«. ورداً على سؤال عن المعنى السياسي لهذه المعركة مع لائحة مدعومة من تحالف «التيار» «القوات» قال شمعون لـ»المستقبل»: «في الماضي خاضا (القوات والتيار) حرباً ضد بعضهما البعض وقسّمونا، أما اليوم فيريدون أن يتقاسمونا».
نعي بدر الدين
على صعيد آخر أعلن «حزب الله» رسمياً أمس، مقتل مصطفى بدر الدين أحد أبرز قياداته، والمتهم الرئيسي لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال إنه سيعلن خلال الساعات المقبلة نتائج التحقيق في الانفجار الكبير الذي استهدف أحد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي.
حزب الله الذي نعى بدر الدين في بيان، أصدر بياناً ثانياً أعلن فيه أن «المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد أن انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي» ما تسبب بمقتل بدر الدين «وإصابة آخرين بجروح»، بدون أن يحدد التاريخ. لكن صحيفة «الأخبار» القريبة من الحزب أشارت الى أنه قتل «ليل (أول من) أمس».
ولم يتضح ما إذا كان الانفجار ناتجاً عن عبوة ناسفة أو قصف مدفعي أو جوي، لكن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال خلال مراسم التشييع في الضاحية الجنوبية: «أطمئنكم خلال ساعات من الآن أقصاها صبيحة غد سنعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة وسنبني على الأمر مقتضاه وقد تلمسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة وإلى الأسلوب، لكننا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقن مئة في المئة وسنعلن هذا الأمر على الملأ».

الديار :

لماذا غضب «حزب الله»؟
حتى ريتشارد جونز الذي كان «يطرب» لاتهامات قوى لبنانية للحزب بتعطيل جلسات انتخاب رئىس الجمهورية، كان يعرب عن دهشته حيال قدرة هذه القوى على العبث بالحقائق، والتفوق على الالماني غوبلز في التسويق الاعلامي...
القائم بالاعمال الاميركي كان يصارح الذين يلتقيهم بأن الكرسي الرئاسي عالق، بالدرجة الاولى، بين الكراسي المارونية الاربعة، دون ان يتمكن «الشفيع المعاصر» للطائفة، اي الكرسي البطريركي، من «الاستنفار التاريخي» للقادة الاربعة من اجل التضحية وملء الفراغ الرئاسي الذي يهدده في ظل التغيرات الدراماتيكية التي ستشهدها المنطقة، بنزع رئاسة الجمهورية في لبنان من يد الموارنة.
وبحسب جهات في 8 آذار، فان الحزب يدرك جيداً ما يجري وراء الضوء، المسألة تتجاوز «الكونسورتيوم الاستخباراتي» الذي يجمع اجهزة عربية واسرائيلية وغربية، على رأسها الاجهزة الاميركية، وربما في هذا الاطار اغتيل القيادي البارز في الحزب مصطفى بدر الدين، هناك تنسيق استراتيجي من اجل ازالة الحزب سياسياً وعسكرياً في لبنان...
الهدف معقد جداً، مستحيل ايضاً، لكن الاصرار واضح من غرفة عمليات استحدثت لهذه الغاية في احدى العواصم العربية، ومن مستشاريها الاساسيين في واشنطن دنيس روس وايليوت ابرامز، والاثنان يهوديان مؤثران داخل اللوبي اليهودي، احدهما كان مساعدا لوزير الخارجية، ولا يزال ظله ماثلاً داخل الفريق الكيسنجري في الوزارة، والآخر كان في مجلس الامن القومي مسؤولا عن ملف الشرق الاوسط، ويحمل الجنسية الاسرائيلية، وانهى الخدمة العسكرية في البيت الاسرائىلي.
اما الرأسان الكبيران في تلك الحملة فهما السيناتور جون ماكين والسناتور ليندسي غراهام..
