عملية للجيش في عرسال تقتل الشخص الاخطر , ومصرف لبنان لا خوف على المصارف

 

السفير :

مع كل تطور عسكري سوري، يضع الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية كل الاحتمالات على الطاولة، وخصوصا احتمال خلق وقائع أمنية لبنانية استثنائية من شأنها أن تؤثر على الوضع العام، وبالتالي، توضع سيناريوهات تحاكي كل الاحتمالات، وأخطرها إمكان تحريك «جبهة ما» (خروق عسكرية أو تفجيرات أمنية) أو تحريك «خلايا إرهابية نائمة» في بعض المناطق.
في هذا السياق، لم يكتف الجيش برفع مستوى جهوزيته، بل بدا أكثر من أي وقت مضى في موقع المبادرة والتحكم، بدليل إقدامه على تنفيذ عملية استباقية أدت الى تصفية أحد رموز الإرهابيين المشاركين في معركة عرسال في آب 2014 ، فضلا عن مسؤوليته عن اعتداءات ارهابية عدة استهدفت عسكريين ومدنيين في المنطقة.
وفي التفاصيل، أنه بنتيجة الرصد والمتابعة، هاجمت قوّة من الجيش، مركزاً قيادياً لـ«داعش» في أطراف عرسال، واشتبكت مع عناصره، ما أدّى إلى مقتل كلّ من أمير «داعش» في منطقة عرسال المدعو فايز الشعلان الملقب بـ«أبو الفوز»، ومرافقه السوري أحمد مروّة، وتوقيف المسؤول الأمني لـ«داعش» في المنطقة السوري محمد مصطفى موصلّي الملقب بـ«أبو ملهم»، فيما أصيب ثلاثة عسكريين خلال الاشتباك «بجروح طفيفة» حسب بيان صادر عن قيادة الجيش.
وجاء تحديد «الساعة الصفر» للعملية في ضوء عملية رصد مزدوجة (ميدانية وعبر «داتا» الاتصالات)، خصوصا بعدما أظهرت المعلومات مسؤولية «ابو الفوز» عن استهداف مواقع عسكرية وأمنية ومدنية، بينها تفجير مقر «هيئة علماء المسلمين» في قلب بلدة عرسال في الخريف الماضي، فضلا عن مشاركته في جريمة اغتيال المؤهل أول في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي زاهر عز الدين في عرسال.
وتردد أن الجيش كان قد رصد في أوقات سابقة «ابو الفوز»، لكن عوامل ميدانية وانسانية (وجوده بالقرب من مدنيين) جعلت العملية تتأجل الى أن تقرر تنفيذها من دون أية أخطاء صباح أمس، وأدت الى مقتله ومرافقه (مروة)، فضلا عن نجاح القوة المهاجمة بأسر السوري محمد موصلي (المسؤول الأمني لـ«داعش» في منطقة عرسال).
وتردد أن وحدات من الجيش نفذت عمليات تمويه في داخل بلدة عرسال وخارجها بالتزامن مع العملية، علما أن «حزب الله» رفع وتيرة استنفاره في المنطقة بالتزامن مع عملية الجيش اللبناني، وأفاد شهود عيان أنه أعقبت عملية الجيش اشتباكات متقطعة مع المجموعات الارهابية.
ووفق مرجع أمني واسع الاطلاع، فان عملية عرسال النوعية «تمت بفعل جهد أمني استثنائي لمخابرات الجيش، وأدت الى توجيه ضربة موجعة لـ«داعش» في منطقة عرسال وجرودها»، وأكد المرجع لـ«السفير» أن الجيش أثبت مجددا انه يمسك بزمام المبادرة في وجه المجموعات الإرهابية، «ومن هنا تندرج عملية عرسال في سياق العمل اليومي للجيش الذي وضع «بنك أهداف» يعمل على رصدها واصطيادها في الزمان والمكان المناسبين».
وأوضح المرجع أن الأهم في العملية انها تنطلق من خلفية حماية أبناء عرسال من خطر الإرهابيين، عشية استعدادهم للمشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية الشهر المقبل، وأكد أن ما يحفز الجيش أكثر «هو احتضان أبناء البلدة له وقناعتهم بأن الجيش هو خشبة الخلاص لهم من تلك المجموعات الإرهابية التي تستبيح بلدتهم، وتتخذ من بعض مخيمات النزوح السوري ملاذا لها، ونقطة انطلاق للقيام بعمليات إرهابية في المناطق اللبنانية الآمنة».
سلامة: القانون الأميركي سياسي بامتياز
من جهة ثانية، أعلن حاكم مصرف لبنان المركزي الدكتور رياض سلامة أن لا خطر على القطاع المصرفي في لبنان وأن السرية المصرفية باقية وأوضاعنا المصرفية جيدة من حيث السيولة والثقة بلبنان ونحن نشهد استقرارا في السوق لناحية سعر القطع والفوائد. ورأى أن الثقة الدولية بالقطاع المصرفي اللبناني مستمرة.
وأعلن سلامة في مقابلة مع الزميل مرسيل غانم ضمن برنامج «كلام الناس» ليل أمس، أن مصرف لبنان سيصدر في الأسبوع المقبل تعميما يؤكد فيه التزام لبنان بتنفيذ القانون المالي الاميركي المتعلق بحظر التعامل مع «حزب الله»، والذي أُتبع بمراسيم تطبيقية صدرت في 15 نيسان الجاري، وقال ان لبنان لديه التشريعات والقوانين اللازمة للتجاوب مع التشريعات الجديدة، داعيا المصارف اللبنانية الى عدم مخالفة القانون الأميركي.

