قالت اوساط معنية بالاستحقاق البلدي انّ الانتخابات البلدية أظهرت في جولتها الاولى اموراً عدة، أبرزها حسب مصادر سياسية:

اولاًـ انّ إعلان النيات بين الرابية ومعراب والذي لاقى ترحاباً كمشروع مصالحة مسيحية ـ مسيحية لم يجد ترحاباً كمشروع سياسي وانتخابي، والدليل ما حصل في مدينتي بيروت وزحلة حيث جاءت نسبة الاقتراع متدنية.

ثانياًـ من خلال تسجيل القوى المناطقية والعائلية في زحلة، بلغ مجموع أصوات لائحة «زحلة الأمانة» المدعومة من «الكتلة الشعبية» برئاسة ميريام سكاف، ولائحة «زحلة تستحق» المدعومة من النائب نقولا فتوش 65 في المئة، في حين لم تتعدّ اصوات أحزاب «التيار الوطني الحر» والكتائب و«القوات اللبنانية» مجتمعة 35 في المئة.

امّا في بيروت، فلم يحدث في منطقة الاشرفية تجييش حزبي فحسب، بل أسوأ من ذلك، حيث ذهبت الاصوات نحو لائحة «بيروت مدينتي» (نواتها المجتمع المدني) والمرشحة ضد «لائحة البيارتة» المدعومة من تيار «المستقبل» والاحزاب المسيحة مجتمعة.

ثالثاًـ برزت نزاعات داخل «التيار الوطني الحر» ما بين القيادة على صعيدين: أفقي، بين الوزير جبران باسيل والعميد شامل روكز، وعمودي بين القيادة المركزية والكوادر على الارض مثلما حصل في الاشرفية، وأبرز دليل على ذلك الصرخة ـ العتب التي أطلقها الرئيس سعد الحريري امس الاول حين قال: «هناك حلفاء التزموا معنا التزاماً كاملاً، وصبّوا أصواتهم لـ «لائحة البيارتة»، وهناك حلفاء آخرون فتحوا خطوطاً لحساب مرشّحين من خارج اللائحة، بنحوٍ كان يمكن أن يهدّد المناصفة، وهذا أمرٌ لا يشرّف العمل السياسي ولا العمل الانتخابي».

رابعاًـ لقد كشفت الانتخابات انّ المسيحيين يريدون ان تكون الأولوية للانتخابات الرئاسية وليس للانتخابات البلدية والاختيارية، بدليل عدم الاكتراث واللامبالاة اللذين ظهرا في اليوم الانتخابي الطويل الأحد الماضي.

فكل هذه المعطيات إن دلّت على شيء فإلى انّ الرأي العام المسيحي لم يعد يستسيغ التحافات غير المبنية على المبادىء، ويريد توحيد الصف المسيحي على أساس مشروع وطني وليس على أساس مشروع بلدي، لشعوره بأنه في مرحلة تقرير مصير البلد وليس تقرير مصير البلدة.

الجمهورية