تحريك القانون المالي جاء بدفع من غرفة العمليات تلك والتي يتردد ان موازنتها السنوية تتراوح بين المليارين والثلاثة مليارات دولار. وكان هناك تخوف من ان يفضي اتفاق فيينا الى توفير مبالغ هائلة لايران، وبالتالي تدفق جزء من هذه المبالغ على الحزب الذي يمكنه، في هذه الحال، ليس تعزيز حضوره العسكري، وفاعليته العسكرية، فحسب، وانما ايضا تعزيز حضوره السياسي وفاعليته السياسية.
وتشير الجهات اياها الى ان قوى لبنانية على تواصل مع شخصية من اصل لبناني في الكونغرس، وتتمتع بشبكة من العلاقات، اما في مثلث الكابيتول او في اروقة وزارة الخارجية، ليست بعيدة عن اجواء غرفة العمليات وما يجري داخلها...
وهناك اقتراح على الطاولة يقال انه يرقى الى مستوى الخطة، بالتضييق السياسي على «حزب الله» من خلال الضغط على الدولة اللبنانية للتسليم بالتصنيف الاميركي، و«العربي» الى حد ما، للحزب بأنه منظمة ارهابية، في مثل هذه الحال، لا مجال ليكون هناك نواب للحزب في المجلس النيابي ولا وزراء في مجلس الوزراء.
وقد لا يكون خفياً على كثيرين ان شيئاً من هذا الكلام تناهى الى زعيم سياسي لبناني «يتميز» بعقده الكثيرة حيال «حزب الله» وحيال أمينه العام السيد حسن نصرالله بوجه خاص، وبالرغم من ذلك يتردد انه اتصل بجيفري فيلتمان محذراً «قيل لي اي من اصحابكم يبقى في لبنان على سطح الارض اذا ما نزل «حزب الله» الى تحت سطح الارض».
لا يعرف ما هو قرار الدوائر الاميركية العليا، لكن المحادثات التي يجريها عسكريون وامنيون اميركيون في بيروت تشي بأن ادارة الرئيس باراك أوباما تولي اهمية بالغة ليس فقط لاستقرار الوضع الامني في لبنان لأن انهيار هذا الوضع يعني انتقال تنظيم الدولة الاسلامية من جرود السلسلة الشرقية الى شواطئ المتوسط...
استطراداً، باستطاعة «داعش» ان يلعب على الساحة السورية، كما على الساحة العراقية، ما دامت الخطط جاهزة (وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون رينان واضحا في هذا الشأن) لتغيير الخرائط في هذين البلدين. اما في لبنان فلا...
مرجع عسكري رفيع المستوى قال ان لبنان باق بخارطته الحالية، والسبب صغره وتركيبته الجغرافية والديموغرافية، هذا الكلام (الذي قيل في جلسة خاصة) وبالتشديد لا يمكن ان يكون تحليلاً، او استنتاجا، بالتالي ثمة تأكيد أميركي على ذلك...
هذا لا يعني ان غرفة العمليات، ومن خلال الشبكة التي لها «خلاياها» في لبنان ايضاً، ولها مواقعها في الولايات المتحدة، وفي بعض الدول الاوروبية، ستوقف نشاطها هنا. لا ضوابط، ولا حدود، امام الخطة التي تستهدف «حزب الله»، ودون اي اعتبار للواقع اللبناني الهش، ولما يعنيه الحزب عسكرياً لجهة قدرته على تفجير المنطقة، وهو الأمر التي قد يكون الخيار الاخير، والآن الخيار المستحيل...

ـ لبنان على الطاولة ـ

وفي ضوء ما تشير اليه تلك الجهات فان الاسرائيليين الذين يعتبرون لبنان فائضاً جغرافياً، او خطأ تاريخياً، يصفون لبنان في السلة التي على الطاولة وحيث اعادة تشكيل الخرائط بالشوكة والسكين...
ومن الشأن الاستراتيجي الى الشأن البلدي وحيث يبدو صراع الاحزاب أشبه ما يكون بصراع القبائل، معركة جونيه اقرب ما تكون الى معركة رئاسة الجمهورية، ومن يأخذ القصر البلدي في جونيه يأخذ القصر الجمهوري في بعبدا...