النهار :

باتت حلب محوراً لتصعيد عسكري أدى الى تقويض محادثات السلام التي ترعاها الامم المتحدة في جنيف سعياً الى إنهاء القتال الدائر منذ خمس سنوات، فيما ناشد المبعوث الأممي ستافان دو ميستورا الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين التدخل. ص11

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن ستة أيام من الغارات الجوية والقصف من المعارضة المسلحة في حلب المقسمة بين القوات الحكومية والمعارضة أودت بحياة نحو مئتي شخص في المدينة ثلثاهم تقريباً من المعارضة.
وحذر رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند من أن "التدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين" يعرض خط الإمداد الذي يوصل المساعدات الإنسانية الى ملايين السوريين للخطر. وأضاف: "لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة".
وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، فترد الاخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.
وأمس، قتل53 مدنياً على الأقل، بينهم خمسة أطفال، في تبادل القصف.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "قتل 31 مدنياً على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب العشرات بجروح في غارات جوية" استهدفت احياء في الجزء الشرقي. كما قتل "22 مدنياً، بينهم طفلان، وأصيب العشرات بجروح جراء قصف الفصائل المقاتلة بالقذائف لاحياء" في الجهة الغربية.
وقال احد سكان الاحياء الشرقية: "لم يحصل قصف بالطيران بهذا الشكل منذ خمس سنوات... الطيران احرق اليوم المناطق الشرقية". وكان قتل ليلاً 30 مدنياً، بينهم طبيبان، جراء استهداف الطائرات الحربية لمستشفى القدس الميداني ومبنى سكني في حي السكري في الجهة الشرقية.
ونددت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان بتدمير مستشفى القدس الذي تدعمه. ونقلت عن موظفين ان المستشفى "تحول الى ركام" اثر اصابته "مباشرة في غارة واحدة على الأقل".
ويعد المستشفى "مركز الإحالة الرئيسي لطب الأطفال في حلب"، وتدعمه المنظمة منذ عام 2012.
ونقلت قناة "العربية الحدث" التي تتخذ دبي مقراً لها عن دو ميستورا إنه لا يعتقد أن استهداف مستشفى بغارة جوية في حلب كان بطريق الخطأ.
وندد الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة سالم المسلط في بيان بما اعتبره "هجوماً وحشياً هو رسالة ان نظام الاسد يرفض وضع حد لمعاناة الشعب السوري".

 

واشنطن
وأصدر وزير الخارجية الاميركي جون كيري بياناً جاء فيه: "نحن غاضبون بشدة من الغارات الجوية على مستشفى القدس في حلب الذي تدعمه في آن واحد منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الاحمر، والتي اسفرت عن مقتل عشرات الاشخاص بينهم أطفال ومرضى وطاقم طبي". وأضاف: "لا نزال نحاول الحصول على مزيد من المعلومات عن هذا القصف ولكن يبدو ان هذه الغارات استهدفت عمداً مبنى طبياً معروفاً وتضاف الى حصيلة نظام الأسد الذي سبق له ان هاجم منشآت مماثلة ومسعفين"، موضحاً ان هذه الغارات كانت أسفرت عن مقتل "مئات السوريين الأبرياء".
واعتبر ان "لروسيا مسؤولية ملحة للضغط على النظام لينفذ قرار مجلس الأمن الرقم 2254، وخصوصاً ليكف عن استهداف المدنيين والمباني الطبية والمسعفين وليحترم وقف اطلاق النار تماماً".
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست بأنه "يشعر بالفزع على نحو خاص" بسبب الهجوم على مستشفى حلب.
وقال: "ندين بقوة موجة الغارات الجوية والقصف التي قتلت أكثر من 60 شخصاً في حلب في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة".
كما ندد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي بالقصف قائلاً إن هناك دلائل على أن قصف المستشفى نفذته القوات الحكومية السورية دون سواها.

