قتِل رجل "حزب الله" الأول في دمشق. بعملية أمنية، أو عسكرية، "دقيقة جداً" سقط خلالها مع عدد آخر من المقاتلين.

لم يُحدد "حزب الله" حتى الساعة طبيعة الإستهداف، لكنه، كما أكدت مصادر شديدة الإطلاع، إستهداف دقيق وحساس جداً، مبني على معلومات إستخباراتية هائلة الدقة، لا تستطيع القيام بها إلّا دول متقدمة عسكرياً وتكنولوجياً.

وتنحصر الترجيحات إلى حدّ كبير بين الإستهداف بغارة جويّة أو بصاروخ مجنّح دقيق جداً.

منذ تأسيس "حزب الله" إنتسب مصطفى بدر الدين إلى صفوفه وإستلم مهام قيادية نظراً لخبراته القتالية داخل صفوف حركة "فتح"، وساهم في إدخال قائد المجلس الجهادي عماد مغنية إلى صفوف الحزب، بعد أن كان إلى جانبه في جهاز حماية السيد محمد حسين فضل الله.

شكل بدر الدين إلى جانب مغنية ونصر الله المثلث القيادي في الحزب، الذي تمتع بنفوذ كبير داخل تشكيلاته، إذ كان لديهم علاقة مباشرة مع إيران.

شغل بدر الدين منصب رئيس المجلس الجهادي في "حزب الله" قبل أن يستلمه مغنية في منتصف التسعينات.

منذ بدء الحرب في سوريا، تسلّم بدر الدين المسؤولية الكبرى في دمشق، إذ يصفه العارفون بأنه قاسم سليماني الثاني، ويُعتبر حاكماً مطلقاً، ومسؤولاً عن توزيع القوات وخوض المعارك، إضافة إلى سلطاته في جهاز أمن حماية الرئيس السوري بشار الأسد، كما يقال.

إغتيل الرجل القاسي في "حزب الله"، إذ عُرف عنه الطبع الحاد، وأنه كان حاسماً في قراراته. الرجل الأعرج (نتيجة إصابته بشظية أثناء إجتياح عام 1982) لم يغادر سوريا منذ سنوات إلا لعقد إجتماعات قيادية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

يرجح كُثر من قادة "حزب الله" أن يكون بدر الدين مسؤولاً عن كامل الوحدات العسكرية والأمنية للحزب خارج لبنان.

تميّز بدر الدين بالعمل الأمني، إذ عمل لفترة طويلة على كشف شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان، وأشرف على تجنيد عملاء لحزب الله داخل إسرائيل، إضافة إلى مهامه الأمنية المتعددة.

 

لبنان 24