هنا كلام في الكواليس عن ان جهة عربية ضغطت على رئيس حزب لبناني لمنعه من الوقوف الى جانب العماد ميشال عون في هذه المعركة التي لها رمزية خاصة، وحيثية خاصة، فهي المنطقة التي اختارها رئيس تكتل التغيير والاصلاح ليخوض الانتخابات فيها، وحيث كان التسونامي الشهير عام 2005 والذي أثار الهلع لدى القادة السياسيين، القادة الموارنة بالدرجة الاولى...
قضاء كسروان هو القضاء الماروني البحت. خمسة نواب موارنة، لا وجود لاي نائب آخر من اي طائفة اخرى، اي انه بمثابة المختبر للاتجاه الماروني او للقوة المارونية «الحقيقية».
واكثر من جهة سياسية تعتبر ان المواجهة ليست بين جوان حبيش وفؤاد البويري، وانما بين الجنرال وكل القوى التي تقفل أمامه الطريق الى القصر...

ـ قطع رأس شمعون ـ

والمثير انه عندما لا يعرف اين هو التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب «القوات اللبنانية» في جونيه يلعلع صوت النائب جورج عدوان في دير القمر بالتشديد على التحالف، في وجه رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الذي لم يجد ظهراً في «الحاضرة الشمعونية» سوى الوزير السابق ناجي البستاني، ويطلق صيحة الاستغاثة «انهم يقطعون رأسي»!
اين اصابع النائب وليد جنبلاط هنا، وهو الذي يخشى ان تصبح دير القمر «خارج امارته، بعدما كان هو مَن نصّب شمعون رئيساً للبلدية فيها، قبل ان ينقله من «مدارج القمر» الى مقاعد ساحة النجمة...
وترى اكثر من جهة سياسية ان جبل لبنان الذي انتج 9رؤساء جمهورية من اصل 12 لم يعد في عزه القديم، المدن الأخرى والاطراف الاخرى هي التي تحدد مسار المسار السياسي للجمهورية. وكان وزير الخارجية الراحل فؤاد بطرس يقول «ان الطربوش الماروني طار في الهواء». والان زمن الطرابيش الاخرى، وهذا ما يستشعره جنبلاط الذي يلاحظ كيف ان اقليم الخروب الذي طالما ظل تحت وصايته بان يرتبط بالصراع الاقليمي، او بالايقاع الايديولوجي في المنطقة.
وبالرغم من ان موعد الانتخابات البلدية في طرابلس هو في 29 ايار الجاري، فهناك المسرح الحقيقي للصراع حول رئاسة الحكومة، بالصلاحيات الكثيرة وبالامتدادات الكثيرة وبالهموم الكثيرة.

 

الجمهورية  :

لم يحجب نبأ مقتل أحد المتّهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، القيادي في «حزب الله» مصطفى بدرالدين في سوريا، الاهتمامَ بالتحضيرات لجولة الانتخابات البلدية والاختيارية الثانية التي ستشهدها محافظة جبل لبنان غداً الأحد، ولا عن سَماع أصوات طبول المعارك التي اشتدّت حماوتُها في بعض المدنِ والمناطق، بما يشير إلى أنّ التحالفات الحزبية التي يُراد منها تقويض تاريخ بعض القيادات والقامات التي تعمل منذ عشرات السنين في خدمة القواعد الشعبية في جبل لبنان لم تتمكّن من تحقيق أيّ انفكاك أو انفصال بين هذه القيادات والناس. قبل 48 ساعة من الانتخابات أظهرَت المعطيات الماثلة أنّ التحالفات الحزبية لن تتمكّن من تحقيق «التسونامي» الذي أرادت منه شنَّ «حرب إلغاء»، إذ تبيّن أنّ أطراف هذه التحالفات منقسمة على نفسها حتى ضمن البلدة الواحدة والبلدية الواحدة، بل إنّ بعض محازبيها ذهبوا إلى نسجِ تحالفات خارج الانصياع للقرار الحزبي من فوق.