بان كي - مون
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون روسيا والولايات المتحدة إلى ممارسة الضغط على الأطراف المتحاربين في سوريا لوقف القتال وضمان إجراء تحقيق موثوق به في الغارات الجوية التي دمرت مستشفى في حلب.
وقال الناطق باسمه ستيفان دو جاريك في بيان: "بدل قصف المناطق المدنية على جميع الأطراف السوريين توجيه تركيزهم مجدداً إلى العملية السياسية".
وأكد مصدر عسكري سوري أن الطائرات الحكومية لم تحلق فوق المنطقة التي استهدفتها الغارات. ونفى الجيش السوري تقارير عن استهداف سلاح الجو المستشفى.

موسكو
وبدورها نفت وزارة الدفاع الروسية أي مسؤولية لها عن الهجوم.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بانها لم تتخل عن إطاحة النظام السوري عسكرياً. وشدد على أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تحارب الارهاب في سوريا بطريقة شرعية.

الجيش يحشد
وكتبت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري في افتتاحيتها: "آن أوان انطلاق معركة تحرير حلب كاملة من رجس الإرهاب... لا يخفى على أحد أن الجيش العربي السوري حشد واستعد مع حلفائه للمعركة الحاسمة التي لن يطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها".
وقالت إن "القيادة السياسية والعسكرية أعطت فرصة للهدنة لحقن الدماء ومنحت التسوية السياسية فرصة سانحة في جنيف استجابة لطلب الأصدقاء الروس، مع أن العمليات العسكرية قبل وقف القتال كانت تسير في اتجاه حسم الصراع في حلب".
وأبلغ مصدر حكومي "وكالة الصحافة الفرنسية" ان "الجيش يستعد لمعركة ضخمة خلال الأيام المقبلة لطرد المقاتلين من مدينة حلب عبر محاصرتها وانشاء منطقة آمنة".

 

المستقبل :

بوتيرة تصاعدية ملحوظة يواكب اللبنانيون التحضيرات والاستعدادات المتسارعة للانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، إذ وبينما نجحت بعض الأجواء المتزاحمة حزبياً وعائلياً في استثارة رياح المعارك الانتخابية في عدد من المناطق والبلدات، استطاع التحدي الإنمائي بحد ذاته أن يستنهض أبناء العاصمة الآخذين بالتفاعل أكثر فأكثر مع الاستحقاق البلدي سيما بعد إعلان «لائحة البيارتة» وانطلاق قطار تواصلها المباشر مع الناس. في حين شدد الرئيس سعد الحريري أمس على محورية الاستحقاق البلدي باعتبار أنّ «التحدي الأساس فيه هو كسر حلقة التعطيل»، لافتاً أمام وفد من العائلات البيروتية إلى أنّ «أهمية الانتخابات البلدية تكمن في أنها تستنهض الشارع البيروتي بعد الأحداث الأليمة التي مرت خلال السنوات الماضية وتدهور حال البلاد على مختلف الصعد».
وفي هذا المجال تبدي مصادر «لائحة البيارتة» ارتياحها لأجواء الجولات الميدانية على أحياء بيروت مؤكدةً لـ«المستقبل» أنّ «نبض الشارع يتسارع ويتجاوب بفاعلية مع طروحاتنا الإنمائية». وفي حين تلفت الانتباه إلى كون كرة التجاوب الانتخابي آخذةً بالتدحرج بشكل ملموس في أوساط البيارتة، توضح المصادر أنه وبنتيجة التواصل المباشر الذي يخوضه رئيس وأعضاء اللائحة على مدار الساعة خلال اليومين الماضيين تبين أنّ «منسوب التفاعل آخذ بالازدياد بين الناس لأنهم أيقنوا أنّ الانتخابات البلدية حاصلة لا محالة بعدما كانوا قد تعرّضوا لحملات إعلامية تضليلية حاولت إحباطهم وإضعاف عزيمتهم الانتخابية من خلال ضخ شائعات تتحدث عن عدم إمكانية إنجاز هذا الاستحقاق، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ إعلان «لائحة البيارتة» ساهم في وأد هذه الشائعات بشكل جذري وإقناع الناس بجدية ومفصلية التحدي الإنمائي للعاصمة في 8 أيار.
ورداً على سؤال، أكدت المصادر أنّ التواصل مع البيارتة انطلق بشكل قوي ومتصاعد لشرح مضامين البرنامج الانتخابي للائحة والاستماع لمتطلباتهم الإنمائية، ملاحظةً في المقابل من جراء ردود الأفعال البيروتية الإيجابية أنّ أبناء العاصمة مهتمون بخوض تحدي إنماء بيروت ويبدون ارتياحاً واضحاً سواءً إزاء التكامل والتنوع والانسجام في طروحات «لائحة البيارتة» أو حيال جدية وصدقية ووضوح برنامجها بوصفه برنامجاً إنمائياً واقعياً ينطلق من حاجات الناس ويقف على تماس مباشر مع همومهم واحتياجاتهم الحياتية بعيداً عن أي أبعاد أو مصالح سياسية أو حزبية.
جبيل.. وجونية
في الغضون، بدأت تتكشف تباعاً معالم خارطة المعارك والتوافقات في المدن الكبرى في جبل لبنان حيث برز في الساعات الأخيرة تطور ذو دلالة لافتة في مدينة جبيل حيث بيّنت المعلومات الميدانية المتوافرة لـ«المستقبل» من المدينة أنّ خصوم رئيس البلدية الحالي زياد الحواط بدأوا بالانكفاء عن ساحة المعركة الانتخابية حيث لم تبقَ أي بوادر لتشكيل لوائح منافسة تزاحمه في الانتخابات البلدية، خصوصاً في ظل ملاحظة تراجع ملحوظ للطرف العوني في جبيل عن قرار خوض غمار المعركة في مواجهة الحواط تحت وطأة ما أظهرته استطلاعات الرأي المحلية لجهة استحواذه على تأييد أكثرية ساحقة من الجبيليين بنسبة تفوق الـ85%. 

