نظمت أكاديمية هاني فحص للحوار والتعددية بالإشتراك مع كرسي اليونيسكو لدراسة الأديان المقارنة في جامعة القديس يوسف، وكرسي اليونيسكو في جامعة الكوفة، ومؤسسة دار العلم الإمام الخوئي، حفل إطلاق جائزة هاني فحص للحوار والتعددية، حيث تم توقيع إتفاقية تعاون في حرم العلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف .
حضر الإحتفال مجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية والأكاديمية يتقدمهم النائب عمار حوري ممثلا الرئيس سعد الحريري والأمير حارث شهاب والدكتور محمد السماك ورئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري .
تحدث في الحفل الدكتور انطوان مسرة رئيس كرسي اليونيسكو للأديان المقارنة في جامعة القديس يوسف حيث أشار إلى سيرة العلامة الراحل هاني فحص التي كانت ملهمة للحوار والتلاقي ولفت إلى المعاني والمفاهيم التي تركها هاني فحص في سبيل الحوار والتلاقي وقال في كلمته : هاني فحص رجل إيمان في زمن تعبئة أيديولوجية ورجل مبدأ في زمن حيث القواعد البديهية ورجل الشجاعة في زمن الإنتهازية والتموضع والمسافة الواحدة تجاه التناقضات.
وأضاف مسرة هاني فحص رجل الحوار الحق بدون مراوغة وبإدراك نير ورؤية وجرأة، إنه يعطي إنه يعطي أبعادا للتفاعل الثقافي.
وقدم مسرة ممثل كرسي اليونيسكو في جامعة الكوفة ورئيس مؤسسة دار العلم للإمام الخوئي السيد جواد الخوئي الذي تحدث عن هاني فحص العراقي الذي أسس من النجف التواصل بين لبنان وحوزة النجف وأرسى قواعد التلاقي بين الحوزة العلمية ومحيطها وكان صلة الوصل الثقافية والعلمية بين لبنان والنجف .
الخوئي أكد على أهمية الحوار والتلاقي في زمن يضج بالفتنة والعصبية مشيرا إلى أن العراق ولبنان في مركب واحد من حيث العمل لمواجهة هذه التهديدات التي ضربت المنطقة ومن بينها لبنان والعراق .
ولفت السيد الخوئي إلى ضرورة الاستفادة من إرث هاني فحص وإن إطلاق هذه المبادرة جائزة هاني فحص سيسهم بالتأكيد في المحافظة على هذا الإرث وتطويره.

وقال الخوئي : يشرفُني ويسعدُني باسم كرسي اليونسكو للحوارِ بين الأديان في جامعة الكوفة ودار العلم للإمام الخوئي في النجف الأشرفأن أكونٓ بينكم في جلسةِ وفاءٍ وتقديرٍ وتكريمٍ وتخليدٍ لرمزٍ من رموزِ الإنسانية المعطاء، هاني فحص لم يكن لبنانيا ولاعراقيا أيضا، بل عربيٌّ مفتخرٌ بهويته،لم يمثلِ الشيعةَ بل السُّنةَ كذلك ،لم يهتمَّ بالمسلمين حصرا بل بالمؤمنين جميعا.وأضاف الخوئي لم يكن اسلاميا بل كان مسلماً عقلانياً معتزاً بانتمائه،حضورهُ يمثلُ روحَ الأديان السمحاء مشروعُه انسانيٌّ لجميع البشركان يحبُّ الحياةَ ويريدُها للجميع،متصالحا مع نفسه اولا ومن ثم مع الاخر ،ليس ضد الاختلافِ لكن يؤكدُ المشتركاتِ ،يحترمُ المختلفَ كما هو بما هو لم يكن تبشيريا ولا داعية لدين ولا مذهب .وقال الخوئي هاني فحص لم يُرِدْ من الحوار الخوضَ في المسائل اللاهوتية العقدية بل اهتمامُه بالعيش المشترك والكريم للجميع على اساس المواطنة والدولة االمدنية العادلة وترسيخِ فصلِ الدين عن الدولة.في الختام كم نحن بحاجة الى الحكيم هاني فحص في مثل هذه الأيام التي تمرُّ بها منطقتُنا بوضعٍ مؤسفٍ لا نُحسَدُ عليه.


كلمة أكاديمية هاني فحص للحوار والتعددية ألقاها السيد مصطفى فحص الذي أشار إلى أن إطلاق هذه الجائزة هو خطوة نحو تحويل ما تركه هاني فحص من إرث إلى مشروع علمي وهو إسهام في العودة إلى تعريفنا ببعضنا و مشتركاتنا . فحص اشار الى ان على الاجيال القادمة أن تحتمي بإرث هاني فحص في مستقبلها المحاط بكثير من الاستبداد والرفض والهجرة .
وتحدث السيد فحص عن إجراءات التحضير لإطلاق فكرة حيث كانت جامعة القديس يوسف محط الرحال لأنها كانت منذ تأسيسها تسهم في صنع مثال لبناني وعربي حريص على فكرة إقامة الدولة وحماية الحريات وتنوع الثقافات.
كلمة جامعة القديس يوسف ألقاها البروفسورسليم دكاش الذي تحدث عن هاني فحص ودوره في إطلاق الحوار والتلاقي بين المسلمين والمسيحيين والذي كان كأحد أبرز المساهمين في تطوير هذا الحوار وتوكيده خلال نصف قرن من العمل والعطاء .وانتهى الإحتفال بتوقيع الإتفاقية التي تنص على إنشاء جائزة سنوية أو كل سنتين تمنحها أكاديمية هاني فحص للحوار والتعددية في سبيل متابعة تراث هاني فحص طيلة أكثر من نصف قرن في مؤلفاته وأعماله في مجالات الفكر الديني والتعددية والحوار .