إغتيال بدر الدين
من جهةٍ ثانية وفي خضمّ الإجراءات الاميركية ضد «حزب الله»، وبعد ساعات على كلمة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، والتي اعقبَت تحذيرات نواب الحزب الى حاكم مصرف لبنان والمصارف من مغبّة الخضوع لـ«الإملاءات الاميركية»، خطفَ الأضواءَ نعيُ «حزب الله» أمس «القائد الجهادي الكبير» مصطفى بدر الدين الذي سقط في سوريا، في استهداف هو الرابع لقادة الحزب هناك، بعد الحاج عماد مغنية ونجلِه جهاد، وسمير القنطار.
وأوضح الحزب في بيان أنّ المعلومات المستقاة من التحقيق الأوّلي تفيد أنّ انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي «ما أدّى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين (السيّد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجروح». وأشار الى أنّ التحقيق «سيَعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوّي أو صاروخي أو مدفعي، وسنعلِن مزيداً من نتائج التحقيق قريباً».
وخلال تشييع بدر الدين والمعروف بأسماء عدة، أوضَح نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنّ الانفجار حصل قرب مطار دمشق، وفي أحد مراكز الحزب، وكان انفجارًا كبيرًا، وقال: «لقد دأبَ إخواننا على التحقيق في طبيعة هذا الانفجار ومَن سبَّبه، وبسبب وجود احتمالات عدة لم نرغَب أن نستبق التحقيق وأن نعلن بناءً على رؤية سياسية أو رغبة في تظهير بعض الأعداء دون البعض الآخر، ولكن أطَمئنكم الى انّنا خلال ساعات من الآن أقصاها صبيحة الغد (اليوم) سنعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومَن هي الجهة المسؤولة، وسنَبني على الأمر مقتضاه، وقد تلمَّسنا خطوات واضحة تؤشّر إلى الجهة وإلى الأسلوب، لكنّنا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقّن مئة في المئة وإنْ شاء الله تعالى سنعلن هذا الأمر على الملأ».
وعلِم أنّ السيّد نصرالله سيتحدّث في احتفال تأبيني لبدر الدين سيُقام في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية الجمعة المقبل.
مصادر سوريّة
وفي انتظار جلاء الغموض الذي اكتنَف عملية التفجير، نَقلت وكالة «أكي» الايطالية عن مصادر عسكرية سورية «أنّ عملية اغتيال بدر الدين في سوريا، مطابقة تماماً لعملية اغتيال المسؤول العسكري في الحزب سمير قنطار داخل سوريا في كانون الأول العام الماضي»، ورجّحت «وجود شريحة تعقّب مزروعة داخل مكان إقامته».
وأضافت المصادر أنّ «مِن المُرجّح وفق المعلومات الأوّلية أنّ بدر الدين اغتيلَ بصاروخ (سبايس) موجّه عبر نظام متابعة مواقع جغرافية (جي. بي. اس) يتبع شريحة مزروعة في مكان إقامته بريف دمشق، وهي منظومة صواريخ لا يمكن رصدُها بالرادار، ما يُرجّح وجود عملية اختراق سهّلت الوصول إليه».
ولم تُحدّد المصادر مكان إقامة بدر الدين، مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ مكان إقامته «مموّه وضمن منطقة سكنية».
إسرائيل
وفي أوّل تعليق إسرائيلي، قالت صحيفة «معاريف» إنّ اغتيال بدر الدين قرب مطار دمشق «هو ضربة قاسية لقيادة حزب الله العسكرية خصوصاً»، مضيفةً أنّ «بدر الدين كان من الأوائل والمؤسسين للجناح العسكري لحزب الله، وهو بمثابة وزير أمن حزب الله».
وتابعَت :«كما حصَل بعد اغتيال مغنية، يمكن التقدير أنّه في هذه الحالة ايضاً سيتغلّب حزب الله على خسارته وسيعيّن قائدًا عسكريًا آخر من بين صفوف قياداته الرفيعة، وبعد فترةٍ وجيزة سيتعافى من الضربة التي تلقّاها».