الديار :

ينقل وزير خارجية عربي عن نظيره الروسي سيرغي لافروف قوله ان الديبلوماسية الاميركية تبدو، احياناً، وكأنها ديبلوماسية الاشباح.
المراجع اللبنانية، على اختلافها، بدأت تتلقى الاشارات المتلاحقة «لا تنتظروا تسوية للازمة السورية قبل ظهور الادارة الجديدة في اميركا، ولا تنتظروا تسوية لازمتكم قبل ذلك».
«عام آخر في الثلاجة»، هكذا قال سفير اوروبي لمرجع روحي لبناني، لا تغيير قيد انملة في المشهد السياسي، على الرئيس تمام سلام ان يأخذ علماً بانه باق في السراي حتى الربيع الآخر، وربما ما هو ابعد.
الرئيس نبيه بري قال ان قوى 8 آذار و14 آذار في موت سريري، الرئيس سليم الحص يحذر من ان يصطحب الفريقان معهما الجمهورية الى الموت السريري، بعدما فعل كل ما باستطاعته لاغتيال الدولة في لبنان.
الذي يبعث على الذهول هو ردة فعل الاوساط الديبلوماسية على مسلسل الفضائح. واذ قال سفير اوروبي ان المنطقة كلها مستودع للفضائح، اشار، في كلام لـ «الديار» الى «ان لبنان هكذا». ضالع وضليع في التاريخ اللبناني المعاصر قال «كان هناك فؤاد شهاب، واحد وانتهى، لا تنتظروا مثل هذه الظاهرة مرة اخرى».
الدولة تمشي بالحد الادنى من الدولة. هكذا الى ان تحدث المعجزة في سوريا، وفي العراق، وان تتدحرج التسوية من جبال صعدة الى ضفاف المتوسط، وان كان ينقل عن جهة دولية مقيمة في لبنان انها تخشى ان يكون مآل المأساة السورية على غرار المأساة الفلسطينية، اي ان تبقى مشرعة هكذا الى الابد.
خلاصة السياق السياسي (والديبلوماسي) الراهن لا رئيس لسنتين، ولا رئيس لست سنوات، بل انتظار قاتل، يخشى ان يكون قاتلاً للجمهورية، سلام بات مقتنعاً بان مهمته ادارة الازمة، باقصى حد من الاعصاب الباردة، هو الذي يسأل الاصدقاء «كيف لهذه الحكومة ان تتولى ادارة الازمة؟». ما دامت تتعطل عجلاتها امام اي حفرة مهما كانت صغيرة.
لكن الذي يثير الهلع هو تطويع بعض الساسة الذين يعرفون بعلاقتهم بسفارات معينة، بل وبأجهزة استخباراتية معينة، للترويج بانه لن يكون رئيس للجمهورية في لبنان الا بعد حادث هام وخطير. وهذا ما جعل احد الوزراء يسأل «في مثل هذه الظروف، هل تبقى الجمهورية امام حدث خطير لتبقى رئاسة الجمهورية؟».
وراء الضؤ، ثمة سؤال يتردد بكثرة في هذه الايام: هل الجيش هو الحل؟ كان هناك فريق عسكري اميركي في اليرزة، واعتبر ان الجيش اللبناني «افضل جيش في العالم لجهة التعامل النوعي مع الاسلحة الاميركية المعقدة».
الفريق الذي على بيّنة من تفاصيل التفاصيل، لاحـظ ان هذا الجيش هو الوحيد الذي لا انشقاقات فيه. وبالرغم من كل الهزات السياسية والطائفية التي تضغط على المنطقة وعلى لبنان، من اصل 70 الف عسكري لم ينشق سوى جنديين (سعد الدين ودياب الذي قتل في مهين السورية).
الفريق الاميركي وصف الجيش اللبناني بـ «شريكنا في مكافحة الارهاب».

