غالباً ما تستخدم الأشياء بطريقة مختلفة عن وظيفتها الحقيقية، فمثلاً تستخدم أوراق الصحف لمسح الزجاج أو الطاولات الصغيرة لتمديد الأرجل. وعيدان القطن لتنظيف زوايا الطاولات أو لوضع أحمر الشفاه، الا أنّ هذا المنتج يعتبر من أخطر الأشياء المستخدمة في غرضه الحقيقي. وغالبا ما يعاني الناس آلاماً في الأذن ولكن هل سألتم يوماً عن السبب؟ الحقيقة تكمن في سوء استخدام هذه العيدان، بحسب صحيفة "إندبندنت".

تعتبر العيدان القطنية من أكثر الأشياء المستعملة خطراً على رغم كل التحذيرات الموجودة على كل علبة: "لا تدخلها في قناة الأذن". أمّا مخترع هذا المنتج فهو ليو غرستنزانغ الذي فكّر في وصل قطعة من القطن على عود صغير حين رأى زوجته تنظّف أذن ابنه بعود الأسنان.

وفي سنة 1923 بدأ غرستنزانغ ببيع هذا المنتج في الأسواق وكان الهدف من استخدامه لتنظيف آذان الأطفال فقط وليس ادخالها فيها، اذ أنّه وضع في الأسواق من دون تحذير مسبق. وبقي على هذا الحال حتى سنة 1970 حين أضيف التحذير الى المنتج، حين بدأت تظهر العديد من الحالات التي تعاني آلاماً في الأذن، فالكثير من الناس كانت تستخدم العيدان القطنية بطريقة خاطئة. وسنة 1990 نشرت صحيفة "واشنطن بوست" اعلاناً يروّج لهذا المنتج مبيّناً الطريقة الصحيحة لاستخدامه، أي تنظيف الأذن من الخارج من دون ادخال العود داخل قناة الأذن. الاّ أنّ الناس لم يبالوا لكلّ هذه التحذيرات وبقوا يستخدمون العيدان القطنية ليس فقط لتنظيف الأذن بل لسبب واضح وهو الشعور الجميل الذي لا يقاوم والذي يسببه ادخال العود داخل الأذن.

ففي كل أذن نجد أوتاراً عصبية حسّاسة ترسل اشارات الى كل منطقة في الجسد، وعند ملامسة هذه المنطقة، اذ تنطلق اشارات تثير المتعة والاسترخاء لدى الأشخاص. وقد أكّد أطباء الأمراض الجلدية أنّ القيام بهذا العمل المتكرّر قد يؤدي الى انثقاب قناة الأذن والى التهابات خطيرة. وأشار طبيب الأنف والأذن والحنجرة دونيس فيتزغرالد أنّ أكثر الحالات التي تزوره تعاني آلاماً في الأذن نتيجة ادخال العيدان القطنية في قناة الأذن. وأشار الى أن الناس يعتقدون أنّه من الضروري تنظيف الأذن وازالة الصمغ (الصملاخ) الوسخ منها. الا أنّ لهذه المادة فوائد كثيرة على الأذن فهي تحمي الأذن من الميكروبات كما أنها ترطّب الأذن حيث يكون الجلد رقيقاً وعرضة للعدوى والالتهاب، اذا ما يحاول الناس ازالته من الضروري أن يبقى داخل الأذن والجسد وحده مسؤول عن اخراج هذه المادة". وأضاف أنّه في محاولة تنظيف الأذن يدفع الناس هذا الصمغ نحو طبلة الأذن ممّا قد يؤدي الى ثقبها أو فقدان السّمع. لذلك أدرجت الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة عيدان القطن ضمن المنتوجات المضرّة للاستعمال.

واقترحت "واشنطن بوست" وسائل عدة أخرى لاستخدام هذه العيدان القطنية وهي التالية:

- استخدام العيدان في اضاءة الشموع او اشعال النار أثناء النزهات من خلال اشعال القطن.

- استخدام العيدان في وضع العطور من خلال ادخال العود في زجاجة العطر ومن ثمّ وضعه على الجسد.

- استخدام العيدان في وضع مساحيق التجميل وخصوصاً احمر الشفاه.

- استخدام العيدان في تنظيف لوحة مفاتيح الحاسوب.

- استخدام العيدان في تنظيف أسنان القطط أو الكلاب.

(الأنباء)