من جهته، وصَف رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور مقتلَ بدر الدين بـ»الأمر الجيّد لإسرائيل»، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «إنّ إسرائيل ليست مسؤولة دائماً عن أمور كهذه، ولا نَعلم ما إذا كانت مسؤولةً عنها».
المحكمة
وفيما تلقّى الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله اتّصالَي تعزية من رئيسَي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمّام سلام، وثالث من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أعلنَت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أنّها أخَذت علماً بالتقارير التي نشِرت في وسائل الإعلام عن وفاة بدر الدين، لافتةً إلى أنّها لا تستطيع أن تقدّم أيّ تعليق قبل صدور قرار قضائي، مؤكّدةً أنّها «ستظلّ ملتزمة باضطلاعها بولايتها بأعلى معايير العدالة الدولية».
إلى ذلك أكّد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست أنّ المنطقة التي قتِل فيها بدر الدين لم توجد فيها أيّ طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال: «لم تكن هناك طائرات أميركية أو تابعة للتحالف في المنطقة التي قيل إنّه قتِل فيها.» وأضاف أنه لا يمكنه تأكيد مقتل بدر الدين.
فتفت
وشكّك عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت في أن يكون الشخص الذي شيّعه «حزب الله» أمس هو نفسُه بدر الدين، وقال لـ»الجمهورية»: «في كلّ الحروب السرّية والأمنية أمورٌ كثيرة تُصنَع، وتُطرَح علامات استفهام.
وهذه أوّل نقطة استفهام تأتي بعدما طُرح في بعض وسائل الإعلام إمكانية أن يُستدعى الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله إلى المحكمة الدولية، فهل ما جرى هو لقطعِ الصِلة من جهة؟ أم لإخفاء مصطفى بدر الدين نهائياً عن التداول؟».
وأضاف: «أمّا بالنسبة الى المحكمة فهي مستمرّة، ولكن من الواضح أنّ جميع المتّهمين الأساسيين يتمّ الإعلان تدريجاً عن مقتلهم في سوريا، ولا أدري ما إذا كان ذلك يحصل فعلاً أم أنّه التفافٌ على المحكمة لكي تصبح في النهاية أمام عدمِ وجود متّهمين».
وقال: «ندرك أنّ الحزب لا يعترف بالمحكمة، لكنّه يدرك أنّ عملها مستمرّ ولا يُعرف متى يقع أحد المطلوبين في يد القضاء الدولي كما حصَل في يوغوسلافيا بعد 15 عاماً، فالحزب يتّخذ احتياطاته لكي يجعل القرار الدولي وكأنّه لم يكن. وفي كلّ حال، عدالة السماء لا تقصّر إذا قصّرَت عدالة الأرض».
وتوقّف فتفت عند «خطورة» هجوم الحزب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف، لافتاً إلى «أنّها المرّة الاولى التي يمس فيها أحد بالعمود الاقتصادي والمالي للدولة اللبنانية، وهذا خطير جداً، ففي كلّ دول العالم الدولة تحمي المصارف، أمّا في لبنان فالمصارف تحمي الدولة وتموّلها، وبالتالي كأنّ المقصود بهذا الهجوم تدمير كلّ ما تبقّى من أسُس الدولة اللبنانية وإمكاناتها الاقتصادية والمالية، ولا أعرف ما إذا كان هجومهم المركّز على المصارف هو مجرّد هجوم إعلامي سياسي ام أنّه تهديدي أيضاً؟ لقد اعتَدنا دائماً أن تخفي هجمات الحزب تهديداً ما».