ـ المخاطر ـ

هذا لا يعني ان الجيش، وكما يفهم من كلام مراجع معينة لـ «الديار» لا يتوجس، وبحزم، من مخاطر ليس سببها التصدع السياسي الراهن والمزمن، فقط، بعد معركة «القريتين» في سوريا، وفد الى الجرود اللبنانية العشرات من مسلحي «داعش». ما زالت الاحتمالات السورية مفتوحة، الاجراءات التي اتخذها الجيش استثنائية، ورفعت جداراً فولاذياً في وجه المسلحين...
المشكلة ان مقاتلي «داعش» و«النصرة» الذين تحت الحصار الشديد، ومن الجانبين السوري واللبناني قد ينفذون عمليات لاحداث ثغرات في الحصار، ولكن مع التدابير التي تخذتها المؤسسة العسكرية تراجع الخطر الاستراتيجي على لبنان.
المراجع المعنية تقول ان الجيش «يحيط بكل شيء في منطقة المواجهة» ويضرب استباقياًَ. هذا ما حدث صباح امس حين نفذت قوة عسكرية عملية نوعية في اطراف عرسال ادت الى مصرع امير «داعش» في عرسال فايز الشعلان.
من جهتها اعلنت قيادة الجيش في بيان امس، انه «في إطار العمليات الاستباقية والنوعية التي تقوم بها وحدات الجيش على الحدود اللبنانية الشرقية ضدّ التنظيمات الإرهابية، وبنتيجة الرصد والمتابعة، هاجمت قوّة من الجيش صباحا، مركزاً قيادياً لـ«داعش» في أطراف عرسال، واشتبكت مع عناصره، ما أدّى إلى مقتل كلّ من أمير داعش في منطقة عرسال المدعو فايز الشعلان الملقب بـ«أبو الفوز»، ومرافقه السوري أحمد مروّة، وتوقيف المسؤول الأمني لداعش في المنطقة، السوري محمد مصطفى موصلّي الملقب بـ«أبو ملهم». وقد أصيب خلال الإشتباك ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة.
وكان هؤلاء الإرهابيون قد شاركوا في قتال الجيش خلال العام 2014، وهم مسؤولون عن تجهيز عدد من السيارات المفخخة، والقيام بتفجيرات عدة استهدفت مراكز الجيش ومدنيين في بلدة عرسال ومحيطها».

ـ يوم لبنان آت ـ

وفي هذا السياق، قال احد وجهاء البلدة لـ«الديار» ان شعلان كان يوحي لمجموعته، وللمقربين من التنظيم ان يوم لبنان آت لا محالة، و«اننا لن نكتفي بطرابلس بل لا بد من بيروت»، والى حد الايحاء بـ«اننا اذا خسرنا الرقة او لن نخسرها ولو القوا عليها قنبلة نووية، فسيكون الثأر في مكان لا يتصوره حتى الخيال».
وكان «ابو الفوز»، وهذا لقبه يدّعي امام مرافقيه الذين كانوا يفاخرون بذلك، ان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان يبعث اليه بتحيات شخصية.

ـ عين الحلوة والانفجار ـ

وتعقيباً على ما أشارت اليه «القبس» حول الوضع اللبناني (واحتمالاته) بين مخيمات عرسال ومخيم عين الحلوة، قال المرجع الامني ان هذا المخيم «ينزلق نحو الانفجار»، مشيراً الى حالة التروي التي تعاني منها حركة «فتح» التي يناهز عدد مقاتليها الـ900.
ولاحظ ان غالبية هؤلاء المقاتلين من عمر متقدم، ومن رتب عالية، والعناصر يتوزعون في ولاءاتهم، اذ ان هناك مجموعة ابوعرب، ومجموعة العردات، ومجموعة الشايب، ومجموعة شناعة، ومجموعة اللينو (محمود عبد الحميد عيسى)، ومجموعة المقدح «الذي لا وجه له ولا صدقية بسبب تذبذب مواقفه وعلاقاته»، وهو أقرب الى الاسلاميين منه الى «فتح»، حتى ان هناك من يصفه بـ«حصان طروادة» في الحركة.
وبحسب المرجع فان مجموعة «الشباب المسلم» التي يرأسها بلال بدر تزداد خطورة يوماً بعد يوم لتشكل مع المجموعات الاخرى، وكلها قريبة من «جبهة النصرة» نحو 150 مقاتلاً تكمن اهميتهم بأنهم يقاتلون بشراسة وبحرفية، وكان الجيش قد اختبر النوعية القتالية لهذا النوع من العناصر خلال معركة مخيم نهر البارد في صيف عام 2007.