اللواء :

خطف إعلان «حزب الله» مع ساعات صباح يوم أمس، عن مقتل أحد قيادييه البارزين مصطفى بدر الدين، في انفجار وصفه الحزب بالكبير، استهدف أحد مراكزه بالقرب من مطار دمشق الدولي، وفقاً لبيان الحزب الذي أشار إلى إصابة آخرين بجراح، الاهتمام المحلي والدبلوماسي والسياسي والذي كان منصباً على التحضيرات القوية للجولة الثانية من المعارك البلدية والاختيارية التي تجري غداً في جبل لبنان، بأقضيته الست وبلداته الكبرى، حيث تتنافس لوائح الأحزاب والعائلات من جونيه إلى دير القمر، ومن الدامور إلى الحدث وانطلياس وسن الفيل في المتن، وصولاً إلى بعبدات والبلدات البعيدة في كسروان، فيما طغى جو من الذهول والترقب في ضاحية بيروت الجنوبية مع انشغال «حزب الله» بتقبل التعازي ببدر الدين من التاسعة حتى الرابعة، ثم تشييعه في الغبيري، ودفن في جبانة الشهداء إلى جانب القيادي في الحزب عماد مغنية والذي تربط به علاقة مصاهرة.
وفي هذه الأجواء، سجلت زيارة قصيرة للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريللا، التقى خلالها الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام والبطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد تفقده الوحدة الإيطالية العاملة ضمن «اليونيفل» في موقعها في بلدة شمع جنوب صور، تمنى خلالها ان يتمكن اللبنانيون من إيجاد الحل بانتخاب رئيس للجمهورية، وأن يعود قريباً إلى بيروت ليلقي التحية على الرئيس المنتخب.
وفي سياق المشاورات الجارية دولياً واقليمياً لفتح ثغرة في الجدار الرئاسي، علمت «اللواء» ان قصر الاليزيه استطاع من احداث تقدّم على هذا الصعيد، في ضوء الاتصالات التي اجريت مع شخصيات لبنانية وعربية وإيرانية للخروج من حالة المراوحة، على ان تستكمل مع وصول وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت إلى بيروت الأسبوع المقبل.
استقالة لارسن
في هذا الوقت، وقبل ساعات قليلة من وصول نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر لمتابعة إجراءات مصرف لبنان والمصارف اللبنانية، حيث تعقد جمعية المصارف اجتماعاً لها اليوم، في ضوء انتقادات حزب الله لتعميم مصرف لبنان، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتطبيق القرار 1559.
وكشفت قناة «الحرة» الأميركية ان تيري رود لارسن ناظر القرار قدم استقالته من منصبه، مشيرة إلى ان السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان سيحل مكانه بوصفه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط.
وبينما يتوقع ان يعلن «حزب الله» اليوم نتائج التحقيقات التي أجراها لتحديد الأسباب والجهات التي يمكن ان تكون تورطت في اغتيال القيادي بدر الدين، نفى البيت الأبيض ان تكون أي من مقاتلات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تواجدت في المنطقة التي قتل فيها بدر الدين.
وقال غوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين، لم تكن هناك طائرات أميركية أو تابعة للتحالف في المنطقة التي قيل ان بدر الدين قتل فيها.
وفي إسرائيل التي تترقب دوائرها ما سيعلنه الحزب لجهة تحميلها المسؤولية مباشرة أو بالواسطة، وصفت صحيفة «معاريف» اغتيال بدر الدين «بالضربة القاسية للقيادة العسكرية في حزب الله»، واصفة اياه بأنه «وزير أمن الحزب».
ونقلت هآرتس عن مستشار الأمن القومي السابق يعقوب أفيدور قوله انه على الرغم من ان قتل بدر الدين خبر سار «لكن إسرائيل ليست دائماً مسؤولة عن ذلك».
ورأى المتحدث باسم القوات الأميركية الكولونيل ستيف وارن في بغداد انه «من السابق لأوانه الحديث عمن نفذ عملية الاغتيال وما هي التداعيات المستقبلية لخسارة هذا القائد، مع الإشارة إلى ان بدر الدين كان من بين القادة العسكريين الذين فرضت عليهم وزارة الخزانة الأميركية في تموز 2015 عقوبات على خلفية دعم نظام بشار الأسد والقيام بأنشطة ارهابية أخرى.
وفي ما خص التداعيات، اشارت مصادر سياسية إلى انه من الممكن ان تتوضح في خطاب الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله يوم الجمعة المقبل في ذكرى أسبوع بدر الدين.
والمحكمة الدولية التي وجهت اتهاماً إلى بدر الدين بتهمة الضلوع باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، أعلنت انها أخذت علماً بالتقارير التي نشرت في وسائل الإعلام والتي أعلن فيها عن وفاة مصطفى بدر الدين.
اضافت: انها لا تستطيع ان تقدّم تعليق على هذا الإعلان قبل صدور قرار قضائي، وهي ملتزمة باضطلاعها في ولايتها بأعلى معايير العدالة الدولية».
غليان إنتخابي
وفي غمرة الغليان الانتخابي، علمت «اللواء» أن رئيس تيّار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري استدعى أمين عام التيار أحمد الحريري وطلب منه اتخاذ إجراءات فورية وسريعة بحق الذين تسببوا بإشكالات أمس الأول في منطقة الطريق الجديدة.
وفي ما خصّ العشاء الذي جمع الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي في دارة الرئيس سلام في المصيطبة، كشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه اتسم بالود وجرت خلاله مراجعة المرحلة الماضية.
وذكرت هذه المصادر أنه ترك القرار لفعاليات مدينة طرابلس للتباحث في الانتخابات البلدية، وشجعا على القيام بائتلاف بين العائلات والقوى الفاعلة في المدينة.
ولفتت إلى أن الاتصالات ستبقى مستمرة بين تياري «المستقبل» والعزم بعيداً من الأضواء، للتفاهم على إسم من إثنين للائحة طرابلس التوافقية: عمر الحلاب الذي يقترحه «المستقبل» بينما يفضّل الرئيس ميقاتي إسم المهندس عزام عويضة، بعد سقوط الإسم الثالث وهو عبد الرحمن الثمين.
ولم يحسم لقاء عقد مساء أمس بين الرئيس ميقاتي والنائب محمّد كبارة في منزل النائب سمير الجسر هذا التفاهم على إسم.
وقال كبارة لـ«اللواء» أن الاجتماع لا إيجابي ولا سلبي ونحتاج إلى لقاءات أخرى.
وتردد حديث في طرابلس عن لقاء آخر بين الرئيسين الحريري وميقاتي قد يجمعهما في وقت قريب.
وليلاً، نفى المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي أن يكون الرئيس برّي أولم مساء تكريماً للوزير السابق فيصل كرامي في حضور الرئيس ميقاتي ومسؤولين في حزب الله.
وأوضح المكتب أن الرئيس برّي أقام عشاء اجتماعياً متفقاً عليه منذ فترة وشارك فيه عدد من الشخصيات الاجتماعية مع عقيلاتهم ومنهم: الرئيس ميقاتي وكرامي، ولم يتم التطرق خلال العشاء إلى أي شأن انتخابي.
ومن جهتها، أوضحت مصادر طرابلسية لـ«اللواء» أن هناك حلولاً يعمل عليها في الأيام القليلة المقبلة في ماخصّ الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس انطلاقاً من لقاء المصالحة بين الرئيسين الحريري وميقاتي.
وأكد الوزير السابق النائب أحمد كرامي في تصريح لـ«اللواء» أن اللقاء كان إيجابياً، متمنياً أن يُصار إلى تعميم المصالحة في كل أنحاء الوطن.
وأشار إلى أن أي اتفاق بين زعيمين من شأنه أن ينعكس خيراً على البلد، وقال: «بارك الله بالرئيس سلام الذي ساهم في انعقاد اللقاء».

الاخبار :

لم يكن ذو الفقار شخصاً عادياً. الحكايات التي يسردها الاهل والأحبّة، بعد الاستشهاد، لا تخفي تميّز المميزين. لا حاجة الى مبالغة، او افراط في الاعجاب، للرفع من شأن الأبطال. ليس مثل الاستشهاد ما يرفع الناس الى الرتبة الأعلى بين البشر.