ـ ممثل «داعش» ـ

وقد برز اخيراً على الساحة قائد مجموعة يدعى هلال محمد حلول، وهو يمثل «داعش» في المخيم، ويحاول اختراق المجموعات الاخرى.
ويشير المرجع الى انه في حين تعتمد هذه المجموعات هيكلية تنظيمية حديدية، وعلى مستوى عال من الديناميكية، تبدو «فتح» من دون قرار موحد ومن دون خيارات واضحة.
اما بالنسبة الى «عصبة الانصار» التي يتولى قيادتها ابو طارق السعدي بعد اختفاء شقيقه عبد الكريم السعدي (ابو محجن)، فهي لا تقل تشدداً، من الناحية الايديولوجية، عن المجموعات الارهابية، لكنها تحاول ان تظهر بمظهر الرافض للعنف في المخيم.وفي العدد تحل «العصبة» ثانية بعد «فتح» في عدد عناصرها المقاتلة (250).

 

الجمهورية :

عاد الأمن مجدداً إلى الواجهة بفعل العملية النوعية الجديدة التي نفّذها الجيش في وادي الحصن في جرود عرسال وقتَل خلالها أمير تنظيم «داعش» في المنطقة فايز الشعلان الملقّب «أبو الفوز» ومرافقَه السوري أحمد مروة، وأوقفَ المسؤولَ الأمني السوري محمد مصطفى موصلي الملقّب «أبو ملهم». وجاء هذا التطوّر في وقتٍ يَحشد الجيش السوري استعداداً لـ»معركة حاسمة» تبدأ قريباً في منطقة حلب، وأكّد مصدر حكومي سوري أنّ «الجيش يستعدّ لمعركة ضخمة خلال الأيام المقبلة لطردِ المقاتلين من مدينة حلب عبر محاصرتها وإنشاء منطقة آمنة». وفي الانتظار، وفيما يُرتقب دوران عجَلة التشريع قبل ظهر الثلثاء المقبل حيث ستبدأ اللجان النيابية المشتركة درسَ مشاريع قوانين واقتراحات القوانين المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية، تبقى الكلمة في الميدان للانتخابات البلدية التي ارتفعَت وتيرة الاستعدادات لها، على مسافة أيام عدّة من إجرائها، في وقتٍ أكّدت «هيئة التنسيق النقابية» أنّها ليست في وارد تعطيل هذه الانتخابات، ودعت السياسيين إلى إبعاد مطلبها إقرارِ سلسلة الرتب والرواتب عن تجاذباتهم ونزاعاتهم وعدم زجّ اسمِها في خلافاتهم، أو محاولة تحميلها «وِزر تعطيل أيّ مِن الاستحقاقات الوطنية والديموقراطية والدستورية». فيما تحيي الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي اليوم خدمة جنّاز المسيح، وتستعدّ البلاد لعطلة العيد، انكفَأ النشاط السياسي نسبياً، لتبدأ تحضيرات هادئة لجلسات اللجان النيابية المشتركة المخصّصة لدرس قانون الانتخاب بدءاً من الثلثاء المقبل. فيما بدأ رئيس الحكومة تمّام سلام التحضير لزيارة تركيا منتصف الشهر المقبل تلبيةً لدعوة المسؤولين الأتراك الكبار لإجراء محادثات معهم في إطار المشاورات المفتوحة التي بدأت قبَيل انعقاد مؤتمر منظمة الدول الإسلامية الأخير في اسطنبول وبعده.
وفي هذا السياق وصل الرئيس سعد الحريري ليل أمس الى اسطنبول، يرافقه الوزير السابق باسم السبع ومستشاره الدكتور غطاس خوري، في زيارة يقابل خلالها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وعدد من المسؤولين الكبار، ويبحث معهم الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية.
وقالت مصادر «بيت الوسط» إنّ الحريري سيبدأ اليوم عدداً من اللقاءات الرسمية للتشاور في التطورات الإقليمية والدولية، خصوصاً تلك المتصلة بالأزمة السورية وتأثيراتها على دول الجوار السوري ولبنان، وتركيا من هذه الدول، وما يمكن القيام به في إطار المساعي المبذولة لإنهاء الشغور الرئاسي.
كذلك ستتناول المحادثات التجربتين التركية واللبنانية في مسألة النازحين السوريين وسُبل التنسيق بينهما لدى الجهات المانحة والمراجع الدولية التي تبدي اهتماماً بالغاً بهذا الملف، والنتائج التي أفضى إليها مؤتمر دول منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول قبل نحو أسبوعين.
موقفان
وعشيّة زيارته لأنقرة سُجّل للحريري موقفان: الأوّل عبر «تويتر» أكّد فيه «أنّ رئيس النظام السوري بشّار الأسد يتكلم عن محاربة الاٍرهاب وهو الإرهابي الاوّل بامتياز؛ 500 ألف قتيل ومليون جريح و8 ملايين لاجيء»، سائلاً: «يا ترى من هو الإرهابي؟»
أمّا الموقف الثاني فجاء أمام وفد بيروتي زار «بيت الوسط»، في حضور المرشح لرئاسة المجلس البلدي لبيروت المهندس جمال عيتاني وأكّد خلاله أنّ الانتخابات البلدية ستُجرى، على رغم تشكيك البعض فيها»، وقال «إنّ ما نراه اليوم في بيروت من تدهوُر للأوضاع ليس إلّا صورة لِما يحصل على مستوى البلد ككل، حيث وصَل النمو الاقتصادي إلى صفر، ويبقى الأمل الوحيد في إجراء الانتخابات الرئاسية لكي ينتظم عمل المؤسسات».
واعتبر «أنّ المعطل الأساسي في البلد اليوم هو «حزب الله»، الذي يعطل عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء والانتخابات الرئاسية، ولكن التحدّي الأساسي أمامنا اليوم هو كسرُ حلقة هذا التعطيل وإعادة قيام البلد على أسس واضحة، ولا سيّما منها انتخاب رئيس للجمهورية».
الراعي
وفي هذه الأجواء، عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى لبنان، منهياً زيارة لبروكسل طلبَ خلالها «مساعدة الدول الأوروبية الصديقة للدفع بعملية انتخاب رئيس للجمهورية الى الأمام عبر الضغط على الدول المؤثّرة، ولا سيّما منها السعودية وإيران، بغية فصلِ لبنان عن النزاع الجاري في المنطقة وإزالة العقبات من أمام كافة الاطراف اللبنانية للجلوس معاً ومناقشة أسباب تعثّر عملية الانتخاب، والذهاب إلى البرلمان صوناً للنظام الديموقراطي البرلماني».
وعبَّر المسؤولون البلجيكيون والأوروبيون للراعي عن تقديرهم لدوره ووضوح رؤيته وصراحته، مؤكّدين حرصَهم على الاستقرار في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط الذي يبدأ بوقف الحرب وعودة النازحين والمهجّرين الى بلادهم. وشدّدوا على انّ لبنان أنموذج للمنطقة، وبالتالي يجب حمايته من نتائج الحروب والنزاعات الدائرة فيها.
وأكّدوا للراعي تقديرهم لشجاعة اللبنانيين في استقبال هذا العدد الضخم من النازحين واللاجئين، وقالوا: «لا يحقّ لنا أن نقف متفرّجين، ويجب أن نرفع الصوت لإنهاء الحروب وإيجاد الحلول السياسية وإعادة المهجرين ومساعدتهم على إعادة إعمار بيوتهم وتأمين مصادر عيش كريم في أرضهم».
فتفت
وفيما تستعدّ الأطراف السياسية لجلسة اللجان المشتركة الثلثاء المقبل لمناقشة قوانين الانتخابات النيابية، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ«الجمهورية»: «إذا أردنا طرح كلّ مشاريع القوانين ومناقشتها تقليدياً، فإنّ هذا الأمر سيتطلب وقتاً طويلاً جداً، وأعتقد أنّه إذا كانت هناك جدّية لدى جميع الاطراف في اللجان، فيجب الذهاب الى مناقشة تقرير لجنة قانون الانتخاب التي ضمّت عشرة نوّاب، في محاولة للوصول إلى قواسم مشتركة».
وأضاف: «أعتقد أنّه لا يمكن الوصول الى توافق على أيّ مشروع إلّا إذا كان مختلطاً، نسبياً وأكثرياً، وهناك مشروعان نسبيان وأكثريان: المشروع الذي قدّمناه مع «القوات اللبنانية»، وبصراحة نعتبر أنّ هذا أقصى ما يمكن فعله، ومشروع الرئيس نبيه برّي 50 بـ 50.
وهل يشارك الهواجس القائلة بأنّ الانتخابات في النهاية ستتمّ على أساس قانون الستين؟ أجاب فتفت: «يجب أن لا يحصل ذلك، على العكس، نحن لدينا اقتراح قانون عَملنا عليه فترةً طويلة مع حلفائنا، الحزب التقدّمي الاشتراكي مع المستقلين، وهو يؤمّن كثيراً مِن المكتسبات التي دارت حولها انتقادات في قانون الستين، فبالتالي إذا كانت هناك فعلاً نيّة للخروج بشيء فنحن نقدّم مشروعاً متكاملاً».
وردّاً على سؤال آخر، أجاب فتفت: «لا نستطيع أن نحكم ما إذا كانت هناك نيّات جدّية بالوصول الى قانون انتخاب قبل أن تُعقَد أوّل جلسة للّجان النيابية، والرئيس برّي أسرع في عقدها، أي إنّه يحاول، لكنّني كنت أفضل لو أنّه ذهب إلى الهيئة العامة وطرَح تقرير لجنة النواب العشرة وتركَ الهيئة العامة، علماً أنّنا كلّفنا كنواب عشرة من الهيئة العامة، مؤسف أنّ هذا الأمر لم يحصل، حسناً أنّ الرئيس بري فضّل أن تخضع القوانين الـ 17 للنقاش، في النهاية يجب ان نكون واضحين ولا نضحك على الناس، إذا لم يكن هناك تفاهُم سياسي على الموضوع فلن يكون هناك قانون انتخاب».
وهل من مخاوف على مصير الانتخابات البلدية؟ أجاب فتفت: «كلّا، القانون واضح ولا خلاف حوله، والجميع يريد الانتخابات البلدية وليس هناك أيّ سبب لعدم إجرائها».