لم يكن «السيد» الانيق، الجميل، الذكي واللماح، شخصاً عادياً. ليس لأنه وصل الى ما وصل اليه من مراتب قياديّة، بل لأنه لم يكن شخصاً عادياً، حتى بين زملائه ورفاق دربه.
الشجاعة والاقدام يدفعانه للوقوف دائما عند الخطوط الحمر. رجل يعرف كيف يكون في المكان الاكثر صعوبة. لا يهرب من التحدي، وجرأته تجعله يقترب من عدوه حتى يلتصق به حاصياً انفاسه.
لم يكن كثيرون يجيدون لعبته: سعي الى حرفية عالية في ما يقوم به. وانشداد غير عادي لمتطلبات العمل، لكنّ ذلك لا يمنعه من متابعة الحياة. لا شيء يمنعه من حبّ الحياة أيضاً. لا شيء يمنعه من التفكّر في أمور قد يراها البعض غريبة عن عالم المقاومة والمقاومين. لا يمنعه ان يواصل تعليمه الجامعي متى أُتيح له ذلك، او التعرف على اصناف عدة من البشر، من اهل بيئته الاجتماعية او الحزبية او حتى غيرهم، من التجول والانتقال بين اكثر من مكان، بقصد العيش او العمل. ولا شيء يجعله جاهلاً بامور تبدو في مرتبة متدنية عند كثيرين من اترابه.

الإغواء هو افضل ألعابه. ليس بمقدور كثيرين الافلات منه. من يقع تحت تأثيره فاز بالكثير. حتى الذين يغضبون، او يحردون، جلهم ممن عاصره وعمل معه وقاتل الى جانبه. وعندما يمارس حرفة المحاسبة، يفعل ذلك مع من يكون مخالفاً لقواعد لعبته في العلاقات، او قواعد العمل كما يراها هو حيث يترأس. حزمه وجدّيته، دأبه وقساوته، او سمّها ما شئت، منحته مهابة زُرعت في قلوب اعدائه، وعلت على سيماء وجوه المقربين ايضا. لكنه عندما يشعر بانه اخطأ بحق أحد، او تسبب له بأذى، كان يؤاخذ نفسه، ويختلي بنفسه باكيا، مطاردا المساءَ اليه طالبا الاعتذار والسماح. ووصل الامر، به في احدى المرات، الى ترجي احد المقاومين ان يسمح له بتقبيل يديه ورجليه صفحا واعتذارا.
منتصف تسعينات القرن الماضي، كان «السيد» يتولى مسؤولية العمل العسكري في المقاومة. حرصه ليس فقط على التخطيط والتجهيز والتنفيذ والمتابعة، بل أيضاً على صورة المقاومة والمقاومين. وكان مندفعاً صوب تفاعل خاص مع الاعلام. وكان واضحاً ما يستفزّه: لماذا تدخل غرفتي من الشباك، بينما يمكنني ان أرحّب بك عبر الباب؟
كانت هذه أول رسالة تصلني من الرجل الذي لا يخشى ترك بصماته خلف عمله. وكان العرض لي بأن اتوقف عن لعبة الصحافي الذي يريد معرفة تفاصيل خاصة، واستغلال علاقات شخصية بغية الوصول الى ذلك. أرسل لي: تعال واشرب من رأس النبع!
بعدها، صار بالامكان التعرف على العمليات بعد وقت قصير من حصولها، وكانت لديه قواعده، بحيث اذا جرى احترام الخصوصية، وعدم استخدام معلومات ليست للنشر، فهذا يعني المزيد من الاطلاع. وبالطبع، المزيد من السبق الذي يغري الصحافي. وهو ما كان ذو الفقار يعرفه جيدا. عندما حصلت عملية انصارية الشهيرة، انزعج «السيد»، ليس فقط من محاولة البعض «التنطح» للحديث عن الانجاز بطريقة تدل على انه ليس صاحب صلة، بل كان يغضبه فقر الخيال عند لبنانيين، وحتى عند العدو، الذي احتار لسنوات