اللواء :

يطوى العام 2016 اليوم شهره الرابع، لتدخل البلاد، مع عطلة عيد الفصح الشرقي، شهر أيّار الذي هو شهر الاستحقاقات العادية والكبيرة، فمن اوله حتى آخره تتنوع الحركة السياسية وتتوزع بين اختيار الأوّل من أيّار، يوم المسيرات والنقابات في عيد العمال، و29 منه آخر استحقاق للانتخابات البلدية التي تبدأ في 8 أيّار في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل، حيث شهدت الحدود الشرقية، بدءاً من صباح أمس الباكر، عملية استباقية نوعية للجيش اللبناني أدّت إلى مقتل أمير «داعش» في عرسال فايز الشعلان المعروف «بأبو الفوز» ومرافقه السوري أحمد مروة، وتوقيف السوري الثالث محمّد مصطفى الموصللي الملقب «بأبو ملهم» وهو المسؤول الأمني «لداعش» في المنطقة.
وأشارت قيادة الجيش إلى إصابة ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة في الاشتباك الذي وقع في وادي الحصن في جرود عرسال، لافتة إلى ان هؤلاء الثلاثة كانوا شاركوا في قتال الجيش خلال العام 2014، وهم مسؤولون عن تجهيز عدد من السيّارات المفخخة والقيام بتفجيرات عدّة استهدفت مراكز الجيش ومدنيين في عرسال ومحيطها، حسب ما جاء في بيان القيادة.
ووصف مصدر أمني العملية بأنها تأتي في توقيت مناسب، وفي إطار بعث رسالة واضحة للمجموعات المسلحة بأن عمليات الرصد والمراقبة تستهدف منع هذه المجموعات من القيام بأي عملية تخريبية سواء قبل الانتخابات البلدية أو بعدها.
وإذا كان الترقب تراجع في ما خص الاستحقاق الرئاسي، لا سيما بالنسبة لنتائج الجلسة 39 التي ستعقد في العاشر من أيّار، وبالتالي بات بحكم المستبعد رؤية رئيس جديد للبنان قبل 25 أيّار ذكرى مرور سنة ثانية على الشغور الرئاسي، على الرغم من الحراك الدبلوماسي الذي تجريه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سغريد كاغ والتي انتقلت من إيران إلى موسكو بتفويض أوروبي وربما اميركي لاقناع المسؤولين في هاتين العاصمتين بضرورة فصل الرئاسة اللبنانية عن صراعات المنطقة، وتبادل الأوراق من لبنان إلى اوكرانيا، مع عودة حلب إلى واجهة توازن القوى والمصالح بين اللاعبين الدوليين والاقليميين الكبار.
وفي السياق، أكّد سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون ان بلاده تتواصل مع العواصم المعنية إقليمياً ودولياً لانضاج تسوية تتعلق بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة واجراء الانتخابات النيابية، معرباً عن استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر لبنان لانضاج هذه التسوية، مشيراً ان وزير الخارجية جان مارك ايرلون سيعود آخر أيّار إلى بيروت لمتابعة ما أثاره الرئيس فرنسوا هولاند لدى زيارته الأخيرة للبنان، كاشفاً في الوقت نفسه ان الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني علقت لأسباب تخص المملكة لكنها لم تلغ.
الحريري
وقبيل وصوله مساء أمس إلى اسطنبول للقاء المسؤولين الأتراك اليوم جدد الرئيس سعد الحريري ان الأمل يبقى باجراء الانتخابات الرئاسية لانتظام عمل المؤسسات، واصفاً «حزب الله» بأنه المعطل الأساسي في البلد، فهو يعطل عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء والانتخابات الرئاسية، مؤكداً على أهمية تكريس مبدأ المناصفة في انتخابات بلدية بيروت والتي تعبر عن الشراكة الحقيقية، معتبراً ان أهمية الانتخابات البلدية تكمن في استنهاض الشارع ولا سيما الشارع البيروتي.
وكان الرئيس الحريري وصل ليل أمس إلى مدينة اسطنبول في زيارة قصيرة إلى تركيا يُقابل خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدداً من كبار المسؤولين ويبحث معهم الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب ما أوضح بيان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الذي يرافقه في هذه الزيارة كل من الوزير السابق باسم السبع ومستشاره الدكتور غطاس خوري.